دخل الجمهور الى القاعة , واحتشدت بالوافدين من كل أقطار البلدة , ساقني الحشد الى الداخل , جلس الحضور , وبعد ضجة عارمة , يعم السكوت تمهيدا لبداية العرض, أسأل أحدهم عن طبيعة العرض الذي سيقدم الليلة , فيجيبني أن الموضوع فكاهي بعنوان " مهزلة دولية" , أثار العنوان فضولي , كما أنني أحسست أن هذا الحشد لا يمكن أن يحضر مسرحة كوميدية , وان كانت كذلك فلابد ان تكون ساخرة , ولها أبعاد ومعاني عميقة فقررت حضورها.
بعد برهة من الزمن , وتحت تصفيقات الجمهور , يُرفع الستار على شاشة صغيرة الحجم , لنلاحظ دخول دمية صغيرة , وقد رُبطت أطرافها بخيوط شفافة , تُحركها أيادي خفية من فوق الشاشة , يتوالى ظهور الدمى , الواحدة تلوى الأخرى , كلٌ تلقي خطابا سياسيا , لم يحتوي العرض على أحداث , لكن من خلال الخطب أدركت ان الحكاية تدور حول حرب ضروس أكلت الأخضر واليابس في ثلاثة بلدان متجاورة و العدو واحد , أبرياء قُتلت وأرواح اُ نتهكت , خِلت الأمر محزنا ولكنني فُوجئت بضحك الجمهور وقهقهتهم المتعالية , لم أفهم ما المُضحك في الأمر , ولكن متى كان للدمى قلب تحس وتشعر به ؟
سئمت من مشاهدة هذه المهزلة أحسست بالغربة في صفوف هذا القوم , فقررت الانسحاب , لو لم يدخل القاعة رجل وامرأتنا وقد غطت الجروح أجسادهم النحيفة.
تقدمت الأمرأتان تبكيان , قالت احداهن " اغتصبوني ومزقوني وقد كنت أطهر امرأة على وجه الأرض , يا قوم , أفيقوا من هذا التنويم المغناطيسي " , ثم تقول الثانية وهي تتوجع من فرط الألم " كتبوا لي نفس مصيرها , ولاسباب تافهة وبحجة أنهم أرادوا أن أكون أغنى فأصبحت أفقر , أجمل فأصبحت أبشع , أعلم فأصبحت أجهل , أن أكون أقوى فأصبحت أضعف , لا تصدقوا لا هذه الدمى ولا من يحركها" , يتعالى الضحك مجدادا قبل أن يتقدم الرجل وهو منهار وقد اٍغبر وجهه و كثرت الجروح في جسده , يحبس أنفاسه , ويقول " أنا الضحية الثالثة وكم سيكون بعدي من ضحايا , أموت موتا بطيئا , ففي كل يوم لِيد الظلم موعد في جسدي لِتغتال عضوا أو ركنا جديدا منه , أنا آمركم بالضحك لتستمر المهزلة..." , يضحك الجمهور بحدة أكبر وصوت أعلى , أما أنا فما استطعت مواصلة المشاهدة , وقفت وسط الحشد وصرخت بأعلى صوتي "كـــــــــــــــــــــــفـــى" , "كفى سئمت هذه المهزلة التي فرقت بين المرء وأهله , من حشت أرض العرب الطاهرة بجثمان المجزار , تبا لبشر يستمتعون بقتل الأبرياء وتدبيحهم وبآخريين يضحكون عند سقوط كل حصن , لا يعلمون انهم سيكونون اضحوكة في يوم من الأيام لغيرهم ما دامت الدمى تلعب في المسرح والأيادي لم تشل بعد , حان الوقت لنرسم معا نقطة نهاية لهذه المأساة"
ولم أفق الا على صوت امي تفيقني من النوم قاتلةً " انهضي لقد قُصف بيت عمك صابر وتوفي كل من فيه تجهزي سنذهب للغزاء "
بعد برهة من الزمن , وتحت تصفيقات الجمهور , يُرفع الستار على شاشة صغيرة الحجم , لنلاحظ دخول دمية صغيرة , وقد رُبطت أطرافها بخيوط شفافة , تُحركها أيادي خفية من فوق الشاشة , يتوالى ظهور الدمى , الواحدة تلوى الأخرى , كلٌ تلقي خطابا سياسيا , لم يحتوي العرض على أحداث , لكن من خلال الخطب أدركت ان الحكاية تدور حول حرب ضروس أكلت الأخضر واليابس في ثلاثة بلدان متجاورة و العدو واحد , أبرياء قُتلت وأرواح اُ نتهكت , خِلت الأمر محزنا ولكنني فُوجئت بضحك الجمهور وقهقهتهم المتعالية , لم أفهم ما المُضحك في الأمر , ولكن متى كان للدمى قلب تحس وتشعر به ؟
سئمت من مشاهدة هذه المهزلة أحسست بالغربة في صفوف هذا القوم , فقررت الانسحاب , لو لم يدخل القاعة رجل وامرأتنا وقد غطت الجروح أجسادهم النحيفة.
تقدمت الأمرأتان تبكيان , قالت احداهن " اغتصبوني ومزقوني وقد كنت أطهر امرأة على وجه الأرض , يا قوم , أفيقوا من هذا التنويم المغناطيسي " , ثم تقول الثانية وهي تتوجع من فرط الألم " كتبوا لي نفس مصيرها , ولاسباب تافهة وبحجة أنهم أرادوا أن أكون أغنى فأصبحت أفقر , أجمل فأصبحت أبشع , أعلم فأصبحت أجهل , أن أكون أقوى فأصبحت أضعف , لا تصدقوا لا هذه الدمى ولا من يحركها" , يتعالى الضحك مجدادا قبل أن يتقدم الرجل وهو منهار وقد اٍغبر وجهه و كثرت الجروح في جسده , يحبس أنفاسه , ويقول " أنا الضحية الثالثة وكم سيكون بعدي من ضحايا , أموت موتا بطيئا , ففي كل يوم لِيد الظلم موعد في جسدي لِتغتال عضوا أو ركنا جديدا منه , أنا آمركم بالضحك لتستمر المهزلة..." , يضحك الجمهور بحدة أكبر وصوت أعلى , أما أنا فما استطعت مواصلة المشاهدة , وقفت وسط الحشد وصرخت بأعلى صوتي "كـــــــــــــــــــــــفـــى" , "كفى سئمت هذه المهزلة التي فرقت بين المرء وأهله , من حشت أرض العرب الطاهرة بجثمان المجزار , تبا لبشر يستمتعون بقتل الأبرياء وتدبيحهم وبآخريين يضحكون عند سقوط كل حصن , لا يعلمون انهم سيكونون اضحوكة في يوم من الأيام لغيرهم ما دامت الدمى تلعب في المسرح والأيادي لم تشل بعد , حان الوقت لنرسم معا نقطة نهاية لهذه المأساة"
ولم أفق الا على صوت امي تفيقني من النوم قاتلةً " انهضي لقد قُصف بيت عمك صابر وتوفي كل من فيه تجهزي سنذهب للغزاء "
تعليق