بسم الله الرحمن الرحيم
يسأل الأستاذ العزيز أبو عادل الأزدي عن ندرة بل قلّة ذكر العيون في شعر أهل الجنوب وأقول :
العيون هي أول ماتقع عليه العين عندما يتقابل الناس ، ولها لغتها الخاصة التي تعتبر أبلغ من لغة الكلام كماهو معروف :
يكلّمها طرفي فتؤمي بطرفها ... يخبّر عما في الضمير من الوجد
فإن نظر الواشون صدت وأعرضت ... وإن غفلوا قالت : ألست على العهد
وقد تتعطل لغة الكلام وتبقى لغة العيون قائمة بالإتصال بأوضح وأقوى مايكون :
وتعطّلت لغة الكلام ، فخاطبتني في الهواء عيناك .
وقديما لم نكن ننظرفي الشخص الذي نقابله إلاّ إلى الوجه ومركزه العيون. ولم يكن أهتمامنا شكليا كما هو عليه الحال اليوم .
في شعر العرضة ينعدم ذكر العيون لإن المقام لايناسب ، فتقتصر قصائد الشعراء على المدح والفخر ووالهجاء المغلف الذي لايحتاج إلى ذكر العيون إلا نادرا .
يقول الهريري :
مضى هذال خلف الصف وأشر
بنظرة كنّها لمع المعشّر
وهو هنا وإن استعمل النظرة إلا أن غرضه التهكم والسخرية فلا يلمع نظره إلا القط ، وخاصة من خلف الصفوف.
أما في قصائد طرق الجبل والزمل المجالسي فإننا نجد الشعراء يوظفون "العين" ولغتها بما يناسب مقامها .
يقول أحدهم :
كِنّ الجواهر على خده وحجب "عيونه "
والكِنّ هنا هو المسكن والمأوى وليس كما يعتقد البعض تشبيها ، فالجواهر ساكنة ومستظلة في خده وحجب عينيه .
ويقول آخر :
أموت في " نظرة" المحبوب واهداب "عينه " .
قد يموت من النظر وقد تكون الأهداب (الرموش) الغزيرة هي المتسببة في موته .
وقد يكون النظر جارحا ولكن ليس إلى درجة القتل ، فقد نشرت أنا في هذا المنتدى قصيدة من ضمنها :
الكون من رمش " عينه" والدواء في هروجه .
ويبقى الكون سهلا ،خاصة إذا كان له دواء من حاسة أخرى من حواس المحبوب ، إلا أن مجرد لحظ بعضهم يكون مؤثرا بعض الأحيان بدرجة كبيرة :
كل السيوف قواطعٌ إن جردت ...مابال "لحظك" قاطع في غمده .
والنظر هو وسيلة الإتصال الأبلغ والأقوى ، وخاصة في مسألة الهيام والعشق فحتى لو خفق القلب عند السماع قبل النظر أحيانا :
ياناس أذني لبعض الحيّ عاشقة .. والأذن تعشق قبل " العين " [ أحيانا ] .
إلا أن العين تبقى هي "العاشق " الرئيس .
يقول الشريف الرضي :
هامت بك العين لم تتبع سواك هوى ... من علم العين أن القلب يهواك .
وإذا كان أبلغ ماقيل في شعر الغزل هو بيت جرير المشهور :
إن العيون التي في طرفها حورٌ.
فإن عمر بن أبي ربيعة عصره ( إبن جبران ) قد صرعته عيون بنت صين الصين التي شبهها "بالعوّام" الشديد السواد المتواجد دائما في كظائم الماء الشديدة الصفاء .
وعـينـهـا العـوام والا عـيـن دابـــي.
لم يسبقه أحد في هذا التشبيه البليغ الذي أستعمل فيه العوّام بما يرسمه من حركات سريعة في صفاء ماء الغدير أو الكظامة العذب الذي لاتزيده حركة العوام فيه إلا سحرا وجمالا بحيث يتركز نظر العيون إلى ذلك العوام ويتابع حركته كمتابعة المحب لعيون فاتنته التي تتحرك بَرّدة عينها السوداء داخل بياضها الناصع .
وفي قصائد اللعب يميل شعراء الجنوب إلى الغزل الذي يأتي فيه ذكر العيون ولكن بكثير من التحفظ والأدب . ويوجد من بين أعضاء المنتدى من الشعراء ومتذوقي الشعر الجنوبي كثير والحمد لله ونرجو منهم أن يكملوا مابدأته هنا ويجيبوا نداء عزيزنا ابو عادل الأزدي .
يسأل الأستاذ العزيز أبو عادل الأزدي عن ندرة بل قلّة ذكر العيون في شعر أهل الجنوب وأقول :
العيون هي أول ماتقع عليه العين عندما يتقابل الناس ، ولها لغتها الخاصة التي تعتبر أبلغ من لغة الكلام كماهو معروف :
يكلّمها طرفي فتؤمي بطرفها ... يخبّر عما في الضمير من الوجد
فإن نظر الواشون صدت وأعرضت ... وإن غفلوا قالت : ألست على العهد
وقد تتعطل لغة الكلام وتبقى لغة العيون قائمة بالإتصال بأوضح وأقوى مايكون :
وتعطّلت لغة الكلام ، فخاطبتني في الهواء عيناك .
وقديما لم نكن ننظرفي الشخص الذي نقابله إلاّ إلى الوجه ومركزه العيون. ولم يكن أهتمامنا شكليا كما هو عليه الحال اليوم .
في شعر العرضة ينعدم ذكر العيون لإن المقام لايناسب ، فتقتصر قصائد الشعراء على المدح والفخر ووالهجاء المغلف الذي لايحتاج إلى ذكر العيون إلا نادرا .
يقول الهريري :
مضى هذال خلف الصف وأشر
بنظرة كنّها لمع المعشّر
وهو هنا وإن استعمل النظرة إلا أن غرضه التهكم والسخرية فلا يلمع نظره إلا القط ، وخاصة من خلف الصفوف.
أما في قصائد طرق الجبل والزمل المجالسي فإننا نجد الشعراء يوظفون "العين" ولغتها بما يناسب مقامها .
يقول أحدهم :
كِنّ الجواهر على خده وحجب "عيونه "
والكِنّ هنا هو المسكن والمأوى وليس كما يعتقد البعض تشبيها ، فالجواهر ساكنة ومستظلة في خده وحجب عينيه .
ويقول آخر :
أموت في " نظرة" المحبوب واهداب "عينه " .
قد يموت من النظر وقد تكون الأهداب (الرموش) الغزيرة هي المتسببة في موته .
وقد يكون النظر جارحا ولكن ليس إلى درجة القتل ، فقد نشرت أنا في هذا المنتدى قصيدة من ضمنها :
الكون من رمش " عينه" والدواء في هروجه .
ويبقى الكون سهلا ،خاصة إذا كان له دواء من حاسة أخرى من حواس المحبوب ، إلا أن مجرد لحظ بعضهم يكون مؤثرا بعض الأحيان بدرجة كبيرة :
كل السيوف قواطعٌ إن جردت ...مابال "لحظك" قاطع في غمده .
والنظر هو وسيلة الإتصال الأبلغ والأقوى ، وخاصة في مسألة الهيام والعشق فحتى لو خفق القلب عند السماع قبل النظر أحيانا :
ياناس أذني لبعض الحيّ عاشقة .. والأذن تعشق قبل " العين " [ أحيانا ] .
إلا أن العين تبقى هي "العاشق " الرئيس .
يقول الشريف الرضي :
هامت بك العين لم تتبع سواك هوى ... من علم العين أن القلب يهواك .
وإذا كان أبلغ ماقيل في شعر الغزل هو بيت جرير المشهور :
إن العيون التي في طرفها حورٌ.
فإن عمر بن أبي ربيعة عصره ( إبن جبران ) قد صرعته عيون بنت صين الصين التي شبهها "بالعوّام" الشديد السواد المتواجد دائما في كظائم الماء الشديدة الصفاء .
وعـينـهـا العـوام والا عـيـن دابـــي.
لم يسبقه أحد في هذا التشبيه البليغ الذي أستعمل فيه العوّام بما يرسمه من حركات سريعة في صفاء ماء الغدير أو الكظامة العذب الذي لاتزيده حركة العوام فيه إلا سحرا وجمالا بحيث يتركز نظر العيون إلى ذلك العوام ويتابع حركته كمتابعة المحب لعيون فاتنته التي تتحرك بَرّدة عينها السوداء داخل بياضها الناصع .
وفي قصائد اللعب يميل شعراء الجنوب إلى الغزل الذي يأتي فيه ذكر العيون ولكن بكثير من التحفظ والأدب . ويوجد من بين أعضاء المنتدى من الشعراء ومتذوقي الشعر الجنوبي كثير والحمد لله ونرجو منهم أن يكملوا مابدأته هنا ويجيبوا نداء عزيزنا ابو عادل الأزدي .
تعليق