Unconfigured Ad Widget

تقليص

إنهم يضعون قيوداً غير شرعية أمام المبدع وأخشى أن نلحق بأصحاب (البقرة)!! ا

تقليص
X
  •  
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أبو عبدالمجيد الدوسي
    عضو مميز
    • May 2005
    • 1385

    إنهم يضعون قيوداً غير شرعية أمام المبدع وأخشى أن نلحق بأصحاب (البقرة)!! ا

    إنهم يضعون قيوداً غير شرعية أمام المبدع وأخشى أن نلحق بأصحاب (البقرة)!!

    أجرى الحوار ساري محمد الزهراني :

    في حوار لا يخلو من المصارحة التقت الرسالة الشاعر حسن محمد الزهراني متحدثا بكل شفافية عن الكثير من القضايا الأدبية والثقافية بدءاً بمرحلة التكوين واشتعال شرارة الأدب والشعر في حياته, مرورا بطقوس الكتابة الشعرية ذاكرا أبرز الكتب المؤثرة في حياته وتوجهاته الثقافية والشعرية, معرجا على ذكر النقد والنقاد ودورهم في الساحة الأدبية, ومتحدثا عن قصة اختيار أحد نصوص الشعرية لتكون بين دفتي أحد كتب المراحل الدراسية في التعليم العام, كما تحدث عن نادي الباحة الأدبي إلى جانب حديثة عن قصة قصيدة( أبتاه كيف قتلت أمي ) التي كثر اللغط حولها فإلى نص الحوار..



    مرحلة التكوين

    * هل لك أن تعطي القراء نبذة مختصرة عن الشاعر حسن محمد الزهراني .

    جسد يسير على الثرى

    والروح في قمم الثريا

    * مرحلة التكوين ... متى اشتعلت شرارة الأدب والـثــقافة في أعماق الشاعر حسن الزهراني ؟

    - منذ أن كنت طالبا في المرحلة المتوسطة في معهد الباحة العلمي كانت المقررات الدراسية توقد فينا حب الاطلاع والاستزادة فكنا نبحث عن كل جديد في الكتب والمجلات العلمية والأدبية مع عودتنا لأمهات الكتب التي كان يحفزنا لقراءتها أساتذتنا الأجلاء وكان لتشجيعهم لنا على القراءة الأثر في تكوين مخزون علمي لا بأس به رغم كثافة المناهج وطولها حتى أن جوائز المتفوقين كانت كتبا قيمة مازلت احتفظ بها في مكتبتي فكان كل ما حولنا قراءة في قراءة ثم نمت هذه العلاقة إبان المرحلة الجامعية مع وجود مكتبة الجامعة واتساع دائرة المعارف ولكنها بدأت أي القراءة في الآونة الأخيرة تشكو من مزاحمة مشاغل الحياة الأخرى.

    طقوس وأجواء

    * لكل شاعر وأديب وكاتب طقوس / أجواء تسبق عمــــــــلية ''التحبير'' . ما طقوسك الخاصة ؟

    - القصيدة تأتي دون طقوس محددة تهطل كحبات المطر ليس لهطولها موعد تأتي وأنت على مكتبك أو في سيارتك أو بين أسرتك أو على فراشك: فتخرجك من عالمك إلى عالم مختلف وكثيرا ما تتغلب عليها الظروف المحيطة فتقتلها بين جوانحك، والإنسان الوحيد الذي يقرأ ملامحي عند ميلاد القصيدة هي زوجتي فتهيئ لي الجو المناسب في مكتبي الذي تطلق عليه (الصومعة).

    * ما أبرز الكتب المؤثرة في اتجاهاتك الفكرية, والإبداعية على وجه الخصوص ؟

    - من الإجابات الروتينية المتبعة (القرآن الكريم) ولكن نحن طلاب المعاهد العلمية في الواقع نقول القرآن الكريم لأننا تلقيناه وعلومه من أساتذة أزهريين لهم طرقهم وأساليبهم في تفسير القرآن والدخول إلى أعماق معانيه وفنونه وجماليته ثم لأتعجب إن قلت إن من أوائل الكتب التي قرأتها من الغلاف إلى الغلاف آنذاك كتاب (جواهر الأدب) على بساطته وديوان المتنبي ثم انفتحت الشهية بداية بما ينشر في الصحف والمجلات إلى ما يترجم من الآداب العالمية، وكل ما يقرأه الشاعر لابد أن يكون له تأثير على ما يكتبه بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.

    منهج حياة

    * بحكم أنك مبدع / شاعر, ما رأيكم في ربط نتاج الأدب بالإسلام هل يعد قيداً على حرية الإبداع لدى الأديب, وأن هذا الإبداع سيظل حبيســـا لأفكار ومبادىء وقيم إسلامية تحول بينه وبين الإبداع ؟

    - الإسلام منهج حياة لم يترك صغيرة ولا كبيرة الا وتطرق لها إيضاحاً وتبييناً.. الإسلام الحقيقي أبواب مشرعة للانطلاق في شتى مجالات الإبداع والبشر هم الذين جعلوا منه قيودا غير شرعية في وجه المبدع والإبداع، وأنا هنا أقصد بعض أصحاب الفكر السطحي الذين يزعمون أنهم دعاة وهم في الحقيقة شوهوا صورة الإسلام عند الآخرين كما هو الحال في وقتنا الحاضر فخرج من يحلل ويحرم دون علم بل ويقتل المسلم وغير المسلم باسم الجهاد بل ويقتل نفسه بحثا عن الاستشهاد المزيف.

    إن المبدع الحقيقي هو من تفهم الدين الإسلامي كما أتى به محمد صلى الله عليه وسلم ولم يظل حبيسا كما ورد في سؤالك (أخي ساري) فالقيم والمبادئ الإسلامية الحقيقية انطلاق وحرية وسعة ويسر وصراحة، وأخوف ما نخافه أن نتشدد في أمور سطحية فنلحق بأصحاب (البقرة) من بني إسرائيل.

    أما مصطلح الأدب الإسلامي فعلينا أن ننظر للكلمتين بعمق ووعي فلو تأملنا لوجدنا الإسلام هو الأدب والأدب هو الإسلام. وكل ما يرفضه الإسلام يرفضه الأدب بمعناه الحقيقي والمجازي عند كل المجتمعات والديانات والعادات. وكل ما يتعارض مع الأدب الفطري يرفضه الإسلام إن الأدب فطرة وهبة إلهية فطرها الله في النفس البشرية وشوهتها بعد ذلك العادات والتقاليد البشرية ومهمتنا (كأدباء مسلمين وغير مسلمين) تصحيحها وإعادتها إلى أصلها وسنجد أنفسنا ندعو في كل أصقاع المعمورة إلى الأخلاق النبيلة والعادات السامية تحت مسمى الأدب الذي هو الإسلام.

    مرآة صادقة

    * النقاد متفقون - قديماً وحديثا - بأن الأدب مرآة '' صادقة '' للحيــاة تعكس كل جوانبها سلبا وإيجابا. السؤال: ما مدى صدق ما سبق علــى مشهدنا الثقافي ؟

    - الأدب ليس مرآة صادقة للحياة فحسب، بل إن هذا جزء من رسالته السامية التي نبدأ بغرس القيم النبيلة في نفس المتلقي وتنتهي بإخراجه من واقعه إلى الخيال جامح يتجاوز الواقع المحيط ويفتح أبواب التأمل المنتج والمثمر الخلاق.

    وفي مشهدنا الثقافي والحمد لله نلحظ أن الكثير من أدبائنا حقق الكثير مما ذكرت.. والمتأمل لجميع فنون الأدب في عصرنا الحاضر يجد صدق ما أقول.. والأديب الذي لا يتفاعل مع معطيات الحياة لن يكون لأدبه معنى ولا قيمة وأظن أن ما ينشر من قصائد وقصص وروايات ومقالات ما هي إلا انعكاسات لمشاعر وأحاسيس المجتمع وإيقاعات العصر.

    *هل هناك تحدٍ يواجه الأدب الإسلامي في الوقت الحاضر ؟ ومـا أبرز التحديات في نظركم ؟

    - في إجابتي عن سؤالك الخامس إجابة لهذا السؤال.

    رحلت بقلبي

    *في خلوة الشاعر حسن الزهراني, ما البيت أو الأبـيات التي دائما ما يرددها ؟

    - في كل فترة وفترة يسيطر على لسان الإنسان عبارة أو بيت شعر أو حكمة يرددها في خلوته وهي متغيرة بتغير الظروف والقراءات وغيرها وفي هذه الآونة يتردد على لساني هذا البيت من قصيدة في رثاء أمي رحمها الله.

    رحلت بقلبي حول معصمها

    من أين لي من بعدها قلب

    * ما رأيك في ما يسمى بالنقد الثقافي ؟

    - لا يفتى والغذامي في المملكة.

    * هل النقد الأدبي خدم شعرك, أم ترى أن النقد المحلي غائب عن مسايرة الحركة الشعرية ؟

    - كثيرا ما سئلت هذا السؤال في حوارات سابقة وقلت ومازلت أقول أين هم النقاد المتخصصون الموهوبون المبدعون الذين لهم القدرة على التعامل مع النصوص الابداعية بوعي وثقة ورهافة إحساس أين هم أين هم؟!.

    أما خدمة النقد الشعري فهي ضئيلة جدا أصدرت ستة دواوين شعرية كلها قرأت من قبل بعض النقاد ولكنها قراءات سطحية لا تتغلغل في أعماق محتواها سلبا أو إيجابا.. ومن المؤسف أن يتآمر مجموعة منهم على قراءة أحد النصوص أو ديوان أو مجموعة قصصية أو رواية في أكثر من مطبوعة لعلاقتهم بصاحبها، والأدهى أن يجاريهم البعض ظنا منه أن مسايرته لهم سيجعله في مصاف النقاد المرموقين أما أن تكون هناك قراءة موضوعية صادقة هدفها الرقي بالأدب والذائقة وخدمة الوطن، فنادرة نادرة نادرة..

    التغيير والتجديد

    * ما رأيك في النوادي الأدبية عامة, ونادي الباحة الأدبي خاصة ؟

    - النوادي الأدبية قدمت للحركة الأدبية والثقافية على مستوى المملكة الكثير ولا ينكر ما قدمته الأندية الأدبية إلا جاهل أو متحامل.

    أما في زماننا الحاضر فيجب أن يعلم جميع القائمين على هذه الأندية ومن ضمنهم عضو مجلس إدارة نادي الباحة الأدبي حسن محمد الزهراني.. أن الوضع اختلف وأننا أمام مرحلة تتطلب التغيير والتجديد وان لدينا من الطاقات الإبداعية الشابة المتفتحة الكثير ويجب أن تسهم في جميع فعاليات الأندية وأننا وحسب ما يملي علينا ديننا يجب أن نقبل الرأي الآخر حتى وان خالف أهواءنا.

    مصارحة ومكاشفة

    *ما حدود الصراحة والمكاشفة في العمل الأدبي؟

    - أتمنى أن نطلق كل الحدود ونفك كل القيود أمام الأعمال الأدبية لنستمتع بكل إبداع أدبي وفكري وثقافي يختلج في جوانح أو عقول المفكرين والمبدعين فقد أخرتنا هذه القيود عن العالم من حولنا زمنا طويلا ولكننا في الآونة الأخيرة بدأنا نلحظ بحمد الله مكاشفات وصراحة في الكثير من الأمور التي تهم الإنسان العربي ولم تؤثر هذه على قناعاتنا الدينية والاجتماعية فأنت تعلم أنه لا يصح إلا الصحيح دائما.

    * عندما كتبت قصيدة (أبتاه كيف قتلت أمي) قلت: بدماء قلبي منذ أكثر من خمسة عشر عاما لم أتخيل أنني سأسمع حولها مايريب ولكنني سمعت ففجعت فكتبت :

    لعمري لم ألامس منك كفا

    وما شـاهدت يوما منك طـرفا

    الكلام السابق مقتبس من ديوانك الأخير , هل لك أن تعطي القاريء فكرة واضحة عما سبق .

    - (قصيدة أبتاه كيف قتلت أمي) تحكي معاناة الطفلة (رحاب) التي شاهدت أباها يقتل أمها بالسكين وهي تنظر هي واخوتها، حدث هذا في قريتنا وهما من احدى الدول العربية الشقيقة وقد انتشرت هذه القصيدة بشكل غريب ولم أحي أمسية في شرق المملكة أو في غربها أو جنوبها أو شمالها إلا وطلبت مني هذه القصيدة رغم أنها حزينة ومبكية وهي في ديواني الثالث (صدى الأشجان) وقصيدة (الإفك) التي أوردت منها بيتا في سؤالك هي رد على أحد المعجبين الذي هاتفني واقسم انه محتفظ بهذه القصيدة ويقرأها بين الحين والآخر ويبكي أحر البكاء ثم سألني: هل كانت بيني وبين المقتولة علاقة فقلت له ستأتيك الإجابة غدا فكتبت قصيدة الإفك ردا على شكه وبعثتها إليه وهذا كل ما في الأمر.

    قصة القصيدة

    * لقد تم اختيار قصيدة من ديوانك الأخير '' تماثل '' , هل لك أن تحدثنا عن تلك القصيدة , وما مدى وقع الخبر على نفسك , وهل كان في حسابك أن يتم اختيار إحدى قصائدك لتُضمّن في كتاب مقرر ؟

    - أولا: قصيدة (قبلة في جبين الوطن) ليست في الديوان الأخير (تماثل) بل هي في ديوان (قبلة في جبين القبلة) وهو خامس دواويني الشعرية وقد خصصته لقصائد الوطن والمناسبات أما عن اختيار القصيدة فقد هاتفتني رئيسة لجنة تطوير مناهج اللغة العربية منذ أكثر من عامين أو أكثر وأخبرتني أن اللجنة اختارت هذه القصيدة وطلبت موافقتي وإرسال سيرتي الذاتية فأعطيتها الموافقة وأرفقت السيرة الذاتية مختصرة وتخيلت أن الموضوع أهمل حتى هاتفني الأستاذ صالح مديس رئيس شعبة اللغة العربية بتعليم الباحة يبارك لي اختيار القصيدة في كتاب الأدب للصف الثالث متوسط المنهج التكاملي لهذا العام وبعث إلي نسخة من الكتاب.

    وعندما فتحت الكتاب وقرأت النص حمدت الله كثيرا وتذكرت الأستاذ الجليل محمد بن سعد فيضي رحمه الله والذي كان يقول دائما أنا لا اعترف بألقابك الشعرية يا حسن لا (ببحتري الباحة) ولا (عندليب الجنوب) ولا (شاعر الباحة) ولكنني أطلق عليك لقبا واحدا (أنت شاعر الوطن) وكل ما كتبت في قصائد في مختلف الأغراض تنبئ عن وطنية صادقة، وقد كتب هذا في احد مقالاته وكم كنت أتمنى أن يعيش ليرى صدق كلامه رحمه الله رحمة واسعة.

    ظواهر فنية

    * ما موقفكم من الظواهر الفنية التالية :

    الشعر الحر . قصيدة النثر . الرمز الشعر . نظرية موت المؤلف

    - الشعر الحر، الشعر حر بطبعه لا قيود له ما لم يخرج عن ثوابتنا السامية أما ان كنت تقصد شعر التفعيلة فهو أيضا بوزن وقافية ولكن أخف بكثير من الشعر العمودي ولذلك رأينا إبداعا وجماليات فنية ملفتة فيه.

    أما قصيدة النثر فلا يجتمع النثر والشعر فإما أن يكون شعرا واما أن يكون نثرا وبإمكان أصحاب هذا النوع أن يسموه: خواطر.. أحاسيس.. مشاعر أو أي اسم آخر غير الشعر.

    أما الرمز في الشعر فاعتبره ضرورة ملحة في القصيدة فهو مما يضفي عليها بعدا جماليا عميقا يجعل المتلقي يعيد قراءة النص مرات للوصول إلى خفاياه وهذا ليس بدعا بل لقد كان الرمز في القرآن من سمات إعجازه.

    أما نظرية موت المؤلف فالنظرية لها ملها وعليها ما عليها وهي تحاكم النص بعيدا عن قائله وهي كغيرها من النظريات التي تظهر حينا ثم تختفي.















    الحقوق محفوظة لمؤسسة المدينة للصحافة والنشر© 2004

    2004 © AL MADINA PRESS EST. ALL Rights Reserved

    webmaster@al-madina.com
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif, webp

ماهو اسم المنتدى؟ (الجواب هو الديرة)

يعمل...