في ليلة يشهد لها التاريخ جمع الحب والصفاء بين ابوجمعان وعقيلته حمامة
فتقادحت جواهر النفوس المتقاطعة بوصل المشاكلة فانبعث منها لمحة نور
تستضيء بها بواطن الاعضاء فتتحرك لاشراقها طبائع الحياة فيصور
من ذلك خلق حاضر للنفس متصل بخواطرها يسمى الحب كل ذلك بعد
ان صاحبت المشقة والعناء والكدر طريقهما ولكن ومثلما يقال
(مافي القلب ينطق بها اللسان) لم تكن ( حمامة) تعي مايقول
زوجها عطيه من تلك الكلمات ولكنها تستوحي من مخارج الحروف مايصبوا
اليه من قول .
قلب ينبض بالصفاء كيف لا وهما يتقاسمان اجحاف الزمان
معا طيلة تلك العقود0 لم تستطيع( حمامه) بفطرتها السليمة ان تخفي
مشاعرها تجاه الزوج فكان لها من التعبير مثل ماكساها به من
العطف والحنان وهي تعبر عن الحب بانه شجرة اصلها
الفكر وعروقها الذكرى واغصانها السهر واوراقها الاسقام وقمرتها المنية 0
من هنا كانت نقطه التحول لخوض الذكرى ولكن مع ابنهما ( جمعان) ذلك
المغامر الهمام الذي اجبرته ظروف المعيشة في ترك عشه ودفء والديه
وهو في العشرين من صباه ليلتحق بالعمل خارج المنطقة0
لم يغيب عن اذهان ابو جمعان وعقيلة حمامه مايجب ان يكون عليه جمعان من المنعة
والحصانه فقررا ان يبحثا له عن قرينه تقاسمه هموم السفر والغربة .
تشاورا في أي اتجاه يخوضان البحث ومن هي الزوجة التي
تتناسب مع السمات التي ينعم بها ( الاسطورة جمعان)
والتي مازالت ترتسم في مخيلة والديه وهو يشغل الماطور ويساعد في جلب
الحصى وتبشير البلاد وشد المناقل ويسوق الحراثه ويجني العقش والعثرب
ويتتبع منابت الزيده والقراص ويرعى الضان ويعصب الثيران الخ 0
وضعا الاحداثيات التي اتفقا الوصول اليها ورسموا لهم خطة الانطلاق تحت
مسمى( القطيع الضائع) 0
ما ان اشرقت شمس اليوم التالي وادرجت
الشمس اشعتها على القرية اذا بحمامة تقتحم احد البيوت كباديء
ذي بدء للبحث عن القطيع الضائع حاملة معها ( ثلاجة من القشر
وحبيبات من القسبة ) ما ان طرقت الباب حتى استقبلتها ربه
المنزل بكل عبوس وشده ومجاملة ( بعد هذه السنين ماذا تريد)
عرفت المضيفة مايدور بخلد حمامة وبعد ان امتلئت فناجين
القهوه بحبيبات القسبة حتى تلين وترخو من قسوتها) سألت حمامة المضيفة
عن البنات واين هن والاعمار الخ 0ولم تجد التجاوب المامول من وراء سعيها
فاذا بها تقول ( قلنا نجي نسلم عليك وندور الغنم اللي ضاعت علينا) فاشارت المضيفة
الى انها رأت بعض القطيع عند ايل فلان وهذه اشارة لارسالها هناك فقد تجدي ضالتها0
وسرعان مااتجهت حمامه الى حيث اشارت لها المضيفة السابقة ومن بيت في بيت الى ان
سمعوا عنها الاهالي وتعالت الاصوات عن القطيع الضائع وما زال الاسطورة جمعان ينتظر
ويجمع في المهر وتكاليف المقام الى ان تأكلت السنين وجارت عليه0
امعقول ان يتجاهلني الناس وهم يعرفون من انا ولي بينهم القدر الرفيع ....
مازال الاسطورة جمعان ينتظر ان تخطب
له امه حمامة0
وكان من الاجدر ان يتقدم ابو جمعان بدلا من يترك حمامة تجوب
الطرقات والبيوت تبحث عن قطيعها الضائع ولعل في ذلك عبره 000
ياترى جمعان الى اين الان ؟؟؟؟
نسخة / لمنتدى النصباء