"وين غادي بهذا الثور ياغرم الله مع هذا الصباح ، يالله رضالك ، من في خاطرك بيشتريه ؟! " .
"يارجال لا يهمك ، كل سلعة ولها شرّاي ، يجي له واحد من ذولا اللي إذا تعشى أنقعر ، وإذا تكحل فغر ، ولا يعرف من النجوم الا الثريا والشهر " .
هكذا بدأ الحوار بين غرم الله الذي يريد أن يهبط بثوره إلى السوق لعله يجد من يشتريه، وبين صالح الذي استغرب من غرم الله جلبه لهذا الثور المنهك.
"ليتك لحقت على عيسى ورفاقته، سرحوا من عندنا البارح ، ودهم يباتون قرب السوق ليصبحوا قريبين منه ". أضاف صالح ، وفي نفسه أن غرم الله سيحتاج إلى ابنه عيسى وزملاءه ليساعدوه على سوق هذا الثور الهرم .
" ربك كريم وأنا أخوك ، إن شاء الله يمدينا على السوق قبل ما تحترّ الشمس " .
"يمديك يارجال ، توها ما أشرقت ، ولا تبسط الشمس إن شاء الله إلا وأنت وصلت طرف السوق ".
يودع صالح غرم الله ويتجه كلٌ منهم إلى وجهته، غرم الله مع ثوره إلى السوق، وصالح خلف غنمه إلى أعالي الجبال.
يعود صالح عند الغروب إلى بيته الواقع على سفح الجبل الذي يفصل بين أشياء كثيرة، على رأسها الجود والبخل . فكما يقول المثل " ما يعمد على الطريق إلا جيّد وإلا بخيل ".
يتوقع وكالعادة أن يكون بيته مليئا بالضيوف العائدين من السوق، حيث يتوسط بيته المسافة بين السوق وقرى كثيرة، ويتوقع كثيرا من المفاجآت كما هي العادة ، عندما يعود في مساء كل ليل : تغدّى عندنا فلان ، وتلطّف عندنا فلان ، ومرّ من عندنا فلان ، يسلّم عليك فلان .... .
إلا أن الذي لم يكن يتوقعه هو أن يعود غرم الله ومعه ثوره في ذلك المساء، حيث قد تأكد صالح أن ثور غرم الله لا يمكن أن يصل إلى السوق ناهيك عن العودة منه.
يسلم على أهل بيته ويصعد إلى سطح البيت الذي أعتاد أن يجد الضيوف فيه ، يجد إبنه علي ومعه مجموعة من رفاقه الذين يعرف بعضهم ويشبه على بعضهم ، ولكنه لايجد غرم الله.
" أين غرم الله؟ " . يسأل صالح ابنه والجالسين .
"من غرم الله ؟ " .
" غرم الله بن احمد ماغيره راعي الثور
"والله ما ندري عنه ، مانعرفه " . أجاب ابنه علي وبعض من رفاقه .
" والثور ..! الثور هذا ، ماهو ثور غرم الله ؟! "
"لا ، الثور هذا ثورنا ، أنا شريته يبه "
" ايش ؟!" يرد صالح بحسرة وألم .
" والله هذا ثور جلبه راعيه اليوم في السوق وأنا شريته يابوي ، الفيحة مقبلة ونحن في حاجة ثور ، وناسبني ثمنه ".
" صابت وأنا أبوك ، عش ضيفانك ولا يكون إلا خير " .
ينتهي الضيوف من العشاء ، وينادي صالح ابنه علي ، ويطلب منه التحدث غليه على إنفراد :" هات علومك وآنا أبوك ، علّمني عن السوق وعن قصة الثور " .
لم يكن هم صالح معرفة علوم السوق ولا يحزنون ، كان يراقب ابنه علي كيف سيتصرف عندما تأتي أمه بالمكحلة التي طلب منها أبوه أن تحضرها ليتكحل منها علي ، فعينيه قد أحمرّت وتوهجت من عناء الطريق ..!
ماكاد يمدّ "المرود" علي إلى عينه إلا وكانت "فغْرَته " قد أكدت كلام غرم الله بما يقطع الشك ، فقد سبق الكحل أن " أنْقَعَرْ" ( تمدد) أمام أبيه قبل أن تصل أمه بالمكحلة .
"علي وأنا أبوك : تقول أن الفيحة مقبلة تحتاج الثور من أجل الحرث ، ودي بك تعلمني ويش تعرف من النجوم ".
" النجوم .. النجوم .. أعرف منها كثير يبه ، اعرف الثريا ...و ...و... والشهر " .
"صابت وأنا ابوك ، كنت احسب أن عندي ثورين أثرعندي ثلاثة ".
"يارجال لا يهمك ، كل سلعة ولها شرّاي ، يجي له واحد من ذولا اللي إذا تعشى أنقعر ، وإذا تكحل فغر ، ولا يعرف من النجوم الا الثريا والشهر " .
هكذا بدأ الحوار بين غرم الله الذي يريد أن يهبط بثوره إلى السوق لعله يجد من يشتريه، وبين صالح الذي استغرب من غرم الله جلبه لهذا الثور المنهك.
"ليتك لحقت على عيسى ورفاقته، سرحوا من عندنا البارح ، ودهم يباتون قرب السوق ليصبحوا قريبين منه ". أضاف صالح ، وفي نفسه أن غرم الله سيحتاج إلى ابنه عيسى وزملاءه ليساعدوه على سوق هذا الثور الهرم .
" ربك كريم وأنا أخوك ، إن شاء الله يمدينا على السوق قبل ما تحترّ الشمس " .
"يمديك يارجال ، توها ما أشرقت ، ولا تبسط الشمس إن شاء الله إلا وأنت وصلت طرف السوق ".
يودع صالح غرم الله ويتجه كلٌ منهم إلى وجهته، غرم الله مع ثوره إلى السوق، وصالح خلف غنمه إلى أعالي الجبال.
يعود صالح عند الغروب إلى بيته الواقع على سفح الجبل الذي يفصل بين أشياء كثيرة، على رأسها الجود والبخل . فكما يقول المثل " ما يعمد على الطريق إلا جيّد وإلا بخيل ".
يتوقع وكالعادة أن يكون بيته مليئا بالضيوف العائدين من السوق، حيث يتوسط بيته المسافة بين السوق وقرى كثيرة، ويتوقع كثيرا من المفاجآت كما هي العادة ، عندما يعود في مساء كل ليل : تغدّى عندنا فلان ، وتلطّف عندنا فلان ، ومرّ من عندنا فلان ، يسلّم عليك فلان .... .
إلا أن الذي لم يكن يتوقعه هو أن يعود غرم الله ومعه ثوره في ذلك المساء، حيث قد تأكد صالح أن ثور غرم الله لا يمكن أن يصل إلى السوق ناهيك عن العودة منه.
يسلم على أهل بيته ويصعد إلى سطح البيت الذي أعتاد أن يجد الضيوف فيه ، يجد إبنه علي ومعه مجموعة من رفاقه الذين يعرف بعضهم ويشبه على بعضهم ، ولكنه لايجد غرم الله.
" أين غرم الله؟ " . يسأل صالح ابنه والجالسين .
"من غرم الله ؟ " .
" غرم الله بن احمد ماغيره راعي الثور
"والله ما ندري عنه ، مانعرفه " . أجاب ابنه علي وبعض من رفاقه .
" والثور ..! الثور هذا ، ماهو ثور غرم الله ؟! "
"لا ، الثور هذا ثورنا ، أنا شريته يبه "
" ايش ؟!" يرد صالح بحسرة وألم .
" والله هذا ثور جلبه راعيه اليوم في السوق وأنا شريته يابوي ، الفيحة مقبلة ونحن في حاجة ثور ، وناسبني ثمنه ".
" صابت وأنا أبوك ، عش ضيفانك ولا يكون إلا خير " .
ينتهي الضيوف من العشاء ، وينادي صالح ابنه علي ، ويطلب منه التحدث غليه على إنفراد :" هات علومك وآنا أبوك ، علّمني عن السوق وعن قصة الثور " .
لم يكن هم صالح معرفة علوم السوق ولا يحزنون ، كان يراقب ابنه علي كيف سيتصرف عندما تأتي أمه بالمكحلة التي طلب منها أبوه أن تحضرها ليتكحل منها علي ، فعينيه قد أحمرّت وتوهجت من عناء الطريق ..!
ماكاد يمدّ "المرود" علي إلى عينه إلا وكانت "فغْرَته " قد أكدت كلام غرم الله بما يقطع الشك ، فقد سبق الكحل أن " أنْقَعَرْ" ( تمدد) أمام أبيه قبل أن تصل أمه بالمكحلة .
"علي وأنا أبوك : تقول أن الفيحة مقبلة تحتاج الثور من أجل الحرث ، ودي بك تعلمني ويش تعرف من النجوم ".
" النجوم .. النجوم .. أعرف منها كثير يبه ، اعرف الثريا ...و ...و... والشهر " .
"صابت وأنا ابوك ، كنت احسب أن عندي ثورين أثرعندي ثلاثة ".
تعليق