أعجبتني قصيدة لشاعرة مصرية صاغتها على لسان امرأة تعاتب زوجها عتابا ذا معنى بعد معاناة عاطفية ألمت بها بعد تخلي زوجها عنها بعد زواجه من امرأة أخرى بلا أسباب تجبره على ذلك الزواج ،هذه الشاعرة واسمها( منيرة توفيق) عاشت في عصر الثلاثينيات من العام الميلادي ،عثرت على أبيات قصيدتها في قصاصة صدفة فأعجبتني لتطابقها لمقالة سبق وان كتبتها في زاوية أسبوعية لي في جريدة البلاد تحت عنوان (الزواج بأخرى متى يكون منزوعا ).والزواج المنزوع هو الزواج الخالي من المودة والرحمة والمبني فقط على رغبات نفسية خالية من المشاعر. الهدف منه هو المتعة المباحة فقط وهذا الزواج غالبا ما تكون نتائجه سلبية لعدم وجود الأسباب القهرية لإتمامه. سأكتفي بهذه المقدمة واترك للقصيدة التعبير الحقيقي لطرح التساؤلات أمام الراغبين في الزواج والتعدد من اجل الزواج فقط.
تقول الشاعرة منيرة توفيق على لسان تلك المرأة بعد أن هجرها زوجها إلى زوجة أخرى دون أسباب تبيح له استعمال هذا الحق:
طال السهاد وارقت عيني الكوارث والنوازل
لما جفاني من أحب وراح تشغله الشواغل
وطوى صحيفة حبنا وأصاخ سمعا للعواذل
يا أيها الزوج الكريم وأيها الحسب المواصل
مالي أراك معاندي ومعذبي من غير طائل
لم ترع لي عهدا الوفاء وهجرتني والهجر قاتل
ثم تسأل الزوجة زوجها عن غايته من الزواج بامرأة أخرى وتطالبه بالمبررات التي أجبرته على اتخاذ قراره. فتقول:
هل رمت غيري زوجة يا للأسى مما تحاول
ان رمت مالا فاعلمن ان الذي تبغيه زائل
أو رمت حسنا فالمحاسن جمة عندي مواثل
أو رمت أصلا فالتي قاطعتها بنت الأماثل
أو رمت أدبا فأشعاري على أدبي دلايل
ثم تخبره بمكنون قلبها وتعاتبه عتابا رقيقا مسترسلة في شعرها .فتقول:
أنا ما حفظت سوى الوفاء ولا ادخرت سوى الفضائل
فجزيتني شر الجزاء وكنت فيه غير عادل
ورضيت هجر خليلة لم تزل خير الحلائل
فهجرتني يا قاسي الطباع ولم تدار ولم تجامل
أنسيت عهدا قد مضى حلو التواصل والتراسل
والله ما فكررت يوما في جفاك ولم أحاول
وتشرح حالها بعد زواجه وتنصحه بالعودة إلى حياته السابقة قائلة:
أعلمت ما فعل النوى بي من أسى أم أنت جاهل
أين المودة في المنى بيني وبينك في التبادل
فاعلم بأنك قاتلي والموت في ما أنت فاعل
فأربأ بنفسك وانهها وارجع إلى زين العقائل
والحقيقة أن الشاعرة قد أجادت في تصوير عملية التعدد وآلامها عند انتفاء الأسباب الموجبة التي تجبر المرء على ذلك وبينت أنها عملية نكران للوفاء والعشرة الطيبة وما هي إلا إسقاطات نفسية غير مبررة. لقد كفتني هذه الشاعرة الكثير من التعليق لعمق تساؤلاتها المنطقية.
محمد بن علي بن إبراهيم الأصقه( جريدة البلاد، الأحد 29 ربيع الأول 1426ه)
تقول الشاعرة منيرة توفيق على لسان تلك المرأة بعد أن هجرها زوجها إلى زوجة أخرى دون أسباب تبيح له استعمال هذا الحق:
طال السهاد وارقت عيني الكوارث والنوازل
لما جفاني من أحب وراح تشغله الشواغل
وطوى صحيفة حبنا وأصاخ سمعا للعواذل
يا أيها الزوج الكريم وأيها الحسب المواصل
مالي أراك معاندي ومعذبي من غير طائل
لم ترع لي عهدا الوفاء وهجرتني والهجر قاتل
ثم تسأل الزوجة زوجها عن غايته من الزواج بامرأة أخرى وتطالبه بالمبررات التي أجبرته على اتخاذ قراره. فتقول:
هل رمت غيري زوجة يا للأسى مما تحاول
ان رمت مالا فاعلمن ان الذي تبغيه زائل
أو رمت حسنا فالمحاسن جمة عندي مواثل
أو رمت أصلا فالتي قاطعتها بنت الأماثل
أو رمت أدبا فأشعاري على أدبي دلايل
ثم تخبره بمكنون قلبها وتعاتبه عتابا رقيقا مسترسلة في شعرها .فتقول:
أنا ما حفظت سوى الوفاء ولا ادخرت سوى الفضائل
فجزيتني شر الجزاء وكنت فيه غير عادل
ورضيت هجر خليلة لم تزل خير الحلائل
فهجرتني يا قاسي الطباع ولم تدار ولم تجامل
أنسيت عهدا قد مضى حلو التواصل والتراسل
والله ما فكررت يوما في جفاك ولم أحاول
وتشرح حالها بعد زواجه وتنصحه بالعودة إلى حياته السابقة قائلة:
أعلمت ما فعل النوى بي من أسى أم أنت جاهل
أين المودة في المنى بيني وبينك في التبادل
فاعلم بأنك قاتلي والموت في ما أنت فاعل
فأربأ بنفسك وانهها وارجع إلى زين العقائل
والحقيقة أن الشاعرة قد أجادت في تصوير عملية التعدد وآلامها عند انتفاء الأسباب الموجبة التي تجبر المرء على ذلك وبينت أنها عملية نكران للوفاء والعشرة الطيبة وما هي إلا إسقاطات نفسية غير مبررة. لقد كفتني هذه الشاعرة الكثير من التعليق لعمق تساؤلاتها المنطقية.
محمد بن علي بن إبراهيم الأصقه( جريدة البلاد، الأحد 29 ربيع الأول 1426ه)