في رثاء عمرو بن حممة الدوسي
لقد ضمت الأثراء منك مرزأ=عظيم رماد النار مشترك القدر
إذا قلت لم تترك مقالاَ لقائل=وإن صلت كنت الليث تحمي الأجر
حليماَ إذا ما الحزم كان حزامةً=وقوفاَ إذا كان الوقوف على الجمر
ليبكيك من كنت حياتك عزة=فأصبح لما بنت بغضي على الصغر
سقى الأرض ذات الطول والعرض مثجم=أحم الذرى واهي العرى دائم القطر
وما بي سقيا الأرض لكن تربة= أضلك في أحشائها ملحد القبر
أبو كلثوم بن الهدم
............................................................................
برغم العلا والجود والمجد والندى=طواك الردى يا خير حاف وناعل
لقد غال صرف الدهر منك مرزأ=نهوضاَ بأعباء الأمور الأثاقل
يضم العفاة الطارقين فناؤه=كما ضم أم الرأس شعب القبائل
ويسرو دجى الهيجا مضاء عزيمةٍ=كما كشفت الصبح اطراق الغياطل
ويستهزم الجيش العرمرم باسمه=وإن كان جراراَ كثير الصواهل
وينقاد ذو البأو الأبي لحكمه=ويرتد قسراَ وهو جمُ الدغاول
ويمضي إذا ما النقع مد رواقه=على الروع وارفضت صدور العوامل
فإما تصبنا الحادثات بنكبة=رمتك بها إحدى الدواهي الضآبل
فلا تبعدن إن الحتوف موارد=وكل فتى من صرفها غير وائل
عتيك بن قيس بن هيشة بن أمية بن معاوية
................................................................................
سلام على القبر الذي ظم اعظماً=تحوم المعالي نحوه فتسلم
سلام عليه كلما ذر شارق=وما امتد قطع من دجى الليل مظلم
فيا قبر عمرو جاد أرضاً تعطفت=عليك ملثٌ دائم القطر مرزم
تضمنت جسماً طاب حياً وميتاً=فأنت بما ضُمِنت في الأرض مُعلم
فلو نطقت أرض لقال ترابها=إلى قبر عمرو الأزد حل التكرم
إلى مرمس قد حل بين ترابه=وأحجاره بدر وأضبط ضيغم
فلو وألت من سطوة الموت مهجة=لكنت ولكن الردى لا يثمثم
فلا يبعدنك الله حياً وميتاً=فقد كنت نور الخطب والخطب مظلم
وقد كنت تمضي الحكم غير مهلل=إذا غال في القول الأبلٌ الغشمشم
لعمرُ الذي حُطت إليه على الونا=حدابير عوج نيها متهمم
لقد هدم العلياء موتك جانباً=وكان قديماً ركنها لا يهدم
حاطب بن قيس بن هيشة
............................................................................
تعليق