يقول أبو رزق ، يقول جمعان ، يقول جار الله .
هذا هو ما كنا نسمعه في محيطنا عندما كنا أطفالا.
كلمة ( يقول ) التي يبدأ بها الشعراء هنا كان لها أكبر الأثر علينا، ليس لأنها تبدأ بالفعل المضارع كما عرفنا لاحقا، بل لأسباب أخرى كثيرة من بينها القوة التي تعطي للقصيدة من نواحي كثيرة ليس أقلها التوثيق(أي معرفة القائل).
وكلمة (يقول) التي أشرت إلا قوتها عندما يبدأ بها الشاعر يصبح لها صوت خاص وجرس مختلف ونغم فريد إذا كان الذي يقول هو من أولئك الشعراء الذين ذكرتهم، أما إذا كان الذي يقول هو أبو رزق فإن ذلك يصبح شيئا آخر !
يقول أبو رزق يا قصة حميد بن منصور
إذن الذي يقول هو أبو رزق ، بداية ملفتة ، وجملة استهلالية قوية ، تهيئ السامع لما سيأتي لاحقا ، فهناك كلام لا بد وأن نصغي إليه ، يرتفع النغم وتشتد نبرة الكلام فهناك قصة ، ويالها من قصة !
" يا قصة " ، حرف الياء هنا ارتفع بالأهمية لهذه القصة التي ستأتي إلى ارفع ما يكون، فالقصة في ذلك الزمن كان لها معناها، والناس بحاجة إليها حتى ولو كانت قصة شخص عادي ، ويرويها شخص عادي ايضا ، فما بالك إذا كان الرواي من نوع الشاعر أبو رزق والقصة قصة حميد بن منصور ؟!
لنسمع ما هي القصة :
يقول أبو رزق يا قصة حميد بن منصور
يوم التقى "البهلوان" أيام في الجاهلية
إذن حميد بن منصور هذا المسكين التقى ( البهلوان ) وهذه إشارة واضحة إلى أن اللقاء لم يكن سهلا لصاحبنا حميد بن منصور ! فـ ( البهلوان ) لم يكن لقاءه مألوفا في ذلك الزمان ، كما هو في زمننا هذا حيث أصبحنا نجد ( البهلوان ) في كل زاوية !
ومع أن الشاعر هنا لم يهتم بالمكان إلا أنه وضح ان الزمن هو في الجاهلية وهذا يكفي .
وقال له وديّ أعلّمك من ذَبَح أبوك .
أيّ مودة هذه ؟! يريد أن ينكي جراح الرجل ويصحي فيه المواجع ويقول " ودّي" ! وماهو هذا الذي ستوده به ؟ يعلّمه من الذي ذبح والده !
قد يكون حميد بن منصور لا يعرف أن أباه مات قتيلا ، ولم يعلن مكافأة على طريقة " الأمريكان " لمن يخبره عن قاتل أبيه ! ولكن الشاعر هنا يريد أن يشير إلى أنه حتى في ذاك الزمن لا يتركون الناس أحدا في حاله .
يا لكبر الصدمة ، ويالهول المفاجأة ، أنظر إلى حميد بن منصور كيف يسارع على الفور برفض الطلب على طريقة الناس الأبرياء الذين لم يتعلموا بلادة الحوار وتمطيط "السيناريو" على طريقة مسلسلات أمريكا اللاتينية .
وقلت لا عاد تعلمني عنه مات وأقفى.
عين العقل ، فحميد بن منصور يدرك أن أباه مات وانتهى وأن الأخذ بالثأر لن يرده إليه بالإضافة إلى أنه يشك في أن " البهلوان" متأكدا من قاتل أبيه ، ويطلب منه ويتوسل إليه أن يكف عن إذاعة هذا الخبر ورواية هذه القصة .
وأنا( دخيلك) تتوب إن كانت علمّت غيري .
التوسل الذي جاء في " دخيلك "هنا ليس ضعفا ، بل دليلا على حكمة ونضج حميد بن منصور ، بعد أن أمتص الصدمة ، وأستوعب الخبر ، وبدأ يدرك ما خلفه من مغزى ! فعمد إلى تقديم هذا الرجاء لهذا الشخص " البهلوان " طالبا منه أن يتوب إلى الله من مثل هذه الأعمال ، والتي ستؤدي حتما إلى ما لا تحمد عقباه ، فالسعي بين الناس بمثل هذه الأقاويل ليس بالشيء الذي يريده حميد بن منصور حتى ولو كان المقتول هو والده ، خاصة بعد أن توصل إلى النتيجة التي أعلنها في البيت التالي :
الناس يبغون أذبح واحد ما ذبح بي .
لماذا يا ترى ؟
ماعاد يبغون ستر الله مع الناس عتبه !
من تقصد يا أبا رزق ، من هو حميد بن منصورالذي قصدت ، ومن هو البهلوان ، ومن هم الناس الذين لا يريدون الستر ، ومن هم الذين ركبتهم "الجن "؟
أكنت تستشرف أوضاعنا اليوم ؟!
يقول أبو رزق يا قصة حميد بن منصور
يوم التقى " البهلوان " أيام في الجاهلية
وقال له وديّ أعلّمك من ذَبَح ابوك
وقال لا تعلمني عنه مات وأقفى
انا دخيلك تتوب إن كان علمت غيري
الناس يبغوني أذبح واحدٌ مابح بي
ماعاد يبغون ستر الله مع الناس عتبه
هذا هو ما كنا نسمعه في محيطنا عندما كنا أطفالا.
كلمة ( يقول ) التي يبدأ بها الشعراء هنا كان لها أكبر الأثر علينا، ليس لأنها تبدأ بالفعل المضارع كما عرفنا لاحقا، بل لأسباب أخرى كثيرة من بينها القوة التي تعطي للقصيدة من نواحي كثيرة ليس أقلها التوثيق(أي معرفة القائل).
وكلمة (يقول) التي أشرت إلا قوتها عندما يبدأ بها الشاعر يصبح لها صوت خاص وجرس مختلف ونغم فريد إذا كان الذي يقول هو من أولئك الشعراء الذين ذكرتهم، أما إذا كان الذي يقول هو أبو رزق فإن ذلك يصبح شيئا آخر !
يقول أبو رزق يا قصة حميد بن منصور
إذن الذي يقول هو أبو رزق ، بداية ملفتة ، وجملة استهلالية قوية ، تهيئ السامع لما سيأتي لاحقا ، فهناك كلام لا بد وأن نصغي إليه ، يرتفع النغم وتشتد نبرة الكلام فهناك قصة ، ويالها من قصة !
" يا قصة " ، حرف الياء هنا ارتفع بالأهمية لهذه القصة التي ستأتي إلى ارفع ما يكون، فالقصة في ذلك الزمن كان لها معناها، والناس بحاجة إليها حتى ولو كانت قصة شخص عادي ، ويرويها شخص عادي ايضا ، فما بالك إذا كان الرواي من نوع الشاعر أبو رزق والقصة قصة حميد بن منصور ؟!
لنسمع ما هي القصة :
يقول أبو رزق يا قصة حميد بن منصور
يوم التقى "البهلوان" أيام في الجاهلية
إذن حميد بن منصور هذا المسكين التقى ( البهلوان ) وهذه إشارة واضحة إلى أن اللقاء لم يكن سهلا لصاحبنا حميد بن منصور ! فـ ( البهلوان ) لم يكن لقاءه مألوفا في ذلك الزمان ، كما هو في زمننا هذا حيث أصبحنا نجد ( البهلوان ) في كل زاوية !
ومع أن الشاعر هنا لم يهتم بالمكان إلا أنه وضح ان الزمن هو في الجاهلية وهذا يكفي .
وقال له وديّ أعلّمك من ذَبَح أبوك .
أيّ مودة هذه ؟! يريد أن ينكي جراح الرجل ويصحي فيه المواجع ويقول " ودّي" ! وماهو هذا الذي ستوده به ؟ يعلّمه من الذي ذبح والده !
قد يكون حميد بن منصور لا يعرف أن أباه مات قتيلا ، ولم يعلن مكافأة على طريقة " الأمريكان " لمن يخبره عن قاتل أبيه ! ولكن الشاعر هنا يريد أن يشير إلى أنه حتى في ذاك الزمن لا يتركون الناس أحدا في حاله .
يا لكبر الصدمة ، ويالهول المفاجأة ، أنظر إلى حميد بن منصور كيف يسارع على الفور برفض الطلب على طريقة الناس الأبرياء الذين لم يتعلموا بلادة الحوار وتمطيط "السيناريو" على طريقة مسلسلات أمريكا اللاتينية .
وقلت لا عاد تعلمني عنه مات وأقفى.
عين العقل ، فحميد بن منصور يدرك أن أباه مات وانتهى وأن الأخذ بالثأر لن يرده إليه بالإضافة إلى أنه يشك في أن " البهلوان" متأكدا من قاتل أبيه ، ويطلب منه ويتوسل إليه أن يكف عن إذاعة هذا الخبر ورواية هذه القصة .
وأنا( دخيلك) تتوب إن كانت علمّت غيري .
التوسل الذي جاء في " دخيلك "هنا ليس ضعفا ، بل دليلا على حكمة ونضج حميد بن منصور ، بعد أن أمتص الصدمة ، وأستوعب الخبر ، وبدأ يدرك ما خلفه من مغزى ! فعمد إلى تقديم هذا الرجاء لهذا الشخص " البهلوان " طالبا منه أن يتوب إلى الله من مثل هذه الأعمال ، والتي ستؤدي حتما إلى ما لا تحمد عقباه ، فالسعي بين الناس بمثل هذه الأقاويل ليس بالشيء الذي يريده حميد بن منصور حتى ولو كان المقتول هو والده ، خاصة بعد أن توصل إلى النتيجة التي أعلنها في البيت التالي :
الناس يبغون أذبح واحد ما ذبح بي .
لماذا يا ترى ؟
ماعاد يبغون ستر الله مع الناس عتبه !
من تقصد يا أبا رزق ، من هو حميد بن منصورالذي قصدت ، ومن هو البهلوان ، ومن هم الناس الذين لا يريدون الستر ، ومن هم الذين ركبتهم "الجن "؟
أكنت تستشرف أوضاعنا اليوم ؟!
يقول أبو رزق يا قصة حميد بن منصور
يوم التقى " البهلوان " أيام في الجاهلية
وقال له وديّ أعلّمك من ذَبَح ابوك
وقال لا تعلمني عنه مات وأقفى
انا دخيلك تتوب إن كان علمت غيري
الناس يبغوني أذبح واحدٌ مابح بي
ماعاد يبغون ستر الله مع الناس عتبه
تعليق