من نثر ادبا المهجر..................
كل ما في الطبيعة ثمين وجميل وشريف ولكن أثمنه وأشرفة على الاطلاق هو الانسان ، لقد تواضع الناس على أثمان للأشياء التي يحتاجون إليها في حياتهم وهذه الأثمان ترتفع وتنخفض بالنسبة لكثرة الشئء وقلتة والحاجة إليه ويندر ان تقع على شيء لاقيمة له البته في نظر الناس أما العامل الذي لايحتاج الى عمله معمل من المعامل التي تنتج الاشياء فقيمتة لاشيء.
لست انكر ان للمعادن والحجارة الكريمة قيمة ولكني انكر على الناس أن يجعلوا قيمة كل مافي الارض من ذهب وفضة وياقوت وألماس فوق قيمة إنسان واحد وإن يكون ذلك الانسان شيخاً على حافة القبر أومعتوهاً في بيت المجانين أو مقعداً لايفارق الفراش . إني أنكر على الناس أن يجعلوا العمل أثمن من العامل والحاجة أغلى من المحتاج اليها .
لعل أفظع ما يتحمله الانسان من الانسان هو الذل، فالذل أبشع وجهاً من الكبرياء وأمر مذاقاً من الفقر وأثقل وطأة من المرض واقسى ناباً من الموت ولعل أفظع الناس الذين يعتزون بمذلة الغير فلا يسرهم شيء مثلما يسرهم ان يعفر الناس لديهم جباههم وأ، يزحفوا إليهم على الاكف والركب وان يحرقوا لهم البخور صباح مساء.........
لعل أنبل الناس الذين لا يذلون إنساناً لأنهم يعلمون أن رفعة تنهض على أكتاف الذل لمذلةاحط الناس من الذل......
ميخائيل نعيمة