تويت
قبل أن تتوحد البلاد وينتشر الأمن على يدي الملك عبدالعزيز - رحمه الله - كانت الحروب بين كل قبيلتين متجاورتين على أشدها ..
زهران وبنو مالك قبيلتان من أعرق قبائل الجنوب ، هاتان القبيلتان لم تكونا بمعزلٍ عن قبائل الجزيرة العربية عامة وقبائل الجنوب خاصة ، فقد كان بينهما حروب وأيام حفظها كبارهم ..
الحرب بين زهران وبني مالك - ويشهد الكبار بذلك - كانت سجالاً فيوم لهؤلاء وآخر لهؤلاء..
الحجرة التي يقطنها ( آل مقبل ) وهي على حدود بني مالك في تهامة كانت هي من تمثل زهران في حروبها مع قبيلة بني مالك في هذا الجزء من البلاد ..
أغار (آل مقبل ) - ردًا على غارة سابقة - على بني مالك وكان النصر في هذه الغارة (مقبليًا ) (زهرانيـًا) ، وكانت حصيلة الغارة قَـتـْلَ عشرة من ( عيون ) رجال بني مالك مقابل ثلاثة من خيرة رجال الحجرة ..
عاد آل مقبل برجالهم الثلاثة القتلى على ظهور الجمال وكان من بينهم ( ولدان ) لرجل يدعى ( سودان ) رجل بلغ به الكبر عتيـًا وما عاد يقوى على خوض المعارك وإلاّ لما تخلف عن ( جماعته ) في هذه الغارة ..
استقبل الناس الرجال المنتصرين وذهب كلٌ إلى قريبه يهنيئه بالنصر ، أما سودان فقد كان في شوق شديد ليهنئ ولديه وما علم بأنهما على ظهري جملين باركين ..
يأتي من يخبر سودان بأن ولديه قتلا ، يصر على أن يرى وقع الرصاص في ولديه فهو يريد أن يعلم عن الكيفية التي أصيبا فيها ، هل أصيبا مقبلين أم مدبرين ؟
إن كانت الأولى فسيفرح مع قومه بالنصر ، وإن كانت الثانية فكان الله في عونه إلى أن يموت ..
رأى ولديه وقد كانت إصابة أحدهما بين عينيه وأما الآخر في صدره ..
حمد الله سودان على هذه القتلة المشرفة لأولاده ..
حان موعد الرقص على ( أنغام ) الزير ، الكل مبتهج وسودان يحاول أن يتجلد وأن يظهر فرحة النصر مع قبيلته ، يرقص ، لكنه يتذكر أن هناك زوجةً وأمًا مكلومة..يذهب ليواسيها فيجدها في حالة (هستيريا ) لا تدري ما تفعل ولا ما تقول يحاول تهدئتها فترد عليه من لي ولك يا سودان بعد اليوم .. قصموا ظهرك وأحرقوا كبدي ..
وكيف لرجل أن يعيش مقصوم الظهر ، وكيف يهنأ العيش لامرأة محروقة الكبد؟
هنا يأبى الحزن إلاّ أن يزيح الفرحة التي كان سودان يتظاهر بها وهو في داخله منها براء ..
يعود سودان إلى حيث الزير والرقص ، فينشد :
يا حي لي ذا الزير ويا حي نقره
ويا حي لي الحجره .. ومن سكن فيها
زفـرت في ليلي ثلاثين زفـره
ما تحـرق الجمره .. مثيـل واطيـها
بعد أن سمع أهل الزير والرقص هذه الرسالة المدوية من سودان توقفوا وقام واحدٌ من كبراء القوم وعليتهم ليمسك بالزير ( ويكفاه ) ويصيح بأعلى صوته العزاء .. العزاء لـ (سودان ) ..
هي أيام مضت ونسأل الله ألاّ تعود لكنه التاريخ يأبى إلاّ أن يسجل لنا بعضـًا منها لنأخذ منها العبرة ولنقارن بين ماضينا وحاضرنا ولننظر أيهما أجمل ..
السوادي
زهران وبنو مالك قبيلتان من أعرق قبائل الجنوب ، هاتان القبيلتان لم تكونا بمعزلٍ عن قبائل الجزيرة العربية عامة وقبائل الجنوب خاصة ، فقد كان بينهما حروب وأيام حفظها كبارهم ..
الحرب بين زهران وبني مالك - ويشهد الكبار بذلك - كانت سجالاً فيوم لهؤلاء وآخر لهؤلاء..
الحجرة التي يقطنها ( آل مقبل ) وهي على حدود بني مالك في تهامة كانت هي من تمثل زهران في حروبها مع قبيلة بني مالك في هذا الجزء من البلاد ..
أغار (آل مقبل ) - ردًا على غارة سابقة - على بني مالك وكان النصر في هذه الغارة (مقبليًا ) (زهرانيـًا) ، وكانت حصيلة الغارة قَـتـْلَ عشرة من ( عيون ) رجال بني مالك مقابل ثلاثة من خيرة رجال الحجرة ..
عاد آل مقبل برجالهم الثلاثة القتلى على ظهور الجمال وكان من بينهم ( ولدان ) لرجل يدعى ( سودان ) رجل بلغ به الكبر عتيـًا وما عاد يقوى على خوض المعارك وإلاّ لما تخلف عن ( جماعته ) في هذه الغارة ..
استقبل الناس الرجال المنتصرين وذهب كلٌ إلى قريبه يهنيئه بالنصر ، أما سودان فقد كان في شوق شديد ليهنئ ولديه وما علم بأنهما على ظهري جملين باركين ..
يأتي من يخبر سودان بأن ولديه قتلا ، يصر على أن يرى وقع الرصاص في ولديه فهو يريد أن يعلم عن الكيفية التي أصيبا فيها ، هل أصيبا مقبلين أم مدبرين ؟
إن كانت الأولى فسيفرح مع قومه بالنصر ، وإن كانت الثانية فكان الله في عونه إلى أن يموت ..
رأى ولديه وقد كانت إصابة أحدهما بين عينيه وأما الآخر في صدره ..
حمد الله سودان على هذه القتلة المشرفة لأولاده ..
حان موعد الرقص على ( أنغام ) الزير ، الكل مبتهج وسودان يحاول أن يتجلد وأن يظهر فرحة النصر مع قبيلته ، يرقص ، لكنه يتذكر أن هناك زوجةً وأمًا مكلومة..يذهب ليواسيها فيجدها في حالة (هستيريا ) لا تدري ما تفعل ولا ما تقول يحاول تهدئتها فترد عليه من لي ولك يا سودان بعد اليوم .. قصموا ظهرك وأحرقوا كبدي ..
وكيف لرجل أن يعيش مقصوم الظهر ، وكيف يهنأ العيش لامرأة محروقة الكبد؟
هنا يأبى الحزن إلاّ أن يزيح الفرحة التي كان سودان يتظاهر بها وهو في داخله منها براء ..
يعود سودان إلى حيث الزير والرقص ، فينشد :
يا حي لي ذا الزير ويا حي نقره
ويا حي لي الحجره .. ومن سكن فيها
زفـرت في ليلي ثلاثين زفـره
ما تحـرق الجمره .. مثيـل واطيـها
بعد أن سمع أهل الزير والرقص هذه الرسالة المدوية من سودان توقفوا وقام واحدٌ من كبراء القوم وعليتهم ليمسك بالزير ( ويكفاه ) ويصيح بأعلى صوته العزاء .. العزاء لـ (سودان ) ..
هي أيام مضت ونسأل الله ألاّ تعود لكنه التاريخ يأبى إلاّ أن يسجل لنا بعضـًا منها لنأخذ منها العبرة ولنقارن بين ماضينا وحاضرنا ولننظر أيهما أجمل ..
السوادي
تعليق