Unconfigured Ad Widget

تقليص

لفت انتباهي ماكتبه جريح الصمت حول تاريخنا وما كتبته حديث الزمان خيبة أمل

تقليص
X
  •  
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أبو أحمد
    عضو مميز
    • Sep 2002
    • 1770

    لفت انتباهي ماكتبه جريح الصمت حول تاريخنا وما كتبته حديث الزمان خيبة أمل

    الاخوه أعضاء منتدى الديره أحييكم بتحية الاسلام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
    الحقيقه بعد اطلاعي لبعض المواضيع التي كتبت في المنتدى لفت انتباهي ما كتبه جريح الصمت حول تاريخنا وما دار حول الموضوع من نقاش وكذلك موضوع الاخت حديث الزمان بعنوان خيبة أمل وما دار حوله من نقاش هممت أن أُدخل وأدلو بدلوي ولكن ترددت لمعرفتي بنفسي أني لن أجد مايثري الموضوعين وعندما أنا أتصفح في أحد المنتديات وجدت مقالاً يشمل الموضوعين وما بذله الكاتب من مجهود في بحث الادله والشواهد فأحببت أن أنقله اليكم للاستفادة وأسأل الله أن يثيب كاتب الموضوع خير الثواب وان يرشدنا قول الحق



    ضريبة ترك الجهاد
    ويحكم !!! .. أما لكم في التاريخ عِبرة !!!؟؟؟ ..

    قراءة تاريخية لما حصل للإسلام والمسلمين منذ البعثة حتى الآن ..

    الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على قائد المجاهدين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على هداه إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا ، وبعد :

    مرت الأمة الإسلامية بفترات حاسمة .. حوربت ثم انتصرت .. ذُلّت ثم شمخت .. أهينت ثم عزّت .. وفي الآونة الأخيرة جمعت ما بين الذل والهوان .. وزادت على ذلك خنوعا وانكسارا وصغارا !! .. وكأننا لم نعي بعد بأن في تاريخنا الإسلامي دروسا وأمثلة سطرتها بالدماء .. وروتها بنبرات حزنٍ وفرح .. فنعتبر منها ونحاول تفادي ما وقع فيه أسلافنا !!

    بُعث خاتم الأنبياء والمرسلين .. فدعا قومه إلى الإسلام .. فما آمن معه إلا قليل .. وعانت هذه الأقلية صنوفا من الاضطهاد والعذاب .. ولم يملك رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يرفع عنهم ذلك !! .. يمر ببطحاء قريش .. فيرى بلالا وقد طرح على الرمضاء وعلى صدره صخرة وهو يهتف " أحدٌ أحد " .. فتذرف دموعه ويدعو له .. وما كان بيده غير ذلك !! .. يمر على آل ياسر وهم يعذبون بشتى أنواع العذاب .. فتذرف دموعه ويقول لهم مواسيا " صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة " !! .. يؤخذ بأبي هو وأمي ومن معه إلى إحدى الشعاب .. وتفرض عليهم المحاصرة الاقتصادية والاجتماعية عدة سنين .. حتى رفع الله عنهم تلك الغمة !! .. يودع أصحابه الفارين بدينهم إلى الحبشة .. ويتمنى لو أن له مكانا يلجأ إليه هو ومن معه .. فيأتي أمر الله تعالى بالهجرة إلى يثرب .. فهاجر ومن معه من المسلمين إلى هناك .. فروا بدينهم .. لكنهم ما زالوا خائفين .. يترقبون عدوهم أعداء هذا الدين .. إلى أن أتى أمر الله من فوق سبع سماوات .. (( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ )) .. وأتت شريعة الجهاد في سبيل الله وفرضت .. فنهضوا جميعا إلى أسلحتهم .. وبادروا المشركين بالقتال .. فنصرهم الله يوم بدر .. وكانت أولى الغزوات والمعارك الإسلامية .. وتوالت بعدها الغزوات إلى أن فتح المسلمون مكة .. وكانت فتح الفتوح .. أعز الله بها الإسلام .. وأذل بها الشرك وأهله .. فدخل في الإسلام من العرب بعد هذا الفتح من دخل .. ومن أبى واستكبر كان السيف مآله .. حتى دخلت جزيرة العرب كلها في دين الله ..

    ثم اتجهت الأنظار إلى بلاد كسرى وقيصر .. فبعثوا السرايا والجيوش .. وانتصر الإسلام في القادسية واليرموك .. وفتحوا بلاد فارس والروم .. وضموها إلى بلاد الإسلام .. هكذا كان الحال في عهد الخلفاء الراشدين من بعد وفاة قائد المجاهدين .. جهاد لا قعود .. واستمر الحال على ذلك في العصر الأموي .. ففتحوا بلاد السند والهند .. وبلغوا الصين شرقا .. والمغرب العربي والأندلس غربا .. ثم انهارت هذه الدولة وبزغ شمس بنو العباس .. فلم يقعدوا .. ولم ينكسوا راية الجهاد .. ولم يعطلوا هذه الشريعة الربانية .. فواصلوا القتال .. وفتح الأصقاع والبلاد .. ونشر دين الله في كل مكان .. إلى أن أتت الطامة الكبرى ..!!!

    أصيبت الأمة في أواخر العهد العباسي بانتكاسة لم يرى مثلها قط !! .. فتركوا الجهاد .. واهتموا بالعلوم .. ورضوا بالزرع .. وبدأوا يتسابقون في جمع الأموال وبناء القصور .. وانتشرت الفواحش والرذائل .. فتشتت الدولة الإسلامية وانقسمت .. وظهرت الدويلات .. وبانت الطوائف والمذاهب الهدامة .. فسلط الله عليهم ذلا لم يمروا بمثله قط !! .. حيث جمعت أوروبا جيوشها .. وأعلنت حربها الصليبية ضد المسلمين .. وكان وراء ذلك البابا " أوربان الثاني " الذي دعا أهل الصليب لاسترجاع بيت المقدس من أيد المسلمين .. ووالله إنه لم يكن ليجرؤ على ذلك لولا ما شاهده من المسلمين .. فأُرسلت الجحافل والجيوش الصليبية .. وحاصروا مدينة أنطاكية .. فهب سلطان الموصل وصاحب دمشق لنصرة المسلمين هناك .. والتقوا مع الفرنجة واقتتلوا .. فهزمهم الفرنج وقتلوا منهم خلقا كثيرا .. وأخذوا منهم أموالا جزيلة .. فبعث الملك المسلم " بركيارق " إلى أمراء بغداد بالتجهز لقتال أبناء الصليب .. فخرج الجيش إلى ظاهر البلد ثم رجعوا خائفين .. تعلوهم الذلة والصغار .. وذلك أنه بلغهم أن تعداد جيش النصارى يفوق المليون مقاتل !! .. فبدأ زحف الصليبيين من تركيا إلى بيت المقدس .. يقتلون ويسبون وينهبون ما يواجههم .. حتى استولوا على المدن الساحلية المؤدية إلى بيت المقدس .. وفي ضحى يوم الجمعة سنة ثنتين وتسعين وأربعمائة (492هـ) أخذ النصارى بيت المقدس .. وقتلوا في وسطه أكثر من ستين ألفا من المسلمين .. لم يفرقوا بين رجل وامرأة .. وكهلا وطفلا !! .. ولولا الإعياء والتعب الذي أصاب جيش النصارى لقتلوا أكثر من ذلك بكثير !!

    (( لو عددنا عدد من استشهدوا في الفتوحات والمعارك الإسلامية منذ غزوة بدر حتى ذلك الوقت لما وصل نصف عدد الذين قتلوا في بيت المقدس وحده !! .. هذا إذا ما استثنينا من ماتوا في طاعون عمواس )) .. ما حصل للمسلمين ما هو إلا مصداق لقوله صلى الله عليه وسلم : " إذا تبايعتم بالعينة ، ‏وأخذتم ‏ ‏أذناب البقر ، ‏ ‏ورضيتم بالزرع ، وتركتم الجهاد ، سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم " .. أي : حتى ترجعوا إلى الجهاد في سبيل الله ..

    ذل ما بعده ذل .. هكذا استمر حال المسلمين أكثر من قرن !! .. إلى أن قيض الله سبحانه وتعالى لهذه الأمة من يرفع راية الجهاد مرة أخرى .. وهو الملك المجاهد عماد الدين زنكي .. والذي قام بتوحيد جزء كبير من الشام .. وأعلن الجهاد ضد الصليبيين .. وأخذ يسدد ضرباته عليهم .. رحمه الله تعالى .. ثم أتى من بعده ابنه نور الدين .. الذي ضم مصر إلى دولته .. واستمر بالجهاد ضد الصليبيين .. ففتح المعاقل والحصون الصليبية .. وقتل منهم عددا كبيرا كما حصل في وقعة " حارم " .. حيث قتل منهم أكثر من عشرة آلاف .. وقيل عشرين ألفا من الصليبيين .. وأسر منهم البرنس " بيمند " صاحب انطاكية .. و" القومص " صاحب طرابلس .. و" الدوك " صاحب الروم و" ابن جوسليق " .. وكان ذلك نصرا كبيرا للمسلمين .. ثم أتى أمر الله .. وتوفي المجاهد نور الدين قبل ذهابه إلى بيت المقدس لتحريرها .. رحمه الله تعالى .. فقام من بعده الملك الناصر والمجاهد صلاح الدين الأيوبي .. ففتحا القلاع والحصون الصليبية .. واتجها إلى ثالث الحرمين الشريفين ليفتحاها .. وينتزعا أمرها من أيد عباد الصليب .. فكانت وقعة " حطين " سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة (583هـ) .. حيث اتجه جيش المسلمين إلى قرية حطين .. وكان عدد المقاتلة اثني عشر ألفا غير المتطوعة .. وقد قال صلى الله عليه وسلم : " لا يُغلب اثني عشر ألف من قلة " .. فلما سمع عباد الصليب ذلك .. اجتمعوا في عدد يقدر بثلاث وستين ألفا .. وحملوا معهم صليب " الصلبوت " .. وهو الذي يزعمون أنه صلب عليه المسيح .. وقد غلفوه بالذهب واللآلئ والجواهر النفيسة .. وكانوا لا يخرجونه إلا في الحروب المصيرية .. ولم يخرجوه قط إلا وانتصروا .. فتقاتلوا قتالا عنيفا .. وكانت العاقبة للمتقين ..

    فقـُتل من الصليبيين ثلاثون ألفا .. وأسر ثلاثون ألفا من شجعانهم وفرسانهم .. وكان من جملة الأسرى جميع ملوكهم .. واستلب السلطان المسلم صليبهم .. ثم اتجهوا إلى بيت المقدس .. وحاصروها محاصرة السوار بالمعصم .. فطلب صاحب القدس الأمان .. فلم يعطى ذلك .. فذهب بنفسه إلى السلطان وترقق له .. وذل ذلا عظيما لأن يعطى الأمان .. فأعطاه السلطان ذلك على أن يفدوا أنفسهم بالمال .. فكان ذلك ..

    هذا ما كان من أمر المسلمين في الشام ومصر .. عندما صدقوا الله ما عاهدوا عليه .. ورفعوا السيوف عاليا .. وهتفوا بالله أكبر .. وصاحوا يا خيل الله اركبي .. ذهب ما كان بهم من خوف وهلع .. وبرق نور الإسلام من جديد وسطع .. وزال الذل عن عباد الحميد .. بسبب رجوعهم للجهاد في سبيل المجيد .. ولينصرن الله من ينصره ..

    أما في بلاد العراق وتركستان وخوارزم .. فقد كان حالهم كحال إخوانهم في الشام ومصر قبل الحروب الصليبية .. فقد اهتموا بالعلوم .. ونكسوا راية الجهاد .. وأحبوا الدنيا وكرهوا الممات .. وأخلدوا إلى الأرض وقعدوا مع القاعدين .. فسلط الله عليهم ذلا لم يسمع بمثله قط منذ خلق آدم عليه السلام !! .. حيث جمع التتار جيوشهم .. ولملموا رماحهم وشحذوا سيوفهم .. وانطلقوا باسم الوثن .. لاجتثاث المسلمين في كل وطن .. وكان ذلك بسبب ملك خوارزم " خوارزم شاه " .. الذي قتل تجار جنكيزخان لما علم بما معهم من أموال كثيرة .. فتقدم جنكيزخان ومن خلفه التتر .. وحاصر بخارى وبها عشرون ألف مقاتل .. حاصرها ثلاثة أيام حتى طلب أهلها الأمان فأمنهم .. وأحسن السيرة فيهم مكرا وخديعة .. لامتناع إحدى القلاع وتحصنها .. ففتحها قسرا في عشرة أيام .. وقتل من كان بها .. ثم رجع إلى أهل بخارى .. فجمع الأموال ثم أحل لجنوده قتل من فيها .. فقتلوا من أهلها خلقا لا يعلمهم إلا الله .. وأسر الذرية والنساء .. وفعلوا فيهن الفاحشة بحضرة أهليهن !!.. ثم ألقت التتار النار في دور بخارى ومساجدها وجوامعها ومدارسها .. حتى جعلوها قاعا صفصفا .. ثم اتجه جنكيزخان إلى سمرقند وبها خمسون ألف مقاتل من الجند .. فجبنوا وخافوا .. فخرج سبعون ألفا من عامة المسلمين .. فقتلتهم التتار في ساعة واحدة !! .. فاستسلم الخمسون ألفا من المقاتلين .. فجردوهم من أسلحتهم .. ومن ثم قام بقتلهم جميعا في نفس ذلك اليوم !! .. ثم استباحوا البلد .. فسبوا ونهبوا ثم دمروا .. بعدها قام جنكيزخان بإرسال السرايا إلى الأقطار الإسلامية .. فقتلوا المسلمين في كل مكان .. وعاثوا في الأرض فسادا .. وتبروا ما علوا تتبيرا .. حتى أنهم قتلوا في يوم واحد سبعمائة ألف مسلم !! .. وقد بلغ الخوف مبلغه عند المسلمين .. حتى أن أحد التتار دخل دربا وبه مائة رجل .. لم يستطع واحد منهم أن يتقدم إليه .. وما زال الوثني يقتلهم واحدا تلو الآخر حتى قتلهم جميعا .. ولم يستطع أحد منهم رفع يده .. فنهب ذلك الدرب وحده !!

    يقول ابن الأثير عن اجتياح التتار لبلاد المسلمين : " هذا فصل يتضمن ذكر الحادثة العظمى والمصيبة الكبرى التي عقمت الليالي والأيام من مثلها ، عمت الخلائق وخصت المسلمين ، فلو قال قائل إن العالم منذ خلق آدم وإلى الآن لم يبتلوا بمثلها لكان صادقا ، فإن التواريخ لم تتضمن ما يقاربها ولا يدانيها ، ومن أعظم ما يذكرون من الحوادث ما فعل بخت نصر ببني إسرائيل من القتل وتخريب بيت المقدس ، وما البيت المقدس بالنسبة إلى ما خرب هؤلاء الملاعين من البلاد التي كل مدينة منها أضعاف البيت المقدس ، وما بنو إسرائيل بالنسبة لما قتلوا ، فإن أهل مدينة واحدة ممن قتلوا أكثر من بني إسرائيل ، ولعل الخلائق لا يرون مثل هذه الحادثة إلى أن ينقرض العالم وتفنى الدنيا إلا يأجوج ومأجوج ، وأما الدجال فإنه يُبقى على من اتبعه ويهلك من خالفه ، وهؤلاء لم يبقوا على أحد ، بل قتلوا الرجال والنساء والأطفال ، وشقوا بطون الحوامل وقتلوا الأجنة " .. ويضيف في موضع آخر : " ولقد جرى على هؤلاء التتر ما لم يسمع بمثله في قديم الزمان وحديثه : طائفة تخرج من حدود الصين لا تنقضي عليهم سنة حتى يصل بعضهم إلى حدود بلاد أرمينية من هذه الناحية ويجاوزون العراق من ناحية همذان وتالله لا أشك أن من يجيء بعدنا إذا بَعَد العهد ويرى هذه الحادثة مسطورة ينكرها ويستبعدها " اهـ .. وأنا أقول .. لم تبق مدينة إلا وسويت بالأرض .. ولم يبق جامعا أو مدرسة أو مسجدا إلا وأحرق ودمر عن بكرة أبيه .. وهذه ضريبة ترك الجهاد .. والاهتمام بما سواه !!

    وفي بغداد عاصمة الرشيد .. عيّن الخليفة العباسي " المستعصم بالله " وزيرا رافضيا يقال له " ابن العلقمي " .. فكان أخبث وأخس بطانة .. كما هم بطانة حكامنا هذا اليوم !! .. فقلص هذا الرافضي عدد جيش المسلمين في بغداد من مائة ألف أو أكثر إلى عشرة آلاف !! .. وكاتب " هولاكو " قائد التتار بعد وفاة جنكيزخان ليدخل بغداد .. فأحاطت التتار دار الخلافة سنة ست وخمسين وستمائة (656هـ) .. وأرشقوها بالنبال من كل جانب حتى أصيبت جارية كانت تلعب وترقص بين يدي الخليفة وتضحكه !! .. فانزعج الخليفة من ذلك فزعا عظيما .. وأحضر السهم فإذا عليه مكتوب .. (( إذا أراد الله إنفاذ قضائه وقدره ، أذهب من ذوي العقول عقولهم )) !! .. فخرج الخليفة في سبعمائة راكب من القضاة والفقهاء والصوفية ورؤوس الأمراء وأعيان الدولة لمهادنة هولاكو .. فلم يدخل إليه سوى سبعة عشر والخليفة ثامنهم .. والبقية الباقية قتلوا جميعا .. فأذل هولاكو الخليفة ومن معه .. ثم أخلى سبيلهم .. وبعد مدة أحضر هولاكو الخليفة وقتله شر قتلة .. حيث وضع الخليفة في كيس .. أو كما نسميه " خيشة " .. وأمر الجند برفسه وركله .. حتى مات !! .. ثم أمر باستباحة بغداد .. فأحرقوا المساجد والجوامع والمكتبات ودور العلم .. وألقوا بآلاف الكتب في النهر حتى طغى لون الحبر على لون الماء !! .. وقيل أنهم جمعوا العلماء والحكماء والقضاة وغيرهم من أعيان الدولة فبطحوهم أرضا .. وساروا من فوقهم بالجيش حتى ماتوا !! .. أربعون يوما من القتل والنهب والدمار .. قـُتل فيه ما يربو عن ثمانمائة ألف .. وقيل مليونا وثمانمائة ألف .. وقيل مليونان وثمانمائة ألف مسلم ومسلمة !! .. فإنا لله وإنا إليه راجعون .. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ..

    والذي رفع السماء بلا عمد .. لم يكن ذلك ليحصل لو أن أمتنا كانت أمة واحدة .. لم تعطّل ركن ركين من ديننا القويم .. وهو ذروة سنام الإسلام .. الجهاد في سبيل الله !! .. وصدق الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث قال : " يوشك الأمم أن ‏‏ تداعى ‏ ‏عليكم كما ‏‏ تداعى ‏‏ الأكلة ‏ ‏إلى ‏‏ قصعتها . ‏فقال قائل : ومن قلة نحن يومئذ ؟ . قال : بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم ‏ ‏غثاء ‏ ‏كغثاء ‏ ‏السيل ، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن . فقال قائل : يا رسول الله وما الوهن ؟ . قال : حب الدنيا وكراهية الموت " ..

    ثم اجتاح التتار بلاد الشام .. وفعلوا بالمسلمين ما فعلوه في سائر البلاد .. ومن ثم أرادوا المسير إلى مصر لولا أن الله سبحانه وتعالى هيأ لهذه الأمة سيف الدين قطز والظاهر بيبرس .. ومن خلفهما العلماء الربانيين الذين أعلنوا الجهاد في سبيل الله كابن تيمية والعز بن عبد السلام .. فالتقوا مع التتر في معركة " عين جالوت " الحاسمة سنة ثمان وخمسين وستمائة ( 658 هـ ) ..فكسروا التتار كسرة عظيمة .. وقتلوا منهم ما يشفي الصدور .. ثم تبعهم المسلمون في كل مكان وطاردوهم .. وقتلوا منهم جمعا كبيرا .. حتى استعاد المسلمون الشام من أيدي الوثنيين التتار .. وكانت تلك سنة حاسمة في تاريخ الإسلام .. فبعد ذل وصغار وفتك وإهانة .. كان النصر والتمكين والعزة والكرامة .. ولم يأتي ذلك بنصر من الله وقعود من المسلمين .. بل هب المسلمون ووقفوا .. واصطفوا معا في صف واحد .. وأعلن الجهاد مرة أخرى .. وصاح المنادي : (( الجنة تحت ظلال السيوف )) .. ورتل آخر : (( إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )) .. ونصروا الله عز وجل .. فنصرهم ..

    نموذجان مليئان بالعبر .. ولم آت بنماذج أخرى .. فهل نعتبر من ذلك .. أم نكون كالحمار الذي يحمل أسفارا ..؟؟

    " حب الدنيا وكراهية الموت " .. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم .. وترك الجهاد في سبيل الله عز وجل .. سمتان طاغيتان في أمتنا هذا العصر !! .. وكأننا لم نعتبر من تاريخنا .. ولم نفهم منه شيئا .. فعدنا كما كان عليه أسلافنا قبل الحروب الصليبية واجتياح التتر .. ولذلك سلط الله علينا ذلا لن يزول حتى نرجع إلى هذه الفريضة المغيّبة .. وليست الغائبة !!

    اجتاح " اللادينيون " من الشيوعيين أرض أفغانستان .. فهبت الأمة لنصرة إخواننا هناك .. وأعلن الجهاد .. فتم دحر الدب الروسي .. وطرده شر طرده .. فحمدنا الله على ذلك .. ثم جلسنا .. وعطلنا هذه الفريضة من جديد .. فهب الدب المجروح مرة أخرى .. واجتاح البوسنة والهرسك .. وداغستان والشيشان وغيرها .. فسفك الدماء .. وشرد الملايين .. وقتل الرجال .. وهتك أعراض النساء .. ويتّم الأطفال .. ودمر البلاد .. فلم نحرك ساكنا .. وكأن القضية لا تعنينا !! .. ويحكم يا مليار مسلم !! .. الإسلام يُنحر ونحن قعود !! .. الإسلام يباد ونحن في كرة القدم لاهون !! .. المسلمون يذبحون ونحن نقول الجهاد فرض كفاية !! .. تبا .. فقد ذقنا الذل بما فيه كفاية !!!

    هؤلاء الهندوس عبدة البقر .. يسومون المسلمين سوء العذاب .. يقتلون فيهم قتلا .. ويحرقون مساجدهم حرقا .. ولعل ما فعلوه في مسجد " بابل " لم يمح بعد من ذاكرتنا !! .. بل أنهم قاموا بعقد الصفقات مع أم الخبائث إسرائيل .. وعقدوا الاتفاقات .. وتعاونوا على الإثم والعدوان وتبادل المعلومات !!.. كل ذلك لوأد الإسلام في بلاد الهند التي فتحها المسلمون !! .. والبعض يقول بأن هذا شأن داخلي لا ناقة لنا فيها ولا جمل !! .. بل المصيبة أن البعض يقوم بجلب هذه العمالة السيخية !! .. ولم يقتصر أذى عباد البقر على المسلمين في الهند فحسب .. بل امتد أذاهم إلى المسلمين في كشمير .. فقتلوا وشردوا .. وعذبوا واغتصبوا !! .. وهناك من المسلمين من يقول بأن القضية قضية هندية باكستانية .. وهناك من يقلل من قدرهم ويقول " ومن هم الكشميريون " !! .. ألا شاهت الوجوه !!!

    قتلة الأنبياء .. وأحفاد القردة والخنازير .. يسرحون ويمرحون في أقصانا الجريح .. يهتكون عرضاً ودما يستبيح .. ونحن من جلسة إلى مؤتمر .. ما بين قمة عربية واجتماع للأمم !!.. نباح ونعيق .. يتلوه ثغاء ونهيق !! ..والشعب المسلم يقطر دما !!.. تصيح المرأة والطفل الصغير " واااإسلاااماااه " .. ونحن ننشد " الحلم العربي " !!

    رب وامعتصماه انطلقت *** ملء أفواه الصبايا اليُتـّمِ

    لامست أسماعهم لكنها *** لم تلامس نخوة المعتصم !!

    يقتل شارون ويسفك الدماء .. يُشرد آلافا ويدمر البناء .. ونحن نضع رؤوسنا تحت التراب .. لا نستطيع حراكا من الذل والصغار !!.. يفجر المسلم نفسه بين اليهود .. فيهتف هاتف " بيننا عهود " !!.. ويلوح آخر بالتنديد والتحذير .. ويفتي البعض بأنه في نار شرها مستطير !!.. خسئت وخبت يا عالم السوء !!!


    هذه بعض الأمثلة .. ولم أذكر لكم ما حصل للإسلام والمسلمين في اندونيسيا ، واريتريا ، والصومال ، والسودان ، وسيراليون ، والفلبين ، وبورما ، وطاشكند ، واذربيجان و....القائمة تطول !!! .. فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .. وحسبي الله ونعم الوكيل !!

    أنّى اتجهت إلى الإسلام في بلد *** تجده كالطير مذبوحا ومقتولا !!


    - حسبك يا تاريخ هذا .. فقد أَسمَعَت كلماتك من به صمم !!!


    منقول عن الكاتب / صقر غامد
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو أحمد; الساعة 19-12-2003, 09:18 PM.
  • محمد بن صالح
    عضو مشارك
    • Jan 2002
    • 298

    #2
    الاستاذ القدير / ابو احمد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أولا اشكرك على قراءة الموضوع واشكرك على نشر مقال الاستاذ / صقر غامد وفقه الله
    ومع الرغم من الصراعات التي كانت في الدولتين الاموية والعباسية إلا إن هناك الكثير من الكتاب والمؤلفين الذي سخروا وقتهم وطاقتهم في التأليف
    فل ننظر الى ابن كثير في تأليفه لكتاب البداية والنهاية فهو خير شاهد على أن شباب الامة في ذلك الزمن انقسموا الى اقسام فمنهم من تفرغ للدعوة ونشر الدين ومنهم من ناظر وحارب المذاهب الظالة والمبتدعة ومنهم من باع نفسه لله بالجهاد في سبيل الله ومنهم من تفرغ للكتابة والبحث وطلب العلم في الامصار


    تحياتي لك اخي ابو احمد

    تعليق

    • أبو أحمد
      عضو مميز
      • Sep 2002
      • 1770

      #3
      الاخ جريح الصمت اشكرك على مرورك وما ذكرت في تعليقك على الموضوع هو صحيح ولكن أين شبابنا الان وكتـّابنا من هؤلاء اشكرك مرة ثانيه وارجوا أن تعذرني على تأخري في الرد عليك ولك مني كل تقدير وفق الله الجميع لما مايحبه ويرضاه

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
      أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif, webp

      ماهو اسم المنتدى؟ (الجواب هو الديرة)

      يعمل...