قصيدة فريدة ، وربما يتيمة في معناها ومبناها ، ومن النادر أن تجد لها مثيلا ، ومن مجريات القدر أن حتى ردهــا غير موجود ، قصيدة ممتلئة بالشجن والحزن .
فهذا علي جماح ( أب ) أذهب هم ابنه المغترب فؤاده ولم يترك به متســع لهوى أخر وتملكه الأرق ولم يعد بمقدوره النوم وسيطر تفكيره وقلقه على محبوبه الوحيد على كل ذرة وكل ثانية وكل لحظة من لحظات حياته أعوام تليها أعوام

إنه ألم الفراق وألم البعــاد ، ابن تغرب يطلب الرزق ، هناك وراء البحار ، وأب وهن منه العظم ، واشتعل الرأس شيبا ، وبدأ يحس باقتراب الأجل المحتوم فبدا ينفث الآهات ويرسل العبرات ويظهر العجز وعدم القدرة على تحمل البعاد ولا على المسير إليه في غربته النائية
أرأيتم كيف الحـــزن الأبوي كيف يتشكل وكيف يفعل بصاحبه

أيهــــا الآبــــــاء

هل انتسخ علي جمـــاح أشــــجانكم ..؟
أم أنه عاش في وجدانكم ..
أم تراه عبر عما في مكنوناتكم ..؟؟

أم أن تجربته فريدة ويتيمة وتمثله وحــــده ..؟
شاركوه في الغنـــاء
ثم أنظروا أين هو منكم .؟ وأين أنتم منه .؟


بالله يا اهل الهوى خلونـي انـام
لا تحرموني منامـي كـل ليلـه
الولد راح اليمن وانا فـي الشـام
والا فـلا للخلـيـل إلا خليـلـه
عيون ترقب عليكم عام في عـام
ترقب ودنيا الشقـا ميلـه بميلـه
لن جيت بمشي لكم مشياً بالاقدام
فانـا تحيـرت والخطـوه ثقيلـه
ما عاد ينفعنـي الا خـط الاقـلام
وارسل مـع كـل نيـال وسيلـه
حزت المثايل ويا ما بي من أعلام
أعلام متواجدة مـا هـي قليلـه
لن جيت ببدي بها في الارض حكام
واشفق يزيدون فوق المـد كيلـه