.
شهران وهـدوء،، هل آن لي أن أقول؟[/grade]
.
...
.....
عندما تلعلع الأصوات
وحينما تتكسر على بساط الأحداث آلاف المقالات
أشعر بداخلي أن من الغباء سباحتي مع الغثاء بأحرفي وقلمي
وأن الأقوم هو التريث؛ وللسطور مع الأيام موعد..
...
وبعــد...
فقد هدأ الأمر وأخذ بالخفوت
وتتابعت الأحرف مشرقةً ومغربةً بعد أن كانت سيلاً يمضي لوادٍ واحد
فدعوني على إثر السيول أسوق دواتي لذاك الوادي الحزين
أطأ ثراه، وأهز جذوعه، وأنبش بيدي من تربته؛ لأغرس فيها معاني وأفكار طالما تلاحمت وتلاطمت..
آن لها اليوم أن ترى النور، وأن أبذرها حباً يمد للضوء كفاً ترجو التلقيح والتنقيح..
...
شهران من دماء
وآن يا لبنان أن تنعمي بالهدوء
وأن تسبلي عيناً كم أيقظها على الجوع هدير الطائرات
وبعد ذاك؛؛ هل آن لنا نحن أن ننعم بالهدوء؟ وأن نسبل على فرقتنا عين التغاضي والسكوت؟!.
...
أشعرت يا فنار بمثل هذا التشتيت؟
ولأول مرةٍ أقف على حدثٍ ولي مع رؤى الآخرين حوله صراع، وأتملى نازلةً وبيني وبين أكثر من أعرفهم حولها خلاف، واستشرف واقعةً وأحزاناً وبين صفوف من يخالفني نظرتي إليها أقارب وأحباب وأصدقاء!.
حينما انقسم المجتمع بين محبٍ وكاره، وتنازعت آراؤه بين مؤيدٍ ومنازع، وأبصرت بطوائف شتى تموج بين هذا وذاك، ولحظت أفكاراً تجول، ومعاني تدول، وأقلاماً تتراشق، وتأويلاتٍ وتخميناتٍ وتهويلات..
ساعتئذ؛؛ تساوق في ذهني معنى لم أحس به قبل، ورددت مع نفسي: ليست النقمة أن يحل بدار الإسلام ألم أو جرح؛ إنما هي أن تحل بدار المسلمين فرقةٌ وتباين، وأن ننظر للحدث الواحد بألف عين، ونتابع الموقف الواحد بمشاعر عدة..
هبوني نازلةً تصيب من المسلمين ألوفاً وتخرب مدائن، بيد أن راية الأمة يتيمة ورأيهم فيها ملتفا، وأبعدوا عني مقتل مسلمٍ واحدٍ وتختلف حوله الآراء..
الزلاقة؛؛ نصرٌ عظيمٌ ورايةٌ عاليةٌ وذكرى من نور، سببها مقتل أربعين الفاً من المسلمين تداعت لهم أحزان الأمة، والتمت على ذاك الحزن صفوف الطوائف، لتتحد بالقائد المؤمن ابن تاشفين..
وعثمان بن عفان - رضي الله عنه- فردٌ واحد، أريق دمه الطاهر، فكان اختلاف الآراء فيه منبعاً لألمٍ أكبر وهمٍ أشد، لا زالت أمة الإسلام تتعاورها رماحه..
...
وفي كل حدثٍ نرى للمسلمين من بني جلدتهم مخالفين..
ولكن الآخذ بعرى النفس ليشدها للألم؛ أن تبصر المخالف ممن تعرف عنه الحب للإسلام..
والأكثر من ذاك، أن تتسع رقعة المتخالفين بين يمينٍ ويسار، وأن تبصر بعشرات الطوائف على كل جانب..
عندها؛ يكون توصيف الحالة أكبر من مرحلة الخطر، فقد تجاوزت ذاك لتدخل في دوامة مهلكات الأمة..
إذ بهذه الصورة القاتمة؛؛ يتضح لمن يقرأ المجتمع على ضوئها أن الخلاف خلاف قواعد وأساسيات..
وإذا وصلت دودة الفرقة في مجتمعٍ ما أن تنخر أساسياته وتخالف أصول بناياته فالأمر إذ ذاك يدق ناقوس الفزع.
...
قرأت الكثير وسمعت الأكثر
والصمت ديني وديدني إلا نادر الأمر إن جاوز القول المدى
ثم وقفت على كل ذلك؛؛ وما بيدي إلا ذبالة أسفٍ لحال امة اليوم تتناوشها عواطفها بعيداً عن دينها
وهل يلام مثلي وقد سمع الكثير يتمنى لإسرائيل نصراً وقوة؟!!.
أستغفرك اللهم وأتوب إليك، وأبرأ إليك مما اقترف هؤلاء..
هذه ذنوبنا نراها رأي العين؛؛ اللهم فرحمتك بنا، لا تسلط علينا عدونا بها، وكن بنا يا لطيف الفعال لطيفا..
...
لبنان يا بلداً فتح جنباته وسار على أرجائه الصحابة الأطهار
يا أرضاً تتفيأ ظلال الإسلام وتنعم بصوت الأذان
يا دياراً ترتفع فيها ملايين الأصابع بشهادة التوحيد
يا ربوعاً تهتف في نواحيها ملايين الألسن بالصلاة على خير المسلمين
مسلمٌ أنت برغم ادعاءات الأكثرية للذميين، ومسلمٌ أنت بلا فرقةٍ ولا توهين، ومسلمٌ أنت وإن تجرأ البعض وكفر من ينطق بالشهادتين..
لك في القلب مكان يوازي اليمن والعراق، وفي الروح سموٌ يستشرف العلى مع نجدٍ ومصرٍ والمغرب والحجاز..
لبنان؛؛ وإن دار الزمان فكثرت المعاصي والآثام، وإن تقلبت الأيام فتبدلت القلوب عن سنة خير الأنام، وإن ترعرع الشر فتنامت بأرجائك المراقص وبيوت الحان، كلها تبقى في النفوس جراح الم؛ تغضي بالعين أن تبصر ذاك النقاء الأول، ولكن للإسلام وشهادة التوحيد المكانة الأعلى، ويأبى الله والولاء له أن تمحو محبتكم من نفوسنا أخطاء وانحرافات، وأيما بشر بكل قطرٍ إلا وله مع التقصير والخطأ روحاتٌ وغدوات..
لبنان؛؛ وألف عذرٍ يا لبنان!.
حين قال القائل: يستحق لبنان ما أصابه!!..
لبنان؛؛ وإن أزعجتك المقولة فلا تبال بقائلها كثيرا، فصاحبها أنام ولاء إسلامه بجانب أطفاله النائمين بأمان..
دعها فلي إزعاجها وألمها، لأني سمعتها وقرأتها كثيرا، حين طرحت لنا الساحات عشرات المحللين والمحللات!.
...
أعلاه حديث ثوابتٍ عمّـيت في خضم الحدث
فوجئنا بها تبرز لنا من هنا وهناك شائهة المنظر تغري بالأسى
طرحتها طرح القلب قبل طرح العقل، فأخذت منا الدموع كثير أسطرٍ وكثير لوعة
هل كان ما رأيناه تنافرا؟
هل كان واقعاً نزعت عنه الواقعة جلده الخارجي؟
أين الصواب والطريق الإسلامي في خضم المعامع والتصريحات؟
هل؟ وأين؟ ولماذا؟ وإلام؟
تناوبت أسئلة العقل وقد طال الحديث؛؛ فأرجأناها لعودةٍ نشعل بها بعض شموع
ولا تسلم شموعنا من اعوجاجٍ فترجو أكف التقويم..
والله غالب على أمره
.......
للموضوع بقية...
شهران وهـدوء،، هل آن لي أن أقول؟[/grade]
.
...
.....
عندما تلعلع الأصوات
وحينما تتكسر على بساط الأحداث آلاف المقالات
أشعر بداخلي أن من الغباء سباحتي مع الغثاء بأحرفي وقلمي
وأن الأقوم هو التريث؛ وللسطور مع الأيام موعد..
...
وبعــد...
فقد هدأ الأمر وأخذ بالخفوت
وتتابعت الأحرف مشرقةً ومغربةً بعد أن كانت سيلاً يمضي لوادٍ واحد
فدعوني على إثر السيول أسوق دواتي لذاك الوادي الحزين
أطأ ثراه، وأهز جذوعه، وأنبش بيدي من تربته؛ لأغرس فيها معاني وأفكار طالما تلاحمت وتلاطمت..
آن لها اليوم أن ترى النور، وأن أبذرها حباً يمد للضوء كفاً ترجو التلقيح والتنقيح..
...
شهران من دماء
وآن يا لبنان أن تنعمي بالهدوء
وأن تسبلي عيناً كم أيقظها على الجوع هدير الطائرات
وبعد ذاك؛؛ هل آن لنا نحن أن ننعم بالهدوء؟ وأن نسبل على فرقتنا عين التغاضي والسكوت؟!.
...
أشعرت يا فنار بمثل هذا التشتيت؟
ولأول مرةٍ أقف على حدثٍ ولي مع رؤى الآخرين حوله صراع، وأتملى نازلةً وبيني وبين أكثر من أعرفهم حولها خلاف، واستشرف واقعةً وأحزاناً وبين صفوف من يخالفني نظرتي إليها أقارب وأحباب وأصدقاء!.
حينما انقسم المجتمع بين محبٍ وكاره، وتنازعت آراؤه بين مؤيدٍ ومنازع، وأبصرت بطوائف شتى تموج بين هذا وذاك، ولحظت أفكاراً تجول، ومعاني تدول، وأقلاماً تتراشق، وتأويلاتٍ وتخميناتٍ وتهويلات..
ساعتئذ؛؛ تساوق في ذهني معنى لم أحس به قبل، ورددت مع نفسي: ليست النقمة أن يحل بدار الإسلام ألم أو جرح؛ إنما هي أن تحل بدار المسلمين فرقةٌ وتباين، وأن ننظر للحدث الواحد بألف عين، ونتابع الموقف الواحد بمشاعر عدة..
هبوني نازلةً تصيب من المسلمين ألوفاً وتخرب مدائن، بيد أن راية الأمة يتيمة ورأيهم فيها ملتفا، وأبعدوا عني مقتل مسلمٍ واحدٍ وتختلف حوله الآراء..
الزلاقة؛؛ نصرٌ عظيمٌ ورايةٌ عاليةٌ وذكرى من نور، سببها مقتل أربعين الفاً من المسلمين تداعت لهم أحزان الأمة، والتمت على ذاك الحزن صفوف الطوائف، لتتحد بالقائد المؤمن ابن تاشفين..
وعثمان بن عفان - رضي الله عنه- فردٌ واحد، أريق دمه الطاهر، فكان اختلاف الآراء فيه منبعاً لألمٍ أكبر وهمٍ أشد، لا زالت أمة الإسلام تتعاورها رماحه..
...
وفي كل حدثٍ نرى للمسلمين من بني جلدتهم مخالفين..
ولكن الآخذ بعرى النفس ليشدها للألم؛ أن تبصر المخالف ممن تعرف عنه الحب للإسلام..
والأكثر من ذاك، أن تتسع رقعة المتخالفين بين يمينٍ ويسار، وأن تبصر بعشرات الطوائف على كل جانب..
عندها؛ يكون توصيف الحالة أكبر من مرحلة الخطر، فقد تجاوزت ذاك لتدخل في دوامة مهلكات الأمة..
إذ بهذه الصورة القاتمة؛؛ يتضح لمن يقرأ المجتمع على ضوئها أن الخلاف خلاف قواعد وأساسيات..
وإذا وصلت دودة الفرقة في مجتمعٍ ما أن تنخر أساسياته وتخالف أصول بناياته فالأمر إذ ذاك يدق ناقوس الفزع.
...
قرأت الكثير وسمعت الأكثر
والصمت ديني وديدني إلا نادر الأمر إن جاوز القول المدى
ثم وقفت على كل ذلك؛؛ وما بيدي إلا ذبالة أسفٍ لحال امة اليوم تتناوشها عواطفها بعيداً عن دينها
وهل يلام مثلي وقد سمع الكثير يتمنى لإسرائيل نصراً وقوة؟!!.
أستغفرك اللهم وأتوب إليك، وأبرأ إليك مما اقترف هؤلاء..
هذه ذنوبنا نراها رأي العين؛؛ اللهم فرحمتك بنا، لا تسلط علينا عدونا بها، وكن بنا يا لطيف الفعال لطيفا..
...
لبنان يا بلداً فتح جنباته وسار على أرجائه الصحابة الأطهار
يا أرضاً تتفيأ ظلال الإسلام وتنعم بصوت الأذان
يا دياراً ترتفع فيها ملايين الأصابع بشهادة التوحيد
يا ربوعاً تهتف في نواحيها ملايين الألسن بالصلاة على خير المسلمين
مسلمٌ أنت برغم ادعاءات الأكثرية للذميين، ومسلمٌ أنت بلا فرقةٍ ولا توهين، ومسلمٌ أنت وإن تجرأ البعض وكفر من ينطق بالشهادتين..
لك في القلب مكان يوازي اليمن والعراق، وفي الروح سموٌ يستشرف العلى مع نجدٍ ومصرٍ والمغرب والحجاز..
لبنان؛؛ وإن دار الزمان فكثرت المعاصي والآثام، وإن تقلبت الأيام فتبدلت القلوب عن سنة خير الأنام، وإن ترعرع الشر فتنامت بأرجائك المراقص وبيوت الحان، كلها تبقى في النفوس جراح الم؛ تغضي بالعين أن تبصر ذاك النقاء الأول، ولكن للإسلام وشهادة التوحيد المكانة الأعلى، ويأبى الله والولاء له أن تمحو محبتكم من نفوسنا أخطاء وانحرافات، وأيما بشر بكل قطرٍ إلا وله مع التقصير والخطأ روحاتٌ وغدوات..
لبنان؛؛ وألف عذرٍ يا لبنان!.
حين قال القائل: يستحق لبنان ما أصابه!!..
لبنان؛؛ وإن أزعجتك المقولة فلا تبال بقائلها كثيرا، فصاحبها أنام ولاء إسلامه بجانب أطفاله النائمين بأمان..
دعها فلي إزعاجها وألمها، لأني سمعتها وقرأتها كثيرا، حين طرحت لنا الساحات عشرات المحللين والمحللات!.
...
أعلاه حديث ثوابتٍ عمّـيت في خضم الحدث
فوجئنا بها تبرز لنا من هنا وهناك شائهة المنظر تغري بالأسى
طرحتها طرح القلب قبل طرح العقل، فأخذت منا الدموع كثير أسطرٍ وكثير لوعة
هل كان ما رأيناه تنافرا؟
هل كان واقعاً نزعت عنه الواقعة جلده الخارجي؟
أين الصواب والطريق الإسلامي في خضم المعامع والتصريحات؟
هل؟ وأين؟ ولماذا؟ وإلام؟
تناوبت أسئلة العقل وقد طال الحديث؛؛ فأرجأناها لعودةٍ نشعل بها بعض شموع
ولا تسلم شموعنا من اعوجاجٍ فترجو أكف التقويم..
والله غالب على أمره
.......
للموضوع بقية...
تعليق