أَلاَ مَـنْ مُبْلِـغٌ فِـتْـيَـانَ فَهْـمٍ=بِمَا لاَقَيْـتُ عِنْـدَ رَحَـى بِطَـانِ
بِأَنِّي قَـدْ لَقِيـتُ الغُـولَ تَهْـوِي=بِشُهْبٍ كَالصَّحِيفَـةِ صَحْصَحَـانِ
فَقُلْتُ لَهَـا : كِلاَنـا نِضْـوُ أَيْـنٍ=أَخُو سَفَـرٍ فَخَلِّـي لِـي مَكَانِـي
فَشَـدَّتْ شَـدَّةً نَحْـوِي فَأَهْـوَى=لَهَـا كَفِّـي بِمَصْقُـولٍ يَمَـانِـي
فَأَضْرِبُهَـا بِـلاَ دَهَـشٍ فَخَـرَّتْ=صَـرِيعـاً لِلْيَـدَيْـن وَلِلْـجِـرَانِ
فَقَالَتْ عُـدْ فَقُلْـتُ لَهَـا رُوَيْـداً=مَكَـانَـكِ إنَّنِـي ثَبْـتُ الْجَنَـانِ
فَـلَـمْ أَنْـفَـكَّ مُتَّكِـئاً عَلَيْـهَا=لأنْظُـرَ مُصْبِحـاً مَـاذَا أَتَـانِـي
إِذَا عَـيْـنَـانِ فِـي رَأْسٍ قَبِيـحٍ=كَـرَأْسِ الْهِـرِّ مَشْقُـوقِ اللِّسَـانِ
وَسَاقَـا مُخْـدَجٍ وَشَـوَاةُ كَلْـبٍ=وَثَـوْبٌ مِـنْ عَبَـاءٍ أَوْ شِـنَـانِ
في رثاء ابن اخته الشنفرى
عَلَى الشَّنْفَرَى سَارِي الْغَمَام فَرَائِـحٌ=غَزِيرُ الكُلَى أَوْ صَيِّبُ الْمَـاءِ بَاكِـرُ
عَلَيْكَ جَدَاءٌ مِثْـلُ يَوْمِـكَ بِالْحَيَـا=وَقَدْ رَعَفَتْ مِنِّي السُّيُـوفُ البَوَاتِـرُ
وَيَوْمُكَ يَـوْمَ الْعَيْكَتَيْـنِ وَعَطْفَـةٌ=عَطَفْتَ وَقَدْ مَسَّ الْقُلُوبَ الْحَنَاجِـرُ
تُجيِلُ سِلاَحَ الْمَوْتِ فِيْهِمْ كَأَنَّهُـمْ=لِشَوْكَتِكَ الحُـدَّى ضَئِيـنٌ نَوَافِـرُ
وَطَعْنَةِ خَلْسٍ قَـدْ طَعَنْـتَ مُرِشَّـةٍ=لَهَا نَفَـذٌ تَضِـلُّ فِيهَـا المَسَابِـرُ
يَظَلُّ لَهَـا الآسِـي أَمِيمـاً كَأَنَّـهُ=نَزِيفٌ هَرَاقَتْ لُبَّهُ الْخَمْـرُ سَاكِـرُ
وإنَّكَ لَوْ لاَقَيْتَنِي بَعْـدَ مَـا تَـرَى=وَهَلْ يُلْقَيَـنْ مَنْ غَيَّبَتْـهُ الْمَقَابِـرُ
لألْفَيْتَنِـي فِي غَـارَةٍ أُدَّعَـى لَهَـا=إلَيْـكَ وَإمَّـا رَاجِعـاً أَنَـا ثَائِـرُ
وإنْ تَكُ مَأْسُوراً وَظِلْـتَ مُخَيِّمـاً=وَأَبْلَيْتَ حَتَّـى مَا يَكِيـدُكَ وَاتِـرُ
وَحَتَّى رَمَاكَ الشَّيْبُ فِي الرَّأْسِ عَانِساً=وَخَيْرُكَ مَبْسُـوطٌ وَزَادُكَ حَاضِـرُ
أَقسَمْتُ لاَ أنْسَى وَإنْ طَالَ عَيْشُنَـا=صَنِيعَ لُكَيْـزٍ وَالأحَـلِّ بنِ قُنْصُـلِ
نَزَلْنَا بِـهِ يَوْمـاً فسَـاءَ صَبَاحُنَـا=فَإنَّكَ عَمْرِي قَدَ تَـرَى أَيَّ مَنْـزِلِ
بَكَـى إِذْ رَآنَـا نَازِلِيـنَ بِبَـابِـهِ=وَكَيْفَ بُكَاءُ ذِي الْقَلِيـلِ المُسَبَّـلِ
فَـلا وَأبِيـهِ مَـا نَزِلْنَـا بِعَامِـرٍ=وَلاَ عَامِرٌ حَتَّى الرَّئِيـسِ بنِ قَوْقَـلِ
وَلاَ بالشَّلِيـلِ رَبُّ مَـرْوَانَ قَاعِـداً=بأحْسَـنَ عَيْـشٍ وَالنُّفَاثِـيّ نَوْفَـلِ
وَلاَ ابنِ وَهِيبٍ كَاسِبِ الحَمْدِ وَالعُلاَ=وَلاَ ابنِ ضَبَيْعٍ وَسْـطَ آلِ المُخَبَّـلِ
وَلاَ ابنِ حُلَيْسٍ قَاعِداً فِـي لِقَاحِـهِ=وَلاَ ابنِ جُـرَيٍّ وَسْـطَ آلِ المُغَفَّـلِ
وَلاَ ابـنِ رِيَـاحٍ بالزُّلَيْفَـاتِ دَارُهُ=رِيَاحِ بنِ سَعْدٍ لاَ رِيَـاحِ بنِ مَعْقَـلِ
أُولَئِـكَ أعْطَـى لِلوَلاَئِـدِ خِلْفَـةً=وَأدْعَى إلى شَحْمِ السَّدِيفِ المُرَعْبَـلِ
الى لقاء قريب باذن الله مع مجموعة اخرى
تعليق