شكراً لك يا عزيزي ...

نحن في الأنتظار

عبدالله رمزي

هذه هي الأمسية الشعرية التي تتغنى بربى دوس الخلابة بين يديك أيها المتألق : بن رمزي

امتشقت مناظر ( دوس ) الخلابة التي عانقت السحب فأسدلت الغيوم الماطرة مرحبة ومهللة بالضيوف الكرام الذين زاروها فانتعشت ثناياها باسمة ضاحكة ممشوقة القوام متغزلة الهيام بمن جاء يشدو بأعذب الكلمات وأطرب الجمل فتراقص الشجر متمايلا وانهمر المطر قطرات قطرات في كل رشفة عطر قصيدة رائعة داعبت الحضور الذي اكتض بهم مسرح مركز التنمية الاجتماعية ببرحرح بمحافظة المندق التي تناطح الهتون جمالا ورونقا حتى انجلت الأشعار منسابة كانسلالها من اليدين بسهولة ويسر كان فرسان الأمسية الشعرية المبدعين هم : ــ
الشاعر المبدع : صالح سعيد الهنيدي والشاعر المبدع المحضري محمد عبد الله فرج ومفاجأة الأمسية الشاعر المبدع رجب جمعان الزهراني وذلك بحضور ورعاية سعادة محافظ محافظة المندق الأستاذ : محمد سعد السديري ومدير مركز برحرح والدكتور : هجاد عمر الغامدي رئيس الشؤون الإدارية بنادي الأدبي بمنطقة الباحة ورئيس اللجنة الإعلامية بنادي الشيخ : عبد الرحمن الدهري والأستاذ : علي صالح الزهراني ممثل النادي الأدبي بمحافظتي المندق والقرى وجمع غفير من الحاضرين حيث بدأت الأمسية الشعرية بأي من الذكر الحكيم تلاه الطالب : فائز علي سعدي الزهراني ثم قدم الأمسية ولأول مرة الموهبة الجديدة كأول تقديم له المشرف التربوي بتعليم الباحة الأستاذ : موسى أحمد الفقهاء ولربما تحسب كخطوة جيدة لفريق تنمية المواهب وهذا ما طرحناه بصراحة000 ثم أتى الدكتور : هجاد عمر الغامدي مبديا سعادته بالمحافظ وصحبه الكرام والجمهور الجميل مبديا ثناء رئيس النادي الأدبي بمنطقة الباحة الشيخ الفاضل : سعد بن عبد الله المليص على خطوة انتقال النادي إلى محافظات المنطقة قد حققت نجاحا من خلال استقطاب الحضور الجيد وتفاعل المشاركين مع فعاليات الأمسيات مما شجع القائمين على أنشطة النادي بالاستمرار وتنقل النادي في جميع محافظات المنطقة ومبديا اعتذاره نيابة عن الشيخ لظروف ألمت به ثم اسرج بالشعر متوهجا متألقا كعادته المبدع الشاعر : صالح سعيد الهنيدي بأولى قصائده بعنوان : ( يا ربى الحسن 0000أهازيج على ربوات دوس )
يا ربى الحسن والهواء العليل يا ربى الشوق في الزمان الجميل
يا ربى ( دوس ) هذه نفثات بعثتها آهات قلب عليل
ثم يواصل الشاعر المبدع الهنيدي مدح دوس وأهلها بالتذكر الماضي الجميل المشرف قائلا :
إيه يا دوس خبريني أثيري في فؤادي من رائعات الطفيل
إلى أن قال في قصيدته التي تقطر حسنا وجمالا :
لم نزل نستقي هداها زلالا صافيا في القلوب كالسلسبيل
ثم قصيدة ( موتوا بغيظكم ) التي يقرر فيها الشاعر حبه لوطنه وانتمائه له في لهفة وشوق رائع ومبدع من خلال نبذ الآفة القاتلة تلك السوسة التي تنخر جسد الوطن الأبي المتعالي الذي سيبقى شامخا متوقدا بحماس شعبه النبيل يقول في مطلعها :
بالله نسمو وبالإسلام نمتثل هو المناص إذا ضاقت بنا السبل
هو المعين لنا في كا نائبة وفي قلوب الأسى يبقى لنا الأمل
إلى أن قال :
يا حاقدون على الإسلام منهجكم ضحل ومستنقع في جوفه وحل
يا من نثرتم بذور الشر في وطني الشر يثمر بالبلوى لمن فعلوا
وقال أيضا :
أتدعون دفاعا عن عقيدتنا وهل يدافع عنا من لنا قتلوا ؟!
بانت نواياكم الحمقى وقد عرفت قلوبكم أنه يغتالها الفشل
تحللون حراما في شريعتنا ونهجكم وحيه التكفير والدجل
موتوا بغيظكم فالله ناصرنا فلم نزل بحبال الله نتصل
وختم بقوله :
يا موطني عش كريما لا تخف أحدا من العادي فما من طبعك الوجل
سنردع الظلم والإرهاب عن وطني وسوف يندحر الأوغاد والهمل
ثم أتى الشاعر المبدع الرائع : محمد فرج بقصيدة عمودية التي يتقنها وطرب الحاضرون بها حد الثمالة خصوصا عندما يتغنى شعرا عن الوطن يقول في قصيدة له تنزف محبة وهمة وإشراقا بعنوان : ( قراءة في النشيد الوطني )
سارعي للمجد والعلياء واسكني في القمة الشماء
واتركي الأرض لعشاق الهوى وانعمي في صحبة الجوزاء
وانثري أثواب عز نسجت من ضياء فاق كل ضياء
ويقول أيضا :
موطني قد عشت فخر المسلمين فيك بيت الله مهوى العالمين
فيك مجدا أحكمت أركانه شامخ البنيان صلب لا يلين
أنت نور يهتدي الساري به نور عدل وإخاء ويقين
ويختتم هذا الشاعر المبدع بقوله :
عاش من يحميك من آل سعود عبروا عن حبهم منذ الجدود
قد بنوا للعز صرخا شامخا بكفاح وجهاد وصمود
ثم طلب الجمهور من الشاعر محمد فرج قصائد غزلية فغير مسار الأمسية بقصيدة داعبت الحضور واستروح بعدها الجمهور عطر أنفاسهم مصفقين ومبدين تفاعلهم التام مع كل قصيدة ومنها قصيدة بن فرج منسابة سلسة كالجداول المتدفقة حسنا وصوتا يقول في ( بقايا ديار ) :
يا من لعين تراعي كوكبا ساري وتشتكي ألما من دمعها الجاري
ها قد ترحل أهل الحي وانهدمت تلك الديار فما من رجع أخبار
( الإبداع في هذه المقدمة الطللية تذكرنا بأمجادنا الماضية التي تعد مفخرة من مفاخر العرب الجميلة التي بات القلة من يتقنها ويوظفها في شعره ومحمد فرج المبدع منهم )
ويقول أيضا :
أنت الشعاع لقلبي والدواء له نور فماذا أحال النور للنار
وأنت ملهمتي بل أنت ساحرتي يا من كتبت لها ديوان أشعاري
لكم عشقتك حلما لا أساس له فاستوطن الحلم في أعماق أفكاري
ويختتم بقوله :
لما رأيتك مال القلب من طرب يزهو إليك على أنغام مزمار
ملكتك القلب فاختالي على به وقبليه فتمحى كل أوزاري


ثم أتى المبدع الموهوب الذي الشعر يجري على لسانه حلو المذاق عذب الكلمات ولكن تحتاج إلى الرعاية والاحتضان من قبل النادي الأدبي بالباحة كما خرجت لنا شعراء يشار لهم بالبنان من أمثال الشاعر المبدع : غرم الله الصقاعي والشاعر : محمد سويدي وهذه ( تحسب لصالح فريق تنمية المواهب 000فشكرا لهم على تفجر هذه المواهب ) أنه الشاعر القادم بقوة : ( رجب جمعان الزهراني ) يقول في أولى مقطوعاته التي يعارضه فيه وموجها شعره إلى : (إلى ت.س. اليوت ويباب أرضه

إلى تمتمات ورد الربيع
والينابيع وارض بها قطيع
إلى اليباب
وأودية محفورة بها شعاب
يموت فيها الغناء
والحدائق المعلقة
إلى حيث الفضاء
إلى وردة حمراء تزينت بها غانية
هات كفك
ابسط يدك
إلى أن قال :
هذا هو الربيع في ارض اليباب
في اليابسة
بين دجله والفرات
هذا حفيدك ورثته القلم
سيجرع الألم ويعود بالوعود
مثخنا بالجروح
ادعوك لتحتسي زيف الوعود
تسعون يوما والذئاب تلهو مع الجياع
والمساجد والكنائس هزها موت الجياع
وتناثرت أشلاء من يصلى
من يغنى ومن يغرد من طيور
هذى هي الأرض اليباب
ويختم مقطوعته الشعرية التي تقطر ألما بقوله :
فلتحتسى كأسا لهم
من الألم..
ونصف أوجاع العراق
فأين يا ترى الأرض اليباب000؟!
ويكمل مفاجأته رجب بنص ( لا تبعد ) فيه من النسيب نصيب صفق الحاضرون لها كثيرا يقول في مطلعها :
لا تجعلى كلماتي تحتضر
لا اسم لك
لا موعد
ولا مقر
بضع كلمات وافترقنا
على موعد مع القمر
فإلى أين منك المفر
وهذه النجمات شاهدة
واحسرتاه تعصف بي شتى الفكر
هل أنت سلوى
أم أنت ليلى
000000
إلى أن قال :
أتعرفين حين تعشق الأرض قطرات المطر
أتعرفين حين تعشق الأرض قطرات المطر
وحين ترفو شفاه إلى كاس عطر
أتعرفين حين يضرب موعد
وتعلمين كيف قلبي انفطر
هيهات أن تعرفي وجدي
وصبابتي 00000؟!
أما النص الأخير ( عندما تنتفض الصباح ) فيبدو أن الموهبة الشعرية القادمة قد رسم في طريقه الوجد والأسى والحرمان ولوعة وحسرة الفراق يقول في مطلعها :
عندما تنتفض الصباح
أطبقت جفني خشية أن أراه
أطبقت جفني أرفض أن أودع ليلتي
وأصخت سمعي للرياح
وبكت الرياح تودع ليلنا
وهمت علينا غيمة وردية
وإذ بالصبح لاح
لملمت أحزاني
لملمت أشواقي
و عندما تنتفض الصباح
ألفيت جسدي قد تسجى على متن الرياح
( تكررن كلمة الرياح من غير مسوغ على الرغم من جمال تصويرها وقوة منطقها وكأنه يعزي نفسه ويمنيها عند الفراق فالرياح تسكن وحدته ومنها وإليها يشكو ألمه وحسرة فراقه وهي أيضا مؤنس وحدته)
ثم بعد ذلك وزعت الدروع والشهادات التقديرية على الشعراء المبدعين الذين ألهبوا الحاضرين جمالا وروعة كروعة جمال ( دوي بزهران ) 0

إلى تمتمات ورد الربيع
والينابيع وارض بها قطيع

انظر الى الابداع. الذي له ذوق خاص

تسلم وكثر من هذه الابيات.