الدرس الأهلاوي
جبر العتيبي
*ليس بالجديد أن يُحقق الأهلي كأس سمو ولي العهد من أمام الاتحاد فهذه هي البطولة الثانية التي يخطفها الأهلاويون من الاتحاد بعد كأس فيصل الذي حققوه أيضاً من أمام الجار كأولى بطولات هذا الموسم .
*إذن الراقي مارس " سلطنته " على الاتحاد هذا الموسم وأعاد العميد إلى السنوات العجاف مؤكداً أن العين لا تعلو على الحاجب وأن الأهلي يمرض لكنه لا يموت .
*" كأسان " معتبران في موسم واحد ومن أمام مُنافس تقليدي هو الاتحاد من الصعب أن يُحققها أي فريق آخر غير الأهلي الذي يعشق التَّميز في كل شيء فهو من يصنع الحدث ويترك للآخرين التحدُّث عنه .
*بيد أن القلعة أصبحت صاحبة الأولويات وبالذات أمام الاتحاد الذي أصبح لُقمة سائغة للأهلي فـ " بطولتان " متتاليتان وفي موسم واحد ي ُُعد إنجازاً غير مسبوق لقلعة الكؤوس التي تعودت على حصد الذهب وبالطريقة التي تحُبها وتُفضلها .
*فالأهلاويون عادوا لحصد البطولات من بوابة الاتحاد فلم تكن بطولة واحدة بل " اثنتان " أنكأت الجراح الاتحادية وأعادت العميد إلى زمن القحط .
*الجميل أن البطولتين اللتين حققهما الأهلي من أمام الاتحاد جاءت بفريق " شاب " " مصنوع " وليس بفريق " مجمع " من معظم أندية المملكة بما فيها الأهلي الذي مثَّله في النهائي مع الاتحاد إبراهيم سويد وعبدالله الواكد وتيسير آل نتيف .
*هذا الفرق بين نادٍ يُخطط للمستقبل وآخر يبحث عن بطولات وقتية من خلال الاستعانة باللاعبين الجاهزين من الأندية الأخرى كما يفعل الاتحاد .
*من حظ الأندية الأخرى أن الأهلي لم يدخل المربع هذا الموسم فلو حدث ذلك لأكل الأخضر واليابس وأضاف كأس دوري خادم الحرمين الشريفين إلى كأسي فيصل وسمو ولي العهد غير أن الحظ كان في قمَّة عِناده للأهلي وحرمه من التأهل للمربع الذي سيظل ناقصاً بعدم وجود الأهلي .
*هذا الفريق الجميل الذي ينثر المتْعة الحقيقية في كرة القدم ولا شك أن المربع سيتأثر بكل تأكيد بابتعاد الأهلي لأنه صاحب مستويات مُشرِّفة ستزيد من قوة مباريات المربع .
*دعوني أعود إلى نهائي كأس ولي العهد وكيف حقَّق الأهلي الكأس فقد نجح الأهلاويون في إعداد فريقهم فنياً ومعنوياً لهذه المبارة الحاسمة ولعبت خبرة الأميرين خالد بن عبداللهّ وعبداللهّ بن فيصل والجهازين الفني والإداري دوراً كبيراً في الإعداد النفسي حيث تحقَّق لهم ما أرادوا عكس الاتحاديين الذين تفرغوا للتَّحديات والتصريحات الإعلامية وكأن الكأس أصبح لهم ولكن في النهاية لا يصح إلا الصحيح فكأس ولي العهد ذهب لمن يستحقه " الأهلي " الذي لا يليق إلا به . مبروك للأهلاويين هذا الكأس الغالي الذي بلا شك استحقوه بكل جدارة واستحقاق وبعرقهم وجهدهم ولم تشوبه أية شائبة بل أتى بفوز " قُراح " لم تتدخل الصافرة التحكيمية فيه كما فعل معجب الدوسري في النهائي الشهير قبل سنوات الذي جيَّره للاتحاد بصافرة ظالمة ما زالت حديث الأوساط الرياضية حتى يومنا هذا .
من يردع حسن خليفة؟
*خرج مساعد مدرب الاتحاد حسن خليفة عن الروح الرياضية بعد نهاية المباراة عندما اعتدى على لاعب الأهلي حسين عبدالغني بالضرب أمام الملأ في تصرُّف أهوج ودخيلٌ على ملاعبنا حيث لم يرتكب عبدالغني أي تصرف خارج عن المألوف بل كان يعبر عن فرحته بتحقيق فريقه بطولة غالية وهذا من حقه فهل الفرح ممنوع على لاعبي الأهلي؟ !! إن ما بدر من خليفة يجب أن لا يمر مرورالكرام على يهمه الأمر .
*فهذا التصرف الأحمق يدل دلالة واضحة على أن هناك نوعية من الإداريين والمدربين يجب أبعادهم من الوسط الرياضي فحسن خليفة لم يحترم حضور سمو ولي العهد ورعايته لهذه المباراة بل مارس أسلوب الحواري في نهائي مثالي . فقد ذكَّرني خليفة بطريقة : يا أفوز ياأخرب.
*أعرف أن سمو الأمير سلطان بن فهد وسمو نائبه الأمير نواف بن فيصل يرفضان مثل هذه التَّصرفات التي تُشوه التنافس الرياضي الشريف بين أندية الوطن فلا بد أن يكون هناك قراراً رادعاً تجاه ما حدث حتى لا تتحوَّل ملاعبنا إلى حلبة مصارعة من بعض الأشخاص الذين لا يُقدرون مثل هذه المناسبات الرياضية الجميلة التي ينتظرها أبناء الوطن في نهاية كل موسم للقاء بالقادة في مثل هذه المهرجانات الرياضية التي لا خاسر فيها .
تعليق