شيء غريب
شأت الأقدار أن أنصت إلى رجل خدمته الظروف فكان عضوا في لجنة تسمية شوارع المندق فكان يتحدث بكل جرائه ويفتخر بأنهم اختاروا أسماء لها رنة وحضارية في أسماء الأحياء أو الشوارع . حمدت له ذلك ولكن لما سألته عن أسماء اللحام وبعض الأشخاص قال أن هناك توجيه بعد م أختيار أسماء من المنطقة ثم واصل حديثه وقال أنظر كيف أستبدل أسماء عقبة مساعد في زهران إلى عقبة الملك خالد وعقبة حزنه في غامد إلى عقبة ولي العهد.سألته هل هذا التوجيه خاص أم عام قال عام فقلت لماذا العقاب في أبها لازالت بأسماء ها القديمة مثل ضلاع ..و..و..و فلم يستطيع الجواب ثم ذكرته بأسماء أحياء الرياض ومكة فسكت عن الإجابة ..
تذكرت هذا الكلام وأنا اليوم أقراء مقال صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور عمرو محمد الفيصل في جريدة المدينة أمير يطالب بأحياء الأسماء التي خدمة البلد وشخص يدعي بتوجيه لدفن أسماء أهل المنطقة كي يبرر جهلة بالتاريخ . أقروا معي ثم هات أرائكم وتعليقاتكم .
أين الحواريون
كنت في باريس الأسبوع الماضي ولاحظت وجود لافتات صغيرة على بعض المباني.تلك اللافتات كانت تشير إلى شخصية تاريخية مهمة أقامت في ذلك المبنى أو ماتت فيه.
الشخصية يمكن أن تكون تلك الشخصية أدبية كشاعر أو كاتب رجلا كان أم امرأة ويمكن أن تكون قائدا عسكريا أو رجل دولة.
المهم أن هذه وسيلة الفرنسيين لكي يخلدوا ذكرى الرجال والنساء الذين ساهموا في بناء بلدهم ورفعتها وعزها.هذا بجانب الوسيلة المعروفة لدينا من تسمية شوارع وميادين بأسماء شخصيات مهمة.
إن الاعتراف بفضل الناس الآخرين على الإنسان علامة على فضل ذلك الإنسان ونبله.
وكل عمل إنساني مهم ومستمر لابد أن يكون عملا جماعيا فليس من عمل آثر على مجتمع أو أكثر إلا كان نتاج تضافر مجهودات أناس كثيرة دفعت ذلك العمل إلى الأمام حتى كلل بالنجاح ثم بالاستمرار أيضا بفضل تضافر الجهود المختلفة لأناس كثيرة.
حتى الأنبياء والرسل فلولا أن الله سبحانه وتعالى سخر لهم من يؤيدهم ويناصرهم ويؤمن بدعوتهم لما نجحت رسالتهم .فأين دعوة سيدنا عيسى بن مريم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام دون الحواريين؟ وأين رسالة نبينا محمد صل الله عليه وسلم دون صحابته الكرام والتابعين لهم إلى يوم الدين.
في حالتنا نحن نستطيع أن نسأل أين بطولات الملك عبد العزيز مؤسس دولتنا دون دعم مجموعات ضخمة من أبناء وبنات هذا الشعب؟هؤلاء الذين دعموه وأسرته في توحيد هذه الجزيرة من الأسر والقبائل الأخرى من علماء الدين إلى المقاتلين الذين انضموا تحت لوائه إلى المزارعين الذين أطعموا جيوشه إلى التجار الذين بنوا اقتصاد تلك الدولة الفتية وغيرهم الكثير.
أليس من الواجب علينا أن نشكر كل هؤلاء بأن نخلدهم في ذاكرتنا ما أمكن ونعترف بفضلهم علينا؟.
كما ينبغي علينا أن لا ننسى فضل الرجال والنساء من غير ابناء وبنات شعبنا الذين ساهموا بشكل مؤثر ومهم في إرساء القواعد المتينة لدوليتنا سواء أكانوا من رجال السياسة والاقتصاد أو الأدب والعلم .هناك مئات من الناس لولا الله ثم مساهمتهم لما كانت دولتنا في المكانة التي هي عليها الآن . ولا يفوتني أن أذكركم أيها الإخوة والأخوات بالآلاف المؤلفة من العمال غير السعوديين الذي جئنا بهم من أطراف الأرض لإنشاء كل ما نراه حولنا من طرق وجسور ومبان مختلفة والتي ستبنى لولاهم.
إن إنكار الفضل ضرب من ضروب اللؤم وحاشا أن نكون كذلك.
حبذا لو أننا قمنا بمشروع لتسجيل أسماء كل هؤلاء الأفراد الذين ساهموا في بناء بلدنا من السعوديين وغير السعوديين كما فعل الفرنسيون ثم يمكن لنا تسمية شوارع وميادين بأسمائهم بجانب أسماء أفراد كبار الشخصيات كما هو الحال الآن وكذلك وضع لافتات صغيرة على المباني التي سكنها أحد هؤلاء الناس يمكن أيضا تسمية أحد الموانئ الرئيسية أو المطارات باسم الآلاف المؤلفة من العاملين من مختلف أنحاء الأرض الذين بنوا بلدنا عرفانا منا بفضلهم علينا.
إن الاعتراف بالحق فضيلة.
جريدة المدينة الأحد 7 ذو القعدة 1425هـ
تعليق