بسم الله الرحمن الرحيم
لم أعد أًلفت بالاً لشيء , ولم أعد أتسائل ماذا ولماذا , بل لم تعد الكرة الأرضية بأطرافها الغليظة تهمني , فكل ذلك وإن قل أوكثر يمقته شريان قلبي , وترفضه دهاليز عقلي البسيط
ليس لي أمنيةٌ تبقت إلا أن أعيش بأرضٍ حدودها من صبا نجدٍ العليل الى برق أضم اليماني , أرض بها ألف أرضٍ وأرض , ومن حولها سورٌ عتيق الفخامة قاعدة أصلـه حُفـرت من زمن عمالقة السراة , ووافق على متانتها ذو القرنين , وساعد في بناءها كنعان بن نوح , صورٌ كذلك الصـور الذي قال عنه الشـاعر (1)
ياسلام الله على صورٍ بني من فوق قرن ثور
ومثاني الصور يتعلى سماء الدنيا ويطلع فرعه
وعلو الصور وآسى جالة الكرسي بمنزلة
هذا في كبره وفي عرضه مسيرة عام للخيال
(وآمداميكه) يجي المدماك خمسه واربعين قدم
ومصاريعة ترى الخمسين يالله يفتحون الواحد
وآضبابه من حديد الطاعة لاوثّق رصادها
أما رجال تلك الأرض فلقد زادهم الله ميزة , ففي صناديق صدورهم المغلقة بحورٌ من النقاء والصدق , وفي دهاليز عقولهم الواضحة عبير شجرة طيبة ومعدنٍ طيب , وشيمةٍ غالية القيمـة ..
رجالٌ كالذي قال فيهم الشاعر (2)
المحاجي لبندقهم والأبيات للخاطر كنانه
والذي مثلهم يلقى القبايل بوجه عامري
روسهم للشِيم وبيوتهم للكرم ياسارح أضوه
والذي يعتزي منهم وفيهم فيا نجم السعـد
رجالٌ شجعــان سارت بأخبارهم الركبـــــان
كالذي قال فيهم الشاعر (3)
رجال دون الطوارف يجلبون الدم سلف
ويشترون المعابر والعُدد من كل سوق
ولا يغالون فيه الا لحـد الطارفه
رصاصهم بو خمس ماهو مثل بارود الملح
أما بنادقهم فهي كثيراً ماتنطق , وأكثر حروفها إما زفرةً أو أنيناً , أما ألوانها المحجلة فهي خليطٌ من لون الكفن وألوان اللحد المظلم
قال الشـاعر (4)
أهل ذاك الرصاص اللي يصيبه يعيّل مايفيق
بندقٌ يقصف الأعمار والروح يغديها ضحية
في جنوب العدو ماتسمع الا حطيم المُش غله
أما عن ضيافتهم فـ" حدث ولا عجــب , فــ" حاتم أهل طيء قد حل ضيفاً عليهم , ولقد رأى منهم وسمع عنهم ماحاول به أن يلحق بركبهم , فذبح خيله ليُـذكر أسمه مع أولئك القـوم
قومٌ قال عنهم الشاعر (5)
وعن غيرها فاي قلبه أقسى من الحجر
ويكرم لحى الضيفان في قسوة الدهر
بسمنٍ وجلبٍ وصحونٍ كما الـزبر
وحُمـر السواني ما تفادم رقابهــا
وتلك الأرض التي أتمناها مليئةٌ بالحصون العتيده , وعلى رأس حصونها ألوانٌ من الاحجار وكأنها أجنحة الطائر الرقش , وما بين أركان تلك الحصون حجارةٌ غليظة منقوشةٌ في رسم هندسي كأحرف الأنجيــل , وكل حجرٍ منها يذود عن ألف ملكٍ وألف أسير ..
كالتي قال فيها الشــاعر (6)
متفرعٍ جونه عن أرض الله وعلي
كلٍ يقل ياليت لي جنبه مصافي
مثيل خيبر في دروبه والعتيبه
بو زيد مايقدر على مرداش بابه
أما عن الزراعة في تلك الأرض فليس أصدق وصفاً لجناتها الخضراء الا قول الشـــاعر (7)
وتبصر الفلجان فيها سل سبيلين
من فوق ريحانٍ وموز وشيء حناني
تلك الأرض التي أتمنى فيها غزر ماء البئر كمـاء البحر , لاترى من فجوجه الغامضة الا ساحله البسيط ..
أما دلــو الماء وغرب السقاية فــ" بحجم جبل نيس الأجرد .... وإن كان غرب السقاية بحجم نيس فلا بد أن تكون السعيدات ( الثيران _ السواني ) بحجمٍ أكبــر ... بمعنى أن يكون الثور الواحد بحجم شدا , وستحتاج الى ثورين لتكمــل سقاء الحجاز بأكملــه ..
قال الشـــاعر (8)
خذت لي البحر بيرٌ جايره وَ لَها مدو رشان
وشداوين ثيرانٍ ونيس أجعله غربٌ صغيّر
يالله سلم ثوارينٌ تمد المفاصل والرقاب
وإن بغينا نسوق الحُجز ماهمني مسواقهـا
أما البن وما أدراك ماالبن .. فقد مالت به الأغصان , وثماره الخضراء تلاعب نسمات الجبال , فــ" مرةً تترآمى في كنف الضباب , ومرةً تتوارى خجلاً في صومعتها المقدسة تحت قشرتها المتينه ..
قال الشــاعر (9)
ياصالبي ياتغندر مغرسه واديش رُب
حسبه من الله من بعد الجنايه محا زين
في صدر عاش فيا عالفلج وأشرفيات
كظايمه يعلمون أهل الصدر من عدنها
أما يعاسيب النحل فلقد أطرب الوادي صـوت أزيزها , وهي تعلم الى أي شجرةٍ طيبة تتجه بيديها الصغيرتان , فتراهــا تتمايل هنا على رحيــق الاشجــار وتتراقص هناك على وجهــه المــاء ..
وليس أصدق من ذلك الا قول الشــاعر (10)
والا كما جلس نحــاله مصدريه
رعت في مباريدٍ وفيّه مغثريه
سدابٌ وضهيانٌ فروعه مثمريه
يلفي به الأثوال من كل قاريه
أما نساء تلك الأرض فعنوانهن دينٌ وشـرف , ونسبٌ وجمــال ..
نساءٌ يكتحل الليل الأسود من أطراف أهدابهن , وتشع الأقمار السبعة بالضياء من وجناتهن .. نساءٌ لسـن كالنساء
إحداهن كالتي قال فيها الشـــاعر (11)
ابو شفاه كما حرف الجنيه الله مسويه
والخشم قل سيف محلي ملبسينه كل غالي
ابوعيونٍ كما العوام فوق الماء الزلالي
ابو خدودٍ مثيل الورد في ايد البايعينا
وابو ثمانٍ كما البراق في قدم الخيالي
وهرجته لاتكلم راعي العله تداويه
ابو جعودٍ على اللبه كما سُمـر الحبالي
والعنق عنق الظبا في راس مشراف يبديه
والصدر قل لوحٍ عند اللي كتب فيه السوالي
ابو نهود كما التفاح في بستان حاميه
واصابعه تشبه القلمان بأيد الكتاتيب
والوسط قل وسط يعسوبٍ درج بين النحالي
ألــم يئن للأماني أن تتحــقق ؟
-------------------- الهامش ---------------------
1- عيفان الجعيرة 2- عبدالله الزبير 3-ابن عقار 4- بن دغيثر 5-عطيه الزيادي (لحن العزاوي ) 6- المالحي
7- علي بن جماح 8- جريبيع 9- جمعان الشاعر 10 - عطيه الزيادي 11- معتوق الزبيدي المالكي
لم أعد أًلفت بالاً لشيء , ولم أعد أتسائل ماذا ولماذا , بل لم تعد الكرة الأرضية بأطرافها الغليظة تهمني , فكل ذلك وإن قل أوكثر يمقته شريان قلبي , وترفضه دهاليز عقلي البسيط
ليس لي أمنيةٌ تبقت إلا أن أعيش بأرضٍ حدودها من صبا نجدٍ العليل الى برق أضم اليماني , أرض بها ألف أرضٍ وأرض , ومن حولها سورٌ عتيق الفخامة قاعدة أصلـه حُفـرت من زمن عمالقة السراة , ووافق على متانتها ذو القرنين , وساعد في بناءها كنعان بن نوح , صورٌ كذلك الصـور الذي قال عنه الشـاعر (1)
ياسلام الله على صورٍ بني من فوق قرن ثور
ومثاني الصور يتعلى سماء الدنيا ويطلع فرعه
وعلو الصور وآسى جالة الكرسي بمنزلة
هذا في كبره وفي عرضه مسيرة عام للخيال
(وآمداميكه) يجي المدماك خمسه واربعين قدم
ومصاريعة ترى الخمسين يالله يفتحون الواحد
وآضبابه من حديد الطاعة لاوثّق رصادها
أما رجال تلك الأرض فلقد زادهم الله ميزة , ففي صناديق صدورهم المغلقة بحورٌ من النقاء والصدق , وفي دهاليز عقولهم الواضحة عبير شجرة طيبة ومعدنٍ طيب , وشيمةٍ غالية القيمـة ..
رجالٌ كالذي قال فيهم الشاعر (2)
المحاجي لبندقهم والأبيات للخاطر كنانه
والذي مثلهم يلقى القبايل بوجه عامري
روسهم للشِيم وبيوتهم للكرم ياسارح أضوه
والذي يعتزي منهم وفيهم فيا نجم السعـد
رجالٌ شجعــان سارت بأخبارهم الركبـــــان
كالذي قال فيهم الشاعر (3)
رجال دون الطوارف يجلبون الدم سلف
ويشترون المعابر والعُدد من كل سوق
ولا يغالون فيه الا لحـد الطارفه
رصاصهم بو خمس ماهو مثل بارود الملح
أما بنادقهم فهي كثيراً ماتنطق , وأكثر حروفها إما زفرةً أو أنيناً , أما ألوانها المحجلة فهي خليطٌ من لون الكفن وألوان اللحد المظلم
قال الشـاعر (4)
أهل ذاك الرصاص اللي يصيبه يعيّل مايفيق
بندقٌ يقصف الأعمار والروح يغديها ضحية
في جنوب العدو ماتسمع الا حطيم المُش غله
أما عن ضيافتهم فـ" حدث ولا عجــب , فــ" حاتم أهل طيء قد حل ضيفاً عليهم , ولقد رأى منهم وسمع عنهم ماحاول به أن يلحق بركبهم , فذبح خيله ليُـذكر أسمه مع أولئك القـوم
قومٌ قال عنهم الشاعر (5)
وعن غيرها فاي قلبه أقسى من الحجر
ويكرم لحى الضيفان في قسوة الدهر
بسمنٍ وجلبٍ وصحونٍ كما الـزبر
وحُمـر السواني ما تفادم رقابهــا
وتلك الأرض التي أتمناها مليئةٌ بالحصون العتيده , وعلى رأس حصونها ألوانٌ من الاحجار وكأنها أجنحة الطائر الرقش , وما بين أركان تلك الحصون حجارةٌ غليظة منقوشةٌ في رسم هندسي كأحرف الأنجيــل , وكل حجرٍ منها يذود عن ألف ملكٍ وألف أسير ..
كالتي قال فيها الشــاعر (6)
متفرعٍ جونه عن أرض الله وعلي
كلٍ يقل ياليت لي جنبه مصافي
مثيل خيبر في دروبه والعتيبه
بو زيد مايقدر على مرداش بابه
أما عن الزراعة في تلك الأرض فليس أصدق وصفاً لجناتها الخضراء الا قول الشـــاعر (7)
وتبصر الفلجان فيها سل سبيلين
من فوق ريحانٍ وموز وشيء حناني
تلك الأرض التي أتمنى فيها غزر ماء البئر كمـاء البحر , لاترى من فجوجه الغامضة الا ساحله البسيط ..
أما دلــو الماء وغرب السقاية فــ" بحجم جبل نيس الأجرد .... وإن كان غرب السقاية بحجم نيس فلا بد أن تكون السعيدات ( الثيران _ السواني ) بحجمٍ أكبــر ... بمعنى أن يكون الثور الواحد بحجم شدا , وستحتاج الى ثورين لتكمــل سقاء الحجاز بأكملــه ..
قال الشـــاعر (8)
خذت لي البحر بيرٌ جايره وَ لَها مدو رشان
وشداوين ثيرانٍ ونيس أجعله غربٌ صغيّر
يالله سلم ثوارينٌ تمد المفاصل والرقاب
وإن بغينا نسوق الحُجز ماهمني مسواقهـا
أما البن وما أدراك ماالبن .. فقد مالت به الأغصان , وثماره الخضراء تلاعب نسمات الجبال , فــ" مرةً تترآمى في كنف الضباب , ومرةً تتوارى خجلاً في صومعتها المقدسة تحت قشرتها المتينه ..
قال الشــاعر (9)
ياصالبي ياتغندر مغرسه واديش رُب
حسبه من الله من بعد الجنايه محا زين
في صدر عاش فيا عالفلج وأشرفيات
كظايمه يعلمون أهل الصدر من عدنها
أما يعاسيب النحل فلقد أطرب الوادي صـوت أزيزها , وهي تعلم الى أي شجرةٍ طيبة تتجه بيديها الصغيرتان , فتراهــا تتمايل هنا على رحيــق الاشجــار وتتراقص هناك على وجهــه المــاء ..
وليس أصدق من ذلك الا قول الشــاعر (10)
والا كما جلس نحــاله مصدريه
رعت في مباريدٍ وفيّه مغثريه
سدابٌ وضهيانٌ فروعه مثمريه
يلفي به الأثوال من كل قاريه
أما نساء تلك الأرض فعنوانهن دينٌ وشـرف , ونسبٌ وجمــال ..
نساءٌ يكتحل الليل الأسود من أطراف أهدابهن , وتشع الأقمار السبعة بالضياء من وجناتهن .. نساءٌ لسـن كالنساء
إحداهن كالتي قال فيها الشـــاعر (11)
ابو شفاه كما حرف الجنيه الله مسويه
والخشم قل سيف محلي ملبسينه كل غالي
ابوعيونٍ كما العوام فوق الماء الزلالي
ابو خدودٍ مثيل الورد في ايد البايعينا
وابو ثمانٍ كما البراق في قدم الخيالي
وهرجته لاتكلم راعي العله تداويه
ابو جعودٍ على اللبه كما سُمـر الحبالي
والعنق عنق الظبا في راس مشراف يبديه
والصدر قل لوحٍ عند اللي كتب فيه السوالي
ابو نهود كما التفاح في بستان حاميه
واصابعه تشبه القلمان بأيد الكتاتيب
والوسط قل وسط يعسوبٍ درج بين النحالي
ألــم يئن للأماني أن تتحــقق ؟
-------------------- الهامش ---------------------
1- عيفان الجعيرة 2- عبدالله الزبير 3-ابن عقار 4- بن دغيثر 5-عطيه الزيادي (لحن العزاوي ) 6- المالحي
7- علي بن جماح 8- جريبيع 9- جمعان الشاعر 10 - عطيه الزيادي 11- معتوق الزبيدي المالكي
تعليق