الأستاذ الكريم : السوادي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

تَعِب رجلٌ في الوصول إلى إبليس ، ووسّط مجموعة من الأشرار إلى أن تمّ له ما أراد ، وحصلت المقابلة التي سعى إليها ، فلما وقف في حضرة امبراطور الشر ، شرح غرضه بلسانٍ عربيّ فصيح ، وقال : "إن لي ابن عم ، صاحب جاه وثروة ، وأريد مساعدتك في العمل على محق ثروته وتدميره !" ، وعند هذا الحد وقبل أن يواصل الرجل الإغراق في التفاصيل ، التفت إبليس إلى أصحابه ،وقال :" لا شيء يحيّرني أكثر من هؤلاء ، فمن أراد أن ينظر إلى من هو أكثر شراً منّي ، فليحدق في هذا الحسود ! " .


عزيزي وأستاذي الكريم : الحسد والحقد بينهما اختلاف حسب فهمي ، فالحقد لا يحمله إلا أراذل الناس ، قال الشاعر :

ولا أحمل الحقد القديم عليهم ...فليس رئيس القوم من يحمل الحقدَ .

وقال الآخر :

لايحمل الحقد من تعلو به الرتب .

والرتب هنا كما هو معروف لديك ليست مرتبة الوظيفة ولا مايضعه الإنسان على كتفه ، وإنما الرتب السامية في الأخلاق .

لذلك فإنه يجب ألا نهتم كثيرا بالحاقدين !


أما الحسد فكما تفضلت بدأ مع إبليس وأستمر مع أبنّي آدم ، ولكن وكما رأيت في القصة أعلاه ، أن بني آدم تغلبوا على إبليس في بعض الأحيان . ولكننا ايضا يجب ألا نعيرهم ذلك الاهتمام ، فالشاعر يقول :

اصبر على حسد الحسود فصبرك قاتله ... فالنار تأكل نفسها إن لم تجد ما تأكله .

والحسد يبدأ بصاحبه قبل غيره :


لله درّ الحسد ما أعدله ....بدأ بصاحبه فقتله .

وقد يكون في الحسد فائدة فالشاعر يقول :


وإذا أراد الله نشر فضيلة ...طويت أتاح لها لسان حسود .

وكأني بك وأنت الأستاذ المربي الفاضل تقول :


ماضرني حسد الحسود ولم يزل ....ذو الفضل يحسده ذوو التقصير

وأخيرا تعال معي لنتلو :

{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِن شَرِّ مَا خَلَقَ، وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} سورة الفلق.

الحقد مذموم مطلقا وفي جميع حالاته ....ولو بحثنا عن سبب حقد الغني على الغني (وهذا ينطبق على جميع أنواع الحاقدين) نجد أن السبب هو اختلاط الحقد بالأنانية ،فيجتمع في نفسه (الحاقد )الكثير من الرذائل فهو يجمع الحقد سابقا’ ويزيد عليه الأنانية وعشق الذات، ثم يضيف له أيضا عدم الرضى والسخط مماكتبه الله عز وجل لغيره ...وهو ما كتبه له أيضا ..، فالحقد اتساخ كامل من الداخل ....

قال ابن القيم رحمه الله في الرضا: ( إنه يفتح للعبد باب السلامة، فيجعل قلبه نقياً من الغش والدغل والغل، ولا ينجو من عذاب الله إلا من أتى الله بقلب سليم، كذلك وتستحيل سلامة القلب مع السخط وعدم الرضا، وكلما كان العبد أشد رضاً كان قلبه أسلم، فالخبث والدغل والغش: قرين السخط، وسلامة القلب وبره ونصحه: قرين الرضا، وكذلك الحسد هو من ثمرات السخط، وسلامة القلب منه من ثمرات الرضا).

أستاذي الكريم :
حقد الذكي على الذكي نتيجة عادة تأصلت في نفسه وربما قبل أن يصبح ذكيا ، أو قبل اكتشافه لهذا الذكاء ،فتصور أنها(عادة الحقد) السبب في هذا الذكاء واستمر في ممارسة الحقد ليكون أذكى من الجميع ،وفي تصوري أنها ارتداد لمستوى الذكاء عنده(الذكي ) فهناك من هم أقل ذكاءا ولكنهم يملكون حسا قويا في إدراك ..نقاء السريرة وصفاء النوايا ..فيعتبرونه من الأغبياء جدا ....

وعندما سُئل النبي أي الناس أفضل؟ قال :كل مخموم القلب صدوق اللسان } قالوا: صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب؟ قال: { هو التقي النقي، لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد } [رواه ابن ماجه

قال تعالى{وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ }الحجر47

أتريد نصحي سيدي وأنا على ثقة بأنك أعلم مني ...لا تشغل نفسك وعقلك بالتفكير بهؤلاء ،فهم لا يستحقون منا حتى مجرد التفكير للحظه ..... يكفيك أن تعلم بأنهم صحبة الشيطان ...باعوا أنفسهم رخيصة له ..فلا تبتئس أخي من صفقة خاسرة عقدوها معه ...ونسو أنهم أمامه (الشيطان ) أغبياء؛ فقد انتصر عليهم فصار أذكى منهم بكثير ...

وهذا حال الدنيا سيدي ،في كل يوم ترى العجيب الغريب ....

وما هي إلا جيفة مستحيلة *** عليها كلاب همهن اجتذابها
فإن تجتنبها كنت سلماً لأهلها *** وإن تجتذبها نازعتك كلابها

اللهم اجعل قلوبنا طاهرة خالية من الأحقاد والحسد والكره .....آمين

وجزاك الله كل الخير سيدي السوادي فموضوعك جعلني أبحث كثيرا لأجد إجابة على سؤالك ،ولكني في النهاية وجدت الإجابة في داخلي واضحة جلية ........

بوركت أخي ...رعاك الله وحفظك ...

قال عمر ابن الخطاب ( يكفيك من الحاسد أنه يغتم وقت سرورك ) وقال مالك بن دينار ( شهادة القراء مقبولة في كل شيء إلا شهادة بعضهم على بعض فإنهم أشد تحاسدا من التيوس ) وعن أنس رضي الله عنه مرفوعا ( إن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب )..
وفي تصانيف الحسد وحكايات الأوائل عنه كثير من العجائب والصور فبعضهم كان يتلذذ ويشعر بالمكانة إذا ما علم أن له حساد كما يقول نصر بن سيار :
إني نشأت وحسادي ذوو عدد
ياذا المعارج لا تنقص لهم عددا
إن يحسدوني على مابي لمابهم
فمثل مابي يجلب الحسدا

بل أن بعضهم كان يعشق الحسد فلا يهنأله بال ولا يرتاح إن لم يجد له من يتمنى زوال نعمته كما يقول بعضهم :
إني حسدت فزاد الله في حسدي
لاعاش من عاش يوما غير محسود

والحكمة تقول ( الحسد حسك من تعلق به هلك )

أخيرا نصيحة أحدهم يقول :
يا طالب العيش في أمن وفي دعة
رغدا بلا قتر صفوا بلا رنق
خلص فؤادك من غل ومن حسد
فالغل في القلب مثل الغل في العنق

لست أدري ايها الاستاذ هل سيطول بك البحث أم انك وجدت الخلاصة

مالكالحزين

بسم الله الرحمن الرحيم


ج1- التنافس

أخي الحبيب ابن مرضي :
كنت أتمنى أن يكون موضوعي هو ردك ..
هنا يتضح الفرق - يا أبا أحمد - بين المثقف حقـًا والمدعي ..
ليتنا نتعلم مما يخطه يراعك ، لكن هيهات فنحن ينقصنا الفهم والاستيعاب..
سلمت أيها الرائع حكمةً وخلقـًا وأدبًا وكتابةً..
السوادي

أخي الكريم : السوادي
كل ذي نعمةٍ محسود ...... فمن وجد نفسه محسودًا فليحمد الله على نعمته التي أنعم بها عليه .

عندما تكون غنيًا ويحسدك غني ، فاعلم أنه فقير في نفسه وقلبه ، وإن كنت أديبًا وحاسدك أديبًا فاعلم أنه لا يمتلك من الأدب إلا اسمه ، وقس على ذلك كل النعم وكل مجالات الحسد .

أما الحقد فكما تفضل أخي بن مرضي ومن سبقوني ، هو شيء آخر ، قد يكون ردة فعل لإساءة ، وقد يكون نتيجة مرض القلب والنفس .

دواء كل ذلك هو الحب ... أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك ، وهذا من شروط الإيمان كما ورد عن الصادق المصدوق عليه أفضل صلاة وأزكى سلام .

اللهم املأ قلوبنا بالإيمان بك ، وحبك وحب من يحبك ، وطهرها من الغل والحقد والحسد ، وارزقنا القناعة بما رزقتنا.

لله درك أختي الكريمة باقي حنين

فقد كفيتي ووفيتي وقلت ما دار بخاطري ...

تحياتي للجميع ؛؛

لا فض فوك ابو شادن

ولا فض فوك باقى حنين

المصيبه اذا انت لاتعلم والمصيبه الاكبر اذا انت تعلم يا كاتب المقال

الحسد مرض من أمراض النفوس وهو مرض غالبٌ فلا يخلص منه إلا القليل من الناس
ولهذا قيل: ما خلا جسد من حسد لكن اللئيم يبديه والكريم يخفيه والحسد ذميم قبيح حيث أن الله أمر رسوله صلى الله عليه وسلم أن يتعوذ من شر الحاسد كما أمر بالاستعاذة من شر الشيطان
قال الله تعالى(ومن شر حاسد إذا حسد) وناهيك بحال ذلك شراً فبالحسد لُعن إبليس وجعل شيطاناً رجيماً ومن أجل أن الحسد بهذه الدرجة ورد فيه تشديد عظيم حتى قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم:
(الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب).
وإن قوي ذلك الحسد فيك حتى بعثك على إظهاره بقول أو فعل بحيث يُعرف ذلك من ظاهرك بأفعالك الأختيارية فأنت حسود عاص أما الفعل فهو غيبة وكذب وهو عمل صادر عن الحسد وليس هو عين الحسد ويجب الاستحلال من الأسباب الظاهرة على الجوارح وإن كففت ظاهرك بالكلية إلا أنك بباطنك تحب زوال النعمة وليس في نفسك كراهة لهذه الحالة فأنت حسود عاص لأن الحسد صفة القلب لا صفة الفعل
قال الله تعالى(ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا)
وقال عز وجلّ(ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء)
وقال تعالى(إن تمسسكم حسنة تسؤهم)
قال بعض الحكماء:
(حاسد النعمة لايرضيه إلا زوالها)
وقال آخر:
( من ضرَّ بطبعه فلا تأنس بقربه فإن قلب الأعيان صعب المرام)
وقال آخر(أسدٌ تقاربه خيرٌ من حسود تراقبه)
وقد وصف الشاعر الحاسد فقال:
أعطيت كل الناس من نفسي الرضا ------- إلا الحسود فإنه أعياني
ما إن لي ذنباً إليه علمته ------- إلا تظاهر نعمة الرحمن
وأبى فما يرضيه إلا ذلتي ------- وذهاب أموالي وقطع لساني
أما الحقد فما أثرته الأخت باقي حنين قد وفى وكفى
تحياتي لك

أرجو أن تكون مشاركتك حول الموضوع فقط.

كذلك أرجو من الجميع تجاهل هذا الرد.

لا اعرف رد المشرف العام بكلمتى لافض فوك لاعضاء وردهم الذى اعجبنى اغضبه

ام رايك ان ردهم غير سليم؟؟؟؟؟

انا اعجبنى ردهم وادعوا لهم بالتوفيق

عضه: من فى بطنه لحمه نيه تمغصه

أولا أعتذر من الأستاذ الفاضل السوادي لدخولي للرد في موضوعه ،ولكن الأستاذ الفاضل أبو شادن وجه لي كلمة طيبة ، ورأيت من الواجب أن أرد عليه ...

أشكرك جزيل الشكر أستاذي الفاضل أبو شادن لتفضلك بقراءة ردي، فهو يشعرني بالفخر والاعتزاز...فلك الشكر والتقدير سيدي على إحترامك للجميع والتفاعل معهم ، وهذه أحد ميزات الكاتب الناجح ، فالتواضع بالتعليق والشكر لكل من شارك وتفاعل تحقق الأهداف المرجوة في جو مفعم بالأخوة ..

فلك جزيل الشكر سيدي ...

تكملة لما بداته هذه طرق علاج الحسد

هذه خطوات العلاج وطرقه..
أولاً: سؤال الله والتضرع إليه بجد وإخلاص وإخبات أن يعافيه من هذا الداء العضال والمرض القتال.
ثانياً: يجتهد إذا حسد ألا يبغي ولا يتعدى ولا يظلم.
ثالثاً: الإكثار من ذكر هادم اللذات، ومفرق الجماعات، ومباعد القرابات، ومرمل الزوجات، وميتم البنين والبنات، الموت، فإن ذلك يقلل طمعه ويقصر أمله في الدنيا.
رابعاً: الاهتمام بعيوب نفسه ومحاولة التخلص منها.
خامساً: محاولة الرضا والقناعة بما قسمه الله له.
سادساً: عدم التشوُّف والتطلع إلى ما عند الآخرين.
سابعاً: الإقلال من الاختلاط بالناس.
ثامناً: الاشتغال بالذكر والطاعات وتعمير الأوقات بذلك.
تاسعاً: أن يسأل الله من فضله الواسع وخيره العميم.
عاشراً: إذا رأى نعمة على إنسان أن يدعو له بالزيادة والبركة.
أحد عشر: أن يتذكر دائماً نعم الله عليه من العافية والولد.
الثاني عشر: أن ينظر إلى من هو دونه لا إلى من هو فوقه.

اتمنى ان يطبق كل حرف فيها

السلام عليكم

لى مداخله بسيطه وهى طرق علاجها


قبل أن اشرح لكم طريقه علاج الحسد دعوني احكي لكم حكاية قديمه حدثت في الزمن البعيد و أريكم كيف يكون الحاسد من شر ، وان الحسد ينقلب عليه.

كان هناك أعرابي غني ويبلغ درجه كبيره جدا من الثراء والجاه وكان له اخ يملك من الغنم ما يعينه على الحياة ، وكان الأعرابي الغني يغير من أخاه الذي يملك الغنم وكان يكيد منه كيدا.
ذات يوم سمع الأعرابي الغني هذا ، ان هناك رجل ضرير لكنه كان يحسد الناس ويمتاز بقوته الخارقة لكي يصيب الناس بالعين ويحسدهم ، يعني بالكلام العمي كده ( ميديش حد عين إلا لما يجيبه الأرض و يوديه في داهية )

فذهب له الأعرابي الثري وقال له : أن أخي سوف يمر من هذا الطريق بالليل وعليك أيها الضرير ان تحسده حتى تموت الأغنام التي يملكها و أتكون أنا وحدي الذي عنده المال والجاه في البلد ، فوافق الرجل الضرير الحساد مقابل إعطاءه مبلغ من المال.
وبالفعل جاء الليل وإذا بالرجل الذي عنده الغنم قادم من عمله ومعه الأغنام، و رآه اخوة الغني من مسافة بعيده ، فقال الأعرابي للرجل الضرير الحساد ، أخي قادم لكي تعالي كي تصيبه بالعين ، فقال الرجل الضرير للرجل الغني ، معقول ّّ!!! أرايت أخوك من كل هذه المسافة البعيدة!!! ، فأصاب الضرير الرجل الغني بالحسد وأصيب بالعمى واصبح مثله وعلى رأي المثل :ومن حفر حفره لأخيه وقع فيها.

إليكم أصدقائي علاج الحسد بالقران و السنة النبوية
ان يتوضأ العائن ( المصيب الناس بالحسد ) ويأخذ المصاب هذا الماء ويتوضأ به ، لكن هذا صعب شويه ، لكن هناك طريقه أخرى ، وهى أن يقرأ القران وينفث على نفسه بهذه الرقي

من القران : الفاتحة ، وآيه الكرسي ، و أخر آيتين من البقرة ، وسورة الإخلاص و المعوذتين.

من السنة : بسم الله أرقيك من كل شئ يوذيك من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك بسم الله أرقيك.

أو

بسم الله يبريك ، ومن كل داء يشفيك ، ومن شر حاسد إذا حسد ، ومن شر كل ذي عين

أو

أعوذ بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامة ، ومن كل عين لامه.

اللهم أشفى مرضى المسلمين والمسلمات – آمين يارب العالمين

اسمحوا لى على الاطاله

اختكم احاسيس مجروحه