الكتابة على الجدران بين العبثية والتاريخية
أينما تولي وجهك
في أقصى الشـعاب ، في المتنزهات ، في الأزقة والشوارع وحتى في الحمامات وحاويات القمامة يقع بصرك باستمرار على تلك الكتابات المتنوعة ، بشتى أنواع الخطوط ومختلف العبارات الجميلة ورموز الحب القاتل ..!! وحتى أقذر وأحط أنواع المعاني
كلمات وعبارات وأشــعار ورسومات ونقوش وصور
كتابات بدأت قبل أن يعرف الإنسان الكتابة والورق والأقلام
هناك في الكهوف وفي المغارات بدأ التدوين وكان التوثيق بدأ الإنسان يدون مكنوناته وتوجهاته وكان الإنسان على مر معظم الفترات التاريخية ينقش رسائل بمختلف الأشكال على أسطح مستوية. ولما ظهرت الكتابة، كان أول سطح وقع عليه الاختيار للكتابة هو الحجر—وفى البداية كان يتم نحت أو رسم الحروف أو الرموز على جرف صخري أو واجهة أحد الكهوف ويعتبر د. قميحة الكتابة على الجدران أحد فنون الأدب كما يعتبرها المؤرخون إحدى وســائل معرفة التاريخ ولعل اهم وثيقة صخرية تاريخية هي حجر رشيد، وهناك أشكالاً أخرى لها جذور ضاربة في التاريخ كأدب السخرية، ولعل النكتة تعد من أقوى أسلحة الأدب بحسب قول الناقد والأديب د. "جابر قميحة"، الذي يؤكد أن خطورتها ترجع إلى العفوية؛ فهي تنطلق بلا تكلف ، وكذلك لديها القدرة على الإمتاع وجلب اللذة النفسية والعقلية، وصدق التعبير؛ فهي غالباً تكون ملمحًا من ملامح الشخصية التي تتناول النكتة، وأيضًا يعد الإيجاز أحد عوامل خطورة النكتة..
وحديثا سميت"صحافة الجدران" وخاصة في الشارع الفلسطيني حيث تعتبر نوعًا من ثقافته الشعبية لمقاومة الاحتلال. وقد بدأها فنان الكاريكاتير الفلسطيني "ناجي العلي" برسم الطفل ( حنظلة ) على جدران المخيم،
وبينما يتساءل غازي حمد هل تعتبر" الكتابة على الجدران جزء من ثقافة شعبنا " ..؟؟ اعتبرها الدكتور "جواد الدلو" عميد كلية الآداب ورئيس قسم الصحافة والإعلام بالجامعة الإسلامية وسيلة إعلام بدائية
و يروى صاحب كتاب المستطرف في كل فن مستظرف حكاية ذلك العاشق وأبياتها الشعر التي تروق للعشاق
والتي بدا بها قصته المعروفة والمكتوبة على صخرة
ألا أيها العشاق بالله خبروا ** إذا حل عشق بالفتى كيف يصنع
فجاء في اليوم التالي وقد كتب تحت شعره البيت التالي
يداري هواه ثم يكتم سره ** ويخضع في كل الأمور ويسمع
وكان أخر القصة أن وجدوه ميتاً وقد كتب البيت التالي
سمعنا أطعنا ثم متنا فخبروا ** ............ يمنع
ولم تقتصر الكتابات على الحب والغرام أو الشتم والسباب وكذلك لم تقتصر على الأسوار والصخور والكهوف بل نقشت آيات من كتاب الله الكريم في معظم المساجد تقريبا
وتوشحت بها القصور والمساجد في غرناطة وبلنسية وكل أرض الفردوس الموعود
وكانت آية (( إن ينصركم الله فلا غالب لكم )) و(( لاغالب إلا الله )) أجمل ما زينت به تلك المآثر وكذلك الحرمين والأزهر والمسجد الأموي ومساجد العراق وتونس واليمن والمغرب قد حفلت جدرانها الداخلية والخارجية بالكثير من الذكر الحكيم وأصبحت الكتابة على الجدران تقليد رسمي وشعبي حاضر بقوة في هذا الزمان فمن النادر أن تجد سور مدرسة في أي مدينة سعودية قد خلى من الكتابات المتنوعة ( آيات وأحاديث وحكم ونصائح وحتى أبيات من شعر الحكمة ) وكل ما نشاهده من هذا التنوع الكتابي قد أعطى للشباب والمراهقين والصغار أنموذجا للكتابة استغلوه و انحرفوا به عن الطريق السوي حتى بتنا لا نشاهد إلا مايشين ولا نرى إلا العبارات الساقطة والسخيفة وما يشوه الأخلاق والمنجزات
ولعل الحمامات تعد المرتع الوخيم لأصحـاب تلك الهواية ولعل الدوافع التي تقف وراء هذه المشكلة عديدة والأسباب متنوعة فهل نجد من يهتم بهذه الظاهرة فيتعرف على حجمها وتوجهاتها وإيجابياتها وسلبياتها وأسبابها ودوافعها ..؟؟
أتمنى ذلك ..!!
أينما تولي وجهك
في أقصى الشـعاب ، في المتنزهات ، في الأزقة والشوارع وحتى في الحمامات وحاويات القمامة يقع بصرك باستمرار على تلك الكتابات المتنوعة ، بشتى أنواع الخطوط ومختلف العبارات الجميلة ورموز الحب القاتل ..!! وحتى أقذر وأحط أنواع المعاني
كلمات وعبارات وأشــعار ورسومات ونقوش وصور
كتابات بدأت قبل أن يعرف الإنسان الكتابة والورق والأقلام
هناك في الكهوف وفي المغارات بدأ التدوين وكان التوثيق بدأ الإنسان يدون مكنوناته وتوجهاته وكان الإنسان على مر معظم الفترات التاريخية ينقش رسائل بمختلف الأشكال على أسطح مستوية. ولما ظهرت الكتابة، كان أول سطح وقع عليه الاختيار للكتابة هو الحجر—وفى البداية كان يتم نحت أو رسم الحروف أو الرموز على جرف صخري أو واجهة أحد الكهوف ويعتبر د. قميحة الكتابة على الجدران أحد فنون الأدب كما يعتبرها المؤرخون إحدى وســائل معرفة التاريخ ولعل اهم وثيقة صخرية تاريخية هي حجر رشيد، وهناك أشكالاً أخرى لها جذور ضاربة في التاريخ كأدب السخرية، ولعل النكتة تعد من أقوى أسلحة الأدب بحسب قول الناقد والأديب د. "جابر قميحة"، الذي يؤكد أن خطورتها ترجع إلى العفوية؛ فهي تنطلق بلا تكلف ، وكذلك لديها القدرة على الإمتاع وجلب اللذة النفسية والعقلية، وصدق التعبير؛ فهي غالباً تكون ملمحًا من ملامح الشخصية التي تتناول النكتة، وأيضًا يعد الإيجاز أحد عوامل خطورة النكتة..
وحديثا سميت"صحافة الجدران" وخاصة في الشارع الفلسطيني حيث تعتبر نوعًا من ثقافته الشعبية لمقاومة الاحتلال. وقد بدأها فنان الكاريكاتير الفلسطيني "ناجي العلي" برسم الطفل ( حنظلة ) على جدران المخيم،
وبينما يتساءل غازي حمد هل تعتبر" الكتابة على الجدران جزء من ثقافة شعبنا " ..؟؟ اعتبرها الدكتور "جواد الدلو" عميد كلية الآداب ورئيس قسم الصحافة والإعلام بالجامعة الإسلامية وسيلة إعلام بدائية
و يروى صاحب كتاب المستطرف في كل فن مستظرف حكاية ذلك العاشق وأبياتها الشعر التي تروق للعشاق
والتي بدا بها قصته المعروفة والمكتوبة على صخرة
ألا أيها العشاق بالله خبروا ** إذا حل عشق بالفتى كيف يصنع
فجاء في اليوم التالي وقد كتب تحت شعره البيت التالي
يداري هواه ثم يكتم سره ** ويخضع في كل الأمور ويسمع
وكان أخر القصة أن وجدوه ميتاً وقد كتب البيت التالي
سمعنا أطعنا ثم متنا فخبروا ** ............ يمنع
ولم تقتصر الكتابات على الحب والغرام أو الشتم والسباب وكذلك لم تقتصر على الأسوار والصخور والكهوف بل نقشت آيات من كتاب الله الكريم في معظم المساجد تقريبا
وتوشحت بها القصور والمساجد في غرناطة وبلنسية وكل أرض الفردوس الموعود
وكانت آية (( إن ينصركم الله فلا غالب لكم )) و(( لاغالب إلا الله )) أجمل ما زينت به تلك المآثر وكذلك الحرمين والأزهر والمسجد الأموي ومساجد العراق وتونس واليمن والمغرب قد حفلت جدرانها الداخلية والخارجية بالكثير من الذكر الحكيم وأصبحت الكتابة على الجدران تقليد رسمي وشعبي حاضر بقوة في هذا الزمان فمن النادر أن تجد سور مدرسة في أي مدينة سعودية قد خلى من الكتابات المتنوعة ( آيات وأحاديث وحكم ونصائح وحتى أبيات من شعر الحكمة ) وكل ما نشاهده من هذا التنوع الكتابي قد أعطى للشباب والمراهقين والصغار أنموذجا للكتابة استغلوه و انحرفوا به عن الطريق السوي حتى بتنا لا نشاهد إلا مايشين ولا نرى إلا العبارات الساقطة والسخيفة وما يشوه الأخلاق والمنجزات
ولعل الحمامات تعد المرتع الوخيم لأصحـاب تلك الهواية ولعل الدوافع التي تقف وراء هذه المشكلة عديدة والأسباب متنوعة فهل نجد من يهتم بهذه الظاهرة فيتعرف على حجمها وتوجهاتها وإيجابياتها وسلبياتها وأسبابها ودوافعها ..؟؟
أتمنى ذلك ..!!
تعليق