يا طلعةً طلع الِحــــــمامُ عليــــــــها
…….........................وجنى لها ثمر الردى بيديـــــــها
رويت من دمها الثرى ولطالمـــــــا
…………....................ر وى الهوى شفتي من شفتيــها
قد بات سيفي في مجال وشاحها
…..…..….………….....…ومدامعي تجري على خديـــــــــها
فوحق نعليها وما وطئ الحــــصى
………...…….……….....شيءٌاعزُ علي مــــن نعلـيـــــــــــها
ماكـان قتليها لأني لم أكـــن
……... ...…...…………... ابكي إذا سقط الغبار عليــــــــها
لكن ضننت على العيون بحسنها
………..…...…….………. وأنفت من نظر الحسودِ عليــها
هذه القصيده للشاعر أبو محمد عبد السلام بن رغبان الحمصي ولد في سنة 161هـ في حمص الملقب بديك الجن .
ولهذه القصيده وغيرها الكثير في الرثاء مأساه حلت بديك الجن وقصه تمتد خيوطها إلى غرامه الفاجع يوم احب فتاه نصرانيه غايةً في الجمال كما ذُكر , وتدعى ( ورد الناعمه) وخلبت لبه وأصبحت شغله الشاغل في سره ونجواه ودعاها إلى الإسلام فلبت نداءه وأسلمت على يده لعلمها برغبته فيــها فتزوجها وفي ذلك يقول :
انظر إلى شمس القصور وبدرها
…..……………......… وإلى خُـزاماهــا وبهجــة زهرهـا
لم تبك عينُك ابيضاً في اســـــودٍ
……….................جمع الجمال كوجهها في شعرها
وظل الحبيبان يتساقيان كؤوس الهوى والصفاء تحت ظلال روضهما الزوجي النضر وكان ديك الجن قد أعسر واختلت حاله فاحتاج إلى شيء من الدراهم عوناً على عوادي الأيام وصروفها فرحل إلى سلميه قاصداً أحمد بن علي الهاشمي ,و أقام عنده مده طويله . ثم إن ابن عمه أبا الطيب ابغضه بعد مودته له وإشفاقه عليه بسبب هجائه له وحمله بغضه على أن أذاع على ((ورد بنت الناعمه )) أنها تهوى غلاماً له وقرر ذلك عند جماعه من أهل بيته وجيرانه وإخوانه وشاع الخبر حتى أتى ديك الجن فكتب إلى احمد بن علي الهاشمي شعراً يستأذنه في الرجوع إلى حمص ويعلمه مابلغه من خبر ورد في قصيده مطلعها :
إن ريب الزمان طال إنـتكاثهُ
.…………………. كم رمتني بحادثٍ احداثه ُ
فأذن له فعاد إلى حمص وفر ابن عمه أبو الطيب وقت قدومه فأرصد له قوماً يعلمونه بموافاته باب حمص فلما وافاه خرج إليـه مستقبلاً ومعنفاً على تمسكـه بهذه المرأه بعدمـا شـا ع ذكرها بالفســاد وأشار عليه بطلاقهـا وأعلمـه أنها قد أحدثت في مغيبه حادثــه لا يجمـل به معهـا المقـام عليهـا ودس الرجل الذي رماها به وقال له : إذا قدم عبد السلام ودخل منزله فقف على بابه وناد باسم ورد فإذ ا قالت من أنت فقل أنا فلان فلما نزل عبد السلام منزله وألقى ثيابه سألها عن الخبر وأغلظ عليها فأجابته جواب من لم يعرف من القصه شيئاً . فبينما هو كذلك إذ قرع الرجل الباب فقالت : من هذا
فقال أنا فلان .
فقال لها عبد السلام ( ( يازانيه , زعمت أنك لا تعرفين من الأمر شيئاً ))
ثم اخترط سيفه فضربها به حتى قتلها
وقال في ذلك :
ليتني لم اكن لعطفك نلت ُ
….…….………………..وإلى ذلـك الوصـال وصلـــتُ
فالذي مني اشتملتِ عليــه
………..………….…….ألعارٍ ماقـد عليـه اشتمـلــتُ
قال ذو الجهل قدحـلُمت ولا اعلمُ أني حلُمـتُ حتى جَهِلــتُ
لائمٌ لي بِـجهلِــهِ ولـماذا
…………...……….......... أنا وحدي أحببت ثُم قتلتُ
سوف آسى طول الحياةِ وأبكيك على ما فعلتِ لا ما فعلـتُ
وقال ايضاً:
قـل لمـن كـان وجـهـهُ كضـياءِ الشمس
………..…………..... في حُسنـــــــــــــــــــــهِ وبــدرٍ منير
كُنت زين الأحياء إذ كنت فيهم
………..…….…………… ثم قـد صرت زين أهــل القبـــــــور
بأبي أنت في الحـيــاةِ وفي المـــوت
…...….....................وتحـت الثرى ويـوم النشــــور
خــنتني في المغــيب والخــون نـكـــــــرٌ
.......….................. وذميمٌ في سالفـــاتِ الدهــــور
فشفاني ســيفي وأسرع في حز التراقي
……….....................قطعـــــــاً وحـز النحــــــــــــــــــــــور
وبلغ السلطان الخبر فطلبه وارسل احمد الهاشمي إلى أمير دمشق يطلبه أن يؤمنه ويتحمل عليه حتى يستوهبو جنايته , فقدم عبد السلام حمص فبلغــه الخبر على حقيقتــه وصحته وعلم أن ذلك مكـيده حاقـده دبرهـا أبن عمــه الخبيث أبو الطيب . فنـدم ندمـاً شديداً ومكـث شهراً لا يستفيق من البكاء ولا يطعم من الطعام إلا ما يقيم رمقه وينشد :
يا طلعةً طلع الِحمامُ عليها
…………………….. وجنى لها ثمر الردى بيديها
وقيل أن ديك الجن بعد قتله زوجته احرقها وجعل من بقايا جثتها كأساً كان يشرب فيه الخمر
وينشد هذه الأبيات :
قبلـتها والـليـل ينفض عنـهُ أسراب النجـــــــــــــــوم
…......................... ومدامعي تجري وكفي فوق خنجري الأثيم
هي وقفةٌ رعناءُ ضـاق بهولهـا حُلــم الحليـــــــــم
…...................... فحملــت شلــو ضحيتي والـنارُ حـمراء الأديـم
وجبلت من تلك الجُذى كأسي ومن تلك الكلوم
………………....وغـداً أُحطمـهـا أمام الله في ظـل الجحيــــــــم
....... فاشرب ودعها فهي مـا مرت على شفتي نديــم
وقد هزت هذه المأساه الكثير في زمنه من العامة والشعراء فصوروها في شعرهم تصويراً يأخذ بمجامع القلوب .
لا يوجـد لديك الجن سوى ديوان واحـد ويعتبر في طليعـة شعراء القرن الثالث الهجري ومن ابرزهم في الرثاء . وأختم بهذه القصيده :
أساكـن حفرةٍ وقرار لحـدِ
…………….. مفارق خـلـةٍ مـن بعـد عهـــــــدِ
أجبني إن قدرت على جوابي
……………. بحق الود كيف ظللت بعــــــتــدي
وأين حـللـت بعـد حـلـول قـلـــبي
……............... وأحشائي وأضلاعي وكبــدي
أمـا والله لـو عاينـت وجـــــدي
….................. إذا استعبرتُ في الظلماءِ وحدي
وجــــد تنفُسي وعلا زفـيري
…...…............ وفاضت عبرتي في صحن خــدي
إذن لعلمـتَ أني عـن قريـــبٍ
…………........ ستحـفر حـفرتي ويُشـقُ لحــدي
ويعذلني السفيـه على بكـائـي
………………. كــأني مبتلىً بالحــب وحــــــدي
يقــول قتلتــها سفـهاً وجـهـــــلاً
…….................. وتبكـيها بُكـاءً ليس يجــــدي
كصياد الطيور له إنتحـابٌ
………..…….. عليــها وهـو يذبحـها بحــــــــــــــدِ
أمضى ديك الجن باقي حياته عاكفاً على شرب الخمر حزيناً على قتله من احـب بجنون وقال فيهـا الكثير من الرثاء حـتى وافته المنيـه في سنة 235 هـ ( 850 م ) ويذكر البعض انه مات في سنة 236 في أيام المتوكل .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تحياتي للجميع ملك الأحزان ,,,,,,,,,,,,
…….........................وجنى لها ثمر الردى بيديـــــــها
رويت من دمها الثرى ولطالمـــــــا
…………....................ر وى الهوى شفتي من شفتيــها
قد بات سيفي في مجال وشاحها
…..…..….………….....…ومدامعي تجري على خديـــــــــها
فوحق نعليها وما وطئ الحــــصى
………...…….……….....شيءٌاعزُ علي مــــن نعلـيـــــــــــها
ماكـان قتليها لأني لم أكـــن
……... ...…...…………... ابكي إذا سقط الغبار عليــــــــها
لكن ضننت على العيون بحسنها
………..…...…….………. وأنفت من نظر الحسودِ عليــها
هذه القصيده للشاعر أبو محمد عبد السلام بن رغبان الحمصي ولد في سنة 161هـ في حمص الملقب بديك الجن .
ولهذه القصيده وغيرها الكثير في الرثاء مأساه حلت بديك الجن وقصه تمتد خيوطها إلى غرامه الفاجع يوم احب فتاه نصرانيه غايةً في الجمال كما ذُكر , وتدعى ( ورد الناعمه) وخلبت لبه وأصبحت شغله الشاغل في سره ونجواه ودعاها إلى الإسلام فلبت نداءه وأسلمت على يده لعلمها برغبته فيــها فتزوجها وفي ذلك يقول :
انظر إلى شمس القصور وبدرها
…..……………......… وإلى خُـزاماهــا وبهجــة زهرهـا
لم تبك عينُك ابيضاً في اســـــودٍ
……….................جمع الجمال كوجهها في شعرها
وظل الحبيبان يتساقيان كؤوس الهوى والصفاء تحت ظلال روضهما الزوجي النضر وكان ديك الجن قد أعسر واختلت حاله فاحتاج إلى شيء من الدراهم عوناً على عوادي الأيام وصروفها فرحل إلى سلميه قاصداً أحمد بن علي الهاشمي ,و أقام عنده مده طويله . ثم إن ابن عمه أبا الطيب ابغضه بعد مودته له وإشفاقه عليه بسبب هجائه له وحمله بغضه على أن أذاع على ((ورد بنت الناعمه )) أنها تهوى غلاماً له وقرر ذلك عند جماعه من أهل بيته وجيرانه وإخوانه وشاع الخبر حتى أتى ديك الجن فكتب إلى احمد بن علي الهاشمي شعراً يستأذنه في الرجوع إلى حمص ويعلمه مابلغه من خبر ورد في قصيده مطلعها :
إن ريب الزمان طال إنـتكاثهُ
.…………………. كم رمتني بحادثٍ احداثه ُ
فأذن له فعاد إلى حمص وفر ابن عمه أبو الطيب وقت قدومه فأرصد له قوماً يعلمونه بموافاته باب حمص فلما وافاه خرج إليـه مستقبلاً ومعنفاً على تمسكـه بهذه المرأه بعدمـا شـا ع ذكرها بالفســاد وأشار عليه بطلاقهـا وأعلمـه أنها قد أحدثت في مغيبه حادثــه لا يجمـل به معهـا المقـام عليهـا ودس الرجل الذي رماها به وقال له : إذا قدم عبد السلام ودخل منزله فقف على بابه وناد باسم ورد فإذ ا قالت من أنت فقل أنا فلان فلما نزل عبد السلام منزله وألقى ثيابه سألها عن الخبر وأغلظ عليها فأجابته جواب من لم يعرف من القصه شيئاً . فبينما هو كذلك إذ قرع الرجل الباب فقالت : من هذا
فقال أنا فلان .
فقال لها عبد السلام ( ( يازانيه , زعمت أنك لا تعرفين من الأمر شيئاً ))
ثم اخترط سيفه فضربها به حتى قتلها
وقال في ذلك :
ليتني لم اكن لعطفك نلت ُ
….…….………………..وإلى ذلـك الوصـال وصلـــتُ
فالذي مني اشتملتِ عليــه
………..………….…….ألعارٍ ماقـد عليـه اشتمـلــتُ
قال ذو الجهل قدحـلُمت ولا اعلمُ أني حلُمـتُ حتى جَهِلــتُ
لائمٌ لي بِـجهلِــهِ ولـماذا
…………...……….......... أنا وحدي أحببت ثُم قتلتُ
سوف آسى طول الحياةِ وأبكيك على ما فعلتِ لا ما فعلـتُ
وقال ايضاً:
قـل لمـن كـان وجـهـهُ كضـياءِ الشمس
………..…………..... في حُسنـــــــــــــــــــــهِ وبــدرٍ منير
كُنت زين الأحياء إذ كنت فيهم
………..…….…………… ثم قـد صرت زين أهــل القبـــــــور
بأبي أنت في الحـيــاةِ وفي المـــوت
…...….....................وتحـت الثرى ويـوم النشــــور
خــنتني في المغــيب والخــون نـكـــــــرٌ
.......….................. وذميمٌ في سالفـــاتِ الدهــــور
فشفاني ســيفي وأسرع في حز التراقي
……….....................قطعـــــــاً وحـز النحــــــــــــــــــــــور
وبلغ السلطان الخبر فطلبه وارسل احمد الهاشمي إلى أمير دمشق يطلبه أن يؤمنه ويتحمل عليه حتى يستوهبو جنايته , فقدم عبد السلام حمص فبلغــه الخبر على حقيقتــه وصحته وعلم أن ذلك مكـيده حاقـده دبرهـا أبن عمــه الخبيث أبو الطيب . فنـدم ندمـاً شديداً ومكـث شهراً لا يستفيق من البكاء ولا يطعم من الطعام إلا ما يقيم رمقه وينشد :
يا طلعةً طلع الِحمامُ عليها
…………………….. وجنى لها ثمر الردى بيديها
وقيل أن ديك الجن بعد قتله زوجته احرقها وجعل من بقايا جثتها كأساً كان يشرب فيه الخمر
وينشد هذه الأبيات :
قبلـتها والـليـل ينفض عنـهُ أسراب النجـــــــــــــــوم
…......................... ومدامعي تجري وكفي فوق خنجري الأثيم
هي وقفةٌ رعناءُ ضـاق بهولهـا حُلــم الحليـــــــــم
…...................... فحملــت شلــو ضحيتي والـنارُ حـمراء الأديـم
وجبلت من تلك الجُذى كأسي ومن تلك الكلوم
………………....وغـداً أُحطمـهـا أمام الله في ظـل الجحيــــــــم
....... فاشرب ودعها فهي مـا مرت على شفتي نديــم
وقد هزت هذه المأساه الكثير في زمنه من العامة والشعراء فصوروها في شعرهم تصويراً يأخذ بمجامع القلوب .
لا يوجـد لديك الجن سوى ديوان واحـد ويعتبر في طليعـة شعراء القرن الثالث الهجري ومن ابرزهم في الرثاء . وأختم بهذه القصيده :
أساكـن حفرةٍ وقرار لحـدِ
…………….. مفارق خـلـةٍ مـن بعـد عهـــــــدِ
أجبني إن قدرت على جوابي
……………. بحق الود كيف ظللت بعــــــتــدي
وأين حـللـت بعـد حـلـول قـلـــبي
……............... وأحشائي وأضلاعي وكبــدي
أمـا والله لـو عاينـت وجـــــدي
….................. إذا استعبرتُ في الظلماءِ وحدي
وجــــد تنفُسي وعلا زفـيري
…...…............ وفاضت عبرتي في صحن خــدي
إذن لعلمـتَ أني عـن قريـــبٍ
…………........ ستحـفر حـفرتي ويُشـقُ لحــدي
ويعذلني السفيـه على بكـائـي
………………. كــأني مبتلىً بالحــب وحــــــدي
يقــول قتلتــها سفـهاً وجـهـــــلاً
…….................. وتبكـيها بُكـاءً ليس يجــــدي
كصياد الطيور له إنتحـابٌ
………..…….. عليــها وهـو يذبحـها بحــــــــــــــدِ
أمضى ديك الجن باقي حياته عاكفاً على شرب الخمر حزيناً على قتله من احـب بجنون وقال فيهـا الكثير من الرثاء حـتى وافته المنيـه في سنة 235 هـ ( 850 م ) ويذكر البعض انه مات في سنة 236 في أيام المتوكل .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تحياتي للجميع ملك الأحزان ,,,,,,,,,,,,
تعليق