بن عيسى شاعر مشهور في زمانه ، وخاصة بالقصائد ذات الأبيات الطويلة التي تحتاج عند غناءها إلى نفس طويل ، له قصائد جميلة معبرة، سأحاول أن أوردها كل ما تذكرتها ، وإلى الأولى منها.
قال بن عيسى يانَهل قعر بير الرهوة كود(ن) يصيّر ماه
قال بن عيسى ، وهنا لا مجال للسامع في أن يحتار من هو القائل ، أو يجرؤ أحد إلى أن ينسب هذا القول إلى نفسه . فالقائل هو بن عيسى .
يقول: يانَهل ( بمد النون وفتحها على طريقة أهل منطقة الباحة) والنهل هو الماء الجاري من تحت الأرض ؛ يقال أخذ العلم من منهله ، أي مصدره وأساسه ، والنهل هنا ليس كأي نهل ، بل نهل قعر بير ، والقعر كما هو معلوم تعبير عن القاع البعيد ، والبير يعرف عنه عموما العمق ، وإلا لما سمي بئرا ، والبير هنا معروفا لدى الشاعر وجمهوره، فهو بير الرهوة ، وزيادة في التأكيد وإمعانا في المبالغة في عمق بير الرهوة الذي يجري فيه النهل الصافي فإنه لا يكاد يُرى ماءه ( كودن يصّير ماه ) .
مامدى بعد هذا الماء ( النهل)الذي لا يكاد يرى ؟ وكيف لمن أراد أن يروي منه عطشه أو يسقي منه دابته ؟
متوزيٌ ، اي في مكان أمين ، لا تلحقه اليد العابثة ولا تراه العين الزائغة . أين ؟ على بعد سبعين قامة ، والقامة هي المقياس الذي كان يستعمل قبل أن يُعرف المتر ، وقد كانت مقياسا متفقا عليه وخصوصا للأبار .
متوزي من سدّ سبعين قامة ، يفحم السانية والناس .
لا مضخات ولا خراطيم تظهر هذا الماء العذب الصافي المتخبي ، ولا سبيل إلى إظهاره إلا بالوسائل التقليدية ؛ السانية ( ثوران قويان) ومن خلفها السائق ، يقول أحمد أمجبران :" يالله هب للثور والسايق معونة " .
متوزي(ن) من سد سبعين قامة يفحم السانية والناس .
ولولا إذ دخلت جنتك قلت ماشاء الله ، هذا هو المنهج الذي يسلكه شاعرنا بن عيسى هنا ، لكي لا يصاب هذا الماء النظيف بتلوث الأعين الحاسدة ، يبادر إلى القول :
يحجب عليك الله يامنهل(ن) يصدر عنه كل غب(ن) ظامي .
لا يمل من تكرار كلمة "المنهل " لأسباب عديدة ، منها التأكيد على نوعية الماء ، وعمق مكانه وبعده ، ولا ينسى أن يذكر نفسه والسامعين بأن يذكروا الله ، ويتعوذوا من الشيطان ، عند رؤيتهم لهذا الماء ( المنهل) أو سماعهم اي شيء عنه ، لإنه يستحق ذلك بكل جدارة ، فهو ليس عذبا صافيا بعيدا في قاع البئر يفحم السانية والناس فحسب ، بل يصدر عنه كل من يريد أن يروي ضمأه ويرطب كبده دون أن يحظى منه ولو بقطرة واحدة حتى ولو مات من العطش .
وإذا كانت الأشياء بخواتيمها فإن بن عيسى هنا جاء لنا ببيت أخير هو بيت القصيد كما يقال ، ففيه جمع الأضداد وحدد الأسماء ،وأورد لنا القرائن والدلائل ، حتى تتضح المقارنة وتبان الفوارق :
ماهو (غدير الفيع ) ميراد (بقران ) العمارى ودوس له .
أكتملت الصورة فتميزت الأشاء بضدها ، فالنهل ( نهل قعر بير الرهوة ) الذي لا يكاد يُرى في قاع البئر العميقة ، ليس كماء الغدير ، الذي ترده ابقار قبائل بني عمر ( العمارى ) وقبائل دوس المعروفة .
قال بن عيسى يانَهل قعر بير الرهوة كود(ن) يصيّر ماه
متوزي(ن) من سد سبعين قامة يفحم السانية والناس
يحجب عليك الله يامنهل(ن) يصدر عنه كل غب(ن) ظامي
ماهو (غدير الفيع ) ميراد (بقران ) العمارى ودوس له
قال بن عيسى يانَهل قعر بير الرهوة كود(ن) يصيّر ماه
قال بن عيسى ، وهنا لا مجال للسامع في أن يحتار من هو القائل ، أو يجرؤ أحد إلى أن ينسب هذا القول إلى نفسه . فالقائل هو بن عيسى .
يقول: يانَهل ( بمد النون وفتحها على طريقة أهل منطقة الباحة) والنهل هو الماء الجاري من تحت الأرض ؛ يقال أخذ العلم من منهله ، أي مصدره وأساسه ، والنهل هنا ليس كأي نهل ، بل نهل قعر بير ، والقعر كما هو معلوم تعبير عن القاع البعيد ، والبير يعرف عنه عموما العمق ، وإلا لما سمي بئرا ، والبير هنا معروفا لدى الشاعر وجمهوره، فهو بير الرهوة ، وزيادة في التأكيد وإمعانا في المبالغة في عمق بير الرهوة الذي يجري فيه النهل الصافي فإنه لا يكاد يُرى ماءه ( كودن يصّير ماه ) .
مامدى بعد هذا الماء ( النهل)الذي لا يكاد يرى ؟ وكيف لمن أراد أن يروي منه عطشه أو يسقي منه دابته ؟
متوزيٌ ، اي في مكان أمين ، لا تلحقه اليد العابثة ولا تراه العين الزائغة . أين ؟ على بعد سبعين قامة ، والقامة هي المقياس الذي كان يستعمل قبل أن يُعرف المتر ، وقد كانت مقياسا متفقا عليه وخصوصا للأبار .
متوزي من سدّ سبعين قامة ، يفحم السانية والناس .
لا مضخات ولا خراطيم تظهر هذا الماء العذب الصافي المتخبي ، ولا سبيل إلى إظهاره إلا بالوسائل التقليدية ؛ السانية ( ثوران قويان) ومن خلفها السائق ، يقول أحمد أمجبران :" يالله هب للثور والسايق معونة " .
متوزي(ن) من سد سبعين قامة يفحم السانية والناس .
ولولا إذ دخلت جنتك قلت ماشاء الله ، هذا هو المنهج الذي يسلكه شاعرنا بن عيسى هنا ، لكي لا يصاب هذا الماء النظيف بتلوث الأعين الحاسدة ، يبادر إلى القول :
يحجب عليك الله يامنهل(ن) يصدر عنه كل غب(ن) ظامي .
لا يمل من تكرار كلمة "المنهل " لأسباب عديدة ، منها التأكيد على نوعية الماء ، وعمق مكانه وبعده ، ولا ينسى أن يذكر نفسه والسامعين بأن يذكروا الله ، ويتعوذوا من الشيطان ، عند رؤيتهم لهذا الماء ( المنهل) أو سماعهم اي شيء عنه ، لإنه يستحق ذلك بكل جدارة ، فهو ليس عذبا صافيا بعيدا في قاع البئر يفحم السانية والناس فحسب ، بل يصدر عنه كل من يريد أن يروي ضمأه ويرطب كبده دون أن يحظى منه ولو بقطرة واحدة حتى ولو مات من العطش .
وإذا كانت الأشياء بخواتيمها فإن بن عيسى هنا جاء لنا ببيت أخير هو بيت القصيد كما يقال ، ففيه جمع الأضداد وحدد الأسماء ،وأورد لنا القرائن والدلائل ، حتى تتضح المقارنة وتبان الفوارق :
ماهو (غدير الفيع ) ميراد (بقران ) العمارى ودوس له .
أكتملت الصورة فتميزت الأشاء بضدها ، فالنهل ( نهل قعر بير الرهوة ) الذي لا يكاد يُرى في قاع البئر العميقة ، ليس كماء الغدير ، الذي ترده ابقار قبائل بني عمر ( العمارى ) وقبائل دوس المعروفة .
قال بن عيسى يانَهل قعر بير الرهوة كود(ن) يصيّر ماه
متوزي(ن) من سد سبعين قامة يفحم السانية والناس
يحجب عليك الله يامنهل(ن) يصدر عنه كل غب(ن) ظامي
ماهو (غدير الفيع ) ميراد (بقران ) العمارى ودوس له
تعليق