سبحان الله!
اجلس مع من حولي جسدًا فقط ، أما عقلي فلا يزال يعيش أيامًا ولت وما بقي منها غير ذكرى..!
إيه ، ما أجملها من أيام وما أنقى سرائر أهلها ، وما أصفى عقولهم ..!
أبو عطية ، يتقدم إلى منزل أبي سالم حاملاً على كتفه فأسـًا ، متجهم الوجه ، يكاد يتطاير الشرر من عينيه ، ويخرج من بين (شدقيه ) الزبد..
هكذا هو أبو عطية إن غضب..!
وقبل أن يسلم ، يخص أبا سالم بالنداء ..
الخاتمة يا أبا سالم ، الخاتمة ..!
الخاتمة هي ما يعطى للرجل مقابل خطأ ارتكب في حقه ..!
الخاتمة ممن يا أبا عطية ؟
من أبي عمر ..!
أبو عمر النحال؟
نعم ، وهل غيره أبو عمر..؟
غيـِّر بـدِّل يا رجل ، أبو عمر يخطئ في حقك ؟ ما عرفنا هذا عنه..!
(أبو عمر رجل بسيط عاش لأهله ولنحله ، ما عـُلِمَ أن له قضية مع أحد)..
قل يا أبا عطية ، ما الذي فعله بحقك أبو عمر؟
أتريد أن تعرف ما الذي فعل أبو عمر؟ هيا انطلق معي..!
ينطلقان صوب مزرعة أبي عطية ، أو قل جنة إبي عطية..
انظر يا أبا سالم أليس هذا نحل أبي عمر؟
وما الغريب فيه ؟
يا أخي أبو عمر يطلق نحله وسط مزارعنا ، فيحمل رحيقها ويتغذى على أوراقها ثم يعود إلى خلاياه لينتج له العسل ، ويوم (الأحد) يهبط أبو عمر محملاً بالعسل ويحرج عليه بأعلى صوته ( عسل أبي عمر .. عسل أبي عمر ..... ) ، فيبيعه ويأخذ دراهمه دون أن يذكر أن مصدر عسله من مزارعنا..
هذه جديدة يا أبا عطية ما سبقك بها من أحدٍ ، أتريد أن تشارك المسكين في ماله وحلاله؟
نعم ، أشاركه أنا وأنت , وأهل المزارع ، كلنا نشاركه أو ليمسك نحله عن مزارعنا ولنرى من أين يأتيه العسل..!
فكر أبو سالم قليلاً ، ثم سأل أبا عطية ، أتريد دراهم من أبي عمر ؟
يهز أبو عطية فأسه ويكاد يهوي به على رأس أبي سالم ، فقد أهانه بهذه الكلمة واتهمه بأن دافع غضبه حفنة من الدراهم ، بينما نفس أبي عطية تأبى ذلك فهي رفيعة رفيعة جدًا..
إذًا ، ماذا يريد أبو عطية إن كان لا يبحث عن مالٍ ؟
من المعلوم في الماضي أن الرجل يفضل ذكر اسمه في المجامع حتى ولو دفع في سبيل ذلك ما يستطيع من مالٍ ، فسوق مثل سوق الأحد يرتاده الناس من كل حدب وصوب ذِكـْرُ اسم أبي عطية فيه بصوت أبي عمر أمر يرفع الرأس..
إذًا على أبي عمر أن يضيف على عبارته السابقة عند حراجه على عسله لتصبح هكذا:
( عسل أبي عمر أتى به النحل من مزرعة أبي عطية ..عسل أبي عمر أتى به النحل من مزرعة أبي عطية )..
طويلة هذه العبارة وستبح صوت إبي عمر إذا مضى في تكرارها ، لكنها (الخاتمة )التي يبحث عنها أبو عطية ، والحق لا يمكن أن يرضي اثنين ..
هذا موقف ضحى فيه أبو عطية بالمال ، لكنه أبى أن يضحي بالاسم والجهد ، فالمال يعوض بالمال أما الجهد فلا شيء يعوضه..
السوادي
اجلس مع من حولي جسدًا فقط ، أما عقلي فلا يزال يعيش أيامًا ولت وما بقي منها غير ذكرى..!
إيه ، ما أجملها من أيام وما أنقى سرائر أهلها ، وما أصفى عقولهم ..!
أبو عطية ، يتقدم إلى منزل أبي سالم حاملاً على كتفه فأسـًا ، متجهم الوجه ، يكاد يتطاير الشرر من عينيه ، ويخرج من بين (شدقيه ) الزبد..
هكذا هو أبو عطية إن غضب..!
وقبل أن يسلم ، يخص أبا سالم بالنداء ..
الخاتمة يا أبا سالم ، الخاتمة ..!
الخاتمة هي ما يعطى للرجل مقابل خطأ ارتكب في حقه ..!
الخاتمة ممن يا أبا عطية ؟
من أبي عمر ..!
أبو عمر النحال؟
نعم ، وهل غيره أبو عمر..؟
غيـِّر بـدِّل يا رجل ، أبو عمر يخطئ في حقك ؟ ما عرفنا هذا عنه..!
(أبو عمر رجل بسيط عاش لأهله ولنحله ، ما عـُلِمَ أن له قضية مع أحد)..
قل يا أبا عطية ، ما الذي فعله بحقك أبو عمر؟
أتريد أن تعرف ما الذي فعل أبو عمر؟ هيا انطلق معي..!
ينطلقان صوب مزرعة أبي عطية ، أو قل جنة إبي عطية..
انظر يا أبا سالم أليس هذا نحل أبي عمر؟
وما الغريب فيه ؟
يا أخي أبو عمر يطلق نحله وسط مزارعنا ، فيحمل رحيقها ويتغذى على أوراقها ثم يعود إلى خلاياه لينتج له العسل ، ويوم (الأحد) يهبط أبو عمر محملاً بالعسل ويحرج عليه بأعلى صوته ( عسل أبي عمر .. عسل أبي عمر ..... ) ، فيبيعه ويأخذ دراهمه دون أن يذكر أن مصدر عسله من مزارعنا..
هذه جديدة يا أبا عطية ما سبقك بها من أحدٍ ، أتريد أن تشارك المسكين في ماله وحلاله؟
نعم ، أشاركه أنا وأنت , وأهل المزارع ، كلنا نشاركه أو ليمسك نحله عن مزارعنا ولنرى من أين يأتيه العسل..!
فكر أبو سالم قليلاً ، ثم سأل أبا عطية ، أتريد دراهم من أبي عمر ؟
يهز أبو عطية فأسه ويكاد يهوي به على رأس أبي سالم ، فقد أهانه بهذه الكلمة واتهمه بأن دافع غضبه حفنة من الدراهم ، بينما نفس أبي عطية تأبى ذلك فهي رفيعة رفيعة جدًا..
إذًا ، ماذا يريد أبو عطية إن كان لا يبحث عن مالٍ ؟
من المعلوم في الماضي أن الرجل يفضل ذكر اسمه في المجامع حتى ولو دفع في سبيل ذلك ما يستطيع من مالٍ ، فسوق مثل سوق الأحد يرتاده الناس من كل حدب وصوب ذِكـْرُ اسم أبي عطية فيه بصوت أبي عمر أمر يرفع الرأس..
إذًا على أبي عمر أن يضيف على عبارته السابقة عند حراجه على عسله لتصبح هكذا:
( عسل أبي عمر أتى به النحل من مزرعة أبي عطية ..عسل أبي عمر أتى به النحل من مزرعة أبي عطية )..
طويلة هذه العبارة وستبح صوت إبي عمر إذا مضى في تكرارها ، لكنها (الخاتمة )التي يبحث عنها أبو عطية ، والحق لا يمكن أن يرضي اثنين ..
هذا موقف ضحى فيه أبو عطية بالمال ، لكنه أبى أن يضحي بالاسم والجهد ، فالمال يعوض بالمال أما الجهد فلا شيء يعوضه..
السوادي
تعليق