هي قصة من الواقع حاولت كتابتها من قبل عدة مرات ولكنني فشلت حتى تيقنت أنني عاجزة عن مجرد نقل أحداثها فضلاً عن إخراجها بشكل يليق بهذا القسم من المنتدى ...
على أي حال سوف أقدمها لكم ... وآمل أن تتجاوزا عللها..
دارت أحداث القصة قبل أكثر من ثمان سنوات وفيها رجل يحب ابنة عمه حتى الجنون ...
نشأ ذلك الحب منذ الصغر عندما كانا يلعبان معاً ..
عندما اشتد عوده وأصبح يجد في نفسه القدرة على تحمل مسئولية الأسرة قرر الإقدام على الزواج منها ..
هي تصغره بسنتين ..
بعض العائلات في نجد وربما في مناطق أخرى من المملكة لا تلتزم بالحجاب الشرعي داخل العائلة الواحدة ومن ذلك الحجاب عن أبناء العم ...وهذا هو حال هذه العائلة ..
عائلتها وعائلة عمها تعيشان في منزل واحد
في عطلة نهاية الأسبوع خرجت العائلتان معاً في نزهة ، لم ترافقهم الفتاة بل فضلت البقاء في المنزل
ولم يرافقهم ابن عمها أيضاً فقد كان خارج المنزل ..........
عاد للمنزل وإذا بها بمفردها ... بالإضافة للخادمات والسائق ... !!
تردد في الدخول ، ولكنه وجدها فرصة للتحدث معها والتعبير عن مشاعره نحوها ..
دخل إلى المنزل واتجه إلى غرفته مباشرة بعد أن ألقى عليها السلام
بعد قليل بدأت تتقاذفه الأفكار والخيالات وتحرك في داخله العشق الكبير ..
اتصل بها ( سنترال داخلي ) ...
ردت ماذا تريد ؟ هل أطلب من الخادمة أن تجهز لك القهوة أو الشاي ؟
لا لا
فماذا تريد إذن ؟
قال : أعرف انك تسمعين لخالد عبدالرحمن ، ممكن أقدم لك هدية ( الألبوم الجديد )
قالت : ما في مانع
خرج من غرفته واتجه إليها ..
طرق الباب ، فتحت وأذنت له بالدخول
قدم لها الكاسيت وقال لها : هل لي أن أتحدث معك في أمر خاص ؟
ضحكت من قوله وقالت أي أمر خاص تريد التحدث عنه ؟
لم يتردد ... قال :
أحبك
لم تكن الكلمة مفاجئة لها فقد كانت تلحظ ذلك من قبل ...
بعد أن رسمت ابتسامتها الجميلة .. قالت بدون تردد : لست فارس أحلامي .. !
قنبلة مدوية فجرتها في قلبه ........ بل صدمة لم يستطع تحملها
عاد لغرفته والحزن يعتصر قلبه ...
لست فارس أحلامها .. !!!
لماذا ؟
هل هو حلم ... لا لا .. بل كابوس .. !
لا لا
إنه حقيقة ... إنها لا تحبني
ضاقت في وجهه الدنيا .. أغلق على نفسه الغرفة ليصارع الحزن بين جدارنها عدة أيام .. لا يخرج منها إلا للضرورة ..
لاحظت العائلة عند عودتها بعد يومين التغير الغريب في حياته وبادروا بالاستفسار والسؤال إلا أنهم لم يجدوا منه إلا الصمت القاتل ..
أخوه الأصغر استطاع بعد عدة أيام أن يخرجه من صمته ليكتشف السر وراء الإنطواء الذي اختاره لنفسه وهو حبه لابنة عمه وردها القاسي عليه ..
أخبر أخاه بتفاصيل ما حدث فما كان منه إلا أن قال له :
لا يجب أن تحزن ، فهي لا تستحق منك كل هذا ، سوف تجد مثلها في النساء بل ستجد أفضل منها
غضب من قول أخيه وثارت ثائرته وقال له أنت لا تفهم معنى الحب ؟؟
ضحك أخاه وقال : سوف يزول هذا الحب تماماً عندما تحب فتاة أخرى ، فما كان منه إلا أن طلب من أخوه مغادرة الغرفة ..
بعد أيام
وجد فرصة جديدة للتحدث معها على انفراد
لا أحد في المنزل
طرق الباب وأذنت له بالدخول
بادرت بتقديم بعض الحلوى له ، وأطلعته على بعض اللوحات التي ترسمها ..
ذهل عندما رأى إحدى اللوحات ..
لقد كانت ترسمه .. !!
قدمت له اللوحة إهداء يحمل توقيعها وبصماتها الجميلة ...
قال لها : هل لي أن أسأل ؟
تفضل
لماذا رسمت صورتي ؟
قالت : أردت تقديمها لك كهدية مقابل هديتك قبل أيام ... !
لهذا السبب فقط ؟
قالت نعم .. لهذا السبب
صارحها مرة أخرى
أحبك
قالت له : لقد قلت من قبل أنت لست فارس أحلامي !
حمل الهدية واتجه لغرفته والعبرة تكاد تخنقه ..
أخذ يتأمل اللوحة فإذا بها رسمت في اللوحة :
بحيرة ... يتوسطها جسر يمتد للناحية الأخرى منها
على الناحية اليمنى رسمت نافورة يحيط بها مجموعة من الطيور المائية ..
في خلفية اللوحة رسمت أشجار ومساحات خضراء وأزهار واختارت لصورته مكان مناسب وبارز بينها ...
رسمت ( أسفل ) اللوحة زهرة حمراء ( أصابها الضمور ) .. ووضعت توقيعها بجانبها ..
تأمل صورته في اللوحة فإذا بها غاية في الدقة ... أشبه بالحقيقة
لم يستطع تفسير اللوحة وماذا تريد منها مقارنة مع واقع الحال بينهما .. فقرر عرضها على أحد الرسامين ليفك رموزها وأخبره أن حبيبته هي التي رسمتها وقدمتها له كإهداء ...
قال له الرسام بعد تأمل طويل ..
هي تجيد الرسم ولكنها لا تجيد التعبير .. لا أرى في اللوحة أي تعبير يحكي قصة عشقكما ، بل مجموعة من التراكيب لا يمكن أن تعطي تعبير موحد للوحة ..
هي لوحة عادية جداً تفتقد للكثير من المقومات الفنية ..
ازدادت حيرته كما ازداد قلقه ..
فقد صوابه وضاقت به الدنيا فما كان منه إلا أن اتصل بها وانهال عليها سباً وشتماً ووصفها بالغرور والتعالي ، حتى قال لها أنت مخدوعة بنفسك ، فأنت أقل من أن أفكر فيك ..
انفجرت بالبكاء ولم تستطع حتى الاستفسار عن سر هذا الهجوم عليها ..
مرت الأيام والأشهر ...
ابتعث ابن عمها للخارج لإكمال الدراسات العليا لمدة خمس سنوات ..
في أثناء سفره زوجت الفتاة من رجل بسيط رزقت منه ولدان فيما بعد ...
بعد خمس سنوات عاد ابن عمها من الخارج ترافقه زوجته الأجنبية التي رزق منها ابنة واحدة ..
المفاجأة ... !
اختارت لابنها الأكبر اسم ( فهد ) وهو اسم ابن عمها .
اختار لابنته الوحيدة اسم ( شيماء ) وهو اسم ابنة عمه ..
كانت صدمة كل منهما أكبر من الأخرى من هذا التصرف وهذه المصادفة ...
أراد التعرف على فارس الأحلام فإذا به رجل بسيط جداً لا يميزه شيء أكثر من بساطته ، لا وسامة ولا مؤهل ولا منصب ولا حتى حضور .. فهو ( موظف قطاع حكومي ) دخله الشهري لا يزيد عن ثلاثة آلاف ريال .. !
إضافة :
يردد في نفسه .... هل هذا هو فارس الأحلام الذي كانت تريد ؟؟؟
لماذا اختارت اسم ابنها الأكبر على إسمي ؟؟
وهي بالمقابل ...
تتسائل .. ماذا يميز هذه الأجنبية ؟
أهذه هي التي تستحق أن تستحوذ على تفكيره ؟
لماذا اختار أن يسمي ابنته على اسمي ؟
انتهت ،،،
* القصة حقيقية ، ولا يوجد تفاصيل أخرى غير ما ورد .
*****************
هناك ......... حب ........... مقتول
من قتله .. هو أم هي ..؟!!
تعليق