تمكن حزب الله في لبنان من إنتاج صواريخ مضادة للطائرات تعمل وفق نفس الطريقة التي تعمل بها صواريخ سام 6 الروسية الصنع.وذلك بعدما نجح في صناعة طائرات استطلاع أطلق عليها(مرصاد) لافتاً إلى إن الطائرات (مرصاد) صنعت محليا وإن العقل المدبر لصناعة هذه الطائرات مهندس فلسطيني ينتمي إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس)أ.هـ جريدة المدينة عدد 15186 السبت 8 شوال1425هـ هذا الخبر المبشر بالخير يحفزنا إلى التساؤل والسؤال المنطقي التالي : لماذا لا تتبنى الدول العربية هذه القدرة العقلية المبتكرة؟ وتترجم المخترعات الفلسطينية إلى أسلحة حية نجابه بها الأسلحة الصهيونية الفتاكة؟

وهذا السؤال المنطقي يقودنا إلىمناق5شة موقف الدول العربية من اىلعقول الذكية المخترعة في شتى المجالات .إن الملاحظ هو هجرة العقول المخترعة والمفكرة أبضا من أوطانها الأصلية وتوجهها إلى بلاد الغرب عامة وأمريكا خاصة حيث تجد القبول وتبنى بحوثها ودراساتها وترجمة تلك البحوث إلى أجهزة ذات تقنية عالية.وأقتصر على مثال واحد فقط هو العالم المصري(أحمد زويل) حيث بهر العالم بأختراعة الفيزيائي العظيم. فلماذا ترحب تلك الدول بتلك العقول ونتركها نحن؟.

إن أجهزة الاستخبارات العالمية تتسابق على تلك العقول الجبارة وتسخيرها لخدمة صناعة الأسلحة في الدرجة الأولى في تلك الدول ولو كشفت سجلات الحرب الباردة لظهرت جهود الدول في هذا المجال لكنها قوانين المصلحة العليا للدول تمنع ذلك.لماذا اغتيل أبو جهاد الفلسطيني في تونس ؟ لماذا دمر المفاعل النووي العراقي ؟ لماذا اليوم تحارب إيران ومتهمة بامتلاك أسلحة نووية؟ لماذا حرام على المسلمين امتلاك أسلحة نووية في حين تمتلك بعض تلك الأسلحة؟ هل سنبقى أمة مستوردة حتى لما نحفظ به كرامتنا؟ وإلى متى نبقى عالة على الدول الخارجية في مقومات حياتنا وحفظ دمائنا وأعراضنا وأرضنا؟ وما هي فائدة أنشاء الكليات والجامعات والمعاهد ومراكز البحوث العلمية في الدول العربية ؟أين الفائدة من أطروحات الدكتوراه التي أمضى أصحابها سنين عديدة في البحث ؟أليست تلك الأطروحات حبيسة الإدراج والأرفف في الجامعات والمنازل.

من العجب أن يوضع رجل متمكن في علم من العلوم في غير موقعه المناسب . ولكن هذا هو الحاصل في الأغلب إن لم يكن جميع بلداننا العربية .المدارس والكليات والجامعات في جميع الدول العربية مكتظة ومليئة بالقدرات العقلية . وهناك عقول عربية مهاجرة فلماذا لا نستثمر هذه القدرات الخلاقة؟!

استطاعت كوريا الشمالية أن تجبر أمريكا على احترامها , لماذا لأنها تمتلك سلاحاً نووياً تستطيع به الدفاع عن أرضها ومصالحها واستقلالها. اليابان وهي لا تملك سلاحا نووياً اضطرت أمريكا على معاملتها باحترام, والأجهزة اليابانية اكتسحت أسواق العالم وتلك الأجهزة هي مخترعات لعلماء يابانيين ؟ فلماذا جميع شعوب العالم تبتكر وتخترع وتصمم ونحن في العالم العربي نغط في سبات وتخلف وخوف.؟

أليس القضاء على تلك العقول الذكية عن طريق إهمالها يعتبر جريمة في حق الوطن؟ وهل سيغفر التاريخ تلك الجريمة؟ نحن في عصر العلم والاختراعات ولا مكان لنا إلا بدخول عصر العلم بكل قوة وثقة ومزاحمة القدرات الخلاقة في جميع أنحاء العالم على الصدارة في هذا الميدان الحيوي المصيري . إن أي مؤسسة اجتماعية تتجاهل هذا المفهوم ولا تبادر إلى تبنى وتشجيع تلك العقول الذكية تحكم على نفسها بالفناء والهامشية- وسيأتي يوم تندم فيه الدول المتخلفة عن عصر العلم والاختراعات . ولعل بلادنا المملكة العربية السعودية قد وضعت قدمها على الطريق الصحيح في ميدان العلم والاختراع بإنشاء مركز الموهوبين والموهوبات وأرجو أن نرى أنتاج تلك العقول الناشئة الذكية قريبا أن شاء الله