Unconfigured Ad Widget

تقليص

خادم الحرمين الشريفين

تقليص
X
  •  
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • احمد السريفي
    عضو مميز
    • Sep 2001
    • 1688

    خادم الحرمين الشريفين

    ولد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود في مدينة الرياض عام 1343هـ (1924م).
    وكان معلمه الأول هو جلالة والده الملك عبد العزيز حيث اكتسب منه كثيراً من الصفات وتأثر بشخصيته تأثراً كبيراً.
    وقد تلقى علومه الأولى في المدرسة التي أنشأها الملك عبد العزيز لتعليم أولاده ثم التحق بالمعهد العلمي السعودي الذي يعنى بتدريس العلوم الدينية واللغة العربية.
    وكانت أول مهمة رسمية تولاها، عندما عين عضواً في وفد المملكة العربية السعودية إلى الأمم المتحدة في نيويورك للتوقيع على ميثاقها وافتتاح أعمالها في العام 1365هـ (1945م)، وكان الوفد برئاسة الأمير فيصل وزير الخارجية.
    ثم رأس وفد المملكة العربية السعودية الذي شارك في احتفالات تتويج الملكة اليزابيث الثانية ملكة بريطانيا، عام 1373 هـ (1953م).
    وفي العام نفسه –18 ربيع الثاني 1373هـ/24 ديسمبر 1953م صدر المرسوم الملكي رقم 5/3/26/2950 القاضي بإنشاء وزارة للمعارف وتعيينه وزيرًا لها، فكان بذلك أول وزير للمعارف في تاريخ المملكة.
    ولقد كانت فترة توليه وزارة المعارف علامة مميزة في تاريخ تطور التعليم، حيث وضع السياسة التي سارت عليها الوزارة منذ ذلك الحين وإلى يومناهذا والتي تتلخص في:
    التوسع في إنشاء المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية.

    ب‌- المباشرة في تأسيس أول جامعة في شبه الجزيرة العربية ، وهي جامعة الملك سعود في الرياض، ووضع قواعد تطوير التعليم الجامعي والتوسع فيه.

    ج- اعتماد الأساليب الحديثة في التدريب وفي النشاطات السياسة التعليمية في خدمة الأجيال.

    د- تحقيق الاكتفاء الذاتي من المدرسين الوطنيين لمختلف مراحل التعليم.

    هـ - إنشاء المعاهد المتخصصة التي تهدف إعداد وتأهيل المعلمين والمعلمات لمختلف أنواع التعليم.

    و- إجراء الدراسات والبحوث المتعلقة بكافة شؤون التعليم، والقائمة على الإحصائيات، لتطوير الأساليب التعليمية باستمرار.



    وكانت أول مهمة سياسية رسمية تولاها خادم الحرمين الشريفين على النطاق العربي، هي رئاسته لوفد المملكة العربية السعودية إلى الدورة الثانية والثلاثين لمجلس جامعة الدول العربية التي عقدت في الدار البيضاء (27صفر 1379هـ/1 سبتمبر 1959).
    وفي 3 جمادى الآخرة 1382هـ (13 أكتوبر 1962م)، تولى وزارة الداخلية، فأعاد تنظيمها، وطور كلية قوى الأمن الداخلي (كلية الملك فهد الأمنية الآن)، كما أنشأ عددًا من المعاهد المتخصصة لتخريج الكوادر الوطنية المؤهلة في قوى وأسلحة الأمن المختلفة، كمعهد ضباط الصف والجنود، ومعهد المرور، ومعهد قيادة السيارات، ومعهد اللغات، ومعهد التربية البدنية، وميدان الرماية الدولي، فكانت هذه المعاهد خطوة تطويرية مهمة في تاريخ وزارة الداخلية، اتبع فيها خادم الحرمين الشريفين أسلوبه الذي اتبعه في مختلف مواقع المسؤوليات التي تولاها، وهو إقامة العمل على أساس من العلم والتعليم.



    وفي العام 1385 هـ (1965م) رأس وفد المملكة العربية السعودية إلى الدورة الثانية لمؤتمر رؤساء الحكومات العربية، وكان قد رأس الوفد أيضاً في الدورة الأولى التي عقدت عام 1380هـ (1960م) , (وقد عقدت الدورتان في القاهرة).



    وهكذا نرى، أن المسؤوليات التي قام بها خادم الحرمين الشريفين قد تعددت وتشعبت، وشملت النطاقين الداخلي والخارجي، الأمر الذي أكسبه خبرات عميقة ودقيقة بكل ما يتعلق بشؤون السياسة والحكم والإدارة، مما كان ينعكس دائماً في انجازاته وممارساته.



    وفي العام 1390هـ (1970م) رأس وفد المملكة العربية السعودية إلى بريطانيا للمشاركة في المحادثات المتعلقة بمستقبل منطقة الخليج العربي بعد قرار بريطانيا الانسحاب من المنطقة.



    ورأس عام 1394هـ (1974م) وفد المملكة إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث عقد اتفاقية التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين.



    وفي العام 1395هـ (1975م) رأس وفد المملكة إلى مؤتمر قمة الدول المصدرة للبترول (أوبك).



    وقام بسلسلة من الزيارات إلى عدد من الدول الشقيقة والصديقة في آسيا وأفريقيا وأوربا وأمريكا، وكان لهذه الزيارات نتائجها الطيبة فيما يختص بعلاقات المملكة العربية السعودية مع تلك الدول.



    وفي 13 ربيع الأول 1395هـ (25مارس 1975م)، اختاره جلالة الملك خالد، يرحمه الله، ولياً للعهد، ونائباً لرئيس مجلس الوزراء، وباتت مسؤولياته تشمل، علاوة على ذلك، الرئاسة العليا لعدد من المجالس والهيئات المسؤولة عن أهم قطاعات الحياة في المملكة وهي:



    1- المجلس الأعلى للبترول والمعادن.

    2- المجلس الأعلى للجامعات.

    3- الهيئة الملكية للجبيل وينبع.

    4- المجلس الأعلى لسياسة التعليم.

    5- المجلس الأعلى لرعاية الشباب.

    6- اللجنة العليا لشؤون الحج.

    7- الهيئة الملكية لتطوير المدينة المنورة.



    وفي 21 شعبان 1402هـ (13 يونيو 1982 م)، انتقل جلالة الملك خالد إلى رحمة الله، فبويع فهد مليكا على البلاد، وصاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولياً للعهد.



    إن مما نلاحظه ، عند استعراضنا لأهم مراحل حياة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود ، يحفظه الله، أنه كان يتسلم المسؤوليات في مراحل مهمة من تاريخ التطور الحضاري والسياسي للمملكة العربية السعودية.



    فهو بصفته أول وزير للمعارف، قد حقق واحداً من أهم إنجازاته في حياته العملية العامة، وهو تأسيس وزارة المعارف، وإرساء قواعد انطلاقها مما نرى ونلمس معطياته ونتائجه في وجود ملايين من المواطنين المتعلمين، وفيهم آلاف من المؤهلين أكاديميًا، ومليوني طالب وطالبة في مختلف مراحل التعليم، وبذلك كان إنشاء, وانطلاق، وزارة المعارف مرحلة تاريخية مميزة.



    وحين تولى وزارة الداخلية ، أرسى دعائم إحدى ر كيزتين من ركائز التطور، وهي نقل وزارة الداخلية إلى العصر الحديث، وتنظيم أجهزتها، واستكمال مقوماتها، وبعبارة أخرى: إقامة الأمن والاستقرار اللذين لا تطور ولا ازدهار بدونهما..



    أما الركيزة الأخرى فهي: العلم والتعليم...



    وبذلك كان تولي خادم الحرين الشريفين مسؤوليات وزارة الداخلية، مرحلة تطورية مميزة.



    ثم كان موقعه نائبًا ثانيًا لرئيس مجلس الوزراء، ثم ولياً للعهد ونائبًا أول، ورئاسته لتلك المجالس العليا التي تغطي أهم قطاعات الحياة في المملكة، كل ذلك أكسبه خبرة شاملة بكل كبيرة وصغيرة من أمور الحكم والإدارة، وممارسة عملية لمسؤولياته القيادية التي تجمع العلم إلى العمل، والحسم إلى الحكمة، والنظرة البعيدة للمستقبل..



    وهكذا ، استكمل في عهد جلالة الملك خالد يرحمه الله، والشطر الأول من ولاية خادم الحرمين الشريفين، تنفيذ مشاريع البنية الأساسية العملاقة التي تمثلت في تطوير المدن والقرى من خلال مخططات شاملة، وإنشاء شبكات الطرق والجسور والأنفاق، والاتصالات، والتوسع في إنشاء محطات تحلية المياه المالحة. وتطوير الزراعة، وتقديم الإعانات لدعم المواد الغذائية الأساسية، وإنشاء بنوك التنمية العقارية والصناعية والزراعية والتسليف، وتحسين أوضاع الموظفين ووضع قواعد جديدة للرواتب والمستحقات، وإنشاء وتطوير الموانئ والمطارات الدولية والإقليمية، والتوسع في إنشاء المدارس بمعدل مدرسة يومياً، وتكامل المدن الجامعية للجامعات السبع، إلى آخر ذلك من الإنجازات التي نقلت المملكة العربية السعودية – حقاً وواقعًا – إلى القرن الحادي والعشرين.



    ولقد كانت المهمة الصعبة التي قادها خادم الحرمين الشريفين بنجاح، من موقعه مليكاً للبلاد، هي استمرار خطط التنمية بدون توقف، وتصحيح مسار الاقتصاد الوطني ليعتمد على نفسه في نموه، بدل الاعتماد الكلي على موارد البترول الذي بدأت أسعاره في الانخفاض، نتيجة لعوامل سياسية واقتصادية عديدة.



    واستطاع خادم الحرمين الشريفين أن يقود السفينة، بالحكمة والطموح في آن واحد، فتحقق الاستقرار المنشود للاقتصاد الوطني ، وواصلت الدولة تقديم خدماتها، وسجلت القطاعات الإنتاجية – غير قطاع البترول الخام – معدلات متقدمة في النمو، وحققت البلاد اكتفاءً ذاتياً في كثير من المواد المهمة ، وفي مقدمتها القمح ، ودخلت المملكة العربية السعودية السوق العالمية كمنتج لكثير من مشتقات المواد الهايدرو كربونية.



    وتحملت المملكة العربية السعودية تضحيات كثيرة في سبيل تحقيق الاستقرار للسوق البترولية الدولية، ونجحت في ذلك دون أن تخل تلك التضحيات بمتطلبات التنمية والازدهار، أو القيام بالالتزامات الأخوية التي أخذتها المملكة العربية السعودية على عاتقها تجاه بعض الدول الإسلامية والعربية الشقيقة ، وقضاياها الكبرى.



    وهكذا سارت معطيات هذه الفترة الحاسمة من تاريخ المملكة العربية السعودية – وفق الأهداف – بالأساليب التي رسمها خادم الحرمين الشريفين، داخلياً، وخارجياً، وإسلامياً، وعربياً، ودولياً..



    واستنّ طريقة، غير مسبوقة، بالاجتماع إلى أبناء شعبه ، من طلاب الجامعات، والمبتعثين، وضباط القوات المسلحة، وقادة القوى المشاركة في مواسم الحج، ورجال الأعمال وغيرهم، ، والتحدث إليهم في حوار مفتوح وصريح حول مختلف الأمور. إيمانا منه – يحفظه الله – بأن بناء الوطن يستدعي مشاركة جميع المواطنين على اختلاف أعمالهم ومسؤولياتهم، وبأن الدولة حريصة على أن يعرف الجميع كل شيء حول السياسة الداخلية والخارجية، وأن يستفسروا، وأن يقتر حوا, وأن يستمعوا، من المليك القائد، إلى إجابة على كل سؤال...



    وشيء آخر..



    ففي الوقت الذي سارت فيه الإنجازات التطورية بطريقها المرسوم في مختلف المناطق والمدن والقرى، كان يقابل هذه الإنجازات تطوير مماثل في الأراضي المقدسة بالذات: في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة والحرمين الشريفين..



    وحرص الملك فهد، منذ ولايته، على أن يشرف بنفسه على المشروعات الخاصة بالأراضي المقدسة، وأن يقضي شهرين أو أكثر، كل عام ، فيها لمتابعة الخطط الموضوعة، والاطلاع على ما نفذ منها، وإصدار التوجيهات التي يراها، ليكون الإنجاز المتحقق في مستوى المسؤولية التي تحملها المملكة العربية السعودية, تجاه هذه البقاع الطاهرة..



    ومن هنا كان قراره ، الذي أعلنه في المدينة المنورة، باتخاذه لقب "خادم الحرمين الشريفين" – الذي يفخر به ويحبه – وإلغاء كافة الألقاب والتعابير الأخرى مثل "صاحب الجلالة " أو "مولاي" أو "سيدي" أو أي لقب وضعي مماثل..



    ولعل في هذا اللقب الذي اتخذه الملك فهد، رسمياً، ما يفسّر التطلعات التي تعتمل في ضميره ووجدانه، من التطلع إلى الله تعالى معيناً ومن دينه القويم هادياً ، ومن شريعته السمحة طريقاً، ومن خدمة الحرمين الشريفين شرفاً ومسؤولية..
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif, webp

ماهو اسم المنتدى؟ (الجواب هو الديرة)

يعمل...