If this is your first visit, be sure to
check out the FAQ by clicking the
link above. You may have to register
before you can post: click the register link above to proceed. To start viewing messages,
select the forum that you want to visit from the selection below.
بدايةً مع الدكتور سلطان أشدد على أحرفه الأخيرة:
"على أي حال فالغموض والحداثة موجة ركبها البعض فتكسرت بهم في عرض البحر "
وأزيد عليها:
انهم لم يستطيعوا أن يضمنوا لأنفسهم أماكن على مراكب الشعر والبيان الأصيلة
فتساقطوا على البحر يتعلقون بقشة الغموض والإبهام
ولا تغني القشة
فلن يذكر التاريخ إلا ركاب السفن
أفهم من ذلك أن الغموض في كل الأحوال أدب والخلل حسب وصف الدكتور في مستخدميها لذلك قال الرمزية مذهب أدبي معروف، وله قراؤه ومحبوه، ولكن يجب أن يستغل استغلالاً حسناً يؤدي الغرض ويثري الفكر، وهنا تكمن مقدرة الروائي على صياغة الفكرة وأسلوب المعالجة.
تقول :
إن أردت كاتبتنا من إيراده للرمزية أو الغموض وصفه لها بأنها موغلة في القدم
فأنا لا أبحث عن ذلك في مذهب افلاطون ( والذي لا توجد فيه كما ذكر وإنما تستند عليه بعض الشيء)
وإنما نحن باحثون عنها في عصور شعرنا العربي السالفة
وقد ذكرت لك أنها لا توجد فيها
والتاريخ أمامك
* لا زلت أرى في أبيات المديح في صورة الهجاء والعكس خير دليل على أن الغموض موغل في القدم في تاريخنا العربي .
((((( نأتي للنقطة الثانية )))))
أولاً : انتيهنا منها مسبقاً
ثانياً :
شعر آباء الشعر والبيان في العصر الجاهلي شعر مباشرٌ موجه
وقصائدهم موجهةٌ لأحداثهم وأيامهم وخصومهم
فهل نتهم هذا الشعر بالسطحية؟؟
الإبداع له جوانب عدة
انتقاء المفردة
جزالة العبارة
دقة الوصف والتعبير
تطويع الكلمة لخدمة الهدف ومن ذلك الغموض وهو عكس الوضوح فمثلاً قول الشاعر :
أنت كالكلب في حفظك للود
هناك من يفسره هجاء لا نزاع عليه
ومنهم من يفسره مدح في ظاهره هجاء
ومنهم من يفسره على الحالتين مديح وهجاء معاً
أليس في هذا شيء من الغموض أو ((( المرونة ))) ؟ والمعنى الحقيقي يحتفظ به الشاعر لنفسه .
تقول :
ويقول الرمزيون: أنه لابد من إضفاء شيء من الغموض والخفاء والإبهام على الصورة الشعرية لتتوافر أمام القارئ فرصة التأمل والتفكير
* أحيلك لرد الأستاذ أبو صخر في هذه الجزئية .
دمت بخير
التعديل الأخير تم بواسطة حديث الزمان; الساعة 23-01-2005, 12:11 PM.
بسم الله الرحمن الرحيم
باختصار انا مع النص الذي يحتاج لاعمال العقل بشرط ان يكون هناك معنى يمكن الوصول اليه وليس كما يفعل الحداثيون اللذين كتاباتهم اشبه بلوحة تشكيلية لونت بالكلمات.فالقران الكريم فيه متشابه لايفهمه الا الراسخون في العلم. اما التناقض الذي اقصده فهو مالا يمكن التوفيق بينه في المعنى.
يارفيقي مد شوفك مدى البصر لايغرك في الشتاء لمعة القمر الذي في غير مكة نوى يحتجه لاتغدي تنصب له الخيمة في منى
لا زلت تدورين بي في ذات الحلقة المفرغة بلا نقطة توقف
وكل ما أوردت أعلاه تجدين ردي عليه مسبقاً يتناثر هنا وهناك
من ناحية الغموض وهل يعتبر مذهب أدبي فأنا لم أذكر خلاف ذلك وإنما أوردته بنصه
وبالذات في جزئية أنه مذهب (عصري) ؛؛وانتبهي لما بين القوسين
أما هل يسمى بأدب فقد ذكرت لك مسبقاً أن الحرب قائمة بهذا الشأن بين من يراه أدباً ومن يخالف ذلك
وكل ما يأتينا من الغرب يجد صداه وناعقيه
من نظرية دارون إلى عبدة الشياطين
فكيف بطريقةٍ معينةٍ في رصف الكلمات ألا تجد مشجعيها ومؤيديها؟
أما أن يستغل استغلالاً حسناً؛ فأشهد أنا لم نر ذلك ولم نبصره
وأرباب هذا المذهب في أدبياتنا وعلى صحفنا معروفون بما (تعرفونه)..
أما مسألة إيغال هذا المذهب في القدم
فارجعي لما تركته لك بين القوسين أعلاه..
ومعلومٌ نشأة هذا المذهب بأوروبا في أوائل القرن العشرين ثم انتقاله إلينا بصورته التي ترينها
والقصيدة التي تدافعين عنها هنا هي صورةٌ من ذلك المذهب –والذي أضحى الآن قديماً-
أما أبيات المديح والهجاء فقد رددت عليها سلفاً
والمسألة كاتبتنا ليست ( مازلت أرى)
وإنما مسألة تاريخٍ أدبي ومراجع وشواهد تبين أن أجدادنا لم يذكروا الغموض في شعرهم وكتبهم
أما إن بحثت فلم تجدي ( ولن تجدي)
فليس الموضوع مركوناً بما ترينه أنت؛ وترغبين برؤيته..
والبيت الذي ذكرته
"أنت كالكلب في حفظك للود وكالتيس في قراع الخصوم"
يعلم كاتبتنا كل من اطلع على نزرٍ من الأدب –وأنت تعلمين- أن هذا البيت مدحاً صرفاً لا هجاء فيه
فالشاعر هنا استشهد بما يعلمه من بيئته التي لا يعرف غيرها
ولو فرضنا أنه يريد غير ذلك لذكره معاصروه من أرباب الشعر والبيان ولو احتمالاً
وذكرت لك في ردٍ مسبق
أن المدح في صيغة الهجاء أو العكس على قلة وجوده في أدبنا العربي يعرف مغزاه من يعرف في الشعر ويعرف الشاعر من معاصريه؛ ومثلت لك بقصة الحطيئة؛ وارجعي لما سبق..
نأتي لاتهامهم الشعر الموجه بالسطحية
لا أريد أن اختلف معك حول الإبداع فيم يظهر من القصيدة وما هي جوانبه..
ولكن من تدافعين عنهم هنا يتهمون كل شعرٍ موجهٍ بالسطحية
وهم يريدون كل شعرٍ خلا من الغموض الذي يمتهنونه؛ سواءً كان جزل العبارة أو دقيق الوصف..
وبذلك يطرحون أدبنا العربي برمته في صندوق السطحية
فما كان الأدب منذ ولد إلا موجهاً مباشراً لا يغمض فيه قائله ولا يبهم؛ بل يبين ويوضح..
هل ترين في المعلقات غموضاً؛ أو ديوان المجنون أو المتنبي أو أبي تمام أو البحتري شيئاً من إبهام؟
ومنذ فجر الشعر؛ والمرء يصنف شعره بمدى قدرته على وصف ما يحس به أو يمر به من حوله..
أن يدافع الرمزيون عن مذهبهم في الغموض فهذا شأنهم
أما أن ينتقصوا تاريخنا وتراثنا الأدبي؛ وينقضوه من أساسه؛ فهذا مالا أظنك ترضينه..
أما ما أحلتني فيه على رد أخينا ابو صخر
فأظنك رأيت أن ردي أتى بعد رده
وكان ردي للجميع عموماً؛ وذكرت اسمه هو خصوصاً
وحجتي أمامك إن كان لك فيها مقال
وللجميع مني أسمى تحية
" فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض"
رجعنا بعد طول غياب :
ووجدنا الإختلاف قائم بين الأطراف ... لكنه إختلاف المثقفين الذين يقددرون مفهوم الإختلاف بأنه لاينفي شمائل الود..
إلى كل من: الشعاع والنبأ
الغموض يعني تعدد المعاني ممايشغل ذهن المتلقي في محولاته التفسيريه لما يحتويه النص وهنا يكون جمال النص الممتنع مع العلم إنه سهلاً فهو يخاطبنا بلغتنا التي فيها مايثير القاريء عقلاً وحساً .
وهذا أعتقد أنه رداً كافياً لماذهب إليه أخينا الفنار من أن ( إذا كان الشعر بطل عمل العقل وبدأت العاطفه ) وهل الشعر محاولة لفك الطلاسم أو هو تعبير عن ما مايجول في دواخلنا ؟؟؟؟
نعم هوتعبير عن مشاعرنا لكن الذي جعلني أتفاعل معه هو لب التفكير..
وخير الكلام ما كان معناه إلى القلب أسبق ككلمة المسك في حين إنها تذكرنا بالغزال وأن المسك هو بعض من دم الغزال .
والبيت الذي يقول أنت كالكلب ... والأخر الذي يصف علي إبن إبي طالب بهذه الأبيات المليئة بالمتناقضات
زاهد حاكم! حلــــيم شــــــجاع!
ـــــــــــــــ فاتـــك ناســـــك! فقـــير جواد!
شيم ما جمــعن فـــــي بشر قط
ـــــــــــــــــــــ ولا حــــاز مثــــلــهن العـــــبادُ
خلق يخــــجلُ النسـيم من اللطـ
ــــــــــــــــــ ـف وبأس يــــذوب مـنه الجماد
وعندما أصف أحداً بأنه الأنف وغيره الذنب وهي إستعاره تشير إلى أن الأنف هو في المقدمه وذاك يشير إلى المؤخره فيأتي النقاد فيعيبون هذا ويقولون تجعله كالأنف وفيه مافيه وتعتبره مدحاً إنك أمرأُ لاتجيد إختيار العبارات ....
غموض متعدد المعاني ... وهذا هو الإبداع وإلا أصبح النص سطحي الدلاله ..
قلت في عجاله كعجالتك متأثراً لصاحبي الذي خطف البرق فلذة كبده –( شهد) – مادون السابعه تحت عنوان ...
أياك والحزن...
غابت وغيبها المطر..
ـــــــــــ ماتت ومن منيتها تذكرنا القدر
ماسٌ خطفها.. وصعقٌ منهمر
ـــــــــ روح إلى الباريء ولاضجر
أما نة رُدت لمليك مقتدر
ــــــــــ مآلها في جنان الخلد قد إستقر
يارب يسرلنا كشهد مقـر
ــــــــ وفي الفردوس شهد ..ونهر
إنه تفكيري الذي اوصلني إلى هذه الحاله من المشاعر التي لاأندب حضي فيها بل أتمنى ذات المقر.. محاولاً نشر السرور إلى قلب صديقي الذي أضناه الحزن لأن موتها كان فجيعة من هول الخطف ...
إن الأثر الفكري والنفسي الذي يحمله النص المثقل بالغموض يُحفز القاريء إلى المفاجآت والإحتمالات المتعددة للتأويل.
وأخيراً
فإن النص المتعدد المعاني يجذب القاريء كمايشد في ليل بهيم رؤية قدح الزناد المتطاير شراره امام من يبحث عن قبس يصطلي بها في الزمهرير....
ولعلنا نتفق ولانعود مرة أخرى ...
.
.
.
.
وشكراً من الأعماق ...
التعديل الأخير تم بواسطة أبو صخر; الساعة 26-01-2005, 10:47 PM.
أتفق معك في وجوب احتواء النص على معنى ولكن ليس بالضرورة أن يكون النص مفهوماً للجميع ( العامة ) فهناك بعض النصوص الأدبية لا يفهمها إلا الأدباء وذلك ليس فقط في شعر الحداثة بل في الشعر القديم نجد العامة لا يفهمون المغزى من القصيدة أو النص إلا بشرحها أو التعريف بخلفياتها لذلك لا يجب أن نحكم على النص بأنه غير أدبي لأننا لم نفهمه وما يحتوي من فن وأدب .
ربما أعجز عن نقل فكرتي؛ أو أبديها غير مكملة؛ فأترككم مع أديبنا المنفلوطي في نظراته
ليقول لكم:
" ليعلم الناشيء والمتأدب أنه ليس للفظ كيان مستقل؛ ولا حيز خاص؛ فجماله جمال معناه؛ وقبحه قبحه؛ وأن القطع الأدبية الشعرية أو النثرية التي نصف أسلوبها بالجمال إنما نصف بذلك معانيها وأغراضها؛ وأن الذين يزعمون من الكتاب والشعراء أن أساليبهم الغامضة الركيكة المضطربة تشتمل على معانٍ شريفةٍ عالية كاذبون في زعمهم وواهمون"..
" لا يضطرب اللفظ إلا لأن معناه مضطرب في نفس صاحبه؛ ولا يغمض إلا لأن معناه غامضٌ في نفسه؛ ومحال أن يعجز الفاهم عن الإفهام؛ولا المتأثر عن التأثير؛ ولا المقتنع عن الإقناع؛ وما البيان إلا المرآة التي ترتسم فيها صورة النفس؛ فحيث تكون جميلة فهو جميل؛ أو قبيحة فهو قبيح؛ أو مضيئةٍ فهو مضيء؛ أو مظلمةً فهو مظلم؛ فإذا استطعنا أن نتصور مرآةً تكذب في تمثيل الصورة الماثلة أمامها؛ استطعنا أن نتصور بياناً يختلف في وصفه عن وصف صاحبه"..
ويقول رحمه الله بشأن البيت:
أنى يكون أبو البرية آدم *** وأبوك والثقلان أنت محمد
" إنهم واهمون فيما يقولونه؛ فإن ذلك المعنى الجميل الذي يتوهمونه ليس معنى هذا البيت؛ بل المعنى خطر على أذهانهم وانبعث في أفئدتهم عند سماعه؛ فالصقوه به الصاقا؛ وتوهموه له توهما؛ أما البيت نفسه فلا معنى له مطلقا؛ وهذا شأن جميع المعاني التي يتوهمها متوهموها عند سماع بيتٍ مستغلق؛ أو كلمةٍ غامضةٍ فهي بأن تكون معاني السامعين؛ أولى من أن تكون معاني القائلين"..
ثم يقول رحمه الله في نصيحةٍ ذهبيةٍ غالية:
" إذا سمعت بيتاً من الشعر فأطربك أو أحزنك أو أقنعك أو أرضاك أو هاجك وأنت ثائر؛ أو ترك أي أثراً من الآثار على نفسك؛ كما تترك النغمة الموسيقية أثرها في أذن سامعها؛ فاعلم أنه من بيوت المعاني؛ وأن هذا الأثر الذي تركه في نفسك إنما هو روحه ومعناه؛ وإن مررت ببيتٍ آخر فاستغلق عليك فهمه ومعناه؛ وثقل عليك ظله وشعرت بجمود نفسك أمامه؛ وخيل إليك أنك بين يدي جثةٍ هامدةٍ لا روح فيها؛ فاعلم أنه لا معنى له ولا حياة فيه؛ فإن وجدت صاحبه واقفاً بجانبه يحاول أن يوسوس لك أن وراء هذه الظلمة الحالكة المتكاثفة نوراً متوهجاً يكمن في طياتها؛ فكذبه؛ وفر بنفسك وأدبك وذوقك منه فراراً لا عودة لك من بعده
هذا هو الميزان الذي يجب أن تزن به الكلام؛ ونصيحتي لك ألا تصدق تعريفاً واحداً من تلك التعريفات المتعددة المتناقضة التي يضعها واضعوها من الأدباء لأشعارهم خاصة؛ ويزعمون أنها للشعر عامة؛ واجعل شعور نفسك هو الميزان الذي تزن به ما تسمع؛ فكما أنك لا تعتمد على تعريف من تعريفات الجمال؛ ولا تلجأ إلى قانون من قوانينه عند نظرك في وجه امرأة لمعرفة درجتها من الحسن؛ كذلك لا تعتمد في استحسان ما تستحسن من الكلام واستهجان ما تستهجن إلا على شعور نفسك والهام حسك"..
انتهى كلامه رحمه الله
..... ..... .....
أخي أبو صخر
جميع ما أوردته لا يندرج بحال من الأحوال تحت بند الغموض الذي يذهب إليه أصحاب هذا المذهب
فليس في التشبيه بالأنف أو الكلب غموض ولا في الأبيات التي أوردتها..
وإنما هي تشبيهات واستعارات حقيقية أومجازية
قلت سابقاً وأقول لاحقاً:
يدرك كل من يعرف الشاعر ويعرف في الشعر ما المقصود منها وماذا يراد بها..
بل والقاريْ لها غالباً ما يدرك مراد الشاعر؛؛ إن لم يكن من ذات البيت فمن بقية القصيدة..
.... .... ....
ما اريد قوله أيها الأحبة وربما تختلفون معي
أنني لا أريد للنص الذي أمامي أن يستوجب مني تفكيراً أو كداً للذهن
وإنما أحبه سائغاً صافياً ككأس البلور يشي عما بداخله
فأرى نفس الشاعر في أنفاسه
وأبصر روحه في روحات بيانه وغدواته
وهل كان الشعر في مطلعه ومولده إلا ترجمة الأعرابي لحداء الإبل ورياح الأطلال وحفيف الأغصان
ورسماً بالقوافي لأمواج الرمال وكواكب السماء وواحات الصحراء
هل ترون ما أرى؟؟
..... ..... .....
لكم أسمى محبة
" فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض"
اشكر الاخوان على افادتنا في هذا الحوار الذي يجلو الصدأ عن ادمغتنا. وليس بيننا خلاف ان شأ الله وكل له وجهة نظر.فانا اجد نفسي تميل الى الكلام الذي يستطيع ايصال المعنى الى القلب في احسن صورة من اللفظ.اما الغموض فقد يكون نسبيا ,اي ان المعنى قد يخفى على فئة ويكون واضحا جليا لاخرى اي ان الخلل في المتلقي وللناس في ذلك قدرات متفاوته.وقديما كان العرب لايجدون صعوبتا في فهم النصوص وادراك ماتحتويه من بلاغةومن معاني والتفريق بين الغث والسمين ,ولكن عندما ابتعدوا عن لغتهم وهجروها لاسباب كثيرة صعبت عليهم اللغة فهما ونظما,وما انتشار الشعر العامي وطغيانه على الفصيح الا دليل علىفساد الذائقة للمتلقي,وهناك امثلة كثيرة لايتسع المجال لذكرها الان.
أشكرك على حرصك لتوضيح رأيك ودعمه بالحجة من أقوال الأدباء كالمنفلوطي ...
لن أختلف مع المنفلوطي لأنني ببساطة لا أعرف من الأدب إلا ما يعرفه عامة الناس وربما ما يعرفه أقلهم علماً وفهما ، ومع كل ذلك أقول أن كلام المنفلوطي وغيره من عمالقة الأدب ليس قرآن منزل ، فإن وجدنا فيه خطأ فهو مردود وإن وجدناه صواباً أخذنا به ..
هنا قضية اتضحت لي من خلال ما تقدمت به من ردود في هذا الموضوع وهي إنكار جمال النص الأدبي الحديث وتهميش دور الرمزية في إضفاء لمسة فنية أدبية على النص وبمعنى أكثر دقة (( معارضتك للحداثة والفنون الأدبية الحديثة )) في كل صورها ..
إن كنت مقتنع بمقولة ( لكل زمن دولة ورجال ) فتابع معي لعلي أستطيع إقناعك بمقولة مقتبسة منها وهي (( لكل زمن شعراء وأدباء )) ، وهذا لا يعني إنكار جودة الأدب العربي القديم ولكن محاولة لإثبات جودة الأدب والشعر الحديث أيضاً .
قبل الشروع في الحوار سوف أقدم لك ما فهمته أنا من النص محور النقاش :
أنت من أنت ( الخطاب موجه للإنسان العربي المسلم )
قل لي ماذا تكونُ
أنت حيٌ ( يؤلمك ما يحدث لك )
في صورةٍ من جمادٍ ( راضٍ بالألم )
أم جمادٌ في صورة الحي ( لا تشعر بما يحدث لك مع أنك حي )
يسعى
بين موتى الضميرِ ( العالم )
ماذا تكونُ
قل لي من أنت
كتلةٌ من شعورٍ ( كباقي الأمم يؤلمك ما يؤلمهم )
أم حجار من الصوانِ
جفافٌ
لم ترى الماءَ
قوستها السنينُ ( لم تعد تشعر بشيء من كثرة تتابع المصائب عليك )
قل لي من أنت
فالسدوم اضمحلت
وشموس الضياءِ ( الفرج الذي تنتظره )
ليلٌ ظلومُ ( لن يراك فيه أحد من العالم ولن يشعروا بآلامك )
قل لي من أنت
لا أراك مجيباً ( صامت لم تتحرك ولم تدافع عن نفسك )
أو ترد السلام
منك العيون
أنت مستبسلٌ ( لاهٍ رغم ما بك من ذل )
رغم ذل الليالي
رغم قسو الزمانِ ( الذي أذاقك أنواع الذل والألم )
قلبٌ حنونُ ( راض بالفتات )
فامض في الدرب ، في انتظارِ انكشافٍ ، لمآسيك ( يأس من الحال )
كلُ عسرٍ يهونُ ( ربما تكون سخرية وتهكم )
نم كما شئت ، فوق سحب الأماني ، وأجرع الكأسَ من خيال الغواني ( ارسم الأماني والأحلام وانتظر تحقيقها وأنت نائم لا تتحرك )
سوف تأتي
مزن الخيال قريبا
وتهل السماء نصراً ( في أحلامك فقط وخيالاتك )
.
.
.
.
.
ولكن من محالٍ
.
.
.
.
.
إن عاد يوماً دفين ( قادة وأبطال الماضي أمثال خالد وصلاح الدين الذين تتغنى ببطولاتهم وتنتظر عودتهم لنصرتك )
ما ورد في النص أعلاه رمزية أضافت للنص شيء من الجمال وهو يختلف عن النص المبهم الذي لا يمكن تفسيره .
تعليق