كعادة الدكتور عائض القرني يسبح في فلك الإبداع بروائع القصيد
ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه يحلو الحديث وتتجلى الموهبة ويخفق القلب
أنـصـت لميـميـة ممــن أحبكـــم = مدادها مـن معانـي نـون و القلـمِ
سالت قريحـة صـب فـي محبتكـم= فيضاً تدفـق مثـل الهاطـل العمـمِ
كالسيل كالليل كالفجر اللحـوج غـدا= يطوي الروابي ولا يلوي علي الأكـمِ
أجش كالرعد في ليـل السعـود و لا = يشابه الرعد في بطش و فـي غشـمِ
كدمع عيني إذا مـا عشـت ذكركـم =أو خفقِ قلبٍ بنار الشـوق مضطـرمٍ
يـزري بنابغـة النعمـان روانقهـا = و مَنْ زهير ؟ و ماذا قال فـي هـرمِ
دع سيف ذي يزنٍ صفحـاً ومادحـه =و تبّعـا وبنـي شــداد فــي إرمِ
و لا تعرّج علـي كسـرى و دولتـه= وكـل أصيـد أو ذي هالـة و كمـي
و انسخْ مدائح أرباب المديـح كمـا = كانـت شريعتـه نسـخـا لدينـهـمِ
رصّعْ بهـا هامـة التأريـخ رائعـة= كالتاج في مفـرق بالمجـد مرتسـمِ
فالهجر و الوصل و الدنيا وما حملـتْ = و حبُ مجنـونِ ليلـى ضلـة لعمـي
دع المغاني و أطـلال الحبيـب و لا = تلمح بعينـك برقـاً لاح فـي أضـمِ
و انسَ الخمائـلَ و الأفنـان مائلـة = وخيمـةً و شويهـات بـذي سـلـمِ
هنـا ضيـاء هنـا ري هنـا أمــلٌ= هنـا رواء هنـا الرضـوان فاستلـمِ
لو زُينتْ لامرء القيس انزوى خجـلاً = ولو رآهـا لبيـدُ الشعـرِ لـم يقـمِ
ميمية لـو فتـي بوصيـر أبصرهـا = لعـوذوه بـرب الـحـل و الـحـرمِ
سل شعرَ شوقي أيروي مثل قافيتـي = أو أحمد بن حسين فـي بنـي حكـمِ
ما زار سوقَ عكـاظ مثـلُ طلعتِهـا = هامتْ قلوبٌ بها مـن روعـة النغـمِ
أُثني علي منْ ..؟ أتدري من أبجلـه ؟ = أمـا علمـت بمـن أهديتـه كلمـي
في أشجع الناسِ قلبـاً غيـر منتقـم = و أصدق الخلـق طـراً غيـر متهـمِ
أبهى من البدر في ليل التمـام و قـل = أسخى من البحر بل أرسى من العلـمِ
أصفى من الشمسِ في نطق و موعظةٍ = أمضى من السيف في حكم و في حكمِ
أغرٌ تشـرق مـن عينيـه ملحمـةٌ = من الضياء لتجلـو الظلـم و الظلـمِ
في همة عصفت كالدهـر و اتقـدتْ = كم مزقت من أبي جهل و من صنـمِ
أتي اليتيـم أبـو الأيتـام فـي قَـدَرٍ = أنهـى لأمتـه مـا كـان مـن يُتـمِ
محرر العقـل بانـي المجـد باعثنـا = من رقدة في دثـار الشـرك و اللمـمِ
بنـور هديـك كحلـنـا محاجـرنـا = في اليم بل دمعة خرساء فـي القـدمِ
أكـاد أقتلـع الآهـات مـن حُرقـي=إذا ذكرتـكَ أو أرتـاعُ مـن ندمـي
لما مدحتـك خلـتُ النجـمَ يحملنـي = و خاطري بالسنا كالجيـش محتـدمِ
شجعـتُ قلبـي أن يشـدو بقافـيـة = فيك القريض كوجه الصبـح مبتسـمِ
صه شكسبير من التهريـج أسعدنـا = عن كل إلياذة ما جـاء فـي الحكـمِ
الفرسُ و الرومُ و اليونان إن ذكـروا = فعنـد ذكـراه أسمـال علـى قـزمِ
هـم نمّقـوا لوحـة للـرق هائمـةً = و أنت لوحـك محفـوظ مـن التهـمِ
أهديتنا منبـر الدنيـا و غـار حـرا = و ليلـة القَـدر و الإسـراء للقمـمِ
و الحوضَ و الكوثرَ الرقراق جئت به = أنت المزمل في ثـوب الهـدى فقـمِ
الكـونُ يسـأل و الأفـلاكُ ذاهـلـة = و الجنُ و الإنسُ بين الـلاء والنعـمِ
و الدهر محتلـف و الجـو مبتهـجٌ = و البدر ينشـق و الأيـام فـي حلـمِ
سربُ الشياطينِ لما جئتنـا احترقـتْ = و نار فارس تخبـو منـك فـي نـدمِ
و صفد الظُلْم و الأوثان قـد سقطـت = و ماء سـاوة لمـا جئـت كالحمـمِ
قحطان عدنان حـازوا منـك عزتهـم =بـك التشـرّفُ للتـأريـخ لا بـهـمِ
عقود نصرك في بـدر و فـي أحـد = و عـدلاً فيـك لا فـي هيئـة الأمـمِ
شـادوا بعلمـك حمـراء و قرطبـة = لنهرك العذب هب الجيل و هو ظمـي
و من عمامتك البيضـاء قـد لبسـت = دمشـق تـاج سناهـا غيـر منثلـمِ
رداء بغـداد مـن برديـك تنسجـه = أيدي رشيـد و مأمـون و معتصـمِ
و سـدرة المنتهـى أولتـك بهجتهـا = علي بسـاط مـن التبجيـل محتـرمِ
دارستَ جبريل آيـات الكتـاب فلـم = ينس المعلم أو يسهـو و لـم يهـمِ
اقـرأ و دفتـرك الأيـام خـط بــه = وثيقة العهد يا من بـر فـي القسـمِ
قربـت للعالـم العـلـوي أنفسـنـا = مسكتنا متـن حبـل غيـر منصـرمِ
نُصرتَ بالرعب شهراً قبـل موقعـة = كأن خصمك قبل الحرب فـي صمـمِ
إذا رأوا طفـلاً فـي الجـو أذهلهـم = ظنوك بين بنـود الجيـش و الحشـمِ
بك استفقنـا علـي صبـح يؤرقـه = بلال بالنغمـة الحـرّا علـي الأطـمِ
إن كان أحببت بعـد الله مثلـك فـي = بدو و حضر و من عرب و من عجـمِ
فلا اشتقي ناظري من منظـر حسـن = ولا تفـوه بالقـول السديـد فـمـي
تعليق