يقول الشاعر :
على قلق كأن الريح تحتي
أحركها جنوباً أو شمالاً
إذا كان الشاعر العزيز قد أخبر هنا بأنه قلق وأن مصدر قلقه هو تصوره أن الريح تحته يحركها كيفما يريد جنوباً أو شمالاً . فماذا يكون حال الطيار الذي تكون الرياح تحته فعلاً وليس تشبيهاً . إلا أنه لا يستطيع تحريكها كما كان الشاعر يتصور بل إنها هي التي تحركه وتتحكم في مسيره . تعالوا هنا لنلقي قليلاً من الضوء على كيف تؤثر الرياح على الطيارين وتسبب قلقاً لهم ، أكبر مما كانت تسبب لشاعرنا العزيز .
• تأسيس المطارات :
قد لا يدرك البعض أن شق وتأسيس المدرجات في المطارات تعتمد في اتجاهاتها أساساً على اتجاه الرياح في المنطقة التي سيؤسس فيها المطار وتشق فيها المدرجات . فلو أخذنا مثلاً مطار الملك عبدالعزيز بجدة لوجدنا أن اتجاه مدرجاته هي من الشمال إلى الجنوب والسبب في ذلك – كما يعرف أهل جدة – أن الرياح في معظم أوقاتها تهب من الشمال إلى الجنوب في محاذاة البحر لذلك كان اتجاه المدرج (330ْ) شمالاً وعكسها ناحية الجنوب . وهكذا في جميع المطارات فإنه لا بد من دراسة اتجاه الرياح لتشق المدرجات على ضوء ذلك .
لابد أن يحدد اتجاه الرياح المدرج الذي سيقلع منه الطيار بطائرته حيث لابد أن تكون الرياح معاكسة لاتجاه تحرك الطائرة على الأرض حتى يتم الإقلاع .
• ما بعد الإقلاع :
يختلف الوضع تماماً بعد أن تغادر الطائرة تأثير جاذبية الأرض ، حيث تصبح الرياح المعاكسة لاتجاه الطيار عائقاً له ومصدراً من مصادر القلق حيث أنها تجري بما لا يشتهي . وكلما كانت سرعة الرياح المعاكسة كبيرة كلما كانت معيقة له بشكل أكبر والعكس هنا صحيح فقد تزيد سرعة الطائرة بشكل عجيب إذا كانت الرياح خلفها أو تجري معها في نفس الاتجاه وخاصة كلما ارتفعت الطائرة إلى الأجواء العليا تصبح سرعة الرياح فيها ما يقارب ( 120 ) عقدة بحرية ، ففي هذه الحالة تكون سرعة الطائرة قد زادت بمقدار سرعة هذه الرياح ، وبهذا يصبح الطيار مسروراًَ لأنه سيطوي الأرض بسرعة تقلص له المسافة وتختصر الزمن وتوفر عليه الوقت والوقود الذي يشكل هماً وقلقاً للطيار كما كان شاعرنا يقلق بسبب تصوره أن الريح تحته .
• الهبوط :
كما هو معلوم فإن الطائرة " لا تطير " أي أن الطائرة لا تطير بنفسها إلا إذا جعلها الطيار تطير ولا تطير إلا لتقع وكما يقال : ( ما طار طيرُ وارتفع إلاَ وكما طار وقع ) . والرياح لا تزال هي التي تحدد المدرج الذي سيهبط عليه الطيار ، وهنا نعود لنفس نظرية الإقلاع فلا بد أن يكون الهبوط معاكساً للرياح وإلا لكانت عملية الهبوط صعبة إن لم تكن مستحيلة في بعض الأحيان . وهنا قد نحاول الإجابة على أسئلة بعض الناس عندما يسألون عن اختلاف قوة الهبوط وسلاسته بين طيار وآخر فالحقيقة التي يجهلها معظم الناس أن انتقال الرياح وتغيير سرعتها واتجاهها خاصة إذا كان هذا الانتقال عمودياً فإنه يؤثر في دقة هبوط الطائرة وإذا لم يستطع الطيار صد هذا التأثير بعمل المحرك أو المقود ، فإنه عند اختراق الطائرة المنخفضة لخط انتقال الرياح ، تخرج الطائرة من مسار انخفاضها الأساسي كنتيجة حتمية لتغيّر سرعتها الهوائية وقوتها الرافعة وتهبط في نقطة غير النقطة المفترضة ومن ذلك قد ينتج ارتطام لا يريح الركاب فيصيبهم القلق من جراء ذلك .
• خلاصة :
يخطئ كثيرٌ من الناس عندما يحكم على الطيار من خلال عملية نزول الطائرة وملامستها للأرض ، فيقال هذا طيارٌ ممتاز لأنه نزل نزولاً لم يحس به أحد ، وذاك طيارٌ لا يجيد الطيران لأن نزوله لم يكن كما ينبغي ، لأن عملية النزول - كما قلنا أنفاً – تخضع لاعتبارات كثيرة . وإلى نزول مريح بإذن الله .
على قلق كأن الريح تحتي
أحركها جنوباً أو شمالاً
إذا كان الشاعر العزيز قد أخبر هنا بأنه قلق وأن مصدر قلقه هو تصوره أن الريح تحته يحركها كيفما يريد جنوباً أو شمالاً . فماذا يكون حال الطيار الذي تكون الرياح تحته فعلاً وليس تشبيهاً . إلا أنه لا يستطيع تحريكها كما كان الشاعر يتصور بل إنها هي التي تحركه وتتحكم في مسيره . تعالوا هنا لنلقي قليلاً من الضوء على كيف تؤثر الرياح على الطيارين وتسبب قلقاً لهم ، أكبر مما كانت تسبب لشاعرنا العزيز .
• تأسيس المطارات :
قد لا يدرك البعض أن شق وتأسيس المدرجات في المطارات تعتمد في اتجاهاتها أساساً على اتجاه الرياح في المنطقة التي سيؤسس فيها المطار وتشق فيها المدرجات . فلو أخذنا مثلاً مطار الملك عبدالعزيز بجدة لوجدنا أن اتجاه مدرجاته هي من الشمال إلى الجنوب والسبب في ذلك – كما يعرف أهل جدة – أن الرياح في معظم أوقاتها تهب من الشمال إلى الجنوب في محاذاة البحر لذلك كان اتجاه المدرج (330ْ) شمالاً وعكسها ناحية الجنوب . وهكذا في جميع المطارات فإنه لا بد من دراسة اتجاه الرياح لتشق المدرجات على ضوء ذلك .
لابد أن يحدد اتجاه الرياح المدرج الذي سيقلع منه الطيار بطائرته حيث لابد أن تكون الرياح معاكسة لاتجاه تحرك الطائرة على الأرض حتى يتم الإقلاع .
• ما بعد الإقلاع :
يختلف الوضع تماماً بعد أن تغادر الطائرة تأثير جاذبية الأرض ، حيث تصبح الرياح المعاكسة لاتجاه الطيار عائقاً له ومصدراً من مصادر القلق حيث أنها تجري بما لا يشتهي . وكلما كانت سرعة الرياح المعاكسة كبيرة كلما كانت معيقة له بشكل أكبر والعكس هنا صحيح فقد تزيد سرعة الطائرة بشكل عجيب إذا كانت الرياح خلفها أو تجري معها في نفس الاتجاه وخاصة كلما ارتفعت الطائرة إلى الأجواء العليا تصبح سرعة الرياح فيها ما يقارب ( 120 ) عقدة بحرية ، ففي هذه الحالة تكون سرعة الطائرة قد زادت بمقدار سرعة هذه الرياح ، وبهذا يصبح الطيار مسروراًَ لأنه سيطوي الأرض بسرعة تقلص له المسافة وتختصر الزمن وتوفر عليه الوقت والوقود الذي يشكل هماً وقلقاً للطيار كما كان شاعرنا يقلق بسبب تصوره أن الريح تحته .
• الهبوط :
كما هو معلوم فإن الطائرة " لا تطير " أي أن الطائرة لا تطير بنفسها إلا إذا جعلها الطيار تطير ولا تطير إلا لتقع وكما يقال : ( ما طار طيرُ وارتفع إلاَ وكما طار وقع ) . والرياح لا تزال هي التي تحدد المدرج الذي سيهبط عليه الطيار ، وهنا نعود لنفس نظرية الإقلاع فلا بد أن يكون الهبوط معاكساً للرياح وإلا لكانت عملية الهبوط صعبة إن لم تكن مستحيلة في بعض الأحيان . وهنا قد نحاول الإجابة على أسئلة بعض الناس عندما يسألون عن اختلاف قوة الهبوط وسلاسته بين طيار وآخر فالحقيقة التي يجهلها معظم الناس أن انتقال الرياح وتغيير سرعتها واتجاهها خاصة إذا كان هذا الانتقال عمودياً فإنه يؤثر في دقة هبوط الطائرة وإذا لم يستطع الطيار صد هذا التأثير بعمل المحرك أو المقود ، فإنه عند اختراق الطائرة المنخفضة لخط انتقال الرياح ، تخرج الطائرة من مسار انخفاضها الأساسي كنتيجة حتمية لتغيّر سرعتها الهوائية وقوتها الرافعة وتهبط في نقطة غير النقطة المفترضة ومن ذلك قد ينتج ارتطام لا يريح الركاب فيصيبهم القلق من جراء ذلك .
• خلاصة :
يخطئ كثيرٌ من الناس عندما يحكم على الطيار من خلال عملية نزول الطائرة وملامستها للأرض ، فيقال هذا طيارٌ ممتاز لأنه نزل نزولاً لم يحس به أحد ، وذاك طيارٌ لا يجيد الطيران لأن نزوله لم يكن كما ينبغي ، لأن عملية النزول - كما قلنا أنفاً – تخضع لاعتبارات كثيرة . وإلى نزول مريح بإذن الله .
تعليق