Unconfigured Ad Widget

تقليص

أمهات المؤمنين والحكمة من زواج الرسول منهن

تقليص
X
  •  
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • منار الزهراني
    عضوة مميزة
    • Jul 2002
    • 893

    أمهات المؤمنين والحكمة من زواج الرسول منهن

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    (أمهاتنا) أمهات المؤمنين رضي الله عنهن هؤلاء النساء العظيمات ذوات السير العطرة والتاريخ المجيد ، وكما وصفهن الله تعالى ((يا نساء النبي لستن كأحد من النساء))32 الأحزاب نعم لستن كأحد من النساء ولكن ومع الاسف الكثير منا لا يعرف عنهن إلا القليل ، والحديث عن أمهات المؤمنين يحتاج إلى صفحات وصفحات ولكني هنا سأختصر الحديث عنهن وأكتفي بالتعريف بهن والحكمة من زواج النبي صلى الله عليه وسلم منهن .

    وهن كالآتي :

    1 - خديجة بنت خويلد رضي الله عنها

    هي أول أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها قبل البعثة وهو ابن خمس وعشرين سنة ، وهي ثيب أرمله بنت أربعين سنة ، وقد كانت عند أبي هالة بن زرارة أولا ثم خلف عليها بعد أبي هالة عتيق بن عائذ ثم خلف عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم
    وقد أختارها صلوات الله عليه لسداد رأيها ووفرة ذكائها وكان زواجه بها زواجاً حكيما لأنه كان زواج العقل للعقل فمحمد رسول الله قد هيأه الله لحمل الرسالة وتحمل أعباء الدعوة وقد يسر الله تعالى له هذه المرأة التقية النقية العاقلة الذكية لتعينه على المضي في تبليغ الدعوة ونشر الرسالة ، وقصتها معه عند نزول الوحي عليه لأول مرة مشهورة في التاريخ الإسلامي ، وهي أول من آمن به من النساء رضي الله عنها .

    2 - سودة بنت زمعة رضي الله عنها

    تزوجها عليه السلام بعد وفاة خديجة وهي أرملة (السكران بن عمرو الأنصاري) .... والحكمة في اختيارها مع أنها أكبر سناً من رسول الله أنها كانت من المؤمنات المهاجرات ، توفي عنها زوجها بعد الرجوع من هجرة الحبشة الثانية فأصبحت فريدة وحيدة لا معيل لها ولا معين ، ولو عادت إلى أهلها - بعد وفات زوجها - لأكرهوها على الشرك أو عذبوها عذاباً نكرا ليفتنوها عن الإسلام فاختار صلى الله عليه وسلم كفالتها فتزوجها رضي الله عنها.

    3 - عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها

    تزوجها عليه السلام وكانت بكراً وهي الوحيدة بين نسائه الطاهرات ، فلم يتزوج بكراً غيرها وكانت عائشة أذكى أمهات المؤمنين وأحفظهن بل وكانت أعلم من أكثر الرجال فقد كان كثير من كبار علماء الصحابة يسألونها عن بعض الأحكام التي تشكل عليهم فتحلها لهم رضي الله عنها.

    4 - حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنها

    تزوجها عليه السلام وهي أرملة وكان زوجها (خنيس بن حذافة الأنصاري) قد استشهد في غزوة بدر بعد أن أبلى بلاء حسنا فقد كان من الشجعان الأبطال رضي الله عنه
    وقد عرضها أبوها عمر رضي الله عنه على عثمان بعد وفاة زوجته رقية بنت رسول الله فأعرض وعرضها على أبي بكر رضي الله عنه فأعرض لأنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرها ولم يكونا ليفشيا سر رسول الله كما قال أبو بكر رضي الله عنه ، ثم تزوجها رسول الله فكان ذلك أعظم إكرام ومنه وإحسان لأبيها عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعن أبنته.

    5 - زينب بنت خزيمة رضي الله عنها

    تزوجها عليه السلام بعد حفصة بنت عمر وهي أرملة البطل المقدام شهيد الإسلام (عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب) رضي الله عنه الذي استشهد في أول المبارزة في غزوة بدر وقد كانت حين استشهاد زوجها تقوم بواجبها في إسعاف الجرحى ولم يشغلها استشهاد زوجها عن واجبها حتى كتب الله النصر للمؤمنين في أول معركة خاضوها مع المشركين . ولما علم الرسول صلى الله عليه وسلم بصبرها وثباتها وجهادها وأنه لم يعد هناك من يعولها خطبها لنفسه وآواها بعد أن انقطع عنها الناصر والمعين . وكانت حين تزوجها رسول الله قد بلغت الستين من عمرها ولم تعمر عند النبي سوى عامين ثم توفاها الله إليه رضي الله عنها.

    6 - زينب بنت جحش رضي الله عنها

    تزوجها عليه السلام وهي ثيب وهي ابنة عمته كان قد تزوجها (زيد بن حارثة) رضي الله عنه ثم طلقها فتزوجها رسول الله لحكمة لا تعلوها حكمة وهي إبطال بدعة التبني حيث كان رسول الله قد تبنى زيد في الجاهلية وكانوا يدعونه بزيد بن محمد وقد كان هذا الزواج بأمر من الله تعالى قال تعالى : ((فلما قضى زيدٌ منها وطراً زوجناكها لكيلا يكون على المؤمنين حرجٌ في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطراً وكان أمر الله مفعولا)) وهكذا انتهى حكم التبني وبطلت تلك العادات الجاهلية ورضي الله عن زينب.

    7 - أم سلمة هند المخزومية رضي الله عنها

    تزوجها عليه السلام وهي أرملة (عبد الله بن عبد الأسد) وكان زوجها أبو سلمة من السابقين الأولين إلى الإسلام وهاجر إلى الحبشة وكانت أم سلمة معه واستشهد زوجها في غزوة أحد رضي الله عنه وبقيت هي وأيتامها الأربعة بلا كفيل ولا معيل فلم يرى عليه السلام عزاء ولا كفلا لها ولأولادها غير أن يتزوج بها ولما خطبها لنفسه اعتذرت إليه وقالت : إني مسنة وإني أم أيتام وإني شديدة الغيرة . فقال لها عليه السلام أما الأيتام فأضمهم إليّ وادعوا الله أن يذهب عن قلبك الغيرة ولم يعبأ بالسن فتزوجها عليه السلام بعد موافقتها وكان يستشيرها عليه السلام في أمور المسلمين لسداد رأيها ومن ذلك مشورتها في صلح الحديبية ولها في ذلك قصة يطول شرحها رضي الله عنها.

    8 - أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنها

    تزوجها عليه السلام في السنة السابعة من الهجرة وهي أرملة (عبيد الله بن جحش) مات زوها بأرض الحبشة فزوجها النجاشي للنبي صلى الله عليه وسلم وأمهرها عنه أربعة آلاف درهم وبعث بها إليه مع شرحبيل بن حسنة وكان أبوها أبو سفيان لا يزال على الشرك فلما علم الخبر أقر ذلك الزواج وقال : هو الفحل لا يقدع أنفه ، ومن هنا تظهر لنا الحكمة الجليلة في هذا الزواج فقد كان هذا الزواج سبباً في تخفيف الأذى عن رسول الله وعن أصحابه المسلمين سيما وقد كان أبو سفيان حامل لواء المشركين فكان تزوج رسول الله بابنته سبباً لتأليف قلبه وقلوب قومه .. كما أنه عليه السلام اختارها لنفسه تكريما لها على إيمانها لأنها خرجت من ديارها فارة بدينها ثم بعد أن مات زوجها بقيت وحيدة لا عائل لها خصوصا وإن والدها كان وقتها رأس المشركين . رضي الله عنها.

    9 - جويرية بنت الحارث رضي الله عنها

    هي جويرية بنت الحارث بن ضرار من بني الصطلق تزوجها عليه السلام وهي أرملة (مسافع بن صفوان) الذي قتل يوم المريسع وترك هذه المرأة فوقعت في أسر المسلمين وكان زوجها من ألد أعداء الإسلام وأكثرهم خصومة للرسول عليه الصلاة والسلام ثم بعد أن وقعت في الأسر أرادت أن تفتدي نفسها فجاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم تستعينه بشيء من المال فعرض عليها الرسول الكريم أن يدفع عنها الفداء وأن يتزوج بها فقبلت ذلك فلما علم المسلمون بزواج رسول الله منها قالوا : أصهار رسول الله تحت أيدينا (أي أنهم في الأسر) فأعتقوا جميع الأسرى فلما رأى بنو المصطلق هذا النبل والسمو أسلموا جميعا فكان زواج رسول الله بها بركة عليها وعلى قومها وكانت أيمن امرأة على قومها رضي الله عنها.

    10 - صفية بنت حيي رضي الله عنها

    هي صفية بنت حيي بن أخطب من بني قريظة ، كان أبوها حيي بن أخطب سيد بني قريظة يهود المدينة وكان من أشد أعداء الإسلام والرسول ، وروي أن رسول الله لما دخل عليها قال لها : لم يزل أبوك من أشد اليهود لي عداوة حتى قتله الله .. فقالت يا رسول الله إن الله يقول في كتابه : ((ولا تزرُ وازرةٌ وزرَ أخرى))تزوجها عليه السلام بعد قتل زوجها في غزوة خيبر وكانت قد وقعت في أسر المسلمين وصارت إلى سهم بعض المسلمين عند تقسيم الغنائم فقال أهل الرأي والمشورة : هذه سيدة بني قريظة لا تصلح إلا لرسول الله فعرضوا الأمر على الرسول الكريم فدعاها وخيرها بين أمرين : أ- إما أن يعتقها ويتزوجا - ب - وإما أن يطلق سراحها فتلحق بأهلها .
    فاختارت أن يعتقها وتكون زوجة له وذلك لما رأته من جلالة قدره وعظمته وحسن معاملته ولما أسلمت أسلم بإسلامها عدد كثير من الناس رضي الله عنها

    11 - ميمونة بنت الحارث الهلالية

    كان اسمها برة فسماها عليه السلام ميمونة وهي آخر أزواجه صلوات الله عليه وقد قالت فيها عائشة : أما إنها كانت من أتقانا لله وأوصلنا للرحم ، تزوجها رسول الله وهي أرملة (أبي رهم بن عبد العزى) وقد روي أن العباس عم النبي هو الذي رغبه فيها ، ولا يخفى ما في زواجه بها من البر وحسن الصلة وإكرام عشيرتها الذين آزروا الرسول ونصروه رضي الله عنها.

    هذه لمحة عن أمهات المؤمنين زوجات الرسول الطاهرات اللواتي أكرمهن الله بصحبة رسوله صلى الله عليه وسلم.

    كَتَبَتها لكم أختكم في الله منار الزهرانية أرجو الله أن ينفع بهذه السير العطرة نساء المسلمين وأن يتخذنهن قدوة في حياتهن وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.

    نفعنا الله وإياكم بما نقول ونسمع

    والله أسأل أن يجعل ما نكتب شاهداً لنا لا علينا يوم لقائه إنه سميع مجيب
  • أبو سارة
    عضو مميز
    • Jul 2002
    • 228

    #2
    بارك الله فيك يا اخت منار

    موضوع مهما للغاية ، وجدير بكل مسلم و مسلمة ان ينهلوا من هذه السير

    تعليق

    • السروي
      عضو مميز
      • Mar 2002
      • 1584

      #3
      الأخت الفاضلة منار الزهرانية سلمها الله

      جزاك الله خير الجزاء على هذا الموضوع الدسم ، والذي يتناول حياة أكرم وأطهر نساء الأرض ، زوجات نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وهنا يجب أن نذكر مواقف واحدة منهن ، إنها مواقف مشرفة ، لاينساها التأريخ ، نذكر فيها ما جرى لرملة بنت أبي سفيان ، زعيم مكة وقائدها ، فقد كانت زوجة لابن عمة الرسول صلى الله عليه وسلم ُعبيد بن جحش الأسدي ، وقد أسلم زوجها ُعبيد الله وأسلمت معه . وهاجرت مع زوجها إلى الحبشة وتركت موطنها وأباها أبا سفيان وتركت الدار والأحباب طلباً لرضا الله عز وجل ، ولكن الحياة لم تصفُ لهذه المؤمنة الصابرة المهاجرة فقد فجعت بعد حين بردة زوجها ُعبيد الله عن الإسلام ودخوله النصرانية ، وجاهد أن يردها عن دينها فأبت وثبتت على دينها كالجبال الرواسي والتزمت الصبر وتعاهدت الدعاء ، وكانت قد وضعت ابنتها حبيبة التي ُكنيت بها ، فصارت تدعى "أم حبيبة " وكانت في نهارها وليلها مهمومة مغمومة ، مفجوعة في أهلها وزوجها ، تتناوبها الوحشة والغربة حيناً ، والفجيعة والحزن حيناً آخر .
      وكادت أن تهلك غماً وكمداً وأسى وحسرة ، فهي امرأة مسكينة وحولها طفلة صغيرة وزوج تنصَّر ، وفي مكة أب مشرك يتربص بها وبالمسلمين الدوائر ، ولم ُيبِّرد وجعَ كبدها وأنَّة قلبها ، إلا زواجها برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقرت عين أم حبيبة وتدثرت بشرف عظيم حين تسمت بأم المؤمنين وأزال الله ما بقلبها من حزن وقلق وهم وغم .
      وتتابعت الأيام والشهور ؛ فإذا بالفجر الصادق يلوح في أفق المدينة المنورة ، مبشراً بنصر مؤزر وفتح لمكة قريب بعد أن نقض المشركون صلح الحديبية ، فحاروا في استعداد المسلمين وقدموا وأخروا واستشاروا ، وقرروا أن يبعثوا من يثني رسول الله صلى الله عليه وسلم عن فتح مكة ويؤجله ولو إلى حين ، فكان رسولهم إلى المدينة أبا سفيان ابن حرب - والد أم المؤمنين "رملة" قبل إسلامه ، الذي تسلل تحت جنح الليل في هدوء وحذر حتى استقر به المقام في المدينة وهتف قلبه ، أن سر إلى ابنتك رملة فلن تخيب ظنك ولن تفشي سرك وستكون يداً لك ، وتنازعته رغبة الأبوة وحنانها فأدرك ذلك كله بالخطى السريعة إلى منزل ابنته رملة يريد أن يدخل بيتها ، ولم تكن رأته منذ هاجرت إلى الحبشة قبل سنوات طويلة ، فوقفت تنظر إليه بادية الدهشة والحيرة ، وقد عقدت المفاجأة لسانها ، وأدرك والدها ما نزل بابنته من هول المفاجأة والمابغتة ، فأعفاها من أن تأذن له بالجلوس وتقدم بعاطفة الأبوة ليجلس على الفراش وهو مطمئن الفؤاد ، ولكن أنطق الله عز وجل لسان رملة رضي الله عنها وحرك يدها فاختطفت الفراش وطوته عن أبيها فقال لها متسائلاً : يابنية ، ما أدري أرغبت بي عن هذا الفراش أم رغبت به عني ؟ فا أجابته جواباً أذهله ... قالت : بل هو فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت رجل مشرك ، فلم أحب أن تجلس عليه .
      لقد محضت أم المؤمنين رملة بنت أبي سفيان - رضي الله عنهما - ولاءها لله ، فلم تأس على زوج تنكب عن الصراط وارتد عن دينه ، وتحملت في غربتها الضيق والمعاناة ، ثم ها هي تتغلب على عاطفة الأبوة وتظهر ولاءها لله ورسوله وللمؤمنين ، وبراءتها من الكفار والمشركين ، حتى وإن كان أباها أو أخاها ، رحمها الله رحمة واسعة ورضي عنها والله الموفق .
      اللهم يا منزل الكتاب ويا مجري السحاب، أهزم اليهودواقذف الرعب في قلوبهم اللهم فرق جمعهم وشتت شملهم وخالف بين آرائهم,اللهم أذل شارون ودمره وأنصاره ومستشاريه،اللهم أهلك جيشه وشعبه ومزقهم كل ممزق ولا تدع منهم حياً يرزق،اللهم عليك ببوش وعصابته من لصوص الأوطان والثروات،اللهم أرسل عليهم الرياح العاتية والأعاصير الفتاكة , والقوارع المدمرة ،اللهم أتبعهم بأصحاب الفيل وأجعل كيدهم في تضليل،اللهم صب عليهم العذاب صباً،اللهم أقلب البحر عليهم ناراًوالجو شهباً وإعصاراًاللهم أسقط طائراتهم ودمر مدمراتهم ياكريم .

      تعليق

      • بنت الاسلام
        عضو مشارك
        • Aug 2002
        • 184

        #4
        الأخت ........منار حفظها الله من كل سوء

        حقا لقد كتبت موضوعا جميلا جدا وبإسلوب أجمل فقد استمتعنا بقراءة هذه الوقفات عن أمهات المؤمنين رضوان الله عليهن ..

        أسأل الله أن يجعل كل ما تكتبين خالصا لوجهه الكريم ..

        ودمتم ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،نن

        تعليق

        • عبدالكريم الطفيلي
          مشرف سابق
          • Jan 2002
          • 714

          #5
          الأخت منار

          أحد عشر إمرأة زوجات رسولنا وشفيعنا محمد بن عبدالله صلاة ربي وسلامه عليه اللهم أرض عن زوجات نبيك وحبيبك محمد يارب العالمين

          موضوع جدير بكل إمرأه مسلمة التوقف عنده والتأمل في مصداقية ذلك


          الحدث العظيم الذي تحدث بهن القرأن الكريم فكن طاهرات مطهرات

          رضي الله عنهن اجمعين 0



          لك المحبه والتقدير على تميزك وطرحك الرائع 00حفظك الله ورعاك0

          تعليق

          • أبو وليد
            عضو نشيط
            • Dec 2001
            • 689

            #6
            أختي الكريمه أسال الله أن يجعل هذا الجهد الذي قمت به في موازين حسناتك وأن يجعله شافعا لك.

            أختي الكريمه قد يقول قائل إن الموضوع ليس بالجديد حتى يبذل فيه هذا المجهود. ولكن نقول بأنك أخذت الموضوع من جانب لم يخطر على بال كبار مؤلفي كتب التاريخ. فسردت لنا الموضوع بصوره تختلف عن تلك المؤلفات الاخرى. واتيت بجانب الحكمه الذي غاب عن الكثير ولم نكن نعلم ذلك ولانفقهه. فجزاك الله خيرا.

            وشكر الله سعي أخونا الفاضل السروي على هذه المداخله الرائعه التي أرى انها فتحت لنا بابا اخر لتناول الموضوع منه. فلذلك استبيحكم عذرا ايها الاخوه لانني سانهج نهج السروي وأقدم ام المؤمنين صفيه بنت حيي رضي الله عنها في هذا المقال.

            اسمها ونسبها

            هي صفية بنت حيي بن أخطب وينتهي نسبها إلى هارون أخي موسى عليهما السلام كان أبوها سيد بني النضير قتل مع بني قريظة . أما أمها برة بنت سموأل أخت رفاعة بن سَمَوْال من بني قريظة إخوة النضير . تزوجت أولا من فارس قومها وشاعرهم سلام بن مشكم القرظي قبل إسلامها ثم خلف عليها كنانة بن الربيع أبي الحقيق ،وبعد أن قتل زوجها في غزوة خيبر في السنة السابعة للهجرة تزوجها الرسول صلى الله عليها وسلم ولم تكن بعد قد تجاوزت السابعة عشر من عمرها .

            زواجها من الرسول

            بعد وقعة الخندق التي كشفت عن حقد اليهود وتآمرهم على المسلمين عزم الرسول صلى الله عليه وسلم على معاقبة أولئك المتآمرين . فخرج عليه الصلاة والسلام في النصف الثاني من المحرم من السنة السابعة للهجرة إلى ( خيبر ) وعندما صار على مقربة منها هتف :

            الله أكبر ، خربت خيبر ، وهتف معه المسلمون ..
            وفتح الله حصون خيبر على أيدي المسلمين وقتل رجالها وسيبت نساؤها وكان فيهن عقيلة بني النضير ( صفية ) التي لم تكن قد جاوزت السابعة عشرة من عمرها وكانت قد تزوجت مرتين :
            تزوجها أولاً :
            ( سلام بن مشكم ) ثم تزوجها
            ( كنانة بن الربيع بن أبي الحُقَيْق) صاحب حصن القموص أقوى حصون خيبر .

            فلما فتح المسلمون الحصن قُبض على ( كنانة ) وجيء به حياً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عن كنز بني النضير فأنكر أنه يعرف موضعه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم أرأيت إن وجدناه عندك ، أأقتلك؟
            قال : نعم .
            فلما تبين أن مخبأ الكنز عنده ، دفعه النبي صلى الله عليه وسلم إلى محمد بن سلمة فضرب عنقه بأخيه ( محمود بن سلمة ) الذي قتله اليهود في المعركة .

            وسيقت نساء حصن القموص سبايا وبينهن ( صفية ) وابنة عمها يقودهما بلال بن رباح فمر بهما على قتلى من اليهود فلما رأتهم ابنة عم صفية صاحت وصكّت وجهها وحثت التراب على رأسها فلما رآها فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أغربوا ( أبعدوا ) عني هذه الشيطانة ، وأمر بصفية فحيزت خلفه ، وألقى عليها رداءه ، فعرف المسلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اصطفاها لنفسه .

            وقد عاتب النبي صلى الله عليه وسلم بلالاً ، لأنه مرّ بصفية وابنة عمها على قتلى رجالهما فقال له : أنُزِعتْ منك الرحمةُ يا بلال ؟

            وكانت صفية قد رأت في المنام بُعيد زواجها بكنانة بن الربيع ، أن قمراً وقع في حجرها . فعرضت رؤياها على زوجها فقال : ما هذا إلا أنك تَتَمنيّن ملك الحجاز محمداً ، فلطم وجهها لطمة خضَّر عينها منها ، فأتيَ بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبها أثر منه ، فسألها ما هو ؟ فأخبرته هذا الخبر .

            ولما أعرس رسول الله صلى الله عليه وسلم بصفية ، بخيبر أو ببعض الطريق ، بعد أن جمّلتها ومشطتها وأصلحت من أمرها أم سُليم بنت مِلحان ، بات بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في قبة له ، وبات أبو أيوب الأنصاري ( خالد بن زيد ، أخو بني النجار ) متوحشاً سيفه ، يحرس رسول الله صلى الله عليه وسلم . فلما رأى مكانه قال : مالك يا أبا أيوب ؟
            قال : يا رسول الله ، خفت عليك من هذه المرأة ، التي قُتل أبوها وزوجها وقومها في المعركة وكانت حديثة عهد بالكفر فخِفتُها عليك .. فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلاً :
            اللهم احفظ أبا أيوب كما بات يحفظني .

            صفية في بيت النبوة

            بلغ الركب المدينة فتسامعت نساء الأنصار بصفية ، فجئن ينظرن إلى جمالها . ولمح النبي صلى الله عليه وسلم زوجته عائشة تخرج متنقبة على حذر فتتبع خطواتها من بعيد فرآها تدخل بيت حارثة بن النعمان . وانتظر عليه الصلاة والسلام حتى خرجت فأدركها وأخذ بثوبها وسألها ضاحكاً : كيف رأيت يا شقيراء ؟
            فأجفلت عائشة ، وقد هاجت غيرتها ، ثم هزت كتفها وهي تجيب : ( رأيت يهودية ) !
            فرد عليها الرسول صلى الله عليه وسلم : لا تقولي ذلك ، فأنها أسلمت ( وحسن إسلامها )

            ولما انتقلت صفية إلى دور النبي صلى الله عليه وسلم واجهتها مشكلة محيرة فقد كانت عائشة ومعها حفصة وسودة في جانب والزوجات الأخريات في جانب آخر تقف فيه فاطمة الزهراء رضي الله عنهن جميعاً فأظهرت استعدادها للانضمام إلى عائشة وحفصة وأهدت الزهراء حلية من ذهب لتكسب ودّها .

            كانت صفية دائما تذكر بالدم اليهودي الذي يجري في عروقها ، وخاصة من زوجات النبي رضي الله عنهن ، وقد آلم صفية أن عائشة وحفصة اللتين شاكن بقية نساء الرسول في النيل منها ، ومفاخرتها بأنهن قرشيات أو عربيات ، وهي أجنبية دخيلة ،فتضايقت صفية وحدثت النبي صلى الله عليه وسلم بذلك وهي تبكي فقال عليه الصلاة والسلام : " ألا قلت : وكيف تكونان خيرا مني ، وزوجي محمد ، وأبي هارون وعمي موسى ؟
            فسرت صفية بهذا الكلام .

            وعندما ألم الوجع الذي توفى به رسول الله صلى الله عليه وسلم اجتمع إليه نساؤه فقالت صفية رضي الله عنها : أما يا نبي الله لوددت أن الذي بك بي . فجعلت نساء النبي صلى الله عليه وسلم يتغامزون ساخرات ، فأبصرهن عليه الصلاة والسلام فقال : ( مَضْمِضْنَ ) ( أي لا تقلن مثل هذا القول ( أغسلن أفواهكن من هذا القول ) .

            وفاتها

            وماتت صفية رضي الله عنها .. في رمضان سنة خمسين ، وقيل سنة اثنتين وخمسين في خلافة معاوية بن أبي سفيان ودفنت بالبقيع ، مع أمهات المؤمنين رضي الله عنهن .

            وفي الختام استبيحكم عذرا على الاطاله ، وأتمنى من الاخوه أن يتناولوا هذا الموضوع ويعطينا كل منهم سيره لاحد امهات المؤمنين.
            حتي تتمكن الاخت منار من اضافة ذلك الى مقالها السابق.

            وجزى الله الجميع خير الجزاء.

            تعليق

            • منار الزهراني
              عضوة مميزة
              • Jul 2002
              • 893

              #7
              السلام عليكم

              الاخوة والأخوات
              أبو سارة / السروي / بنت الاسلام / عبد الكريم الطفيلي / أبو وليد

              بارك الله فيكم جميعا على ما تفضلتم به من لطيف عبارتكم وجعلها في

              ميزان حسناتكم وشكرا للأخوين السروي وأبو وليد على إضافتهما التي

              زادتنا علما نفعنا الله وإياهما بعلمهما وجزاكم الله جميعا خيرا

              وأحب أن أنبه على أنه فاتني سهوا أن أذكر الحكمة من زواج الرسول صلى

              الله عليه وسلم من عائشة وأعتذر لكم عن هذا السهو الغير مقصود

              وهذه هي الحكمة من زواج الرسول الكريم من عائشة

              لقد تزوج الرسول من عائشة بنت أحب الناس إليه وأعظمهم قدرا لديه ألا وهو أبو بكر الصديق رضي الله عنه الذي كان أسبق الناس إلى الإسلام وقدم نفسه وروحه وماله في سبيل نصرة دين الله والذود عن رسوله وتحمل ضروب الأذى في سبيل الإسلام فلم يجد الرسول صلى الله عليه وسلم مكافأة لأبي بكر في الدنيا أعظم من أن يقر عينه بهذا الزواج بابنته ويصبح بينهما مصاهرة وقرابة تزيد في صداقتهما وترابطهما الوثيق .

              تعليق

              • أبو أحمد
                عضو مميز
                • Sep 2002
                • 1770

                #8
                جزى الله صاحبة الموضوع كل خير والأخوة المشاركين كذلك

                تعليق

                • حديث الزمان
                  عضوة مميزة
                  • Jan 2002
                  • 2927

                  #9

                  غفر الله لك يا منار فهذه شهادة خطتها أناملك ليحفظها التاريخ ، عسى الله أن يتقبلها منك ويجعلها في ميزان عملك ... آمين



                  شكراً أبو أحمد فقد ذكرتنا بالغالية منار وبنخبة رائعة كانت يوماً هنا ، ذهبوا جميعاً لا نعلم إلى أين ؟ إلا أن حسن صنيعهم لا يزال يرافقنا ..


                  نسأل الله ان يكونوا جميعاً بخير

                  لكل بداية .. نهاية

                  تعليق

                  المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                  حفظ-تلقائي
                  إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
                  أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif, webp

                  ماهو اسم المنتدى؟ (الجواب هو الديرة)

                  يعمل...