Unconfigured Ad Widget

تقليص

خطت على الرمال .. ( قصة )

تقليص
X
  •  
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حديث الزمان
    عضوة مميزة
    • Jan 2002
    • 2927

    خطت على الرمال .. ( قصة )



    بعض أحداثها حقيقة .


    قصة عشق من الصحراء ، قاسية كقسوتها ، ملتهبة كهجيرها


    مقتطفات :


    تلك أعرافنا وعاداتنا أيها الفارس .. !


    خطت على الرمال ( .................................... ) ، فلم يمهلها الهبوب الذي آثر أن يثير الرمال ويحركها ليثير معها قلب عمشى .


    لست فارس أحلامي .


    -------------------------


    قريباً إن شاء الله



    لكل بداية .. نهاية
  • أبو ماجد
    المشرف العام
    • Sep 2001
    • 6289

    #2
    ننتظر بشوق
    لنعرف سبب خيبة أمل عمشى .

    تحية صادقة لأديبتنا .

    تعليق

    • الفنار
      عضو مميز
      • Sep 2003
      • 653

      #3
      (خطت على الرمال)

      بانتظار أحداثها وشخصياتها
      لأعيش معهم كما أحب وارغب

      رغم أني لم أجد في المنتدى تداولاً للقصة ولا تشجيعاً لها

      لكن
      وقد يفلق الصخر قطر الدعاء

      بالإنتظار..
      " فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض"

      تعليق

      • ابوزهير
        عضو مميز
        • Jan 2003
        • 2254

        #4
        بسم الله الرحمن الرحيم

        نحن منتظرون بشوق لقصص الصحراء ,كما أرجو من الاخوة (استحبابا,وليس واجبا). ألايتدخلوا حتى تنتهي احداث القصة, لانريد الفواصل.
        يارفيقي مد شوفك مدى البصر
        لايغرك في الشتاء لمعة القمر
        الذي في غير مكة نوى يحتجه
        لاتغدي تنصب له الخيمة في منى

        تعليق

        • حديث الزمان
          عضوة مميزة
          • Jan 2002
          • 2927

          #5




          الأستاذ الفاضل أبو ماجد

          الأستاذ الفنار

          الأستاذ أبو زهير


          آمل أن أوفق في تقديم ما يرضي تطلعاتكم ....


          *******************



          نشأت في بيئة تشبعت بالدماء ، قتل ، غزو ، ثأر ، وسلب فرضتها طبيعة الأرض القاسية والصراع من أجل البقاء ...

          صحراء قاحلة ، جافة ، قاسية بكل معاني القسوة


          ولكنها بيئة وإن كان فيها ما فيها من الجهل إلا أنها تلتزم بالأعراف والعادات والتقاليد وتثمنها أكثر من أي شيء آخر

          بيئة تحترم الكلمة والمواثيق والعهود

          بيئة تحفظ للضيف قدره ، وللجار قدره ، وللمستجير قدره ، وللكبير هيبته ومكانه



          بادية رحل يبحثون عن الربيع والكلأ الذي يعد همهم الأول وربما الأوحد في كثير من الأحيان .................


          في هذه البيئة نشأت عمشى ( عمشاء ) لأب وأم لا يميزهم عن غيرهم شيء ، بسطاء لا يملكون من حطام الدنيا إلا ما يسد رمقهم وعدد قليل من الأغنام والإبل كما هو حال البادية ..


          مع أن تلك الصحراء جافة وقاسية جداً والحياة فيها أشبه بالمستحيل إلا أنها لم تستطع بقسوتها وجفافها أن تجفف نبع المشاعر الذي يحتضنه قلب عمشى ، فقد كان مليىء بالدفء ، ومطرز بالأحلام والخيالات المتيمة التي تراود كل فتاة ...


          راكان هو الأخ الأكبر لعمشى ، يقطر الدم من سيفه ، رضع من الصحراء قسوتها ، عاش مع وحوشها فكان أشد منها بطشاً وقوة ..


          في إحدى المرات ذهب راكان للصيد ، ومن عادة البدو عند الذهاب للصيد حمل متاع ومئونة تكفيهم لأسابيع فربما يطول الغياب لندرة الصيد أو بحث عن الربيع والكلأ ، وربما لا يجدون في طريقهم من يزودهم بالطعام والشراب ... وكانت عمشى هي من تجهز مئونة ومتاع أخيها دوماً


          غادر راكان وكلمات والده تتردد في ذهنه ( أن يعود سالماً غانما ) وهو أمل عمشى أيضاً وأمها اللتان تدركان أن المخاطر التي ستواجه راكان كثيرة ، فربما لا يعود أبداً ..


          هناك غير بعيد ينتظره صاحبه سهيل ...


          طلب والده منهما ألا يتجها إلى حزم السباع الذي يقع على مسيرة يومين من البادية لأن الصيد فيه نادر كما هو متعارف عليه في البادية لكثرة السباع فيه التي لا تمهل الطراءد كثيراً ، كما أن الذهاب له مخاطرة فربما يصيبهما أذى من تلك السباع ..


          لم يمتثلا للأمر وقررا الذهاب إليه دون أن يعلم أحد حتى يعودا سالمين ..


          بعد مسيرة ساعة قال راكان لصاحبه


          ما رأيك ؟

          سهيل ... في ماذا ؟

          راكان : السبق

          قال سهيل : ولمن يسبق راية نرفعها عند العودة تشهدها كل البادية

          اتفقا على ذلك وافترقا من فورهم ...



          بعد يومين وصل راكان للحزم وبدأ يطلق النار في إشارة إلى كسب الرهان

          بعد لحظات سمع الرد من الجهة الأخرى من الحزم في إشارة إلى الوصول أولاً


          التقيا وفي يد سهيل طير كان قد نذره للعشاء


          قال راكان : إن ذهبنا إلى الجهة الأخرى فسوف نجد مكاناً مناسباً نستريح فيه

          قال سهيل : لقد استطلعت المكان ولا أجد أنسب من أن نذهب إلى تلك الصخرة لنجهز العشاء


          إتجها للصخرة وأشعلا النار وشرعا في تجهيز العشاء ..


          في تلك الأثناء يتسامران بين شعر وقصص وبطولات يسردها كلاً منهما على صاحبه ..



          سهيل يحكي لصاحبه قصة السبق لأنه اتبع طريق سهل غير طريق راكان ، بل ربما لا يعرفه راكان




          كانت نظرات راكان تخفي وراءها أمر ما

          قال سهيل : ماذا بك ؟ هل أغضبك السبق ؟ سوف نعيده عند عودتنا ..


          قال راكان : أنت تعلم أنك صديقي وأن هذا الأمر لا يغضبني ...

          قال سهيل : ولكنك تخفي شيئاً في نفسك .. !!



          قال راكان : دعنا من هذا ولنكمل تجهيز العشاء

          ذهب سهيل وحمل بندقية راكان وبدأ يجهزها للصيد في الوقت الذي يعد فيه راكان العشاء


          قال سهيل : كم تمنيت حمل هذه البندقية ...

          قال راكان : هي لك عندما نعود


          قال سهيل : لا أريدها ، ولكن لي طلب آخر لا أظنك ترفضه

          قال راكان : وما هو ؟

          قال سهيل : سأخبرك به عندما نعود



          راكان لا يحتمل الانتظار ، فهو لا يتمتع بالصبر ، بدأ يلح على صاحبه أن يخبره .................... ولكنه لم يفعل .. !!




          الصيد نادر جداً في المنطقة ، ولكنهما يعتقدان أنهما خير من يعود بالغنيمة وإن كان الصيد نادراً ..


          اتفقا أن يفترقا صباحاً – قبل طلوع الشمس - على أن يعودا للصخرة عند مغيبها

          بعد ليلة مليئة بالقصص ، وقبيل طلوع الشمس غادرا المكان وتركا بعض متاعهما هناك ...



          كان سهيل الأسبق للعودة ..


          بعد مغيب الشمس عاد للصخرة ويداه خاليتان من الصيد وقد أنهكه الضمأ والجوع ...


          بحث عن صاحبه ولكنه لم يجده ...

          وضع سلاحه وأشعل النار ثم أسند ظهره إلى الصخرة في انتظار صاحبه وأخباره ..



          طال غياب صاحبه ..


          بدأ يشعر بالملل فأخذ يسلي نفسه بلحن المسحوب ينشد :



          يا حزم لو تدري عن الحال مقهور = لا من عوى ذيب الغراميل ساري

          يرجف خافوقي كل ما ضاح لي نور = لمعه يذكرني بزين الطواري

          لا واهني اللي من العشق معذور = سالي عن اسرار الحسان العذاري



          كأنما يريد أن يحمل الحزم بعض آلامه ، ويبوح له ببعض آهات عشقه عندما تهيأت له بيئة تثير الشجن وتحرك ساكن الألم ...


          لم يعد صاحبه ، والقلق يتسلل إلى قلبه ..


          بدأ يطلق النار من بندقيته لعل يسمع رد صاحبه ................ إلا أن صاحبه لا يرد .. !!




          الوقت بطيىء جداً ، وهو في حالة ترقب ، وتأهب .......... !!



          يتبع ........... قريباً إن شاء الله



          لكل بداية .. نهاية

          تعليق

          • ابن مرضي
            إداري
            • Dec 2002
            • 6170

            #6
            الوقت بطيىء جداً ، وهو في حالة ترقب ، وتأهب ..... ونحن كذلك !
            كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل

            تعليق

            • الشدوي
              إداري ومؤسس
              • Jan 2001
              • 1254

              #7
              تمر علينا حديث الزمان بأسلوبها الكتابي المتميز ، كسحابةٍ تمطر فتسقي الارض بعد ان شح المطر.
              النجوم الكبيرة تضيء طريق القوافل

              sigpic

              تعليق

              • حديث الزمان
                عضوة مميزة
                • Jan 2002
                • 2927

                #8
                الأستاذ الفاضل بن مرضي


                الأستاذ الشدوي



                أشكر لكم متابعتكم ،،، سأعمل على ألا يطول الانتظار بإذن الله


                -------------------------------



                هي أخت البدر ... وهبها الله جمال الخلق وحسن الخلق ....


                يعجز عن وصفها اللسان ، ويقف عند شواطىء عذوبتها ورقتها البيان


                شاعرة يتغنى الناس بشعرها في كل البادية ، ويتحدث عن ذكائها كل الفرسان


                أسر سهيل قلبها ، وتملك مشاعرها ، فهو فارس أحلامها


                تعلم أنه متيم بها .... بل كل فرسان القبيلة يتنافسون لامتلاك قلبها ........



                ****************


                فرس سهيل ثائرة تريد أن تتحرر من قيودها ...


                أدرك سهيل أن هناك أمر ما أحسته الفرس ، جهز بندقيته واقترب من فرسه يتفقدها ...


                أطلق النار في كل الجهات وبدأ يصوت وينشد بأعلى صوته لعل صوته يحيي المكان ويبعد الخطر


                لم يتبدل حال الفرس ، فبادر إلى وضع كل ما جمعه من الحطب إلى النار ليزداد لهبها فهو يعتقد أن الفرس أحست بالذئب يقترب والنار سوف تخيفه وتبعده ....


                الفرس لا تزال ثائرة ، ربما هناك شيء آخر غير الذئب ؟


                ازداد خوفه كما ازدادت يقظته وحذره والليل بهيم ، والظلام حالك إلا من النار التي أوقدها


                ليلة قاسية موحشة عاشها سهيل لم يذق فيها المنام


                بعد ليل طويل ثقيل طلع الفجر وما كاد يفعل ، امتطى سهيل فرسه وانطلق يبحث عن صاحبه الذي لم يعد ...


                قصد الجهة التي ذهب إليها راكان وبحث في كل مكان فلم يجد له أثر ...



                استمر سهيل على هذه الحال ثلاث أيام ، وهو يصارع الخطر ليلاً ويبحث عن صاحبه نهاراً


                عندما تملكه اليأس ، وأوشكت الذخيرة على النفاد قرر العودة إلى قبيلته لطلب العون منهم



                في طريق العودة يسابق الريح ، فهو يدرك أن الوقت لا يسير في صالح صاحبه الذي لا يعلم عن مصيره شيئاً ...


                وصل إلى قبيلته فكان الصراخ يسابق وصوله ..


                أين راكان ؟

                أين راكان ؟


                الكل يسأل ... !!


                التقط أنفاسه وسرد لهم ما حدث ...........


                وقع الخبر على عمشى بل القبيلة بأسرها كالصاعقة ....


                عند ذلك لم تتمالك نفسها فخرجت إلى سهيل تصرخ به أن ترك صاحبه يواجه مصيره بمفرده ، وقد كانت تظنه فارس لا يتخلى عن صاحبه ...



                صرخ والدها وأمرها أن تعود وعلى الفور حمل بندقيته وامتطى جواده وخرج مسرعاً إلى الحزم ...



                تبعه عشرة من فرسان القبيلة معهم فهيد - أخو راكان - وصاحبه سهيل



                وصلوا إلى الحزم ( ضحى ) فطلب والد راكان من الفرسان أن يبحثوا في أبعد مسافة ممكنه


                تفرقوا في كل الاتجاهات واتفقوا من يجده أولاً أن يعود إلى الحزم من ناحية الصخرة والعلامة بينهم إطلاق النار





                بعد نهار شاق وبحث مضن بدأ الفرسان في العودة تباعاً عند مغيب الشمس ، وكل منهم يأمل أن يرى راكان وقد عاد مع أحدهم




                اجتمعوا بعد مغيب الشمس ، ولم يأتي أحدهم بخبر



                فقد والد راكان الأمل في سلامة ابنه الأكبر ، ولكنه طلب من الفرسان البقاء إلى اليوم التالي ليبحثوا عنه مرة أخرى لعلهم يجدون أثره أو دليل ينبئهم عنه


                لم تثمر محاولتهم عن شيء



                الشك يراود بعضهم ، ومنهم والد راكان وأخوه ، والاستفهام يدور حول سهيل ولكنهم لا يملكون الدليل ...


                منهم من يتهم سهيل ، ومنهم من يتهم الذئب ، ومنهم من يتهم أطراف أخرى أرادت أن تقضي على سهيل أيضاً لما أثار الفرس في الليلة الأولى من غياب راكان ...



                جميعهم أشاروا بالعودة إلى القبيلة وبحث الأمر هناك مع الشيخ


                اشتعل فؤاد فهيد حرقة على أخيه عندما انقطع أمله في العثور عليه ، فأضمر في نفسه قتل سهيل فهو على يقين أن أخاه قد قتل ... !!



                أدرك والد راكان ما يدور في خلد إبنه الأصغر لذا طلب منه أن يرافقه بمفرده لأنه سوف يسلك طريق آخر للعودة غير طريق عودة بقية الفرسان ...



                وصلوا إلى القبيلة واجتمعوا في منزل راكان .............


                اجتمع أفراد القبيلة وبدءوا يتساءلون عن سر ذهاب سهيل وراكان لحزم السباع دون غيره من مناطق الصيد ؟


                كان جواب سهيل أن راكان هو من اختار الحزم ....


                طلب والد راكان من الشيخ وبقية رجال القبيلة أن ينظروا في الأمر قبل أن يحدث مالا تحمد عقباه (( يشير إلى الثأر الذي سيغرق القبيلة في الدماء ... ))


                قرر الشيخ أن سهيل في حمايته حتى يثبت جرمه بالدليل أو الاعتراف ...



                لم يكن فهيد بأحسن حال من أخيه ، فهو يفتقد للحكمة والصبر لذا لم يعجبه الأمر فصاح بالشيخ ورفض حمايته لقاتل أخيه ووعد أن يقتله ليثأر وأعلن ذلك أمام القبيلة


                هنا تحرك أبناء عم سهيل ووقفوا في وجه فهيد ووالده وأعلنوا أن قاتل سهيل سيقتل .... فهم على يقين أن سهيل ليس بقاتل بل فارس القبيلة بأسرها ودمه لن يكون رخيصاً ....


                كثر الجدل وكادت تشتعل الفتنة حتى صدر أمر الشيخ الذي كلف عدد من فرسان القبيلة بحماية سهيل حتى ينظر في الأمر وطلب من فهيد ألا يقدم على فعل يندم عليه أبداً وأنه سوف يكون خصمه إن أقدم على شيء ..


                عمشى لا ترى أمامها إلا صورة راكان ....

                تصارع الحزن من فقد أخيها ، الفارس القوي ......... وتصارع عشقها لسهيل ( قاتل أخيها ) الذي أصبح عدوها الأول ...



                تمر الأيام والحال لم يتبدل ... لم يظهر خبر عن راكان ، وسهيل لا يقر بالجريمة


                بعد أسبوع يجتمع أفراد القبيلة ليصدروا حكمهم ضد سهيل ... !



                التالي ...............



                فقدت عمشى أخوها الفارس ، وفقدت سلطان قلبها وفارس أحلامها سهيل


                أفاق الناس على صوت المنادي من أطراف القبيلة


                بدأت فصول جديدة لقصة كانت حديث الصحراء ...




                لكل بداية .. نهاية

                تعليق

                • أبو شادن
                  عضو نشيط
                  • Feb 2005
                  • 449

                  #9
                  بسم الله الرحمن الرحيم

                  الأخت الكريمة حديث الزمان

                  قصة موفقة وأسلوب مميز ... بالتوفيق وإلى الأمام إن شاء الله ...

                  تحياتي لك ؛؛

                  تعليق

                  • فارس الأصيل
                    عضو مميز
                    • Feb 2002
                    • 3319

                    #10
                    القلب مني متعب ومتيم
                    والعين تبكي ان اتت ذكراه

                    ..
                    مسكينة عمشى
                    ومسكين سهيل
                    هـذا أنا قـدر تـقـاذفـنــــــــي
                    كالبحر عمقاً والفضاء مدى
                    مدونتي
                    أحمد الهدية

                    تعليق

                    • حديث الزمان
                      عضوة مميزة
                      • Jan 2002
                      • 2927

                      #11


                      الأخ أبو شادن


                      الأستاذ مالك


                      أشكر لكما المتابعة


                      ************


                      استمعوا للقصة كاملة من سهيل الذي ذكر قصة السبق والتغير الغريب الذي لاحظه على راكان ..

                      لم تكن هذه التفاصيل إلا إدانة جديدة لسهيل فقد أثبتت نشوب خلاف بين راكان وصاحبه سهيل ...


                      سهيل لا يملك دليل يثبت براءته ، ولكنه يؤكد أن راكان لا يزال على قيد الحياة وأنه لم يقتل كما يزعمون .... لذا طلب من الشيخ أن يمنحه فرصة للبحث عن راكان في البادية ويتحسس خبره في القبائل المجاورة ..

                      حدد الشيخ مدة شهر لسهيل ليأتي بخبر راكان وأرسل معه ثلاثة فرسان لمساعدته ولضمان عودته بعد انقضاء المدة


                      انطلق الفرسان الأربعة لتتبع أخبار راكان ( المفقود ) عند حزم السباع




                      مرت الأيام وبدأ الناس يتحدثون ، انتشرت القصة في البادية وبدأ الناس ينقصون منها ويزيدون ...


                      انقضت المدة وهي كافية لظهور راكان إن كان حياً ، عاد الفرسان الأربعة دون خبر عن راكان وهنا استدعى القاضي ليفصل في القضية ...


                      لم يجد القاضي ما يثبت جرم سهيل لعدم وجود خلافات بينهم من قبل ولعدم وجود دليل القتل ، فما كان منه إلا أن حكم بنفي سهيل إلى الأبد عن القبيلة ، ويحق له العودة إن عاد راكان



                      وقع الحكم على سهيل كالصاعقة وحاول الدفاع عن نفسه إلا أن لم يستطع تحقيق هدفه


                      غادر سهيل القبيلة بعد أن أرسل لعمشى قصيدة يؤكد لها أنه لم يقتل أخوها وأن العشق لن يموت في قلبه ...


                      تبعه عدد من الفرسان لضمان سلامته من القتل حتى يغادر القبيلة ...



                      بدأ أبناء عمه بمتابعة فهيد لمنعه من إقتفاء أثر سهيل ....


                      في القبيلة هناك من يصطاد في الماء العكر ( ككل المجتمعات ) ، فتحدث بعضهم ووصف فهيد (( بالسقيطة )) وهي كلمة تطلق على الناقص من الرجال تجرده من رجولته وفروسيته إذ لم يأخذ بثأر أخيه ..


                      وصلت الكلمة إلى عمشى فأرسلت لأخوها فهيد قصيدة مطلعها



                      عزي لحالي من شقى العمر يا فهيد *** مدري شقاي أقدار ولا عقوبه




                      وذكرت له في القصيدة أن الناس يصفونه بالسقيطة ، وحثته فيها على اللحاق بسهيل والأخذ بثأر راكان الذي قتل غدراً عند حزم السباع واستعادة هيبته ومكانته كفارس من خيرة فرسان القبيلة


                      ثارت نفس فهيد فلم يجد بداً من اللحاق بقاتل أخيه واقتفاء أثره ....


                      بعد عشرين يوماً عاد وهو يزف لعمشى خبر قتل سهيل ....



                      عند ذلك أيقنت عمشى أنها فقدت أخوها الفارس ، وفقدت سلطان قلبها وفارس أحلامها سهيل



                      انتشر الخبر في القبيلة ... فما كان من الشيخ إلا أن أهدر دم فهيد ...



                      أمام فهيد ثلاثة أيام في حماية الشيخ ، وهذه من العادات عند إهدار الدم ، بعد ذلك سيقتله من يظفر به من أبناء عم سهيل ...



                      هام فهيد على وجهه في الصحراء وبعد أسابيع أتى خبر موته ( لدغه داب ) ودخلت القبيلة في حزن جديد وألم جديد



                      بعد تسعة أشهر من اختفاء راكان أفاقت القبيلة على صوت المنادي من أطراف القبيلة يبشر بعودته .. !!



                      لم تصدق عمشى ما رأت عينها عندما رأت أخوها ، ولم تصدق القبيلة ذلك ..



                      ولكنها لم تفرح كثيراً بعودته بل دخلت في متاهة جديدة مع الحزن



                      قصة راكان أنه وقع أسيراً في رحلة الصيد عندما دخل حدود قبيلة أخرى وأعتدى على أحد فرسانها ... وخلال تلك المدة لم يسمح له بإرسال من يخبر قبيلته بحاله ....


                      كانت صدمته كبيرة لما حدث لصاحبه سهيل وأخوه فهيد ... !! والقبيلة ذهلت لما حدث ...



                      غدت القصة حديث الصحراء فقد قتل سهيل بلا ذنب ... كما أسر راكان دون أن يسمح له بإرسال من يخبر عنه قبيلته ، وراح فهيد ضحية لتلك الأحداث ...


                      عمشى أصابها من الحزن ما أصابها وأصبحت أقرب إلى الجنون منها إلى العقل والسلامة




                      مرت الأيام والأشهر ، فتقدم لها أحد أبناء عم سهيل لرأب الصدع في القبيلة فردت عليه تقول (( لست فارس أحلامي )) ....



                      تملكها الحزن والألم وأصبحت تعشق الوحدة وتحدث نفسها وتمتم كالمجنونة



                      خطت على الرمال اسم (( سهيل )) فلم يمهلها الهبوب الذي آثر أن يثير الرمال ويحركها ليثير معها قلبها الحزين ....


                      دفنت الرمال اسم سهيل كما دفن الواقع العشق في قلب عمشى قبل ولادته ....



                      انتهت ،،،


                      (( بعض أحداث القصة من الواقع ))








                      لكل بداية .. نهاية

                      تعليق

                      • أبو أحمد
                        عضو مميز
                        • Sep 2002
                        • 1770

                        #12
                        الكاتبه والاديبه الاخت حديث الزمان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لقد قرات القصة كامله وسرحت مع احداثها وتاملت في بعض جوانبها
                        وتذكرت الحال السائد في العصر القبلي ومثل مايقال في الادب عندما يوردون قصه ثم يطلب من الدارس قراءة القصة ثم بعد قراءتها يشرح المعلم
                        مايستفاد من القصه فهنا اختي حديث الزمان لي طلب عندك ان تشرحي لنا مايستفاد من هذه القصه واني اراء فيها فوائد كثيره واجزم انكي لم توردي هذه القصه مجرد التسليه بل لفائده مرجوه فاارجو ان تشرحي القصه وتخرجي لنا الفائده منها وانا لم اطلب منكي الا لثقتي بك انكي اهل بذلك
                        ولكي مني الشكر والتقدير والاحترام ودمتم سالمين

                        تعليق

                        • ابن مرضي
                          إداري
                          • Dec 2002
                          • 6170

                          #13
                          لا لم تنتهي القصة ، بل لا زالت ولا زال ابطالها يعانون من الأحكام الجائرة والمتعسفة التي يطلقها عليهم من لا حق له ولا هم إلا إصدار الأحكام المستعجلة والجائرة والظالمة .. والضحية في الغالب هم الأبطال أمثال سهيل الفارس وراكان البطل وعمشى الأصيلة ....


                          عندما نكتب تعليقا نشيد فيه ببعض الأعضاء ، يأتي من يقول أننا نختار ونبالغ ، وهنا وفي اماكن أخرى من صفحات المنتدى مايشهد لنا ، بأن هناك من الأعضاء من يستحق الإشادة والشكر والأحترام ، وهو أقل ما يمكن أن نقدمه لهم .



                          شكرا لكاتبتنا العزيزة علينا جميعا حديث الزمان على كل ما تقدمه لنا وشكرا خاص على حديث الصحراء ورمالها التي خطت فيها عمشى اسم فارسها سهيل ، وعتبي على أولئك الذين تسببوا في إثارة المشكلة وعلى رياح الصحراء التي لم تبقى لنا حتى اسم سهيل الذي خطته على رمالها عمشى....!!!!
                          كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى = وحنينه أبدا لأول منزل

                          تعليق

                          • حديث الزمان
                            عضوة مميزة
                            • Jan 2002
                            • 2927

                            #14
                            الأستاذ الفاضل أبو أحمد


                            تمنيت ألا يطرح هذا السؤال بخاصة تحت هذه القصة ، ففي النفس ما فيها مما لا أحب البوح به ...


                            أما وقد فعلت ...... فليكن


                            الأستاذ الفاضل :


                            لقد تعلمت من الأستاذ الفنار ألا أقدم أي موضوع أو طرح أو قصة إلا لهدف واضح المعالم وإلا فإنني سوف أقع تحت المسائلة القاسية لأن ذلك يعد من العبث بفكر القارىء الكريم وإهدار لوقته الثمين .

                            كما تعلمت من الأستاذ الفاضل بن مرضي أن أحسن اختيار العنوان ليتناسب تماماً مع الطرح .

                            وتعلمت من الأستاذ مالك تحديد الاتجاه سلفاً ، وعليه يجب ألا أذهب بعيداً لكي لا أغرق في متاهات ليست لي .

                            وتعلمت من الأعضاء الكرام أن أطرح ما يناسب ذائقتهم ..


                            اليوم ، أتعلم منك أنه يتعين علي قبل تقديم أي طرح ( توقع ) ردود وأسئلة وطلبات ( فوق العادة ) كما هو الحال مع سؤالك وطلبك .



                            تعلمت ذلك كله لأنني في رأي البعض ( عضوة متميزة ) يجب ألا تخطىء ولا تقصر ولا تتسلى ولا تعبث ، بل يجب أن تكون كل كلمة أسطرها ذات هدف ومعنى دقيق جداً وخالية تماماً من ( العيوب ) أو ( تفريغ الهموم ) أو ( التسلية ) .


                            لكل ذلك سيدي لن أمانع في شرح ما طلبته مني والبوح ( بالإكراه ) بما يدور في نفسي ، وإن لم أفعل فسوف أكون عرضة للمحاسبة ..


                            هل تعلم ؟

                            لقد أدخلت بسبب هذا ( التميز ) في متاهة المساومة .... ( إما ؟؟؟؟؟؟ ، أو ؟؟؟؟؟؟ )


                            -----------------

                            مع طلبك الكريم :



                            على العكس من أي شرح ، سأجعل العنوان مسك الختام ...


                            في البداية سجلت مقدمة عرضت من خلالها وصف عام لبيئة اجتماعية غارقة في الجهل ، وبررت وصف تلك البيئة بالجهل بالتمثيل له ( القتل ، الثأر ، الغزو .... )


                            وفي المقدمة أيضاً عرضت الوجه الآخر لذلك المجتمع الذي يتمثل في احترام الأعراف والتقاليد واحترام الكلمة والعهود والمواثيق وحفظ حق الضيف والجار والكبير ...


                            قد يتبادر إلى الذهن وجود تناقض في الطرح لوجود فارق كبير بين الصورتين ..

                            على العكس تماماً ففي هذا التباين إشارة إلى وجود الخير والشر في أي بيئة ، فمن الإجحاف تعميم الشر أو تعميم الخير على بيئة ما مهما كانت مثالية أو كانت سيئة ...


                            أردت الدخول إلى تفاصيل الصراع بين الخير والشر من خلال اختيار نموذج من نماذج الجهل ( الثأر ) ومن ثم عرض ما يترتب عليه من انقسامات متفاوتة داخل المجتمع الواحد ( خير وشر ) ..


                            الحق ، لقد أردت في التالي من القصة توضيح كيفية اندلاع الفتنة من ( لا شيء ) إن صح التعبير كما يحدث في كل المجتمعات وعلى وجه الخصوص في المجتمع ( الجاهل ) ..


                            للصداقة أهميتها ، لذا اخترت لراكان صديق ( مثالي ) يرافقه في رحلة ( صعبة وخطيرة جداً ) ، وجسدت فيما بعد الصداقة الحقة عندما عرضت حياة سهيل لخطر ( مبهم ) في سبيل إنقاذ صديقه ( راكان ) دون وجود أي هدف أو عائد خاص لسهيل من تلك المخاطرة ..

                            في قصة السبق إشارة إلى أن أي صداقة قد تتعرض للمنافسة الشريفة في كل شيء ، لذا لا يجب أن تؤثر تلك المنافسة على سير الصداقة مهما كانت النتائج ... بل يجب أن تبقى سامية دوماً وإن بدأ الشك يساور أحدهما في صاحبه ( ذلك من خلال نظرات راكان الغريبة )


                            اختفاء راكان بهذه الطريقة الغريبة التي قد لا تحدث في الواقع دلالة على تعرض الصداقة لأقصى ما يمكن تصوره بل إلى ما لا يمكن تصوره من التجارب والعوائق التي قد يتعرض لها الأصدقاء ، ومن خلالها تتبين ماهية الصداقة وصدقها ..


                            من خلال تلك التجربة القاسية أظهرت نتيجة الصداقة الحقة سريعاً ، فهذا سهيل يعرض نفسه للخطر لإنقاذ صديقه ...


                            ثلاثة أيام كانت كفيلة لإثبات صدق سهيل وإخلاصه وتفانيه لصديقه المفقود راكان ... لولا ذلك لغادر المكان في اليوم التالي بدلاً من تعريض حياته لخطر مبهم .......( ذئب ، بشر ، جن ..... أو أي شيء آخر ) ..


                            إتهام الناس بالباطل دون دليل ديدين كثير من المجتمعات ، صورت ذلك في اتهام سهيل بقتل صاحبه دون إيراد دليل .. !!


                            في القصة نموذجين ( متناقضين ) لردة الفعل ( فهيد ووالده ) ... مع أن قسوة الفعل متساوية لكل منهما فهذا والد راكان وذاك أخوه ..


                            آثر والده ( الحكيم ) عدم الحكم على سهيل مع شكه فيه ، بل ذهب إلى محاولة إخماد الفتنة قبل اندلاعها عندما طلب من الشيخ وأفراد القبيلة حل القضية سريعاً ، في حين قرر فهيد قتل راكان مع أنه لا يملك الدليل ، بل ذهب إلى أبعد من ذلك عندما رفض الرأي العام الذي يعد في الغالب ( صواباً ) يجب إتباعه والتمشي بموجبه .


                            أياً كان توجه الإنسان إلى الشر فإن التردد يبقى موجوداً ، وهو مرحلة من مراحل الحيرة جسدتها من خلال عدم إقدام فهيد على القتل فوراً مع أن الفرصة متاحة له ، ليأتي دور محور الشر الحقيقي وهم ( المحرضون ) الذين وصفوا فهيد ( بالسقيطة ) لأنه لم يرتكب الحماقة .... أعني ( القتل أو الفتنة ) ...

                            الحق ، هؤلاء المحرضون هم من يصطاد دوماً في الماء العكر ويقحمون الآخرين في مالا تحمد عقباه لتحقيق أهدافهم الرخيصة كما رأينا في القصة ( إفساد المجتمع ) .


                            رضخ فهيد للتحريض ، والمفاجأة أن المحرضون قد يستخدمون كل الوسائل لتحقيق أهدافهم الرخيصة ومن ذلك ( أقرب الناس لك ) كما هو حال عمشى وفهيد ، فعمشى في هذا الحدث ليست إلا ( جسر ) استخدمه المحرضون للوصول لأهداف رخيصة تتمثل في ( القتل أو الفتنة ) ، في حين أن فهيد وسيلة تنفيذ فقط ..


                            سهيل مثال نموذجي للوفاء والعطاء والإخلاص ، فقد تفانى في إنقاذ صاحبه ، لذلك فإن حظه أن كان الضحية الأولى للتحريض الذي يتبعه الأعداء دوماً .. ثم يأتي الضحايا الآخرين تباعاً ..


                            عودة راكان بهذه الطريقة الغريبة وبعد هذه المدة الطويلة أردت منها التأكيد على أن ( الحقيقة ) وإن غابت في زمن ما تحت ظروف قد تكون أشبه بالمستحيل أو ( غيبها الأشرار ) فإنها سوف تظهر في النهاية لأنها ................ ( الحقيقة ) التي لا يمكن أن تدفن للأبد .



                            انتهت القصة


                            لنعد الآن الخسائر التي كان سببها ( الجهل ) و ( التحريض ) الرخيص ، وفقدان الحكمة والصبر ....


                            خسرت عمشى ( عشقها وأخاها ) ... !

                            كما خسر والدها وأمها إبنهم ( فهيد ) ... !

                            وخسر راكان ( أخاه وصاحبه )



                            والخسارة الكبرى تتمثل في خسارة المجتمع بأكمله ( القبيلة ) عندما خسروا أفضل فرسان القبيلة ناهيك عن اندلاع الفتنة ...

                            وكل تلك الخسائر نتيجة لفتنة استحدثت من ( لا شيء ) كما هو حال بعض المجتمعات ، فأصبحت بذلك الخسارة عامة تعصف بالمجتمع بأكمله ، ومنهم ( أصحاب التحريض ) .



                            في العنوان :


                            خطت على الرمال ...


                            كثير من الناس يدعي الإخلاص والعطاء والوفاء والحب وربما العشق ولكنه لا يترجمه في أرض الواقع وهو ما فعلته ( عمشى ) ...!


                            العطاء إن لم يترجم إلى واقع مدعم بإثبات ودليل ( ملموس ) فهو أشبه بالكتابة على الرمل يذهب ( هباء ) مع أول هبة ريح ...




                            الآن أستاذي الفاضل ، اقرأ القصة من جديد وطبق ما ورد فيها على أي مجتمع تختاره أنت .... !!!! ثم تكرم بالعودة هنا لتكتب رأيك بتجرد ...



                            أشكرك من الأعماق فقد جعلتني أقدم ما يفقد القصة ( رونقها )



                            لكل بداية .. نهاية

                            تعليق

                            • حديث الزمان
                              عضوة مميزة
                              • Jan 2002
                              • 2927

                              #15



                              الأستاذ الفاضل بن مرضي


                              نعم ، الضحايا في الغالب هم ( المخلصون ) للأسف ... !!


                              أشكرك من الأعماق أيها الكريم فقد قرأت القصة كما يجب أن تقرأ .


                              لكل بداية .. نهاية

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
                              أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif, webp

                              ماهو اسم المنتدى؟ (الجواب هو الديرة)

                              يعمل...