Unconfigured Ad Widget

تقليص

ماهو......الشعر

تقليص
X
  •  
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • الفهد البرونزى
    عضو
    • Sep 2006
    • 66

    ماهو......الشعر

    ماهو الشعر

    لو سالت رهطا من الناس ما الذى تنتظرون ان تجدوة فى الكلام الذى يسمى شعرا لسمعت فنونا من الاجابة
    لكل منهم شرطا محسوسا او غير محسوس يلتمسة فى النظم الموزون ليؤمن انة يقراء شعرا ويصغى الى كلام غير كلام الناثرين

    فمنهم من ينتظر الخيال من الشعر.فاذا اسلف الانسان بين يديك انة سيتكلم خيالا فتلك هى الرخصة التى تعفية من مؤنة العقل والواقع

    ومنهم من ينتظر العواطف من الشعر ويفهم من العواطف انها الرقة فى الشكوى والانوثة فى الحنان ودموع كثيرة وآهات اكثر وسقم وبث وشقاء

    فاذا صادفة كل ذلك فذاك هو الشعر

    واذا نقص البكاء تنقص الشاعرية بقدر ما تنقص الدموع والرجل الذى يبالغ فى التذلل ويفرط فى الاستعطاف هو الشاعر المطبوع والقائل البليغ

    ومنهم من ينتظر من الشعر الفاظا بعينها يقراءها فيطمئن على الكلام

    فالكلام الذى فية الازهار والبلابل والكواكب والغدران وفية مع هذا عيون وخدود وقبلات وكؤوس واشواق يستحيل الا يكون شعرا
    ولو انك اردت باى كلام ان يكون شعرا لما كان عليك اكثر من ان تكتب امامك هذة الكلمات على مسافات متقاربة وتملاء ما بينها من فراغات.فاذا شعر لديك كاحسن ما يقول القائلون

    ومنهم من ينتظر من الشعر لفافى التعبير يبعدة عن استقامة الكلام المعهود ويحوج القارىء الى التفطن والجهد فى استخراج معناة

    ومنهم من يتنظر من الشعر المعانى ويفهم من المعانى اعتساف التشبيهات والخواطر واختلاق الافكار والتصورات فاذا سمع صرخة الم فى قصيدة غير مشفوعة بمعنى معتسف او ابتكار نظر اليك نظرة من يصغى الى قصة لم تتم
    فمن المفاجاءة لجميع هؤلاء ان يقال لهم ان الكلام قد يكون فى الذروة العليا من البلاغة الشعرية وليس فية خيال شارد ولا دمعة ولا آهة ولا كلمة ملفوفة ولا معنى مستكرة
    بل هو يكون ابلغ فى الشاعرية كلما خلا من التصنع واستوى على طريقة الواضح القديم
    وسنضرب مثلا بقطعة مترجمة من شعر توماس هاردى عنوانه ازياء القدر




    اذا طلع الفجر ونظرت الى الطبيعة المصبحة
    جدولا وحقلا وقطيعا وشجرا موحشا
    رايت كانما هى اطفال مكبوحة على مقاعد الدراسة تنظر الى
    وكأنما طالت عليها ثقلة الاستاذ فى اساليبة
    فبردت حرارتها ورانت على وجوهها السآمة والحجر والاعياء
    وكأنما تهمس بسؤال كان مسموعا
    ثم تخافت حتى لا تنبس بة الشفاة
    عجبا عجبا لا انقضاء لة ابدا الزمان
    ما بالنا نحن قائمين حيث نقوم فى هذا المكان
    ……………………………………..
    …………………………………………
    ام تراها حكمة عالية لم تدركها العقول
    ونحن فى جيشها فرقة الفداء والغلبة المقدورة للخير على الشر مقصدها الاخير
    كذلك يسالنى من حولى ولست انا بالمجيب
    وما تبرح الريح والمطر والارض فى الظلام والآلام كما كانت وسوف تكون
    وما يبرح الموت يمشى الى جانب افراح الحياة




    هذة هى القطعة. ولك ان تسال الف مرة ما معنى هذا ولن يرجع سوى بالخيبة
    هل فى هذة القطعة جناس..هل فيها عواطف..هل فيها معنى غريب..هل فيها الفاظ واساليب..
    ماذا عسانا ان نقول لة غير لا
    غير اننا نضرب المثل الاعلى للبلاغة الشعرية بهذة القطعة التى تبدو للقارىء هزيلة لا تساوى بيتا من ابن نباتة ولا شطرة من صفى الدين
    ان الشاعر ارادان يمثل بها حالة نفسية تمر بها نفسة

    اراد ان يصور لنا ملالة النفس العارفة باسرار الحياة ونواميس الوجود فصورها فى سكون لا ادعاء فية وايجاز لا خلل فية وبساطة يخطئها الجاهل فيحسبها غثاثة
    فهو رجل نظر فى عبث العواطف وعبث الحوادث وعبث النواميس فتولاة الضجر ونفرت نفسة ثم ثاب الى السكينة والتسليم
    هذة هى الحالة النفسية التى يجب ان تستحضرها وتعالج بواعثها لكى تضع هذة القطعة فى مكانها من الذروة العالية التى هى فيها

    حيث يصور ثقلة النواميس التى قيدت نفسة ذلك التقييد باقرب من ثقلة الدرس الممل والتكليف الغنيف الجاثم على طبيعة الطفولة امحفوزة الى اللعب والمرح
    وكيف يسعة ان يعطى السآمة صورة اوفى من صورة الشجرة وهى تتثاءب فى وقوفها الدائم
    اذا كان الانسان الذى يروح ويغدو ةيطير ويتكلم ويغوص ويفرح ويالم ويفلح ويفشل ويقول ويعمل
    يعود الى ضميرة كرات متواليات ويسالة
    لماذا نحن فى هذا المكان
    فما اولى الشجرة التى تقضى حياتها فى مكان واحد لا تتزحح عنة حتى تموت ان تعجب كل العجب و ان تسال هذا السؤال
    ذلك مثل واحد من شعر كثير ينقل ولا يقابل من عامة الناس بغير ذلك السؤال الذى تعودوة
    كلما سمعوا شعرا من هذا الطراز
    ما معنى هذا وما معنى هذا
    وان معناة لواضح بسيط لو يحسونة ويستعدون لة وما هو بالبسيط لانة غير عميق
    ولكنة هو البسيط الذاهب فى العمق الى قرار ليس بعدة قرار


    عباس محمود العقاد
    10يونيو1927



    هذة مقالة من مجموعة مقالات عن الشعر فى مجلة البلاغ
    كتبها الاديب عباس محمود العقاد نامل ان نستفيد منها

    الشعر فى رأيى

    هو مجموعة من الافكار والعواطف والاحاسيس يتعايش يها الشاعر

    فتمر فى مجموعة احاسيسة ليخرج لنا الصورة التى نراها مئات المرات دون ان نلتفت الى الجمال فيها

    كم مرة رأينا القمر واعجبنا جمالة

    ولكن

    حين نسمع قصيدة فى وصف القمر من شاعر عاشق

    تجد فى القمر اشياء كثيرة لم نشاهدها او نلتفت اليها
    (تفسير مبسط)
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif, webp

ماهو اسم المنتدى؟ (الجواب هو الديرة)

يعمل...