Unconfigured Ad Widget

تقليص

اوردها السروي

تقليص
X
  •  
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أبو أحمد
    عضو مميز
    • Sep 2002
    • 1770

    اوردها السروي

    ولدي قصة في مجملها تعطيك الرد على تحميل النصوص مالا تحتمل ـ وهذه حدثت لرجل ملتزم ، أعفى لحيته ، ويلازم المسجد في كل الصلوات ، ولا يقول إلا مايعجبك سماعه ، هاشٌ باش .

    لن استفيض في ذكر صفات هذا الرجل ولكن المهم .
    ذات يوم قام هذا الرجل الفقيه بتركيب طبق لاقط ( دش ) ، وكان قطر الطبق 140سم ، حوالي المتر والنصف ، فأصبح الناس يتهامسون حول هذا الأمر الذي أقدم عليه هذا الرجل ، عندها وجد كلاماً كثيراً في عيون الناس ، وحاول بطرقه الملتوية أن يستنطقهم إلا أنهم لم يريحوه ولو بكلمة واحدة ، وبقي في حيرة من التساؤلات التي يراها هو في أعينهم ، فمضى في حال سبيلة فترة من الزمن ، ومنطقة الباحة كما تعرفون يشتد فيها الهواء لفترات طويلة من السنة ، فكان في كل يومٍ يجد أن الطبق انحرف عن مساره ، فيذهب للفني المتخصص في وزن الأطباق ويحضره ليعيده إلى سابق النقاء ، وذات مرة نصحه ذلك الفني بأن يشتري ذراعاً كهربائياً ليستفيد من الطبق بصورة أفضل ، ولكي يحقق الأمر الأهم وهو ( عدم اختلال التوجيه ) .
    طار الرجل من الفرح بعد أن دله الفني على البلسم الشافي لهذا الداء الذي يصيب الأطباق ، فما انفك من البحث عن أفضل ذراع في الأسواق حتى قيل له على النوعية الجيدة فسافر واشتراه ، ولكنه بعد شراء الذراع توجه له صاحب المحل بسؤال تقطر البراءة من كل حرفٍ فيه فقال له : كم قطر الطبق الذي تريد تشغيله بهذا الذراع ؟
    قال : متراً ونصف المتر .
    قال المفتي : اتق الله يارجل ! تشتري ذراعاً بهذا المبلغ لتحرك به طبقاً لايصل إلى المترين ! ( وخذوا بالكم من كلمة اتق الله ) .
    قال الفقيه : ماذا تريدني أن أفعل ؟ ثم أنني قمت بشراء الذراع لتثبيت الطبق فقط .
    قال المفتي : أنصحك بأن تشتري طبقاً لايقل قطره عن المترين والنصف .
    قال الفقيه : وماهي الفوائد التي سيضيفها هذا الطبق الكبير ، سيما وأنني أواجه أعين الناس عند كل صلاة ؟
    قال المفتي : القطر الكبير يمنحك مساحة أكبر بكثير من حيث تعدد القنوات ، كما أن هناك بعض الأقمار لاتستجيب إلا لمثل هذا أو أكبر منه ، فليس من المنطق أن تشتري ذراعاً تثبت به الطبق وتترك باقي المزايا .

    بقي الفقيه يسبح من باب الإستخارة ، لأن سوق الأطباق ليس مهيئاً للصلاة ، وإلا لكان صلى صلاة الإستخارة ، لأن الفني المفتي قال له : اتق الله ، فهو لايريد أن يرتكب معصية ـ وأخيراً بعد أن أخذ ورداً من التسبيح قرر شراء الطبق الأكبر حتى لايقع في الذنب ، ومدركاً أن جماعته لن يناقشوه على الطبق فقد اعتادوا رؤيته ، وخطر بباله أمر آخر وهو أن شعوره بالحرج قد يكون هو الذي يتشكل على هيئة تساؤلات في أعين الناس ، وإلا فإن الأمر يبدو طبيعياً لديهم ، بعدها شاور نفسه مبدياً الحزم فقال : اعطني أكبر طبق لديك .
    قال المفتي : الآن أنت تسير في الطريق الصحيح بعد أن اتخذت القرار الصائب . وأنا سأعطيك كل الأجهزة التي ستحتاج إليها لكي يصبح لديك طبقاً تعتد به ، وتدرك أنك لم ترم فلوسك في البحر ، بل وضعتها في شيء له قيمة ، وقام على الفور وأحضر له المقسمات والرؤوس والأسلاك ....الخ ، وقدم للعميل الفقيه فاتورة فيها تفصيل لثمن كل قطعة .
    قال الفقيه : اسمع .. أنا في منطقة نائية عن جدة ، فلا تجعلني أعود مرة أخرى ، تأكد من جودة القطع الحساسة ، وتأكد من أنني لن أحتاج من الباحة حتى المسمار .
    قال المفتي : نحن هنا ياأخي نعمل بأمانة ، ونخاف الله في تعاملاتنا ، وعندما نتعامل مع الزبون فإننا نستحضر الهاجس الديني في كل شيء ، نقدم البضاعة الأصلية ولا نتعامل في المقلد ، ونسجل طلبات الزبون ونحضر الطلبات حسب الفاتورة ، حتى لايختزل النسيان قطعة يكون فيها إزعاج له ، وقبل ذلك وبعده نقدم النصيحة له طالبين بها وجه الله ورضاه .
    قال الفقيه : جزاك الله خيراً أخي الحبيب ، فلم أرى في أمانتك وحسن تعاملك أحداً قبل اليوم ، ثم دفع له المبلغ وغادر متوجهاً في لهفة إلى الباحة ، وبعد أن وصل استدعى الفني وقام بتركيب الطبق ، وأوصاه ألا يترك قمراً أو نجمة أو حتى مذنب إلا ويلتقط بثه .
    قام العامل بتركيب الطبق ، وقام ببرمجة كل القنوات التي يُسمح بالتقاطها ، فحصل الفقيه على قرابة أربعمائة قناة تقريباً ، وقد شاهد أثناء البرمجة بهض الصور التي تنبئ عن قضاء وقت ممتع في مقبل الأيام .

    غادر العامل من عنده وبدأ هو المشاهدة والإستمتاع ، ولكنه من كثرة التركيز أثناء التركيب ، وكثرة الروحات والجيات لإحضار الطلبات لم يستطع الذهاب إلى المسجد ففضل أن يصلي فذاً أي منفرداً ( في البيت ) ، واستمر في تتبع القنوات لكنه ندم على شراء ذلك الذراع ، لأنه أصبح في حيرة من أمره ، فهناك الكثير من القنوات تشده من شعر رأسه ، لذلك أصيب بالإعياء لايعلم على أيها يركز فأصبح في دوامة ، مما جعله لايفلت الريموت من يده لحظة واحدة ، لكنه لم يمض سوى أيام قليلة حتى باشره الناس بالأسئلة التي كانت تساؤلات .
    إذ قال له أحدهم : ماهذا الذي على السطح ياشيخنا ؟
    قال الفقيه : إنه طبق .
    قال الرجل : أعلم ذلك ولكن مالذي دفعك لشرائه وتركيبه ؟ ثم إننا نذكر أنه كان صغيراً فهل أتيت بشيخ شمل الأطباق ؟
    قال الفقيه بعد أن ضحك ضحكة صفراء : لكي أشاهد قناة الجزيرة ياطويل العمر .
    قال الرجل : وماذا في هذه القناة ؟
    قال الفقيه : إنه قناة أخبار ، تنقل لك كل الذي تحاول الدولة أن تخفيه من خلال إعلامها ، وبإمكانك مصاحبتي لترى بأم عينك .
    قال الرجل : ياعزيزي أنا رجل ليس لي في السياسة ، وكما تعلم بأنني موظفٌ وأخشى أن أُفصل من عملي لو تكلمت في السياسة ، لأن هذا أول دفعة من الجزاء الذي تتخذه الدولة فدعني وشأني .

    فأتى إلى المسجد في صلاة المغرب ، وبعد الصلاة انطلقت الأسئلة من كل الحضور الذين استوقفوه للمناصحة ، إذ قال له أحدهم اتق الله يافلان ! أبعد ذلك الصلاح تؤول بك الأمور إلى هذا الحد (ىعندها استرجع كلمة مفتي الأطباق عندما قال له : اتق الله . أتشتري هذا الذراع لطبق صغير ؟ )

    قال الفقيه : لماذا تفسرون الأمور هكذا ، ولماذا يساء بي الظن رغم حسن القصد ، وتُحملون الأمور مالا تحتمل ؟!
    ياإخوة أنتم تعلمون بأن الفتن أصبحت كثيرة ، وأنني رجلٌ أخاف الله ، وأخشى أن يحاسبني الله إذا لم أقدم النصح للمسلمين ، وقد اشتريت هذا الطبق لكي أعرف حجم المفاسد التي فيه ، وبعدها أستطيع الدعوة على بصيرة ، كما أنه لايخفاكم أن كل واحدٍ منا يجب أن يعلم الحلال والحرام ، فيقوم باتباع الحلال بعد معرفته ، واجتناب الحرام بعد معرفته ، وهذا الطبق اشتريته لخدمة الدين ، فتفرق الناس من حوله مابين مقتنع ومستنكر ، ولكن التساؤلات لم تعد مسألة ظنية لديه ، فقد عانق الحقيقة وأصبح يدرك أنها موجودة ، إلا أنه بقي على طبقه لخدمة الدين ، وتقديم مايستنتجه لصالح الإسلام والمسلمين ـ ولايزال يجمع في الأدلة والبراهيم منذ أربع سنوات إلى الآن ، على أمل أن يصل إلى مفترق الطرق فيبدأ الدعوة على ضوء استنتاجاته والله الموفق .
  • قينان
    أدعو له بالرحمه
    • Jan 2001
    • 7093

    #2


    أبو أحمد

    سدد الله على طريق الحق خطاك

    كلمة ( اتق الله ) زينها كلا على رغبته وهواها ..

    ونسأل الله حسن الخاتمه لنا ولاخواننا المسلمين..

    شكرا على هذ االسرد فقد احتوى على حكم ونصائح

    تحياتي
    sigpic

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
    أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif, webp

    ماهو اسم المنتدى؟ (الجواب هو الديرة)

    يعمل...