الدكتوره الجوهرة بنت ناصر لها زاية في صحيفة المدينة
بعنوان( نبض الحيارى )
تتناول فيها بعض القضايا التربوية والنفسية فكان موضوع هذا الاسبوع عن ؟؟
ارككم مع الموضوع افضل حتى لا اطيل عليكم :
سعادة الدكتورة الجوهرة بنت ناصر حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد
فانه من دواعي سرورنا وافتخارنا مشاركة اخت غزيزة لنا الرأي والمشورة فيما يطرح ويسمع ويقرأ ولاشك انك علمت بزوبعات الفتن - وبأي مدى كان تطاول البعض من النسوة على الكتاب والسنة وإلى أي حد بلغ بهن التبجح والسفه وهم حفنة من نساء سافرات لم يفهمن الإسلام في ذاتهن ناهيك عن أن يوجهن أو يدعين إليه الناس.. أو أن يؤخد برأيهن وأفكارهن العلمانية حيث نظرتهن المعكوسة للمفاهيم وقلب القيم وما تلك والله إلا عقلية وأصوات نشاز تجرد المرأة من حريتها وحقوقها وتجعلها عبدة للرغبات والشهوات، وكل من يسعى إلى ذلك من الذكور هم في الأصل يسعون إلى تحقيق نزواتهم من خلال هتك الحماية التي تتحصن بها المرأة ليسهل عليهم اصطيادها والعبث بها دون أي مقابل أو اعتبار للمسؤولية وما ساعد على ذلك تمرد المرأة نفسها.. واستقواؤها بالخارج ذلك الأجنبي المتربص والمتصيد للثغرات والداعم لها بالرذيلة والغواية والضلال فلفحتها تيارات المصالح المادية والإعلامية، وجعلت منها تمثالاً أجوف بسطح براق للتضليل - والإغراء ثم هي بعد ذلك زبالة أعزك الله أو فيروس معد بالأمراض الخبيثة والعياذ بالله.
أود من الدكتورة الجوهرة قراءة رأيك في هذا الحال المتردي للمرأة، مقابل الحركة النسوية النشطة التي تموج وتروج في كل مكان، وليكن لك كذا مقال تابع لهذه القضية في عدد من المجلات والصحف المحلية والعالمية والله أسأل ان يمدك بالبصيرة والحكمة ويسدد خطاك، ويأخذ بيدك دوماً للخير والفلاح..
أخوكم أحد أعضاء هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية.
التحليل
أخي الفاضل سعادة معالي الشيخ عضو هيئة كبار العلماء والأخوة الأفاضل من وزارة الدفاع والطيران ووزارة الداخلية وهيئة رابطة العالم الإسلامي.. كم هو شرف عظيم لنا وللأمة (تعاون الأخوة) وكم والله اجدني أكثر تفانياً وعطاء لما ألمسه من صدق العبارة وسمو الأخلاق والذوق الرفيع ما تبديه تلك المعاني الفياضة من الدعاء والتقدير، كما أني أجدها فرصة لأتقدم بالشكر الجزيل بعد شكر الله تعالى لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن حميد امام الحرم، ورئيس مجلس الشورى على مقاله المضيئ بنور الإيمان والحكمة، وجمال الاخلاص، الذي نشر بصحيفة المدينة، بعنوان (دعوة إلى تحرير الوصول للمرأة ) فما خطه يراع الشيخ الكريم اضاء البشرى في تعزيز الموقف للتصدي ليس فقط لنبرة النشاز تلك، بل ولشرذمة هم من أسافل القوم ولا أقول ذلك من فراغ فعن ابن عمر، ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله لا يجمع أمتي على ضلالة، ويد الله مع الجماعة، ومن شذ شذ في النار وقيل إلى النار'' رواه الترمذي.
- أن اصوات النشاز هي من أصل الشذوذ في الفكر والشخصية والشاذ لا شك أمر منكر خارج عن الفهم والعمق والبصيرة، وبذلك هو لا ريب مخالف ومفارق، والفرقة هنا البعد عن الجماعة والأمة المسلمة ككل.. ويصنف مثل هؤلاء اللواتي طعن في الدين، بالمرتدين، والمرتزقة، والمنافقين قاتلهم الله
.
- وان سمحتم لي بتحليل بعض جوانب من الشخصية تلك لوجدنا العامل المشترك ما بين افراد تلك الفئة ضعف الوازع الديني كنبراس ومنهجية ودستور حياة كريمة، ورادع ضد نزوات النفس وشرورها وامرها صاحبها بالسوء، أنه الرادع المهذب للنفس ما بين الفينة والأخرى من هنا نؤكد ويؤكد علماء الدين والتربية على ضرورة الاهتمام بالتربية الاسلامية البانية لكل جوانب الشخصية ومنذ الطفولة المبكرة.
- ثم يأتي بعد ذلك الانحراف الخلقي والسلوكي، وهذا مسببه الغفلة والنسيان ذلكم البعد عن الله والنهج العظيم الكتاب والسنة في التصرفات والمعاملة والاقوال الافعال، وبما أن النفس هي المحتضنة للفكر فإن الجانب النفسي يمارس دوره التفاعلي حسب قدرة الفرد على ادراك اسباب وجوه، فاما أن يدرك صلة استمرارية النفس بعالمها الروحاني، أو الروحي المتصل بالخالق عز وجل تستمد من مجرياته مشاعرها.. وللجانب الديني هنا اهمية قصوى فلا حياة للروح إلا به، والا اعتبر الانسان كدار خربة خاوية، لا حياة فيها وان كان يبدو يمارس الحياة ضمن الناس، وهنا يكون قد انشغل بظاهر النفس المادي، وغفل بالتالي عن باطنها الذي يمثل الحقيقة بأعمق صورها ومعانيها. وهكذا حتى يرد إلى حيث أتى اما فائزا بادراكه، أو خاسرا بجهله لتلك النفس التي حملته في رحلته إلى عالم الدنيا، وهنا لاشك تتدخل عوامل كثيرة بداية بولادة الفكر مع النفس والجد ويكون على الفطرة وللأبوين اهمية واولوية تأسيس قواعد التربية ثم تمركزا وانجذابا واكتسابا مما يكون من (البيئة) وهكذا.. الخ.
- قال تعالى: '' وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الانسان وأنى له الذكرى''.
- وأنى له الذكرى!!؟ تعني التعجب والاستفهام ابعد ما خسر وفاته الاوان؟! ولاحظ هنا ذكر (الانسان) في الآية من النسيان والغفلة وايضا يقصد بها الانسان المتمرد والخارج عن الحق غير المتعظ والذي فاتته التوبة حتى وافاة الاجل والعياذ بالله. نسأل الله الثبات على دينه حتى نلقاه راضيا عنا ثم الآية التي تليها قال تعالى: ( يقول ياليتني قدمت لحياتي، فيومئذ لا يعذب عذابه احد، ولا يوثق وثاقه احد) ثم يخاطب المولى عز وجل النفس المطمئنة بغير ما خاطب به الانسان في الاية السابة فيقول تعالى: ( يا أيتها النفس المطمئنة ، ارجعي إلى ربك راضية مرضية، فادخلي في عبادي، وادخلي جنتي) ليس راضية فقط بل ومرضية ايضا مع زمرة العباد المخلصين الصالحين إلى جنة الخلد.
- اخوتي الافاضل نعم.. ولا شك أن الكثير منا قد سمع وشاهد وقرأ نبرة النشاز التي اصبح يلوكها الاعلام العربي خاصة!!
وما هؤلاء إلا دعاة الهمجية والفجور، الساعين إلى هتك حصن المرأة الحصين ليتمكنوا منها فيطيب لهم ممارسة غرائزهم في بيئة بهيمية ساقطة شكا من مضارها المنتنة العالم المتقدم أو المتحضر كما يحلو تسميتهم من على قلوبهم ران، وعلى ابصارهم غشاوة!! وكم نرجو الا نخدع بظاهر النفس المادي.
- ان من المؤلم أن يتهود ويتنصر الاعلام العربي!! لا سيما الفضائيات التي لا تكل ولا تمل في نشر سمومها وفرض وقاحتها ومجونها على المتفرج والمتلقي المسلم ليل نهار سراً وجهارا..!!. كما انها تدس السم في العسل حين تستعمل المعاني والمفردات واللغة في قلب الموازين والقيم، وغلط المفاهيم فيقولون مثلا تحرير المرأة وهو في الأصل استعباد المرأة وسلبها كامل حقوقها وكرامتها ثم قيدها وسلبها كامل حقوقها وكرامتها ثم قيدها وحبسها في نوازع الشهوات التي ان سقطت بها لا خلاص لها منها إلا إلى نهايتها الحتمية مذمومة مدحورة.
- إنها الهزيمة فالانهزامية والانكسار في شخصية سكوسوباتية متى أدركت الفرد فأنه يصبح غير مميز ما بين الخير والشر.
بل هو يفعل اقبح الأفعال غير مبال بالنتيجة والعواقب. كما أن هذه الشخصية تعاني من عقد نفسية واحباط مزمن نتج عنه ترسبات في النفس، احدثت التفكير السلبي كما ان المرأة هنا تكون قد فقدت كل شيء ان هي منحلة خلقيا ومنحرفة سلوكيا وغالبا ما يدفعها للتمرد والسفور تجارب شخصية مبهمة، واخرى مفتضحة مع رجل استخدمها للهو ثم تركها لينجو بنفسه، إضافة لمركبات النقص التي تعاني منها فهي دائما غير ناضجة وان بلغت من العمر عتيا يثبت ذلك تصرفاتها واقوالها، وافعالها ومعاملتها مع نفسها والغير لسوء مسلكها.
اخوتي الكرام ان ظاهرة تمرد المرأة الآخذة في الانتشار في عالمنا العربية والاسلامي ما هي إلا (فخاخ) العدو المتربص منذ زمن وليكن في علم الجميع إن من سقط هن (الدخيلات) على مجتمعنا من جهة وهؤلاء في الاصل قادمات من مجتمعات مركبة (لا اصل لهن) ولا ذمة ولا مذهب!! واخريات هن شرذمة وضيعة من أطراف القوم، واعني بذلك انهن أجهل الناس بالدين الإسلامي الحنيف، والشريعة السمحة إضافة لما تقدم من الخلل والانحراف والاضطراب الواضح في العقلية والشخصية، والسلوك والخلق.. - وكم يسعد العدو- والمتطرف- والمنافق- والمذبذب- بما اجتهدوا في اخراج المرأة معتقدين انه انتصار لهم، وهم الجاهلون تماما بأهل هذه الديار المقدسة وما خرج عن الأمة إلا (اراذلها وسفهاؤها) فالحمد لله الذي يطهر البلاد من ادرانها ويثبت أهل الحق واليقين، ويفضح المنافقين. ونحمد الله دائما وابدا ان الذين يعثون في الأرض فسادا مفضوحون ومنكشفون تماما للقائمين بالأمة من ابنائها المخلصين فظاهرة تمرد المرأة التي نتحدث عنها ليست من قبيل المطالبة بالحقوق المشروعة للمرأة المسلمة في إطار الشرع الحنيف، بل هي شيء آخر تماما مخالف للشرع والدين تتبناه فئة ساقطة جاهلة من الناس نصبوا أنفسهم في مرتبة الاستاذية والفوقية على المجتمع وهم والعياذ بالله غالبا ما يتحملون وزر الفتوى على غير هدى إضافة إلى تلك الطروحات الغريبة العجيبة المبتذلة وهي في اصلها فكر غربي بحت، تنسمت فجوة كريهة في ظل الضغوط الخارجية وغياب الرادع سمحت لنفسها بالتطاول على القيم الإسلامية، والمفاهيم الايمانية يساندها بعض الإعلام الذي هبط إلى دركات تتصادم مع الفطرة الإنسانية السليمة ناهيك عن الأخلاق والاخلاقيات الإسلامية الرفيعة. والأمثلة كثيرة جدا مما تعرضه الشاشات بداية بما يسمى بالتلفزيون الواقعي (نترفع عن ذكر ما يعرض فيها).
اخوتي الافاضل ان المتعمق في دراسة الظاهرة يكتشف انها في حقيقتها حلقة من حلقات الهجمة الشرسة الأجنبية الشاملة ضد منطقتنا العربية الاسلامية التي اصبحت تسمى منطقة الشرق الأوسط الكبير في تسمية تقطر عصبية ومكراً كان أول من اطلق مصطلح الشرق الأوسط على منطقتنا هم البريطانيون ابان الحرب العالمية الأولى، والآن يتوسع الامريكيون في المصطلح الماكر الذي يراد منه سلب (هوية) المنطقة، فليس في التاريخ منطقة جغرافية اسمها الشرق الأوسط بل ثمة منطقة اسمها البلاد العربية الإسلامية وقول ذلك المصطلح يسلخ المنطقة من تاريخها القديم والاصيل، كما انه يبرر لدخول الاجسام والشوائب الغريبة فيها كالكيان الصهيوني الذي لا تنطبق عليه لا أوصاف الإسلام ولا العروبة، لكن يمكن ان يمرر تحت مسمى كيان شرق اوسطي، والعصبية في المصطلح ظاهره الاجحاف حيث تنسبنا إلى غير (ديارنا) فنحن شرق للعالم الغربي، غير اننا في حقيقة امرنا نقطة الارتكاز وقلب العالم الإسلامي بشهادة رب العالمين كما جاء في محكم التنزيل قوله تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً) وهنا رسالة عظمى بأن تبلغوا وتشهدوا.. اما الوسطية في الامة فهي تشكل -كما يؤكد المفسرون- الاعتدال والمنهجية المتوازنة وأيضاً الموقع الجغرافي لها.
ان تمرد المرأة التي تستقوي بأعداء الدين والوطن تهبط لدركات لا يصعب معها اعتبارها بمثابة تمرد على الشريعة الالهية ذاتها، التي هي دستور المسلمين عامة والمملكة العربية السعودية على وجه الخصوص المتمسكة حكومة وشعباً بالقرآن الكريم والسنة النبوية المحمدية دستوراً لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وهو تمرد مغرض في توجهاته خبيث في اساليبه يأخذ ما بين الحين والحين صوراً دينية من باب الزيادة في التلبيس على الناس، وادعاء العمل للمصلحة العامة وجميعها دسائس ونفاق مكشوف أو كما حصل في الخرق الذي أحدثته في الإسلام تلك المرأة التي أمَّت المصلين في صلاة جمعة بالولايات المتحدة واصطف خلفها الذكور والنسوة الكاسيات العاريات في اختلاط في صفوف المصلين لا يجوز في الحياة العامة ناهيك عن جوازه في الصلاة، لتشكل بذلك جانباً من ظاهرة التمرد التي نحن بصددها لم تعرف لها الامة المسلمة سابقة على مدى الأربعة عشر قرناً الماضية والحادثة من وجهة نظري عملية استفزازية للمسلمين قام بالترويج لها من قبل وبعد الحدث، واعانهم في اخراجها البعض من أبناء المسلمين!
ان العمل الدؤوب من العدو الذي اتخذ من شرارنا أداة تفعيل له سيبوء بحول الله بالخسران والهزيمة، فنساء الامة الحرائر في نعيم الإسلام يترعن ولا يردن عنه تحويلاً ولا تبديلاً، هن شقائق الرجال الحافظات بالغيب بما حفظ الله. ولن تزيدنا الاغراءات (الهمجية) الا تمسكاً وتشبثاً بالإسلام وتعلقاً بروحانياته، ولن تغير توجهات المجتمعات المسلمة السياسية من خلال دعوات الإصلاح السياسية (المبتدعة) وتطبيقات الديموقراطية (المهندسة) التي تتمخض عن دمى جوفاء الا من الغدر والخيانة تحقق للقوى الخارجية اهدافها، الا اعتزازاً بالإسلام وتطبيقاً لنهجه العظيم. ولن يجدي بحول الله تعالى معهم نفعاً محاولاتهم تفكيك المجتمع المسلم من خلال تحطيم لبنته الاساسية الاسرة اداتهم في ذلك انحلال المرأة تمردها على كل الثوابت كما تفعل المتبجحات الغاويات في البعض من الدول، وإن نِلنَ بعض المناصب وتصدرن الأجهزة الإعلامية فكل ذلك بفعل من يسعون في الأرض فساداً انهم الذين زينوا (لها) سوء عملها للترويج لهذه الظاهرة وغيرها مما ابتليت به الامة من (الفتن) وهم مهما فعلوا لا عمق لهم في المجتمع وان زعموا خلاف ذلك.. فقاتلهم الله انى يؤفكون. سعادة عضو كبار العلماء، وسعادة الافاضل الشيوخ من أئمة الحرم نظركم كاف في هذه القضية وسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
* (إضاءة):
(ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا )
تقله أخوكم الشعفي ،،
الأربعاء 3/4/ 1426هـ
صفحات الجريدة
الحقوق محفوظة لمؤسسة المدينة للصحافة والنشر© 2004
2004 © AL MADINA PRESS EST. ALL Rights Reserved
webmaster@al-madina.com
بعنوان( نبض الحيارى )
تتناول فيها بعض القضايا التربوية والنفسية فكان موضوع هذا الاسبوع عن ؟؟
ارككم مع الموضوع افضل حتى لا اطيل عليكم :
سعادة الدكتورة الجوهرة بنت ناصر حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد
فانه من دواعي سرورنا وافتخارنا مشاركة اخت غزيزة لنا الرأي والمشورة فيما يطرح ويسمع ويقرأ ولاشك انك علمت بزوبعات الفتن - وبأي مدى كان تطاول البعض من النسوة على الكتاب والسنة وإلى أي حد بلغ بهن التبجح والسفه وهم حفنة من نساء سافرات لم يفهمن الإسلام في ذاتهن ناهيك عن أن يوجهن أو يدعين إليه الناس.. أو أن يؤخد برأيهن وأفكارهن العلمانية حيث نظرتهن المعكوسة للمفاهيم وقلب القيم وما تلك والله إلا عقلية وأصوات نشاز تجرد المرأة من حريتها وحقوقها وتجعلها عبدة للرغبات والشهوات، وكل من يسعى إلى ذلك من الذكور هم في الأصل يسعون إلى تحقيق نزواتهم من خلال هتك الحماية التي تتحصن بها المرأة ليسهل عليهم اصطيادها والعبث بها دون أي مقابل أو اعتبار للمسؤولية وما ساعد على ذلك تمرد المرأة نفسها.. واستقواؤها بالخارج ذلك الأجنبي المتربص والمتصيد للثغرات والداعم لها بالرذيلة والغواية والضلال فلفحتها تيارات المصالح المادية والإعلامية، وجعلت منها تمثالاً أجوف بسطح براق للتضليل - والإغراء ثم هي بعد ذلك زبالة أعزك الله أو فيروس معد بالأمراض الخبيثة والعياذ بالله.
أود من الدكتورة الجوهرة قراءة رأيك في هذا الحال المتردي للمرأة، مقابل الحركة النسوية النشطة التي تموج وتروج في كل مكان، وليكن لك كذا مقال تابع لهذه القضية في عدد من المجلات والصحف المحلية والعالمية والله أسأل ان يمدك بالبصيرة والحكمة ويسدد خطاك، ويأخذ بيدك دوماً للخير والفلاح..
أخوكم أحد أعضاء هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية.
التحليل
أخي الفاضل سعادة معالي الشيخ عضو هيئة كبار العلماء والأخوة الأفاضل من وزارة الدفاع والطيران ووزارة الداخلية وهيئة رابطة العالم الإسلامي.. كم هو شرف عظيم لنا وللأمة (تعاون الأخوة) وكم والله اجدني أكثر تفانياً وعطاء لما ألمسه من صدق العبارة وسمو الأخلاق والذوق الرفيع ما تبديه تلك المعاني الفياضة من الدعاء والتقدير، كما أني أجدها فرصة لأتقدم بالشكر الجزيل بعد شكر الله تعالى لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن حميد امام الحرم، ورئيس مجلس الشورى على مقاله المضيئ بنور الإيمان والحكمة، وجمال الاخلاص، الذي نشر بصحيفة المدينة، بعنوان (دعوة إلى تحرير الوصول للمرأة ) فما خطه يراع الشيخ الكريم اضاء البشرى في تعزيز الموقف للتصدي ليس فقط لنبرة النشاز تلك، بل ولشرذمة هم من أسافل القوم ولا أقول ذلك من فراغ فعن ابن عمر، ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله لا يجمع أمتي على ضلالة، ويد الله مع الجماعة، ومن شذ شذ في النار وقيل إلى النار'' رواه الترمذي.
- أن اصوات النشاز هي من أصل الشذوذ في الفكر والشخصية والشاذ لا شك أمر منكر خارج عن الفهم والعمق والبصيرة، وبذلك هو لا ريب مخالف ومفارق، والفرقة هنا البعد عن الجماعة والأمة المسلمة ككل.. ويصنف مثل هؤلاء اللواتي طعن في الدين، بالمرتدين، والمرتزقة، والمنافقين قاتلهم الله
.
- وان سمحتم لي بتحليل بعض جوانب من الشخصية تلك لوجدنا العامل المشترك ما بين افراد تلك الفئة ضعف الوازع الديني كنبراس ومنهجية ودستور حياة كريمة، ورادع ضد نزوات النفس وشرورها وامرها صاحبها بالسوء، أنه الرادع المهذب للنفس ما بين الفينة والأخرى من هنا نؤكد ويؤكد علماء الدين والتربية على ضرورة الاهتمام بالتربية الاسلامية البانية لكل جوانب الشخصية ومنذ الطفولة المبكرة.
- ثم يأتي بعد ذلك الانحراف الخلقي والسلوكي، وهذا مسببه الغفلة والنسيان ذلكم البعد عن الله والنهج العظيم الكتاب والسنة في التصرفات والمعاملة والاقوال الافعال، وبما أن النفس هي المحتضنة للفكر فإن الجانب النفسي يمارس دوره التفاعلي حسب قدرة الفرد على ادراك اسباب وجوه، فاما أن يدرك صلة استمرارية النفس بعالمها الروحاني، أو الروحي المتصل بالخالق عز وجل تستمد من مجرياته مشاعرها.. وللجانب الديني هنا اهمية قصوى فلا حياة للروح إلا به، والا اعتبر الانسان كدار خربة خاوية، لا حياة فيها وان كان يبدو يمارس الحياة ضمن الناس، وهنا يكون قد انشغل بظاهر النفس المادي، وغفل بالتالي عن باطنها الذي يمثل الحقيقة بأعمق صورها ومعانيها. وهكذا حتى يرد إلى حيث أتى اما فائزا بادراكه، أو خاسرا بجهله لتلك النفس التي حملته في رحلته إلى عالم الدنيا، وهنا لاشك تتدخل عوامل كثيرة بداية بولادة الفكر مع النفس والجد ويكون على الفطرة وللأبوين اهمية واولوية تأسيس قواعد التربية ثم تمركزا وانجذابا واكتسابا مما يكون من (البيئة) وهكذا.. الخ.
- قال تعالى: '' وجيء يومئذ بجهنم يومئذ يتذكر الانسان وأنى له الذكرى''.
- وأنى له الذكرى!!؟ تعني التعجب والاستفهام ابعد ما خسر وفاته الاوان؟! ولاحظ هنا ذكر (الانسان) في الآية من النسيان والغفلة وايضا يقصد بها الانسان المتمرد والخارج عن الحق غير المتعظ والذي فاتته التوبة حتى وافاة الاجل والعياذ بالله. نسأل الله الثبات على دينه حتى نلقاه راضيا عنا ثم الآية التي تليها قال تعالى: ( يقول ياليتني قدمت لحياتي، فيومئذ لا يعذب عذابه احد، ولا يوثق وثاقه احد) ثم يخاطب المولى عز وجل النفس المطمئنة بغير ما خاطب به الانسان في الاية السابة فيقول تعالى: ( يا أيتها النفس المطمئنة ، ارجعي إلى ربك راضية مرضية، فادخلي في عبادي، وادخلي جنتي) ليس راضية فقط بل ومرضية ايضا مع زمرة العباد المخلصين الصالحين إلى جنة الخلد.
- اخوتي الافاضل نعم.. ولا شك أن الكثير منا قد سمع وشاهد وقرأ نبرة النشاز التي اصبح يلوكها الاعلام العربي خاصة!!
وما هؤلاء إلا دعاة الهمجية والفجور، الساعين إلى هتك حصن المرأة الحصين ليتمكنوا منها فيطيب لهم ممارسة غرائزهم في بيئة بهيمية ساقطة شكا من مضارها المنتنة العالم المتقدم أو المتحضر كما يحلو تسميتهم من على قلوبهم ران، وعلى ابصارهم غشاوة!! وكم نرجو الا نخدع بظاهر النفس المادي.
- ان من المؤلم أن يتهود ويتنصر الاعلام العربي!! لا سيما الفضائيات التي لا تكل ولا تمل في نشر سمومها وفرض وقاحتها ومجونها على المتفرج والمتلقي المسلم ليل نهار سراً وجهارا..!!. كما انها تدس السم في العسل حين تستعمل المعاني والمفردات واللغة في قلب الموازين والقيم، وغلط المفاهيم فيقولون مثلا تحرير المرأة وهو في الأصل استعباد المرأة وسلبها كامل حقوقها وكرامتها ثم قيدها وسلبها كامل حقوقها وكرامتها ثم قيدها وحبسها في نوازع الشهوات التي ان سقطت بها لا خلاص لها منها إلا إلى نهايتها الحتمية مذمومة مدحورة.
- إنها الهزيمة فالانهزامية والانكسار في شخصية سكوسوباتية متى أدركت الفرد فأنه يصبح غير مميز ما بين الخير والشر.
بل هو يفعل اقبح الأفعال غير مبال بالنتيجة والعواقب. كما أن هذه الشخصية تعاني من عقد نفسية واحباط مزمن نتج عنه ترسبات في النفس، احدثت التفكير السلبي كما ان المرأة هنا تكون قد فقدت كل شيء ان هي منحلة خلقيا ومنحرفة سلوكيا وغالبا ما يدفعها للتمرد والسفور تجارب شخصية مبهمة، واخرى مفتضحة مع رجل استخدمها للهو ثم تركها لينجو بنفسه، إضافة لمركبات النقص التي تعاني منها فهي دائما غير ناضجة وان بلغت من العمر عتيا يثبت ذلك تصرفاتها واقوالها، وافعالها ومعاملتها مع نفسها والغير لسوء مسلكها.
اخوتي الكرام ان ظاهرة تمرد المرأة الآخذة في الانتشار في عالمنا العربية والاسلامي ما هي إلا (فخاخ) العدو المتربص منذ زمن وليكن في علم الجميع إن من سقط هن (الدخيلات) على مجتمعنا من جهة وهؤلاء في الاصل قادمات من مجتمعات مركبة (لا اصل لهن) ولا ذمة ولا مذهب!! واخريات هن شرذمة وضيعة من أطراف القوم، واعني بذلك انهن أجهل الناس بالدين الإسلامي الحنيف، والشريعة السمحة إضافة لما تقدم من الخلل والانحراف والاضطراب الواضح في العقلية والشخصية، والسلوك والخلق.. - وكم يسعد العدو- والمتطرف- والمنافق- والمذبذب- بما اجتهدوا في اخراج المرأة معتقدين انه انتصار لهم، وهم الجاهلون تماما بأهل هذه الديار المقدسة وما خرج عن الأمة إلا (اراذلها وسفهاؤها) فالحمد لله الذي يطهر البلاد من ادرانها ويثبت أهل الحق واليقين، ويفضح المنافقين. ونحمد الله دائما وابدا ان الذين يعثون في الأرض فسادا مفضوحون ومنكشفون تماما للقائمين بالأمة من ابنائها المخلصين فظاهرة تمرد المرأة التي نتحدث عنها ليست من قبيل المطالبة بالحقوق المشروعة للمرأة المسلمة في إطار الشرع الحنيف، بل هي شيء آخر تماما مخالف للشرع والدين تتبناه فئة ساقطة جاهلة من الناس نصبوا أنفسهم في مرتبة الاستاذية والفوقية على المجتمع وهم والعياذ بالله غالبا ما يتحملون وزر الفتوى على غير هدى إضافة إلى تلك الطروحات الغريبة العجيبة المبتذلة وهي في اصلها فكر غربي بحت، تنسمت فجوة كريهة في ظل الضغوط الخارجية وغياب الرادع سمحت لنفسها بالتطاول على القيم الإسلامية، والمفاهيم الايمانية يساندها بعض الإعلام الذي هبط إلى دركات تتصادم مع الفطرة الإنسانية السليمة ناهيك عن الأخلاق والاخلاقيات الإسلامية الرفيعة. والأمثلة كثيرة جدا مما تعرضه الشاشات بداية بما يسمى بالتلفزيون الواقعي (نترفع عن ذكر ما يعرض فيها).
اخوتي الافاضل ان المتعمق في دراسة الظاهرة يكتشف انها في حقيقتها حلقة من حلقات الهجمة الشرسة الأجنبية الشاملة ضد منطقتنا العربية الاسلامية التي اصبحت تسمى منطقة الشرق الأوسط الكبير في تسمية تقطر عصبية ومكراً كان أول من اطلق مصطلح الشرق الأوسط على منطقتنا هم البريطانيون ابان الحرب العالمية الأولى، والآن يتوسع الامريكيون في المصطلح الماكر الذي يراد منه سلب (هوية) المنطقة، فليس في التاريخ منطقة جغرافية اسمها الشرق الأوسط بل ثمة منطقة اسمها البلاد العربية الإسلامية وقول ذلك المصطلح يسلخ المنطقة من تاريخها القديم والاصيل، كما انه يبرر لدخول الاجسام والشوائب الغريبة فيها كالكيان الصهيوني الذي لا تنطبق عليه لا أوصاف الإسلام ولا العروبة، لكن يمكن ان يمرر تحت مسمى كيان شرق اوسطي، والعصبية في المصطلح ظاهره الاجحاف حيث تنسبنا إلى غير (ديارنا) فنحن شرق للعالم الغربي، غير اننا في حقيقة امرنا نقطة الارتكاز وقلب العالم الإسلامي بشهادة رب العالمين كما جاء في محكم التنزيل قوله تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً) وهنا رسالة عظمى بأن تبلغوا وتشهدوا.. اما الوسطية في الامة فهي تشكل -كما يؤكد المفسرون- الاعتدال والمنهجية المتوازنة وأيضاً الموقع الجغرافي لها.
ان تمرد المرأة التي تستقوي بأعداء الدين والوطن تهبط لدركات لا يصعب معها اعتبارها بمثابة تمرد على الشريعة الالهية ذاتها، التي هي دستور المسلمين عامة والمملكة العربية السعودية على وجه الخصوص المتمسكة حكومة وشعباً بالقرآن الكريم والسنة النبوية المحمدية دستوراً لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وهو تمرد مغرض في توجهاته خبيث في اساليبه يأخذ ما بين الحين والحين صوراً دينية من باب الزيادة في التلبيس على الناس، وادعاء العمل للمصلحة العامة وجميعها دسائس ونفاق مكشوف أو كما حصل في الخرق الذي أحدثته في الإسلام تلك المرأة التي أمَّت المصلين في صلاة جمعة بالولايات المتحدة واصطف خلفها الذكور والنسوة الكاسيات العاريات في اختلاط في صفوف المصلين لا يجوز في الحياة العامة ناهيك عن جوازه في الصلاة، لتشكل بذلك جانباً من ظاهرة التمرد التي نحن بصددها لم تعرف لها الامة المسلمة سابقة على مدى الأربعة عشر قرناً الماضية والحادثة من وجهة نظري عملية استفزازية للمسلمين قام بالترويج لها من قبل وبعد الحدث، واعانهم في اخراجها البعض من أبناء المسلمين!
ان العمل الدؤوب من العدو الذي اتخذ من شرارنا أداة تفعيل له سيبوء بحول الله بالخسران والهزيمة، فنساء الامة الحرائر في نعيم الإسلام يترعن ولا يردن عنه تحويلاً ولا تبديلاً، هن شقائق الرجال الحافظات بالغيب بما حفظ الله. ولن تزيدنا الاغراءات (الهمجية) الا تمسكاً وتشبثاً بالإسلام وتعلقاً بروحانياته، ولن تغير توجهات المجتمعات المسلمة السياسية من خلال دعوات الإصلاح السياسية (المبتدعة) وتطبيقات الديموقراطية (المهندسة) التي تتمخض عن دمى جوفاء الا من الغدر والخيانة تحقق للقوى الخارجية اهدافها، الا اعتزازاً بالإسلام وتطبيقاً لنهجه العظيم. ولن يجدي بحول الله تعالى معهم نفعاً محاولاتهم تفكيك المجتمع المسلم من خلال تحطيم لبنته الاساسية الاسرة اداتهم في ذلك انحلال المرأة تمردها على كل الثوابت كما تفعل المتبجحات الغاويات في البعض من الدول، وإن نِلنَ بعض المناصب وتصدرن الأجهزة الإعلامية فكل ذلك بفعل من يسعون في الأرض فساداً انهم الذين زينوا (لها) سوء عملها للترويج لهذه الظاهرة وغيرها مما ابتليت به الامة من (الفتن) وهم مهما فعلوا لا عمق لهم في المجتمع وان زعموا خلاف ذلك.. فقاتلهم الله انى يؤفكون. سعادة عضو كبار العلماء، وسعادة الافاضل الشيوخ من أئمة الحرم نظركم كاف في هذه القضية وسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
* (إضاءة):
(ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا )
تقله أخوكم الشعفي ،،
الأربعاء 3/4/ 1426هـ
صفحات الجريدة
الحقوق محفوظة لمؤسسة المدينة للصحافة والنشر© 2004
2004 © AL MADINA PRESS EST. ALL Rights Reserved
webmaster@al-madina.com
تعليق