Unconfigured Ad Widget

تقليص

اعتقالات موريتانيا .. الحرب على من؟

تقليص
X
  •  
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • علي الدوسي
    عضو مميز
    • Jun 2002
    • 1078

    اعتقالات موريتانيا .. الحرب على من؟

    - ظاهرة الحجاب الإسلامي أثارت مخاوف لدى جهات داخل السلطة من سيطرة الإسلاميين وتجذرهم في المجتمع.
    - النظام على يقين بأن الإسلاميين سيظلون معارضين لسياساته ما دام يقيم علاقات مع الكيان الصهيوني، وعليه فإنه ينظر إليهم على أنهم قوة احتياطية للمعارضة.

    تقوم السلطات الموريتانية منذ أسابيع بحملة اعتقالات واسعة، شملت أهم رموز التيار الإسلامي بمدارسه المختلفة (الإخوان, السلفيون, التبليغ)، وقد صاحبت هذه الاعتقالات حملة إعلامية مكثفة عبر وسائل إعلام الدولة، وتدَّعي الحكومة أنها تسعى من وراء هذه الاعتقالات إلى مكافحة الإرهاب, خصوصاً بعد حدوث تفجيرات الرياض والدار البيضاء, إلا أن المتتبع لتصريحات المسؤولين -والحملة الإعلامية والإجراءات الإدارية التي قامت بها السلطات- يدرك الأهداف الحقيقية لهذه الحملة، حيث يسعى النظام الموريتاني إلى محاربة الإسلام السياسي تحت غطاء محاربة الإرهاب .
    فلقد ضاقت السلطات الموريتانية ذرعاً بتوظيف الإسلاميين للمساجد، فأرادت القيام بإجراءات تنظيمية بهدف وضع اليد على المساجد؛ لمنع الحديث فيها عن المنكرات السياسية كحرمة العلاقات مع الكيان الصهيوني، والفساد الإداري والأخلاقي الذي تعج به المؤسسة الحكومية في البلاد .
    وقد قاوم الإسلاميون سياسة تكميم أفوه الدعاة والمصلحين، وقد ظاهرهم في ذلك شيوخ العلم في البلد وجماهير المصلين, مما شكَّل حرجاً كبيراً للسلطات، فاضطر وزير الثقافة والتوجيه الإسلامي إلى القول: إنه سيحوَّل أي مسجد لا يمتثل أوامره إلى مخبزة، كذلك فإن انتشار ظاهرة الحجاب الإسلامي قد أثارت مخاوف لدى جهات داخل السلطة من سيطرة الإسلاميين على الشارع وتجذرهم في المجتمع، مما حدا بالوزير الأول إلى مهاجمة الحجاب باعتباره زياً مخالفاً للزي الوطني .
    وفي سياق الصراع السياسي بين النظام وحملة المنهج الإسلامي توالت الإجراءات الإدارية بحل مؤسسات العمل الخيري والجمعيات الثقافية، وحظر (جريدة الراية) ذات التوجُّه الإسلامي، واعتقال أساتذة المعاهد الشرعية (المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية – معهد العلوم العربية والإسلامية التابع لجامعة آل سعود) .
    ويدرك المتتبع لمسار الأحداث في موريتانيا أنه لا علاقة بين ما تدعيه السلطات الموريتانية من مكافحة الإرهاب، وما تقوم به من تجفيف لمنابع الفكرة الإسلامية والذي تمثل في الآتي:
    1- تدجين المساجد
    2- الهجوم على مظاهر التدين (العمامة, الزي الشرعي للمرأة ...)
    3- إغلاق مؤسسات العمل الخيري والثقافي والإعلامي ذات الطابع الإسلامي
    4- مضايقة المعاهد الشرعية .
    وعليه فإن الأهداف الحقيقية التي يسعى النظام لتحقيقها هي :

    1 – أهداف خارجية
    حيث يرمي النظام من وراء هذه الحملة المفتعلة إلى التقرب أكثر للحلف الأمريكي الصهيوني، وذلك لتحقيق مكسبين :
    أ- إقناع الولايات المتحدة الأمريكية بوجود إرهابيين في موريتانيا -البلد الذي انحدرت منه إحدى الشخصيات المهمة في تنظيم القاعدة ( محفوظ ولد الوالد : أبو حفص الموريتاني)، وانحدر منه كذلك (محمد ولد صلاحي)، الذي سلمته السلطات الموريتانية منذ أكثر من سنة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لتضعه هذه الأخيرة رهن الاعتقال في ( جوانتانامو), ومعلوم أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تدرج اسم موريتانيا بين الدول المستفيدة من المساعدات المالية المخصصة لمكافحة الإرهاب. فهل ستقنع الإجراءات الأخيرة أمريكا أم لا ؟ .
    ب- يعول النظام الموريتاني كثيراً على تزوير الانتخابات الرئاسية التي يفصله عنها خمسة أشهر فقط، وبهذه الإجراءات القمعية ضد الإسلاميين وضد التوجه الإسلامي بشكل عام، فإنه يخطب ود الولايات المتحدة الأمريكية؛ عساها تعترف بالنتائج مهما كانت وتمنحه الشرعية الدولية، خصوصاً بعد اهتزاز علاقاته مع فرنسا .

    2– أهداف داخلية :
    أما الأهداف الداخلية فأهمها صراع الأجنحة داخل الاستخبارات وداخل المؤسسة الحكومية، حيث يشعر أصحاب المعتقدات الأيديولوجية غير الإسلامية (الشيوعيون والقوميون) بالضيق والحرج من اكتساح الإسلاميين للساحة، وتغلغلهم في مراكز حساسة في الدولة, فكان لابد من الوشاية بينهم وبين النظام وإلصاق تهمة (الإرهاب) بهم؛ لزحزحتهم من مواقعهم وتجريدهم من وسائل عملهم الدعوية والثقافية والإعلامية والخيرية, كذلك فإن النظام على يقين بأن الإسلاميين سيظلون معارضين لسياساته وتوجهاته ما دام يقيم علاقات مع الكيان الصهيوني، وعليه فإنه ينظر إليهم على أنهم قوة احتياطية للمعارضة، ولذلك فإن أي إضرار بهم هو إضرار وإضعاف لقوة المعارضة السياسية له بشكل عام .
    [glint][grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم[/grade][/glint]
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif, webp

ماهو اسم المنتدى؟ (الجواب هو الديرة)

يعمل...