Unconfigured Ad Widget

تقليص

الحلم

تقليص
X
  •  
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أبو أحمد
    عضو مميز
    • Sep 2002
    • 1770

    الحلم


    1-وذي رحمٍ قلّمت أظفار ضغنه بحلمي عنه وهو ليس له حلم
    2- يحاول رغمي لا يحاولُ غيره وكالموتِ عندي أن يحلّ به الرّغم
    3- فإن أعفُ عنه أُغص عيناً على قذىً وليس له بالصّفح عن ذنبه علم
    4- وأن أنتصر منه أكن مثل رائشٍ سهام عدوٍ يستهاض بها العظم
    5- صبرت على ماكان بيني وبينه وماتستوي حرب الأقارب والسلم
    6- وبادرت منه النأي والمرء قادر على سهمه ماكان في كفه السهم
    7- ويشتم عرضي في المغيّب جاهداً وليس له عندي هوانٌ ولا شتم
    8- إذا سمته وصل القرابة سامني قطيعتها تلك السفاهة والإثم
    9- وإن ادعه للنصّف يأب إجابتي ويدعو لحكم جائر غيره الحكم
    10-فلولا اتقاء الله والرحم التي رعايتها حق وتعطيلها ظلم
    11-إذا ً لعلاه بارقي وحطمته بوسمِ شنارٍ لايشابهه وسم
    12-ويسعى إذا أبني ليهدم صالحي وليس الذي يبني كمن شأنه الهدم
    13-يودُّ لو أنيً معدم ذو خصاصةٍ وأكره جهدي أن يخالطه العدم
    14-ويعتد غُنما ًفي الحوادث نكبتي وما له فيها سناءٌ ولا غنم
    15-فمازلت في ليني له وتعطفي عليه كما تحنو على الولد الأم
    16-وخفضي له مني الجناح تألفاً لتدنيه مني القرابة والرحم
    17-وصبري على أشياء منه تريبني وكظمي على غيظي وقد ينفع الكظم
    18-لأستل منه الضغن حتى استللته وقد كان ذا ضغنٍ يضيق به الحزم
    19-رأيت انثلاماً بيننا فرقعته برفقي أحياناً وقد يُرقع الثَّلم
    20-وأبرأت غل الصدر منه توسعاً بحلمي كما يُشفى بالأدوية الكلم
    21-فأطفأت نار الحرب بيني وبينه فأصبح بعد الحرب وهو لنا سلم
    شرح الأبيات
    1_ رب صاحب قرابة كان ذا ضغينة وحقد عليّ أزلت أضغانه بحلمي وصبري مع أنه ليس عنده حلم وإنما هو غضوب نفور.
    2-ومن صفاته أنه يحب قهري وإنزال الأذى بي وقد وقف جهده على هذا في حين أنني أكره مساءته ونزول أي أذى به كراهيتي للموت.
    3-وأنا في حيرة من أمري معه فإنني إن أصبر على أذاه وأعف عنه وأتحمل مشقه عظيمة بذلك وهو لا يدري المعاناة التي أعانيها بالصفح عن ذنبه وليس يدري حتى بالصفح نفسه.
    4- ويؤلمني أن أقابل إساءته بمثلها أشد الألم إذ أنني سأكون كمن يجهز السهام لعدوه ليرمي بها من جهزها.
    5- لكن فضلت الأولى وهي الصبر على ما بدر منه تجاهي لأنني وجدت أن حرب الأقارب مر الأثر ففضلت مسالمتهم.
    6- ووصلته بعد أن نأى وتباعد عني مع أنني قادر على قطيعته.
    7- وفعلت ذلك مع جده واجتهاده في شتم عرضي وأنا غائب في حين لم يجد مني مايسوءه من شتم ولا أهانه.
    8-وإذا ما عرضت عليه التواصل وترك التقاطع والتدابر بحق القرابة والرحم كان جوابه القطيعة فيا للسفاهة ويا ما أشد جراءته وحرصه على كسب الإثم.
    9-وإن دعوته للإنصاف وأن يحل كل منا صاحبه يرفض هذه الدعوة ويختار الاستمرار في الغي والجور عن القصد.
    10-11-فلولا تقوى الله والخوف من قطع الرحم التي أوجب الله وصلها وعدّه-سبحانه-ظلماً وأي ظلم لنا جزته العداوة ولعلوته بالسيف وللحقه مني عار دائم لا يفارقه.
    12-إنه يصر على هدم ما أبنيه وإفساد ما أصلحه وشتان ما بين بان وهادم ومصلح ومفسد.
    13- وأنا وإياه على خطتين مختلفتين : فبينما هو يتمنى لي الخصاصة ويحب لي الفقر فإنني أكره له ذلك وأعمل جهدي على تجنيبه ما يضر به .
    14- لقد أعمى الحقد بصيرته وقلب بغضه لي الموازين في نظره حتى أصبح يعد ما يصيبني من نكبات ومصائب مغنماً له وزيادة في ربحه مع أنه في الحقيقة لا تعود مصائبي عليه برفعة قدر أو بمنفعة مادية .
    15- ولم أمل من مداراته وملاينته كما تفعل الأم الرؤوم في حنوها على ولدها.
    16-ولقد بلغت معه الغاية في التواضع وخفض الجناح أتألف قلبه ليتذكر القرابة التي تربط بيننا والرحم التي تجمعنا.
    17- وصبرت على أفعاله المريبة وكظمت غيظي على ما يثيرني من تصرفاته الغريبة لاعتقادي أن نتيجة كظم الغيظ محمودة في النهاية.
    18- كل هذا فعلته من أجل أن أداوي مرضه وأستل منه حقده وأروض نفسه الشموس التي امتلأت حتى ضاقت بهذا الضِّغن.
    19- وكانت علاقتنا مثلومة معيبة فعالجت هذا الثَلْم بترفقي وحكمتي والفساد قد يصلح والخرق قد يرقع .
    20- وكان مريض الصدر بالغِل فداويت هذا الغل بحلمي كما يداوى الجرح بالأدوية فيشفى .
    21- لقد كان بيني وبينه حرب مشتعلة فما زلت أداريه وأترفق به حتى حولته عن تلك العداوة وأطفأت تلك النار وصار لنا سلماً بعد أن كان حرباً .

    حول القصيدة

    هل عانيت العناء من جراء احد أقربائك ، وهل آلمك أن يقابل معروفك بالتجاهل ، وإحسانك بالإساءة ، وهل صبرت على علاج من هذه حاله
    ،ومنّيت نفسك بتغيره حيث كل الدلائل تشير إلى العكس ،وهل جوبهت
    بالصد والسَّفَهِ وصنوف الجحود وأنت كاظم صامت ،تعتمل في داخلك براكين الغضب المكتوم ،تجللها بسمة رضَّيه ،ومرةً إثر مرة تواترت الإساءات ،وتتابعت الإثارات ،وأنت في كل ذلك كأنك محتَبَس في زنزانة
    ضيقه وأفعى ذات فحيح ،ليس لك منها فكاك ،ولاعنها مهرب ،ومازلت
    تداورها في حسن تأتِ وصبر حتى استللت سُمَّها ، وخضدت شوكتها
    ،فأسلست قيادها بعد طول نفار .
    إذا كان لك عهد بهذه التجربة ، أو سمعت من اشتكى مما يشبهها ؛فإن
    الشاعر ((معن بن أوس المزني)) خلّد . لنا ذلك في هذه القصيدة.
    وقد امتازت هذه القصيدة بثلاث ميزات .

    1ـ سهولة وبساطة ، في جزالة وقوة أسر
    وهذه معادله صعبة المرتقى ، إذا تحققت في أسلوب شخص فقد حقق
    البقاء له، وأن تتسع مساحة الإعجاب به إلى مدى لايرام .
    فقد يظن بعض الناس أن السهولة تعنى الضحالة ، وأن الجزالة تعني الجفاء
    والوعورة ، وهذا ظن خاطئ تدحضه هذه القصيدة ، فعلى الرغم من أنها
    من عصر متقدم ، (إذ إن قائلها شاعر مخضرم ) إلا إنها ـ في سهولتها
    وانسياب ألفاضها ـ تدخل العقل والنفس دونما عناء ، وتثبت لنا أن
    في أدبنا القديم نصوصاً خالدة محجوبة عنا بغبار مايثيره أعداء هذا الأدب
    ،وخصوم هذه اللغة من أضاليل ودعاوي الصعوبة والخشونة ،ويكفي
    دليلاً على هذا أن تقرأ هذه القصيدة بهدوء ورويّه ، فتجد أنها تتسلل إلى الوجدان رويداً رويداً ،وتتابع ألفاضها وجملها رخية ندية راسمة بدقة
    حدود شخصيتين مختلفتين أشد الاختلاف ، متباينتي السلوك والطبع أبعد
    التباين ، دون إسفاف وهبوط حين تصف الشخصية السيئة ، ودون إسراف في ا0لفخر ، وإمعان في الخيلاء ،حين تصف قائلها .

    2_ صدق في التعبير ،وسمو المقصد

    فالشاعر مر بتجربة شخصية ، صورها أصدق تصوير واستهدف من وراء ذالك إبراز محاسن الحلم وكظم الغيظ ومداراة ذوي الأرحام ورفق بهم ، والتنفير من الحمق والقطيعة والرد على الإساءة بمثلها، والانتصار للنفس، كل ذلك بعبارة نظيفة عالية ،تتناسب مع هذا المقصد النبيل ، بعيداً عن أسلوب الوعظ المباشر الذي تستثقله النفوس وتمله القلوب

    حكمة وعمق في تصوير النفس الإنسانية .

    هاهو ذا الشاعر يبدو وكأنه يبوح لأحد جلسائه بتجربته ، مضطجعاً فيٍ
    كِسْر بيته ، هادىء النفس ، مطمئن السريرة ،لم يحجب الغضب بصيرته طلباً للثار ، مقدماً بكلمة (ذي رحم) لتكون بمثابة ( الحيثية ) التي بني عليها سلوكه
  • عبدالله الزهراني
    إداري ومؤسس
    • Dec 2000
    • 1542

    #2
    أخي أبو أحمد :-

    أقدم شكري وتقديري على ما كتبت ونقلت ...

    ومن منا لا يحب الحلم وحسن الخلق ..

    وفي الحديث إن فيك خصلتين يحبهما الله ( الحلم والأناة )) أوكما قال صلى الله عليه وسلم .

    وهذا الخلق من أعلاها منزلة وأرفعها قدرا ..إن أقربكم مني مجلسا يوم القيامة ( أحاسنكم أخلاقا )) أوكما قال صلى الله عليه وسلم


    اللهم اجعل الحلم صفة لنا ( آمين) .



    محبك /// أبو علي ... ودمت .

    تعليق

    • أبو أحمد
      عضو مميز
      • Sep 2002
      • 1770

      #3
      الأخ عبدالله الزهراني أشكرك على مرورك وعلى الإضافة التي أضفتها على

      الموضوع التي أسال الله أن ينفع بها وأن يجزيك خير الجزاء وبارك الله فيك

      تعليق

      • ابن مرضي
        إداري
        • Dec 2002
        • 6170

        #4

        وذي رحمٍ قلّمت أظفار ضغنه
        بحلمي عنـه وهـو ليـس لـه حلـم



        ما أجمل هذا البيت وما ابلغه !


        شكرا لأبي أحمد ، شكرا شكرا شكرا على هذا الكلم الطيب الذي ينفع الناس .
        كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل

        تعليق

        • أبو أحمد
          عضو مميز
          • Sep 2002
          • 1770

          #5
          الاخ بن مرضي
          شكرا لمرورك وأسأل الله أن يمنحنا الحلم والصبر وأن يتجاوز عنا سيئاتنا

          تعليق

          • عبد الله الشدوي
            عضو مشارك
            • Jul 2004
            • 245

            #6
            السلام عليكم ورحمة الله

            إلى الأعلى لمزيد من القراءة والفائدة

            أبو أحمد

            هنا مجهود عظيم أسأل الله أن ينفع به القارئ

            وألا يحرم كاتبه من الأجر والثواب

            تحياتي وتقديري
            إذا صحّ منك الود فالكل هين

            ........... وكل الذي فوق التراب تراب

            تعليق

            • أبو أحمد
              عضو مميز
              • Sep 2002
              • 1770

              #7
              أخي عبدالله الشدوي شكراً لمرورك وحسن عبارتك وجزاك الله خيراً وبارك الله فيك

              تعليق

              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
              حفظ-تلقائي
              إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
              أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif, webp

              ماهو اسم المنتدى؟ (الجواب هو الديرة)

              يعمل...