الإخوة والأخوات

عذرًا على تأخري في إكمال ما كشفته لي نظارتي التي حدثتكم عن ظروف وملابسات خروجي بها .

في طريق عودتي ، تنازعني أمران :
الأمر الأول : خوفي من الوقوع بحفرة عميقة ، أو الاصطدام بعمود ، أو رصيف .
والأمر الثاني : خوفي من التأخر على زوجتي المصون .
لذا كنت أشاهد أشياء ، بسبب تمهلي ، ويفوتني أشياء نتيجة قلقي بسبب التأخر .
فماذا شاهدت ؟؟
دخلت محلاً بالخطأ بسبب نظارتي لا يدخله إلا النساء ، ليس لأن دخول الرجال ممنوعًا ، كلا ، ولكن لأننا اعتدنا أن نجعل نساءنا يتسوقن ( براحتهن ) دون أن نضايقهن بمرافقتهن وكأننا نشك فيهن ، وأنا هنا لا أعمم معاذ الله فالكثيرات من نسائنا فاضلات ولله الحمد، ولسن موضع شك ، المهم ماذا رأيت في هذا المحل ؟؟
رأيت بائعًا من جنسية عربية ، ذكرني بجمال يوسف عليه السلام ، لدرجة أنني حمدت الله أنه لا سكاكين في المحل قد تقطع أيدي النساء الموجودات ، ولا أخفيكم أنني أطلت النظر في قصة شعره الحديثة الجميلة وأناقته ، وابتسامته الساحرة ، ولطفه في تعامله مع زبوناته !!

لم أبق كثيرًا بذلك المحل لأن نظارتي كشفت لي أنني شخص غير مرغوب فيه، ولم يكن لوجدوي داعٍ ، فقد كنت نشازًا ، في لوحة مليئة بجمال المنظر !! لا تسألوني عن الجوهر ، فعلم ما في داخل الناس عند رب الناس .

عفوًا ، فقد كتبت مشاهداتي ، ولكنني لم أجد إلا القليل منها !!! لا أدري هل أخفيت بفعل فاعل ، أم أنني أضعتها ، سأبحث عنها ، وأكتب ما أجد منها إن شاء الله ، فاعذروني ، لأنني لا أملك نظارة لذاكرتي .