مشاهد متتالية؛؛ تحكي عزةً يقف أمامها البيان عاجزا؛؛
ورفعةً تذكرنا بأمجاد أجدادنا الفاتحين..
تتجلى كلها على أرض الفلوجة الأبية
هناك حيث ينتصب من بين الأنقاض جدار صلابةٍ كتبت عليه

" ارفع رأسك أنت من الفلوجة"

فأخفض رأسي لأني لست منها؛؛ ولا أملك إلا قولي:


ارفع الرأس شموخاً وافتخارا = أنت في فلوجة العز منارا
ارفع الرأس ووسده الثريا= سادلاً دون أمانيهم ستارا
كلماتٌ؛ هي لله علاها = نصبت في عالم الصدق فنارا
يا حفيداً ضارياً والجد ضاري = ليث غابٍ أُورث العزم فسارا
يا حفيداً صمت الشعر احتراماً = أعظيم الفعل بالقول يُجارى؟!.
خلياه؛؛ ان للمجد رجالاً = وكذا للعز بالأنبار دارا
سطروا في زمن الذل كتاباً = من دماءٍ مسحت بالنصر عارا
سل بني الأصفر عن أرتالهم = مالها عند الوغى أضحت شرارا
سلهم عن جيشهم مستفحلاً = هز عطفيه جموحاً وافتخارا
أي داءٍ قد عراه فارتمى = دون ما يبغي كليلاً لا يُوارى
هدفاً سهلاً لأجناد الهدى = فاضربوهم، واعزفوا الموت انتصارا
ماشدونا إذ رأيناكم شدوتم = بل سكبنا الدمع نهراً لا يُدارى
حزناً أنا حبسنا دونكم = ولبسنا الخزي؛ واخترنا الصغارا
منكم والله نمتاح الرجا = ونناجي الفجر فيكم والنهارا
وننادي أوما لليل ذيلٌ = قد تمطى وعثى فينا اجترارا
كلما لاح صباحٌ باسمٌ = أسدلوا دون أمانيه دثارا
كلما سرنا خطىً تفضي بنا = للعلا أرجعنا الباغي أسارى
ما شكونا ولمن نشكو وما = ثم غير الله غياث الحيارى
نرفع الكف على دمعٍ همى = وظلام الليل قد أرخى الستارا
ربما يا مستريباً بالدعا = دعوةٌ يكسو بها الله القفارا
لينادي في ثراها مسلمٌ = يا لجند الحق اصلوا البغي نارا