قال عيضه بن طوير يخاطب البيضاني:
لو يطول العمر يصبح من حدوث القدر ميته
والثمر ينهلّ لو كان الكظايم .. تِسعر أمْيات
لا تعاتِبني وتنشُدني عن .. الشّعب العِـرَاقي
وأنت عينك رايحه يمّ الشفا .. واشفا قنونا
رد / عبدالله البيضاني :
لاتوصِّف لي قرون الوعـل .. وأنا قِد رميته
أنت شِفته مرّة وأنا رميته .. تِسع رميات
ماقِدِرت آصاوبه رغم .. المعانِز والعِـراقي
آثر البلجيك تبغي رِكــــدة وإشفاق نونا
يأبى البيضاني على مستوى الصداقات إلا أن يبني له في كل وادي ( حصن ) و كذلك على مستوى القصائد والأشعار يهيم مع الشعراء في كل وادي ويطرق كل فن ويشارك كل شاعر
وهذه المرة كان موعده معنا ســـاخنا على غير العادة فالشاعر المبــدع الذي ينتصب أمامه بشاعرية فذه هو من يُطلق عليه ( دكتور القصائد ) واللي ما يصدقني يســال وينشــدا - على مقولة اللخمي صالح مخترق الحضارات - والمسئول هو عبد الله رمزي بشحمه ولحمه وأشرطته و( غرفة كهانته ) حسب رواية أبو متعب عبد الواحد بن سعود
البيضاني هنا خاوا عيضه بن طوير وسايره رغم أنه لم يستطع إصابة الهدف كما ورد في القصيدة ، وحين عجز بحث له عن كبش فداء - على طريقة أهل الكورة – فكانت البلجيك وتركنا نردد مع سمير الوادي - عليه شـــأبيب الرحمة والمغفرة - قصيدته التي أطلقها على الأثير في عصر مضى
وليا رجعنا من المقناص زعالي
أحد مدح بندقه واحد يعذر بها
عيضه بن طوير نحت قصيدته بالطريقة الفارسية وتحديداً في إيوان كســرى التي تحسب أنها ( جـِـــــدّ ) حيــة وليست منحوتة صخرية بأزميل [ الفرزدق ] ، حين قال
يغتلي فيهم ارتيابي حتى ** تتقراهم يداي بلمس
ابن طوير قال :

لو يطول العمر يصبح من .. حدوث القدر ميته
والثمر ينهلّ لو كان الكظايم .. تِسعر أمْيات
لا تعاتِبني وتنشُدني عن .. الشّعب العِـراقي
وأنت عينك رايحه يمّ الشفا .. واشفا قنونا
فالعمرلابد وان ينتهي مهما طال بالإنسان الأمــد ومهما عمـّر فلابد يوما أنه على آلة حدباء محمول مثله مثل ثمار الفاكهة فلابد في النهاية من تساقطها حتى ولو كانت المياه التي تسقيها وفيرة غزيرة
ورغم تلك الحقيقة الأزلية إلا أن أجمل ما في قصيدة هذا المالكي العجوز الممتلئ خبرة والمتفجر معرفة قوله

لا تعاتِبني وتنشُدني عن .. الشّعب العِـراقي
وأنت عينك رايحه يمّ الشفا .. واشفا قنونا

وأه على الشعب العراقي الذي تاجر به كل تجار الأرض بالجملة والمفرق ، من تجار الشنطة إلى تجار الكونتينرات ومن تجار السلاح حتى تجار الخردة والدماء وسراق الحضارة .
عراق الكوفة والبصرة والشافعي والطــّــفُّ وعيون المها والرصافة والجسر والخليل والمعتصم وكل بني العباس وحتى الحجاج وهولاكو
ثم يأتي بن طوير بعد هذا كله ويقول للبيضاني :
لا تعاتِبني وتنشُدني عن .. الشّعب العِـراقي
وأنت عينك رايحه يمّ الشفا .. واشفا قنونا
ليقدم له دليل أخر يؤكد به حقيقة المعنى الوارد في البيتين الأول والثاني وهو الموت وهل يتعرض العراق الأن إلا للموت والدمار وأينه من العِـراق ذاك الذي يسير نحــو الشفا وهو حدود الموت


يبحــــلق البيضاني في هذا الشــــاعر المصــــغر لفظاً ( ابن طـــويــر )والسامق هامة وقامة ولسان حاله يقول :
حتى العتاب حرمته يا . بن طوير وياليتك إبن طير حتى نأخذ عتابك مأخذ الجـِــدّ ....
يفيق أبو ماجد من ســـرحته فإذا صاحب العتاب ينتظر الجواب ( الــرد ) وإذا الحال يغني عن الســـؤال وإذا الفيلسوف قد ســـرح بنظره بعيـــدا وقد صدقت فيه مقالة المالكي التهامي بن طوير

وأنت عينك رايحه يمّ الشفا .. واشفا قنونا
يستعيد البيضاني لياقته وتركيزه وبصره ثـمّ على الفور يردد


لاتوصِّف لي قرون الوعـل .. وأنا قِد رميته
أنت شِفته مرّة وأنا رميته .. تِسع رميات
ماقِدِرت آصاوبه رغم .. المعانِز والعِـراقي
آثر البلجيك تبغي رِكــــــــدة وإشفاق نونا

و كأنه في رده يقول كفى فقد وصلتني رسالتك وفهمتها بل وأدركت مراميها وما رمزت إليه بالشفا هو الوعل بالتأكيد وهذا الوعل الذي شاهدته يا أبا الشباب قد أتعبني و ( ماقِدِرت آصاوبه ) لإن الرماية تحتاج إلى خبرة وتركيز وثقة