جأني صوته عبر الهاتف متهدهجــا تكاد تخنقه العبرات ، سلم
فاستعجلت أســأله
بشــر ياأبا مالك
فقال قولة مشهورة كأني أسمعها أول مرة في حياتي :
لله ما أعطى ولله ما أخذ ياعم
لم يكن ذلك منطق أب ينعي إبنه البكر الذي لم يتجاوز عمره الشهرين وبضعة من أيام
لكن ذلك المنطق كان في ضوء الصبر والسلوان الذي يربط به الخالق جل في علاه فؤاد من أبتلى من عباده فيعصمهم بالصبر والسلوان ويربط على قلوبهم ولايجمع لهم بين عسرين فينزل عليهم رحمته.
انتقلنا من ليليتنا من الطائف إلى جده حيث ستواجهنا الأحزان في ذروتها مع أبوين كانا يحسبان كل دقيقة من تباشير بداية الحمل بكثير من الأحلام والتخيلات والأمال بمقدم إبنهما الأول وباكورة إنتاجهما ابتداء بالاسم والملابس وطريقة التربية وجنس المولود وكثير من أحلام زوجين في مقتبل العمــر ينتظران مقدم الطفل الأول حتى أنهما ترك أثراً جارفاً في كل من يحيط بهما حنى غدوا وكأنهم لم يروا في حياتهم طفل قــط
وجاء مالك
وكان فرحة الدار وسراجها وقلبها الخفاق، امتلك مالك النفوس وسكن القلوب وتنقل بين داري جـَدِّيه لأمه وأبيه
وفجأة وبدون مقدمات مرض مالك وفي خلال أسبوع واحد تردت صحته بشكل مخيف وعجز الأطباء عن معرفة الداء رغم كل أنواع الفحوص والتحاليل والتصوير والوسائل المتطورة والباهضة الثمن وقبل يوم وفاته بيومين تعـرف الأطباء على فيروس دموي يكسر صفائح الدم ولا علاج له إلا بتغيير دمه باستمرار مساعدة له على مقاومة الفيروس فقط
وعند الساعة الثالثة من عصر يوم الخميس 23 /6 /1424 أســلم مالك الروح وانتقل إلى جوار ربه محفوفا برحمته وعنايته – إن شــاء الله - وحزننا عليه وفي صباح الجمعة أحضر إلى المنزل لوداعه الوداع الأخير الذي لا لقاء بعده في هذه الدنيا ثم إلى مقبرة الفيصلية حيث ووري جثمانه ثراها لينضم إلى قائمة من الأعزاء الذين سبقوه هناك أســأل الله لهم واسع الرحمة والغفران وأن يرحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه .
لست بشاعر ولكنه فيض المشاعر فكانت هذه القصيدة
ادري يا موت ما تختار لكن حكم الله مضــى
وأنا راضي بحـكم الله وآمنت بالأمر المقـــدر
هـو عطـانا وهو ياخـذ عطـاياه لحـظة مايريد
مانت يامالك أغلى من حبيبي رسول الله محمد
ولا انته أغلى علينا مالصديقين أبو بكر وعمـر
أنت غــالي .. نعـم غــالي ولكــن ما باليد حيله
لو يكـن تـُفتـَدَى بالمال يا مـالك افديك بحياتي
سـاع جـاك المقدر خيم الحزن والدمع انهمــر
وضاقت الأرض واظلم نورها والألم والهم زاد
من يفارق حبيب ويا تصبر عسى ربي يعينه
ويعـوضه في الدنــيا وفي الأخــره يلقاه نور
كـل ما يكتب الرحمن نرضاه ماعـنّه مصاف
ساعة الموت يعجـز كـل مخـلوق عن ردانها
الله يجعلك يا مـالك شفيعا لنا يوم القـيامه
نصحبك في جنان الخلد تحت الظلال الوارفه
فاستعجلت أســأله
بشــر ياأبا مالك
فقال قولة مشهورة كأني أسمعها أول مرة في حياتي :
لله ما أعطى ولله ما أخذ ياعم
لم يكن ذلك منطق أب ينعي إبنه البكر الذي لم يتجاوز عمره الشهرين وبضعة من أيام
لكن ذلك المنطق كان في ضوء الصبر والسلوان الذي يربط به الخالق جل في علاه فؤاد من أبتلى من عباده فيعصمهم بالصبر والسلوان ويربط على قلوبهم ولايجمع لهم بين عسرين فينزل عليهم رحمته.
انتقلنا من ليليتنا من الطائف إلى جده حيث ستواجهنا الأحزان في ذروتها مع أبوين كانا يحسبان كل دقيقة من تباشير بداية الحمل بكثير من الأحلام والتخيلات والأمال بمقدم إبنهما الأول وباكورة إنتاجهما ابتداء بالاسم والملابس وطريقة التربية وجنس المولود وكثير من أحلام زوجين في مقتبل العمــر ينتظران مقدم الطفل الأول حتى أنهما ترك أثراً جارفاً في كل من يحيط بهما حنى غدوا وكأنهم لم يروا في حياتهم طفل قــط
وجاء مالك
وكان فرحة الدار وسراجها وقلبها الخفاق، امتلك مالك النفوس وسكن القلوب وتنقل بين داري جـَدِّيه لأمه وأبيه
وفجأة وبدون مقدمات مرض مالك وفي خلال أسبوع واحد تردت صحته بشكل مخيف وعجز الأطباء عن معرفة الداء رغم كل أنواع الفحوص والتحاليل والتصوير والوسائل المتطورة والباهضة الثمن وقبل يوم وفاته بيومين تعـرف الأطباء على فيروس دموي يكسر صفائح الدم ولا علاج له إلا بتغيير دمه باستمرار مساعدة له على مقاومة الفيروس فقط
وعند الساعة الثالثة من عصر يوم الخميس 23 /6 /1424 أســلم مالك الروح وانتقل إلى جوار ربه محفوفا برحمته وعنايته – إن شــاء الله - وحزننا عليه وفي صباح الجمعة أحضر إلى المنزل لوداعه الوداع الأخير الذي لا لقاء بعده في هذه الدنيا ثم إلى مقبرة الفيصلية حيث ووري جثمانه ثراها لينضم إلى قائمة من الأعزاء الذين سبقوه هناك أســأل الله لهم واسع الرحمة والغفران وأن يرحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه .
لست بشاعر ولكنه فيض المشاعر فكانت هذه القصيدة
ادري يا موت ما تختار لكن حكم الله مضــى
وأنا راضي بحـكم الله وآمنت بالأمر المقـــدر
هـو عطـانا وهو ياخـذ عطـاياه لحـظة مايريد
مانت يامالك أغلى من حبيبي رسول الله محمد
ولا انته أغلى علينا مالصديقين أبو بكر وعمـر
أنت غــالي .. نعـم غــالي ولكــن ما باليد حيله
لو يكـن تـُفتـَدَى بالمال يا مـالك افديك بحياتي
سـاع جـاك المقدر خيم الحزن والدمع انهمــر
وضاقت الأرض واظلم نورها والألم والهم زاد
من يفارق حبيب ويا تصبر عسى ربي يعينه
ويعـوضه في الدنــيا وفي الأخــره يلقاه نور
كـل ما يكتب الرحمن نرضاه ماعـنّه مصاف
ساعة الموت يعجـز كـل مخـلوق عن ردانها
الله يجعلك يا مـالك شفيعا لنا يوم القـيامه
نصحبك في جنان الخلد تحت الظلال الوارفه
تعليق