Unconfigured Ad Widget

تقليص

الحبيب فى عيونهم

تقليص
X
  •  
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • اسدالقاهرة
    عضو مشارك
    • Jan 2005
    • 170

    الحبيب فى عيونهم

    بسم الله الرحيم الرحيم
    بمناسبة قرب حلول المولد النبوى ساورد موضوع الرسول فى عيونهم على حلقات
    فارجو التثبت من الادارة
    الحلقة الاولى(توماس: محمد الرحمة والحنان*)
    ".. هل رأيتم قط.. أن رجلاً كاذبًا يستطيع أن يوجد دينًا عجبًا.. إنه لا يقدر أن يبني بيتًا من الطوب! فهو إذًا لم يكن عليمًا بخصائص الجير والجص والتراب وما شاكل ذلك فما ذلك الذي يبنيه ببيت وإنما هو تل من الأنقاض وكثيب من أخلاط المواد، وليس جديرًا أن يبقى على دعائمه اثني عشر قرنًا يسكنه مائتا مليون من الأنفس، ولكنه جدير أن تنهار أركانه فينهدم فكأنه لم يكن. وإني لأعلم أن على المرء أن يسير في جميع أموره طبق قوانين الطبيعة وإلا أبت أن تجيب طلباته.. كذب ما يذيعه أولئك الكفار وإن زخرفوه حتى تخيّلوه حقًا.. ومحنة أن ينخدع الناس شعوبًا وأممًا بهذه الأضاليل.

    ".. إن محمدًا - صلى الله عليه وسلم- لم يتلق دروسًا على أستاذ أبدًا وكانت صناعة الخط حديثة العهد آنذاك في بلاد العرب، ويظهر لي أن الحقيقة هي أن محمدًا - صلى الله عليه وسلم- لم يكن يعرف الخط والقراءة، وكل ما تعلم هو عيشة الصحراء وأحوالها وكل ما وفق إلى معرفته هو ما أمكنه أن يشاهده بعينيه ويتلقى بفؤاده من هذا الكون العديم النهاية.. إنه لم يعرف من العالم ولا من علومه إلا ما تيسر له أن يبصره بنفسه أو يصل إلى سمعه في ظلمات صحراء العرب، ولم يضره.. إنه لم يعرف علوم العالم لا قديمها ولا حديثها لأنه كان بنفسه غنيًا عن كل ذلك. ولم يقتبس محمد - صلى الله عليه وسلم- من نور أي إنسان آخر ولم يغترف من مناهل غيره ولم يك في جميع أشباهه من الأنبياء والعظماء - أولئك الذين أشبههم بالمصابيح الهادية في ظلمات الدهور- من كان بين محمد - صلى الله عليه وسلم- وبينه أدنى صلة وإنما نشأ وعاش وحده في أحشاء الصحراء.. بين الطبيعة وبين أفكاره...

    "لوحظ على محمد -صلى الله عليه وسلم- منذ صباه أنه كان شابًا مفكرًا وقد سماه رفقاؤه الأمين -رجل الصدق والوفاء- الصدق في أفعاله وأقواله وأفكاره. وقد لاحظوا أنه ما من كلمة تخرج من فيه إلا وفيها حكمة بليغة. وإني لأعرف عنه أنه كان كثير الصمت يسكت حيث لا موجب للكلام، فإذا نطق فما شئت من لب.. وقد رأيناه طول حياته رجلا راسخ المبدأ صارم العزم بعيد الهم كريمًا برًّا رؤوفا تقيًا فاضلاً حرًا، رجلاً شديد الجد مخلصًا، وهو مع ذلك سهل الجانب لين العريكة، جم البشر والطلاقة حميد العشرة حلو الإيناس، بل ربما مازح وداعب، وكان على العموم تضيء وجهه ابتسامة مشرقة من فؤاد صادق.. وكان ذكي اللب، شهم الفؤاد.. عظيمًا بفطرته، لم تثقفه مدرسة ولا هذبه معلم وهو غني عن ذلك.. فأدى عمله في الحياة وحده في أعماق الصحراء.

    ".. ومما يبطل دعوى القائلين أن محمدًا - صلى الله عليه وسلم- لم يكن صادقًا في رسالته.. أنه قضى عنفوان شبابه وحرارة صباه في تلك العيشة الهادئة المطمئنة - مع خديجة رضي الله عنها- لم يحاول أثناءها إحداث ضجة ولا دوي، مما يكون وراءه ذكر وشهرة وجاه وسلطة.. ولم يكن إلا بعد أن ذهب الشباب وأقبل المشيب أن فار بصدره ذلك البركان الذي كان هاجعًا وثار يريد أمرًا جليلاً وشأنًا عظيمًا.

    ".. لقد كان في فؤاد ذلك الرجل الكبير - صلى الله عليه وسلم- ابن القفار العظيم النفس، المملوء رحمة وخيرًا وحنانًا وبرًا وحكمة وحجى ونهى، أفكار غير الطمع الدنيوي، ونوايا خلاف طلب السلطة والجاه. وكيف وتلك نفس صامتة كبيرة ورجل من الذين لا يمكنهم إلا أن يكونوا مخلصين جادين؟ فبينما نرى آخرين يرضون بالاصطلاحات الكاذبة ويسيرون طبق اعتبارات باطلة. إذ ترى محمدًا -صلى الله عليه وسلم- لم يرض أن يلتفع بالأكاذيب والأباطيل. لقد كان منفردًا بنفسه العظيمة وبحقائق الأمور والكائنات، لقد كان سر الوجود يسطع لعينيه بأهواله ومخاوفه ومباهره، ولم يكن هنالك من الأباطيل ما يحجب ذلك عنه، فكأنه لسان حال ذلك السر يناجيه: هاأنذا، فمثل هذا الإخلاص لا يخلو من معنى إلهي مقدس، وما كلمة مثل هذا الرجل إلا صوت خارج من صميم قلب الطبيعة، فإذا تكلم فكل الآذان برغمها صاغية وكل القلوب واعية. وكل كلام ما عدا ذلك هباء وكل قول جفاء...

    "إني لأحب محمدًا - صلى الله عليه وسلم- لبراءة طبعه من الرأي والتصنع. ولقد كان ابن القفار هذا رجلاً مستقل الرأي لا يعول إلا على نفسه ولا يدعي ما ليس فيه ولم يكن متكبرًا ولكنه لم يكن ذليلاً، فهو قائم في ثوبه المرقع كما أوجده الله وكما أراده، يخاطب بقوله الحر المبين قياصرة الروم وأكاسرة العجم يرشدهم إلى ما يجب عليهم لهذه الحياة وللحياة الآخرة. وكان يعرف لنفسه قدرها.. وكان رجلاً ماضي العزم لا يؤخر عمل اليوم إلى غد...


    --------------------------------------------------------------------------------

    * توماس كارلايل (1795 – 1881) Th. Carlyle الكاتب الإنجليزي المعروف. من كتابه: (الأبطال) (1940)، وقد عقد فيه فصلاً رائعًا عن النبي صلى الله عليه وسلم.


    ارجو التثبت
    والى حلقة اخرى باذن الله
  • أبو شادن
    عضو نشيط
    • Feb 2005
    • 449

    #2
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الأخ الكريم أسد القاهرة

    جزاك الله خير على نقل إعتراف من رجل من رجالهم على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ....

    ولكني لم أفهم هل هذا إعتراف منك بالمولد النبوي ؟؟؟ أم هو نكران له ؟؟؟؟

    أرجوا التوضيح رعاك الله ......

    تعليق

    • اسدالقاهرة
      عضو مشارك
      • Jan 2005
      • 170

      #3
      الاخ ابوشادن/ المولد النبوى فى راى ان مايحدث فى بلدى مصر من مسيرات وطبل وموشحات فىذكرى المولد فهو بدعة ولكن تقوم الاسر فى بعض القرى بذكر احداث سيرته العطرة وتوزيع الحلوى على الاطفال لتحبيهم فى الحبيب محمد هذان هما الطريقتان فى مصر للاحتفال بذكرى النبى وان كانت الطريقة الثاتية احسن فاننا لا يجب ان نجعل محبة النبى ليوم واحد فاتا اعترف بذكرى المولد ولكن عدم المبالغة التى تصل الىحد البدع
      اما حلقة اليوم فهى(نظمي لوقا: محمد رجل فوق كل الشبهات*)

      ".. ما كان [محمد [صلى الله عليه وسلم]] كآحاد الناس في خلاله ومزاياه، وهو الذي اجتمعت له آلاء الرسل [عليهم السلام]، وهمة البطل، فكان حقًّا على المنصف أن يكرم فيه المثل، ويحيّي فيه الرجل.

      "لا تأليه ولا شبهة تأليه في معنى النبوة الإسلامية.. وقد درجت شعوب الأرض على تأليه الملوك والأبطال والأجداد، فكان الرسل أيضًا معرضين لمثل ذلك الربط بينهم وبين الألوهية بسبب من الأسباب، فما أقرب الناس لو تركوا لأنفسهم أن يعتقدوا في الرسول أو النبي أنه ليس بشرًا كسائر البشر، وأن له صفة من صفات الألوهية على نحو من الأنحاء. ولذا نجد توكيد هذا التنبيه متواترًا مكررًا في آيات القرآن، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ} [الكهف: 110]، وفي تخير كلمة (مثلكم) معنى مقصود به التسوية المطلقة، والحيلولة دون الارتفاع بفكرة النبوة أو الرسالة فوق مستوى البشرية بحال من الأحوال. بل نجد ما هو أصرح من هذا المعنى فيما جاء بسورة الشورى: {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلا الْبَلاغُ} [الشورى: 48]، وظاهر في هذه الآية تعمد تنبيه الرسول نفسه [صلى الله عليه وسلم] إلى حقيقة مهمته، وحدود رسالته التي كُلِّف بها، وليس له أن يعدوها، كما أنه ليس للناس أن يرفعوه فوقها.

      ".. رجل فرد هو لسان السماء. فوقه الله لا سواه. ومن تحته سائر عباد الله من المؤمنين. ولكن هذا الرجل يأبى أن يداخله من ذلك كبر. بل يشفق، بل يفرق من ذلك ويحشد نفسه كلها لحرب الزهو في سريرته، قبل أن يحاربه في سرائر تابعيه. ولو أن هذا الرسول [صلى الله عليه وسلم] بما أنعم من الهداية على الناس وما تم له من العزة والأيادي، وما استقام له من السلطان، اعتد بذلك كله واعتزّ، لما كان عليه جناح من أحد؛ لأنه إنما يعتد بقيمة ماثلة، ويعتز بمزية طائلة. يطريه أصحابه بالحق الذي يعلمون عنه، فيقول لهم: لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد الله، فقولوا عبد الله ورسوله. ويخرج على جماعة من أصحابه فينهضون تعظيمًا له، فينهاهم عن ذلك قائلاً: لا تقوموا كما يقوم الأعاجم يعظم بعضهم بعضًا.

      "ماذا بقي من مزعم لزاعم؟ إيمان امتحنه البلاء طويلاً قبل أن يفاء عليه بالنصر وما كان النصر متوقعًا أو شبه متوقع لذلك الداعي إلى الله في عاصمة الأوثان والأزلام.. ونزاهة ترتفع فوق المنافع، وسمو يتعفف عن بهارج الحياة، وسماحة لا يداخلها زهو أو استطالة بسلطان مطاع. لم يفد. ولم يورث إله، ولم يجعل لذريته وعشيرته ميزة من ميزات الدنيا ونعيمها وسلطانها. وحرم على نفسه ما أحلّ لآحاد الناس من أتباعه، وألغى ما كان لقبيلته من تقدم على الناس في الجاهلية حتى جعل العبدان والأحابيش سواسية وملوك قريش. لم يمكن لنفسه ولا لذويه. وكانت لذويه بحكم الجاهلية صدارة غير مدفوعة، فسوّى ذلك كله بالأرض. أي قامة بعد هذا تنهض على قدمين لتطاول هذا المجد الشاهق أو تدافع هذا الصدق الصادق؟ لا خيرة في الأمر، ما نطق هذا الرسول عن الهوى.. وما ضلّ وما غوى.. وما صدق بشر إن لم يكن هذا الرسول بالصادق الأمين.

      "أي الناس أولى بنفي الكيد عن سيرته من (أبي القاسم) [صلى الله عليه وسلم] الذي حول الملايين من عبادة الأصنام الموبقة إلى عبادة الله رب العالمين، ومن الضياع والانحلال إلى السموّ والإيمان، ولم يفد من جهاده لشخصه أو آله شيئًا مما يقتتل عليه طلاب الدنيا من زخارف الحطام.

      "كان [محمد [صلى الله عليه وسلم] يملك حيويته ولا تملكه حيويته. ويستخدم وظائفه ولا تستخدمه وظائفه. فهي قوة له تحسب في مزاياه، وليست ضعفًا يُعَدّ في نقائصه. لم يكن [صلى الله عليه وسلم] معطل النوازع، ولكنها لم تكن نوازع تعصف به؛ لأنه يسخرها في كيانه في المستوى الذي يكرم به الإنسان حين يطلب ما هو جميل وجليل في الصورة الجميلة الجليلة التي لا تهدر من قدره، بل تضاعف من تساميه وعفته وطهره. وبيان ذلك في أمر بنائه بزوجاته التسع [رضي الله عنهن].."**


      --------------------------------------------------------------------------------

      *د. نظمي لوقا Dr. N. Luka مسيحي من مصر. يتميز بنظرته الموضوعية وإخلاصه العميق للحق. ورغم إلحاح أبويه على تنشئته على المسيحية منذ كان صبيًا، فإنه كثيرًا ما كان يحضر مجالس شيوخ المسلمين ويستمع بشغف إلى كتاب الله وسيرة الرسول عليه السلام. بل إنه حفظ القرآن الكريم ولم يتجاوز العاشرة من عمره. ألف عددًا من الكتب أبرزها (محمد الرسالة والرسول)، و(محمد في حياته الخاصة).

      **من كتاب: محمد الرسالة والرسول، وكتاب محمد في حياته الخاصة

      تعليق

      • أبو شادن
        عضو نشيط
        • Feb 2005
        • 449

        #4
        بسم الله الرحمن الرحيم

        الأخ الكريم أسد القاهرة

        إختلاف الرأي لا يفسد للود قضية .... ولكن لي عتب بسيط ....

        كيف يا أخي تعترف بالمولد وأنت تعلم أنه بدعة ؟؟؟؟؟ أم أن البدعة هي المبالغة في المولد ؟؟؟؟

        أخي الكريم حب الرسول صلى الله عليه وسلم موجود معنا في قلوبنا ، موجود معنا في صلواتنا الخمس وفي ذكرنا وفي اقتدائنا به في كل صغيرة وكبيرة كدخول البيت وأذكار الصلاة ودخول الخلاء وأذكار النوم .... إلخ

        حب الرسول صلى الله عليه وسلم يجب أن يزرع في قلوب أبنائنا منذ الصغر ، لا يعترف بيوم معين ولا بساعة معينة ولا بموقف معين .... بل هو حياة مكتملة لا تقبل التجزأة ....

        وكلامك هذا إنما يزرع في قلوب أبنائكم يوم معين يكون فيه إحتفال بالنبي أما ما سواه فلا وجود له فيه ...... ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ....

        أخي الكريم رعاك الله قال صلى الله عليه وسلم { من أحدث في أمرنا هذا ماليس منا فهو رد } ولوكان في ذكرى مولده خير لدلنا عليه صلى الله عليه وسلم فقد قال { تركتكم على المحجة البيضاء لا يضل عنها إلا هالك } وقال تعالى { اليوم أكملت لكم دينكم ورضيت لكم الإسلام دينا } بل لو فيه خير لحتفل هو بنفسه بمولده كما يفعل في أعياد الميلاد ، ولو رأى الصحابة فيه خير لسبوقنا إليه ، وكذا التابعين ....

        ثم إنه صلى الله عليه وسلم توفي في نفس يوم ولادته ـ على إختلاف العلماء في ذلك فمنهم من قال يوم التاسع ـ فبماذا سوف تحتفلون بمولده أم بوفاته ؟؟؟!!!

        ثم أنها بدعة عظيمة تم نقلها من النصارى من خلال المعتزلة الذين رأوهم يحتفلون بمولد نبيهم فقلدوهم وجعلوا له صلى الله عليه وسلم احتفالا بمولده ... جزاهم الله بما فعلوا شر الجزاء ...

        أخي الكريم عهدناك داعيا للحق مبغضا للشر وقافا عند حدود الله ، وقد اعترفت بنفسك على أن هذا الموضوع بدعة فكيف تحتفل به ؟؟؟؟؟ أو تدعوا إليه ولو لم يكن لك إلا قوله صلى الله عليه وسلم { اتقوا الشبهات } لكفتك .... أم أنك ستكابر بحكم العادات والتقاليد ؟؟؟؟

        أخي رعاك الله قالوا في الأمثال :

        إن كنت لا تدري فتلك مصيبة ........... وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم

        أخي الكريم شخص في مثلك محافظ على الموعظة الحسنة والدعوة والإصلاح ينبغي أن يكون أول من يتبنى هذه المناصحة لأهله داخل بيته ولأقربائه وأصدقائه وعشيرته ، فالساكت على الحق شيطان أخرس ، وما علمناه عنك من حب للموعظة إنما يدفعنا لتشجيعك لمناصحتهم و رفع صوت الحق دون أن تخاف لومة لائم .........

        قال صلى الله عليه وسلم { كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار }

        تحياتي ؛؛؛

        تعليق

        • اسدالقاهرة
          عضو مشارك
          • Jan 2005
          • 170

          #5
          اخى اخطات انا
          وحفظنا الله من شرالبدع
          وكل انت ادم خطاء وخير الخطين التابون

          استغفر الله واتوب اليه

          تعليق

          • أبو شادن
            عضو نشيط
            • Feb 2005
            • 449

            #6
            بسم الله الرحمن الرحيم

            الأخ الكريم أسد القاهرة

            جزاك الله خير وأثابك على حرصك ، وأسأل الله أن يغفر لنا جميعا فهو ولي ذلك والقادر عليه وأسأله أن لا يفتننا في ديننا ولا يجعل الدنيا أكبر همنا ، وأن يجمعنا ويثبتنا على الحق ما حيينا ...

            الشكر لله ثم لشخصكم الكريم وفقكم الله ...
            التعديل الأخير تم بواسطة الفنار; الساعة 22-03-2005, 07:20 PM.

            تعليق

            • اسدالقاهرة
              عضو مشارك
              • Jan 2005
              • 170

              #7
              الحلقة الثالثة

              مونتغمري: تملكني الذهول أمام عظمة هذا الرجل*

              "منذ أن قام كارليل بدراسته عن محمد [صلى الله عليه وسلم] في كتابه (الأبطال وعبادة البطل) أدرك الغرب أن هناك أسبابًا وجيهة للاقتناع بصدق محمد. إذ إن عزيمته في تحمل الاضطهاد من أجل عقيدته، والخلق السامي للرجال الذين آمنوا به، وكان لهم بمثابة القائد، وأخيرًا عظمة عمله في منجزاته الأخيرة، كل ذلك يشهد باستقامته التي لا تتزعزع. فاتهام محمد [صلى الله عليه وسلم] بأنه دجال Imposteur يثير من المشاكل أكثر مما يحلّ.

              ومع ذلك فليس هناك شخصية كبيرة في التاريخ حط من قدرها في الغرب كمحمد [صلى الله عليه وسلم]. فقد أظهر الكتاب الغربيون ميلهم لتصديق أسوأ الأمور عن محمد [صلى الله عليه وسلم]، وكلما ظهر أي تفسير نقدي لواقعة من الوقائع يمكن قبوله. ولا يكفي، مع ذلك، في ذكر فضائل محمد أن نكتفي بأمانته وعزيمته إذا أردنا أن نفهم كل شيء عنه. وإذا أردنا أن نصحح الأغلاط المكتسبة من الماضي بصدده فيجب علينا في كل حالة من الحالات، لا يقوم الدليل القاطع على ضدها، أن نتمسك بصلابة بصدقه. ويجب علينا ألا ننسى عندئذ أيضًا أن الدليل القاطع يتطلب لقبوله أكثر من كونه ممكنًا، وأنه في مثل هذا الموضوع يصعب الحصول عليه.

              "هناك –على العكس– أسباب قوية تؤكد صدق (محمد) [صلى الله عليه وسلم] ونستطيع في مثل هذه الحالة الخاصة أن نبلغ درجة عالية من اليقين، لأن النقاش حول هذه المسألة.. يعتمد على وقائع ولا يمكن أن يتضمن خلافًا في التقدير حول الأخلاقية...

              ".. ليس توسع العرب شيئًا محتومًا أو آليًّا وكذلك إنشاء الأمة الإسلامية. ولولا هذا المزيج الرائع من الصفات المختلفة الذي نجده عند محمد [صلى الله عليه وسلم] لكان من غير الممكن أن يتم هذا التوسع، ولاستنفذت تلك القوى الجبارة في غارات على سوريا والعراق دون أن تؤدي لنتائج دائمة. ونستطيع أن نميز ثلاث هبات مهمة أُوتيها محمد [صلى الله عليه وسلم]. وكانت كل واحدة منها ضرورية لإتمام عمل محمد [صلى الله عليه وسلم] بأكمله. لقد أوتي أولاً موهبة خاصة على رؤية المستقبل. فكان للعالم العربي بفضله، أو بفضل الوحي الذي ينزل عليه حسب رأي المسلمين، أساس فكري (أيديولوجي) حلت به الصعوبات الاجتماعية، وكان تكوين هذا الأساس الفكري يتطلب في نفسه الوقت حدسًا ينظر في الأسباب الأساسية للاضطراب الاجتماعي في ذلك العصر، والعبقرية الضرورية للتعبير عن هذا الحدس في صورة تستطيع إثارة العرب حتى أعمق كيانها.. وكان محمد [صلى الله عليه وسلم] ثانيًا رجل دولة حكيمًا. ولم يكن هدف البناء الأساسي الذي نجده في القرآن، سوى دعم التدابير السياسية الملموسة والمؤسسات الواقعية. ولقد ألححنا خلال هذا الكتاب غالبًا على إستراتيجية محمد [صلى الله عليه وسلم] السياسية البعيدة النظر على إصلاحاته الاجتماعية ولقد دلّ على بعد نظره في هذه المسائل الانتشار السريع الذي جعل من دولته الصغيرة إمبراطورية، وتطبيق المؤسسات الاجتماعية على الظروف المجاورة واستمرارها خلال أكثر من ثلاثة عشر قرنًا. وكان محمد [صلى الله عليه وسلم] ثالثًا رجل إدارة بارعًا، فكان ذا بصيرة رائعة في اختيار الرجال الذين يندبهم للمسائل الإدارية. إذ لن يكون للمؤسسات المتينة والسياسة الحكيمة أثر إذا كان التطبيق خاطئًا مترددًا. وكانت الدولة التي أسسها محمد [صلى الله عليه وسلم] عند وفاته، مؤسسة مزدهرة تستطيع الصمود في وجه الصدمة التي أحدثها غياب مؤسسها، ثم إذا بها بعد فترة تتلاءم مع الوضع الجديد وتتسع بسرعة خارقة اتساعًا رائعًا..

              "كلما فكرنا في تاريخ محمد [صلى الله عليه وسلم] وتاريخ أوائل الإسلام، تملكنا الذهول أمام عظمة مثل هذا العمل. ولا شك أن الظروف كانت مواتية لمحمد فأتاحت له فرصًا للنجاح لم تتحها لسوى القليل من الرجال غير أن الرجل كان على مستوى الظروف تمامًا. فلو لم يكن نبيًّا ورجل دولة وإدارة، ولو لم يضع ثقته بالله ويقتنع بشكل ثابت أن الله أرسله، لما كتب فصلاً مهمًا في تاريخ الإنسانية. ولي أمل أن هذه الدراسة عن حياة محمد [صلى الله عليه وسلم] يمكنها أن تساعد على إثارة الاهتمام، من جديد، برجل هو أعظم رجال أبناء آدم.**


              --------------------------------------------------------------------------------

              *مونتجومري وات Montgomery , Watt عميد قسم الدراسات العربية في جامعة ادنبرا سابقا.
              من آثاره: (عوامل انتشار الإسلام)، (محمد في مكة)، (محمد في المدينة)، (الإسلام والجماعة الموحدة)، وهو دراسة فلسفية اجتماعية لرد أصل الوحدة العربية إلى الإسلام (1961).

              **المادة عن كتابه.. محمد في مكة.

              تعليق

              • اسدالقاهرة
                عضو مشارك
                • Jan 2005
                • 170

                #8
                دينيه: محمد شخصية خارقة للعادة*
                إن الشخصية التي حملها محمد - صلى الله عليه وسلم- بين برديه كانت خارقة للعادة وكانت ذات أثر عظيم جدًا حتى إنها طبعت شريعته بطابع قوي جعل لها روح الإبداع وأعطاها صفة الشيء الجديد.

                "إن نبي الإسلام هو الوحيد من بين أصحاب الديانات الذي لم يعتمد في إتمام رسالته على المعجزات وليست عمدته الكبرى إلا بلاغة التنزيل الحكيم...".

                ".. إن سنة الرسول الغراء - صلى الله عليه وسلم- باقية إلى يومنا هذا، يجلوها أعظم إخلاص ديني تفيض به نفوس -مئات الملايين- من أتباع سنته منتشرين على سطح الكرة.

                "كان النبي - صلى الله عليه وسلم- يعنى بنفسه عناية تامة، إلى حد أن عرف له نمط من التأنق على غاية من البساطة، ولكن على جانب كبير من الذوق والجمال، وكان ينظر نفسه في المرآة.. ليتمشط أو ليسوي طيات عمامته.. وهو في كل ذلك يريد من حسن منظره البشري أن يروق الخالق سبحانه وتعالى...".

                "لقد دعا عيسى -عليه السلام- إلى المساواة والأخوة، أما محمد -صلى الله عليه وسلم- فوفق إلى تحقيق المساواة والأخوة بين المؤمنين أثناء حياته"

                إن حدود هذا السفر لن تسمح لنا بأن نقدم لك جميع التفاصيل وجميع النواحي لحياة حافلة بالعظائم إلى هذا الحد كما هو الشأن في حياة النبي محمد نبي المسلمين صلى الله عليه وسلم.

                الحق أننا نرى من بين جميع الأنبياء الذين أسسوا ديانات، أن محمدا -صلى الله عليه وسلم- هو الوحيد الذي استطاع أن يستغني عن مدد الخوارق والمعجزات المادية، معتمدا فقط على بداهة رسالته ووضوحها، وعلى بلاغة القرآن الإلهية، وإن في استغناء محمد -صلى الله عليه وسلم- عن مدد الخوارق والمعجزات لأكبر معجزة على الإطلاق.

                إن في مرأى المؤمنين وفي أعمالهم لصورة تلمحها منعكسة من مآثر محمد -صلى الله عليه وسلم- وإذا كانت بالطبع باهتة بالقياس إلى كمالاته العليا، فإنها لا جدال في صحتها، هذا على حين تجد قياصرة روما مع دقة تماثيلهم لا يطالعنا منهم سوى قناع مزيف لوجوههم الجامدة تحت صورة من الخيلاء، إن صورهم تظل ميتة يعجز خيالنا عن أن يلمح لها شيئاً من الحياة، وإنه لبوحي هذه الحقيقة قامت برؤوسنا فكرة نشر لوحات في تاريخ محمد -صلى الله عليه وسلم- تمثل المآثر الدينية لأتباعه، وبعض صور من حياة العرب، وبعض مدن الحجاز الذي هو وطنه.

                حقا إنه ليدهشني أن يرى بعض المستشرقين أن محمدا -صلى الله عليه وسلم- قد انتهز الفرصة فروى ورتب عمله للمستقبل بل لقد ذهب بعضهم إلى أبعد من ذلك فوسوس بأن محمدا -صلى الله عليه وسلم- ألف في تلك الفترة القرآن كله!!.

                أحقاً لم يلاحظوا أن هذا الكتاب الإلهي خال من أية خطة سابقة على وجوده، مرسومة على نسق المناهج الإنسانية، وأن كل سورة من سوره منفصلة عن غيرها وخاصة بحادثة وقعت بعد الرسالة طيلة فترة تزيد على عشرين عاما، وأنه من المستحيل على محمد -صلى الله عليه وسلم- أن يتوقع ذلك ويتنبأ له...**


                --------------------------------------------------------------------------------

                *إيتين دينيه (1861-1929) Et.Dient تعلم في فرنسا، وقصد الجزائر، وأشهر إسلامه وتسمى بناصر الدين (1927)، وحج إلى بيت الله الحرام (1928).

                من آثاره: صنف معاوية سليمان بن إبراهيم، و"محمد في السيرة النبوية"، وله بالفرنسية "حياة العرب"، و"حياة الصحراء"، و"الشرق في نظر الغرب"، و"الحج إلى بيت الله الحرام"، و"أشعة خاصة بنور الإسلام".

                **عن كتاب أشعة خاصة بنور الإسلام.

                تعليق

                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                حفظ-تلقائي
                إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
                أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif, webp

                ماهو اسم المنتدى؟ (الجواب هو الديرة)

                يعمل...