نظم السوسي قصيدة لم يعن فيها بوصف أكل الحواضر التي تفننت الأيدي الماهرة في تحضيرها حتى تكون لذيذة مستساغة ، وإنما انصرف إلى أكلة بسيطة بساطة الحياة القروية والبدوية نفسها
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ تلك هي العصيدة
والعصيدة من الأكل المعروفة منذ القديم وكانت طعام أهل القرى والبوادي البعيدين عن رفاغة العيش ورفاهية الحضارة ،
وقصيدية السوسي في سبعين بيتا وصف فيها العصيدة وصفا مطولا ملما بطريقة أكلها واصفا ذلك كله وصفا أدبيا ممتعا ،
لمـــن جفنـة قــد أقبلــت تتألـق
تـــلوح بـــلألاء العصيـــدة يبـــرق
مسنمــــــة حتـى كــأن سنامهـا
شماريـخ طــود لم يكــد يتسلــــق
وقد فغمت منها الخياشيم نكهة
تطيـب بهـا كـل النواحي وتعبــق
أهذا أريج المسـك أن نفـح روضـه
أزاهيــرها تــحت الصبــا تتفتــق
وعهدي بأنفي ليـس يغلـط شمّـه
فيــا طالمــا شـــم البعيـد فيصــدق
ألم ترهـا كالثغـر أشنـب بـاسمـا
متــى جـال فيهــا غرثـان يشهـق
ثم وصف تشوف نفسه إليها ورجاءه أن يكون من تحط أمامه ليشبع منها نهمته، فقال :
فيا ليث شعري مـن تحـط أمامـه
فيوضع في الأطـراف مـنها ويعنـق
ويخبط فيهـــا باليدين كأنمــــا
تخبّطـه وســط الدجنــة أولـــــق
يشن عليها غـــارة مشمعـــــلة
بلقـــم أكول آمـن ليـس يرهــــق
فيأتي على تلك العصيــدة كلـها
إذ الجفنـة الغـراء جرداء سمـلق
وبعد أن وضع الصحن بين يديه يقبل الشاعر على وصف إقباله عليه وإعداد نفسه لتناول محتواه ، فقال :
دلفـــت إليهــا والعــيـون كأنــها
نطــــاق حــوالي ركـبتي تحملــق
حللت لها طوقي وزحزحت معطف
وألقيــت عني مــا بــه أتمنــطـق
فأغســـل حــتى مرفقـــي فربـــما
ستعـمل أيضــا معصمــاي ومــرفق
وهل فـاز في أشغـاله غـير حـــازم
يــــؤيده عـــزم إذا هـــم يصــدق
وهل فاز باللـذات إلا الــــذي إذا
تأتـت له اللــذات يفـري ويخلـق
وأدني إلي القعـــب يطفــح رائبـــا
كغِـــــرب ملـــيء مــاؤه يتــدفـق
وللمخـض فيـه نضـرة وتــــــلألؤ
كعضــب على متنـه لـمع ورونـــق
وما أثـرت فيـه الوطــاب ولا دنــا
إلى أريـه المبيـض أرعـن يمـــــذق
ولا مخـضتـه العانسـات وقد بــدا
لشامات زبد مـن عليـــه ترقـــرق
وتعلــوه أمثـال القبـاب سميكــة
زجاجيــــــة لماعـــــة تتألــــــق
فآخــــذ منـه حســوة بعـد حسـوة
كم يحتسي الفحل الـذي يترمـق
ويستمر السوسي على هذا النحو واصفا تناول العصيدة وصفا دقيقا مفصلا فيه من المغالاة ما يستطيبه الأدباء ، مثل قوله :
وإنـــــي في أمثــال هـــذا لبــاذل
جهـود مجــد في المهمــات يصـدق
فأجدح ما في حفرتي جــدح عــازم
وسبابتي في جانب الحـوض تبثــق
إلى أن يـرى والزُبـد يكسـوه زرقـة
كما بان طرف واسع الجفــن أزرق
إذن يبتدي التجديف والكف ترتقي
وتهوي كخطف البرق في الجو يبرق
وقــد رصصـت فيها الأنامـل كلهـا
فعادت كسطل ليس فيها تشقـــــق
أمطـــــطها وأوسعهـــــا وهــــــل
يبلغك الســـؤل الإنــــاء المضيــّق ؟
فتــأتي وتــمضي كــالدلاء تواليـــا
وللسيـــــل في وسـط اللهـاة تدفـــق
وللشــدق صـوت كلما صب وسطــه
كما يجـد المخنـوق روحــا فيصعــق
فأبقـــى ولاء هكــــــذا وأناملــــي
بمنحـــدر حينــــا وحينـــا تسلــق
ومـا فتئت جـدحا وحمــلا كأنهــا
عفـاريت تزجي حملهـا وتخنـــدق
وبطـني ينـادي هـل هنـاك بقيـــّة
فمـا مـــن معـيّ منّي بـذلك ضيــق
وهل مـــن مزيــد فالعصيــدة هـذه
ألـذ وأحــلى مـن رحيــق يـــــروق
فكان جـــوابي في سيـــول كأنــها
سيـول الروابـي والسحائــب تغـدق
ورائـــــب قعــبي فينــة بعد فينـة
يصب كمـا حـل المـزادة أخــــــرق
ثم يختم السوسي القصيدة بحمد الله شاكرا نعمته ، قائلا:
فأعلن حمــدا خالصــا من طويتــي
لمن كــان يعطيني النعيــم ويــرزق
فإن يطعــم الفالـــوذج الحــلو فتية
وبسطيلـــــة جمَّاعـة مـــا يفــــرّق
فقد برئـت مـن كـل زور ولم يطـف
على وجههـا الوضــاء طـاه يـــزوق
أدام لنـا الله العصيـــدة مـا غــدت
مصـــــارين بطن الجائعين تنقــــق
وما سالت الأريــاق إن عـنّ ذكــرها
وطـاف حواليهــا ثنــاء محلّـــق
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ تلك هي العصيدة
والعصيدة من الأكل المعروفة منذ القديم وكانت طعام أهل القرى والبوادي البعيدين عن رفاغة العيش ورفاهية الحضارة ،
وقصيدية السوسي في سبعين بيتا وصف فيها العصيدة وصفا مطولا ملما بطريقة أكلها واصفا ذلك كله وصفا أدبيا ممتعا ،
لمـــن جفنـة قــد أقبلــت تتألـق
تـــلوح بـــلألاء العصيـــدة يبـــرق
مسنمــــــة حتـى كــأن سنامهـا
شماريـخ طــود لم يكــد يتسلــــق
وقد فغمت منها الخياشيم نكهة
تطيـب بهـا كـل النواحي وتعبــق
أهذا أريج المسـك أن نفـح روضـه
أزاهيــرها تــحت الصبــا تتفتــق
وعهدي بأنفي ليـس يغلـط شمّـه
فيــا طالمــا شـــم البعيـد فيصــدق
ألم ترهـا كالثغـر أشنـب بـاسمـا
متــى جـال فيهــا غرثـان يشهـق
ثم وصف تشوف نفسه إليها ورجاءه أن يكون من تحط أمامه ليشبع منها نهمته، فقال :
فيا ليث شعري مـن تحـط أمامـه
فيوضع في الأطـراف مـنها ويعنـق
ويخبط فيهـــا باليدين كأنمــــا
تخبّطـه وســط الدجنــة أولـــــق
يشن عليها غـــارة مشمعـــــلة
بلقـــم أكول آمـن ليـس يرهــــق
فيأتي على تلك العصيــدة كلـها
إذ الجفنـة الغـراء جرداء سمـلق
وبعد أن وضع الصحن بين يديه يقبل الشاعر على وصف إقباله عليه وإعداد نفسه لتناول محتواه ، فقال :
دلفـــت إليهــا والعــيـون كأنــها
نطــــاق حــوالي ركـبتي تحملــق
حللت لها طوقي وزحزحت معطف
وألقيــت عني مــا بــه أتمنــطـق
فأغســـل حــتى مرفقـــي فربـــما
ستعـمل أيضــا معصمــاي ومــرفق
وهل فـاز في أشغـاله غـير حـــازم
يــــؤيده عـــزم إذا هـــم يصــدق
وهل فاز باللـذات إلا الــــذي إذا
تأتـت له اللــذات يفـري ويخلـق
وأدني إلي القعـــب يطفــح رائبـــا
كغِـــــرب ملـــيء مــاؤه يتــدفـق
وللمخـض فيـه نضـرة وتــــــلألؤ
كعضــب على متنـه لـمع ورونـــق
وما أثـرت فيـه الوطــاب ولا دنــا
إلى أريـه المبيـض أرعـن يمـــــذق
ولا مخـضتـه العانسـات وقد بــدا
لشامات زبد مـن عليـــه ترقـــرق
وتعلــوه أمثـال القبـاب سميكــة
زجاجيــــــة لماعـــــة تتألــــــق
فآخــــذ منـه حســوة بعـد حسـوة
كم يحتسي الفحل الـذي يترمـق
ويستمر السوسي على هذا النحو واصفا تناول العصيدة وصفا دقيقا مفصلا فيه من المغالاة ما يستطيبه الأدباء ، مثل قوله :
وإنـــــي في أمثــال هـــذا لبــاذل
جهـود مجــد في المهمــات يصـدق
فأجدح ما في حفرتي جــدح عــازم
وسبابتي في جانب الحـوض تبثــق
إلى أن يـرى والزُبـد يكسـوه زرقـة
كما بان طرف واسع الجفــن أزرق
إذن يبتدي التجديف والكف ترتقي
وتهوي كخطف البرق في الجو يبرق
وقــد رصصـت فيها الأنامـل كلهـا
فعادت كسطل ليس فيها تشقـــــق
أمطـــــطها وأوسعهـــــا وهــــــل
يبلغك الســـؤل الإنــــاء المضيــّق ؟
فتــأتي وتــمضي كــالدلاء تواليـــا
وللسيـــــل في وسـط اللهـاة تدفـــق
وللشــدق صـوت كلما صب وسطــه
كما يجـد المخنـوق روحــا فيصعــق
فأبقـــى ولاء هكــــــذا وأناملــــي
بمنحـــدر حينــــا وحينـــا تسلــق
ومـا فتئت جـدحا وحمــلا كأنهــا
عفـاريت تزجي حملهـا وتخنـــدق
وبطـني ينـادي هـل هنـاك بقيـــّة
فمـا مـــن معـيّ منّي بـذلك ضيــق
وهل مـــن مزيــد فالعصيــدة هـذه
ألـذ وأحــلى مـن رحيــق يـــــروق
فكان جـــوابي في سيـــول كأنــها
سيـول الروابـي والسحائــب تغـدق
ورائـــــب قعــبي فينــة بعد فينـة
يصب كمـا حـل المـزادة أخــــــرق
ثم يختم السوسي القصيدة بحمد الله شاكرا نعمته ، قائلا:
فأعلن حمــدا خالصــا من طويتــي
لمن كــان يعطيني النعيــم ويــرزق
فإن يطعــم الفالـــوذج الحــلو فتية
وبسطيلـــــة جمَّاعـة مـــا يفــــرّق
فقد برئـت مـن كـل زور ولم يطـف
على وجههـا الوضــاء طـاه يـــزوق
أدام لنـا الله العصيـــدة مـا غــدت
مصـــــارين بطن الجائعين تنقــــق
وما سالت الأريــاق إن عـنّ ذكــرها
وطـاف حواليهــا ثنــاء محلّـــق
تعليق