بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الامتحانات موسم يتكرر كل فصل دراسيّ, يجني خلاله الطلاب والطالبات ثمرة غرسهم وحصاده, وهي وسيلة قديمة قدم الإنسان لتقويم المستوى ومعرفة مدى الاستيعاب, قال تعالى: (( وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما )) قال الأمام ابن كثير, أي واذكر يا محمد لهؤلاء ابتلاء الله لإبراهيم , أي اختباره له بما كلفه به من الأوامر والنواهي, فأتمهن أي قام بهن كلهن, فجازاه الله بأن جعله للناس قدوة وإماما يقتدى به ويحتذى حذوه.
فامتحانات الدنيا تحتاج منّا إلى وقفات صادقة نستخلص منها الفوائد والعبر ونتذكر امتحانات الآخرة التي غفل عنها أكثر الناس لا سيّما أن هناك بونا شاسعا بين هذا وذاك!!
امتحان الدنيا في جزء من كتاب, وضرب من ضروب العلم ,أما امتحان الآخرة فنتيجته في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها , قد حوى الأقوال , وأحصى الأفعال, وأحاط بالحركات والسكنات , وألم بالخطرات والهنّات والزلاّت!
امتحان الدنيا اسئله محدودة في بعض مفردات الكتاب , فلا يمكن للمعلم أن يسأل الطالب عن كل دقيق وجليل من محتويات المنهج وربما تدركه ألشفقه فيختار له من أسهل الأسئلة وأيسرها, ولعلّه يراجع مع الطالب الاجابه قبيل الامتحان بأيام مساعدة له وتيسيرا عليه.
أما امتحان الآخرة فالأسئلة حاويه لأطراف الحياة شاملة لدقائق العمر..عن الأفعال.. عن الأقوال..عن الأموال..عن النيّات.. عن المعتقدات.. عن الأوقات.. عن الأمانات.. عن كل صغير وكبير وحقير وعظيم!
امتحان الدنيا في جو مهيأ, ومكان معد, فالكراسي مريحة والأنوار ساطعة, والمكيفات باردة, والأمن والأمان يبسطان رداءيهما على المكان.
أما امتحان الآخرة ففي جو رهيب, وموقف عصيب, ومكان عجيب..أهوال عظيمة, وكربات جسيمة, وأحوال مفجعة, ومناظر مدهشة, ترتعد منها الفرائص, وتقشعّر منها الجلود, وتنخلع لهولها القلوب, وتشيب منها مفارق الولدان, قال تعالى: (( يوما يجعل الولدان شيبا)) القلوب واجفة, والأبصار خاشعة, والأعناق خاضعة, والأمم جاثية على الركب تخشى العطب, لما ترى وتسمع من مهلكات وخطوب, فالميزان منصوب, والصراط مضروب, والشهود تشهد, والجوارح تفضح, والصحائف تنشر!.
امتحان الدنيا إن طال زمانه وامتد أوانه فهو سويعات قليلة..
أما امتحان الآخرة فهو في ((يوم كان مقداره خمسين ألف سنة)).
المراقب في الدنيا مخلوق مثلك, محدود القدرات, ومعدود الأمكانات, ينسى ويغفل, ويسهو ويتنازل, وليس بالأمكان أن يحيط بقاعة الامتحان.
أما الرقيب على امتحان الآخرة فهو الذي لا يضل ولا ينسى, قد أحاط بكل شئ علما, لا تخفى عليه خافية, ولا يعزب عنه مثقال ذرة, ولا يغيب عن بصره شئ من الأشياء في الأرض ولا في السماء.
امتحان الدنيا مهيأ للغش والاستعانة بالآخرين والاستفادة من جوارحك وأركانك..
أما امتحان الآخرة.. فالكل شاهد عليك بالخير أو بالشر.. الأرض التي تقلك والسماء التي تظلك.. وجوارحك التي عملت من أجلها وملائكة الرحمن التي غفلت عنها!
النجاح في امتحان الدنيا مؤدّاه أن يرتقي العبد في مراتبها ويعتلي درجاتها.
أما نجاح الآخرة فهو الزحزحة عن النار, والدخول إلى الجنة, فضلا من الله ومنة! حيث لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. قال صلى الله عليه وسلم: (( والله ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه هذه- وأشار بالسبابة- في اليّم, فلينظر بم ترجع؟)).
الإخفاق في امتحان الدنيا هيّن سهل, فهو خسارة لدرجة أو مرحلة أو مرتبة من دنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة..
أما الرسوب في امتحان الآخرة, فخسارة الأبد, وحسرة السرمد, وألم لا ينفذ, وندم لا ينقطع, وعذاب لا ينتهي, وعقاب لا ينقضي.
في امتحان الدنيا تبقى هناك فرصة أخرى للتعويض وكرة ثانية للإعادة..
أما امتحان الآخرة فلا فرصة ثانية ولا كرة آتية.
فهي ذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.. وكما قيل لو أن الدنيا درّ يفنى والآخرة فخّار يبقى لكان من الحماقة أن تؤثر الدرّ الفاني على الفخّار الباقي!.. فكيف إذا كانت الدنيا فخّار يفنى والآخرة درّ يبقى!!.
نسأل الله أن يجعلنا من الفالحين الناجحين في الدنيا والفائزين الناجحين في الآخرة انه سميع مجيب......................أمين
فأيّهما أحق بالأستنفار؟؟؟
أخوكم/احمد البشيري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الامتحانات موسم يتكرر كل فصل دراسيّ, يجني خلاله الطلاب والطالبات ثمرة غرسهم وحصاده, وهي وسيلة قديمة قدم الإنسان لتقويم المستوى ومعرفة مدى الاستيعاب, قال تعالى: (( وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما )) قال الأمام ابن كثير, أي واذكر يا محمد لهؤلاء ابتلاء الله لإبراهيم , أي اختباره له بما كلفه به من الأوامر والنواهي, فأتمهن أي قام بهن كلهن, فجازاه الله بأن جعله للناس قدوة وإماما يقتدى به ويحتذى حذوه.
فامتحانات الدنيا تحتاج منّا إلى وقفات صادقة نستخلص منها الفوائد والعبر ونتذكر امتحانات الآخرة التي غفل عنها أكثر الناس لا سيّما أن هناك بونا شاسعا بين هذا وذاك!!
امتحان الدنيا في جزء من كتاب, وضرب من ضروب العلم ,أما امتحان الآخرة فنتيجته في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها , قد حوى الأقوال , وأحصى الأفعال, وأحاط بالحركات والسكنات , وألم بالخطرات والهنّات والزلاّت!
امتحان الدنيا اسئله محدودة في بعض مفردات الكتاب , فلا يمكن للمعلم أن يسأل الطالب عن كل دقيق وجليل من محتويات المنهج وربما تدركه ألشفقه فيختار له من أسهل الأسئلة وأيسرها, ولعلّه يراجع مع الطالب الاجابه قبيل الامتحان بأيام مساعدة له وتيسيرا عليه.
أما امتحان الآخرة فالأسئلة حاويه لأطراف الحياة شاملة لدقائق العمر..عن الأفعال.. عن الأقوال..عن الأموال..عن النيّات.. عن المعتقدات.. عن الأوقات.. عن الأمانات.. عن كل صغير وكبير وحقير وعظيم!
امتحان الدنيا في جو مهيأ, ومكان معد, فالكراسي مريحة والأنوار ساطعة, والمكيفات باردة, والأمن والأمان يبسطان رداءيهما على المكان.
أما امتحان الآخرة ففي جو رهيب, وموقف عصيب, ومكان عجيب..أهوال عظيمة, وكربات جسيمة, وأحوال مفجعة, ومناظر مدهشة, ترتعد منها الفرائص, وتقشعّر منها الجلود, وتنخلع لهولها القلوب, وتشيب منها مفارق الولدان, قال تعالى: (( يوما يجعل الولدان شيبا)) القلوب واجفة, والأبصار خاشعة, والأعناق خاضعة, والأمم جاثية على الركب تخشى العطب, لما ترى وتسمع من مهلكات وخطوب, فالميزان منصوب, والصراط مضروب, والشهود تشهد, والجوارح تفضح, والصحائف تنشر!.
امتحان الدنيا إن طال زمانه وامتد أوانه فهو سويعات قليلة..
أما امتحان الآخرة فهو في ((يوم كان مقداره خمسين ألف سنة)).
المراقب في الدنيا مخلوق مثلك, محدود القدرات, ومعدود الأمكانات, ينسى ويغفل, ويسهو ويتنازل, وليس بالأمكان أن يحيط بقاعة الامتحان.
أما الرقيب على امتحان الآخرة فهو الذي لا يضل ولا ينسى, قد أحاط بكل شئ علما, لا تخفى عليه خافية, ولا يعزب عنه مثقال ذرة, ولا يغيب عن بصره شئ من الأشياء في الأرض ولا في السماء.
امتحان الدنيا مهيأ للغش والاستعانة بالآخرين والاستفادة من جوارحك وأركانك..
أما امتحان الآخرة.. فالكل شاهد عليك بالخير أو بالشر.. الأرض التي تقلك والسماء التي تظلك.. وجوارحك التي عملت من أجلها وملائكة الرحمن التي غفلت عنها!
النجاح في امتحان الدنيا مؤدّاه أن يرتقي العبد في مراتبها ويعتلي درجاتها.
أما نجاح الآخرة فهو الزحزحة عن النار, والدخول إلى الجنة, فضلا من الله ومنة! حيث لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. قال صلى الله عليه وسلم: (( والله ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم إصبعه هذه- وأشار بالسبابة- في اليّم, فلينظر بم ترجع؟)).
الإخفاق في امتحان الدنيا هيّن سهل, فهو خسارة لدرجة أو مرحلة أو مرتبة من دنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة..
أما الرسوب في امتحان الآخرة, فخسارة الأبد, وحسرة السرمد, وألم لا ينفذ, وندم لا ينقطع, وعذاب لا ينتهي, وعقاب لا ينقضي.
في امتحان الدنيا تبقى هناك فرصة أخرى للتعويض وكرة ثانية للإعادة..
أما امتحان الآخرة فلا فرصة ثانية ولا كرة آتية.
فهي ذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.. وكما قيل لو أن الدنيا درّ يفنى والآخرة فخّار يبقى لكان من الحماقة أن تؤثر الدرّ الفاني على الفخّار الباقي!.. فكيف إذا كانت الدنيا فخّار يفنى والآخرة درّ يبقى!!.
نسأل الله أن يجعلنا من الفالحين الناجحين في الدنيا والفائزين الناجحين في الآخرة انه سميع مجيب......................أمين
فأيّهما أحق بالأستنفار؟؟؟
أخوكم/احمد البشيري
تعليق