هذا ما كتب الأستاذ مسفر بن صالح
آهٍ من الإسلاميين
مسفر بن صالح الوادعي
قلنا لكم يا معشر الليبراليين الجدد والعلمانيين العرب المعادين للإسلام السياسي الزموا حياض الحكمة العلوية التي تقول "أحبب حبيبك هوناً ما، عسى أن يكون بغيضك يوماً ما، وأبغض بغيضك هوناً ما، عسى أن يكون حبيبك يوماً ما" فلم تستجيبوا، فافعلوا اليوم ما بدا لكم وقد شرقتم بتوسع جماهيرية هذا التيار حتى كاد يختطف من بين أيديكم كعكة السلطة التي طالما حرصتم عليها وبالغتم في حياطتها وخالفتم في ذلك حتى مبادئ الليبرالية اليسارية نفسها ... فلأجل العشق ربما كفر الراهب بقانون المعبد.
لقد كنتم فيما مضى تتكلمون وتكتبون عن الإسلام السياسي وكأنما تتكلمون وتكتبون عن مجموعة من الدراويش الذين لا وعي لديهم ولا فهم ولا علم حتى إذا أثبتت الأيام أنهم أكثر مما توقعتم وعياً وفهماً وعلماً وصاروا خطراً واضحاً على غاياتكم وتياراً عريضاً تعلمون أنتم جيداً مدى ضخامته وحجمه انتقلتم إلى النياحة والبكاء على المستقبل الذي كنتم تنوون صناعته لهذه الشعوب وأفسده عليكم الإسلاميون. ولم تستطيعوا إلى الآن أن تفيقوا من الصدمة القوية التي خلفها منظر الشعوب وهي تلقي بمشاريعكم خارج صندوق الاقتراع.
لقد تكلمتم عنهم وكأنهم قطعة واحدة متشابهة في كل شيء وغفلتم أو تغافلتم عن كونهم تياراً ككل التيارات فيه المتطرف وفيه المعتدل فيهم الصلب القاسي وفيهم المرن. ولقد صورتموهم في أدبياتكم على أنهم كتله من الجمود والرجعية وإذا بهم تيار يتعلم ويتطور ويحسن من أدائه وأساليبه ويراجع حتى أدق التفاصيل في قاعدته الفكرية ولا يخجل من ذلك ولا يتنصل من ماضيه كما يفعل سواه أو يصر كما تفعلون على كمال أفكاره وأساليبه ويعلق فشلها على المجتمع والبيئة والتعليم والثقافة (وعلى الإسلاميين أيضاً إن لزم الأمر).
هم وحدهم الإسلاميون بلا حسنات وكأنهم شر مستطير لا يحملون أي خير للمجتمع. لم أسمع أو أقرأ لكم حرفاً واحداً يذكر حسنة للإسلاميين بينما تسهب كل أدبياتكم في ذكر مساوئ التصور الإسلامي الحركي والعقل الإسلاموي والمفهوم السياسي الإسلامي. فآهٍ ثم آه من هذا العقل الإسلامي الذي ليس له حسنة واحده أو قل سحقاً لتلك العين اليسارية التي لم تستطع رؤية حسنة واحدة لذلك العقل الإسلامي.
الإسلاميون وحدهم الذين لا يجوز لهم أن يمتهنوا السياسة أما أن يستغل السياسيون الدين فلا بأس. وذلك أن الإسلاميين لا يحق لهم الربط بين ثوابت الدين ومتغيرات السياسة أما السياسيون فيعصدونهما ببعضهما عصداً ثم لا يحق لأحد أن يعترض.
هم وحدهم فقط الذين يتطرفون ويقصون ويستأصلون الآخر، هم من كمم الأفواه وسجن المفكرين وأغلق أبواب التلفزيون والإذاعة والصحافة وحتى الانترنت أمام الآخر. (رحم الله هذا الآخر فهو مصطلح يتسع لكل الأطياف والأفكار إلا الإسلاميين فهو عليهم أضيق من سم الخياط).
هم وحدهم الذين لا يقبل رجوعهم عن آرائهم وإذا رجعوا يعد ذلك سبة تكتبون عنها على صفحات الجرائد، ثم تغمزون أعينكم وتقولون للناس (ألم نقل لكم!). أما سواهم فلا ضير أن يتخذ من الأفكار والمصطلحات ثياباً ينزع عنه واحداً ليرتدي الآخر فهو بالأمس شيوعي ثم رأسمالي ثم لا هذا ولا ذاك ثم هو اليوم ليبرالي يحمل على الشيوعيين و(القومجيه) والرأسماليين والحداثيين والإسلاميين...الخ.
هم وحدهم الذين لا يجيدون تقديم مشروع سياسي وخطة انتخابية أما سواهم فيفعلون حتى لو عجزوا في خمسين عاماً أن ينجزوا نصف مشروع أو عشره فإنما مردّ ذلك إلى ضخامة هذا المشروع وتعقيده حيث تهلهل منذ ساعاته الأولى وأصبح مستعصيا على إعادة التركيب.
هم وحدهم الذين يملكون غايات وصولية وتتملكهم شهوة السلطة ويستغلون الديمقراطية والتعددية لينقلبوا عليها من أجل الوصول إلى حكم استبدادي. أما سواهم فهو منزه عن ذلك وإن كان قد تغنى يوماً ما بأمجاد المستبدين والطغاة من رموز الجمهوسلطنات فلأنهم لم يكونوا إسلاميين!.
هم وحدهم الإسلاميون الذين يدغدغون مشاعر وعواطف الجماهير ولا يحسنون مخاطبة العقول أما الذين يتعاطون النياحة والبكاء في صحف الغرب ويستغلون عاطفة الرأي العام الغربي للتحريض على قلب الأنظمة وقمع الإسلاميين المتحكمين في الشارع العربي والإسلامي فذلك أُسّ العقل وفروعه.
ثم هل تعلمون أن الغرب الذي كان حليف التيارات اليسارية والعلمانية صار يرى أن التفاوض مع الإسلاميين مباشرة أجدى له وأنفع وصار يعترف بوجود إسلاميين معتدلين قادرين على تحقيق الديمقراطية واستطاع الإسلاميون أن يصلوا إلى المؤتمرات والندوات والحوارات التي كانت محرمة عليهم فيما مضى ويعرضون أفكارهم فيها بكل سهولة. فما رأيكم يا معشر اليساريين أن تجعلوا من ذلك تهمة جديدة (الإسلاميون يتحالفون مع الغرب للوصول للسلطة). أعلم جيداً أنكم تودون أن تقولوا نعم لكن تاريخ الطاولات المستديرة بكم أفواهكم فآهٍ ثم آهٍ من الإسلاميين.
آهٍ من الإسلاميين
مسفر بن صالح الوادعي
قلنا لكم يا معشر الليبراليين الجدد والعلمانيين العرب المعادين للإسلام السياسي الزموا حياض الحكمة العلوية التي تقول "أحبب حبيبك هوناً ما، عسى أن يكون بغيضك يوماً ما، وأبغض بغيضك هوناً ما، عسى أن يكون حبيبك يوماً ما" فلم تستجيبوا، فافعلوا اليوم ما بدا لكم وقد شرقتم بتوسع جماهيرية هذا التيار حتى كاد يختطف من بين أيديكم كعكة السلطة التي طالما حرصتم عليها وبالغتم في حياطتها وخالفتم في ذلك حتى مبادئ الليبرالية اليسارية نفسها ... فلأجل العشق ربما كفر الراهب بقانون المعبد.
لقد كنتم فيما مضى تتكلمون وتكتبون عن الإسلام السياسي وكأنما تتكلمون وتكتبون عن مجموعة من الدراويش الذين لا وعي لديهم ولا فهم ولا علم حتى إذا أثبتت الأيام أنهم أكثر مما توقعتم وعياً وفهماً وعلماً وصاروا خطراً واضحاً على غاياتكم وتياراً عريضاً تعلمون أنتم جيداً مدى ضخامته وحجمه انتقلتم إلى النياحة والبكاء على المستقبل الذي كنتم تنوون صناعته لهذه الشعوب وأفسده عليكم الإسلاميون. ولم تستطيعوا إلى الآن أن تفيقوا من الصدمة القوية التي خلفها منظر الشعوب وهي تلقي بمشاريعكم خارج صندوق الاقتراع.
لقد تكلمتم عنهم وكأنهم قطعة واحدة متشابهة في كل شيء وغفلتم أو تغافلتم عن كونهم تياراً ككل التيارات فيه المتطرف وفيه المعتدل فيهم الصلب القاسي وفيهم المرن. ولقد صورتموهم في أدبياتكم على أنهم كتله من الجمود والرجعية وإذا بهم تيار يتعلم ويتطور ويحسن من أدائه وأساليبه ويراجع حتى أدق التفاصيل في قاعدته الفكرية ولا يخجل من ذلك ولا يتنصل من ماضيه كما يفعل سواه أو يصر كما تفعلون على كمال أفكاره وأساليبه ويعلق فشلها على المجتمع والبيئة والتعليم والثقافة (وعلى الإسلاميين أيضاً إن لزم الأمر).
هم وحدهم الإسلاميون بلا حسنات وكأنهم شر مستطير لا يحملون أي خير للمجتمع. لم أسمع أو أقرأ لكم حرفاً واحداً يذكر حسنة للإسلاميين بينما تسهب كل أدبياتكم في ذكر مساوئ التصور الإسلامي الحركي والعقل الإسلاموي والمفهوم السياسي الإسلامي. فآهٍ ثم آه من هذا العقل الإسلامي الذي ليس له حسنة واحده أو قل سحقاً لتلك العين اليسارية التي لم تستطع رؤية حسنة واحدة لذلك العقل الإسلامي.
الإسلاميون وحدهم الذين لا يجوز لهم أن يمتهنوا السياسة أما أن يستغل السياسيون الدين فلا بأس. وذلك أن الإسلاميين لا يحق لهم الربط بين ثوابت الدين ومتغيرات السياسة أما السياسيون فيعصدونهما ببعضهما عصداً ثم لا يحق لأحد أن يعترض.
هم وحدهم فقط الذين يتطرفون ويقصون ويستأصلون الآخر، هم من كمم الأفواه وسجن المفكرين وأغلق أبواب التلفزيون والإذاعة والصحافة وحتى الانترنت أمام الآخر. (رحم الله هذا الآخر فهو مصطلح يتسع لكل الأطياف والأفكار إلا الإسلاميين فهو عليهم أضيق من سم الخياط).
هم وحدهم الذين لا يقبل رجوعهم عن آرائهم وإذا رجعوا يعد ذلك سبة تكتبون عنها على صفحات الجرائد، ثم تغمزون أعينكم وتقولون للناس (ألم نقل لكم!). أما سواهم فلا ضير أن يتخذ من الأفكار والمصطلحات ثياباً ينزع عنه واحداً ليرتدي الآخر فهو بالأمس شيوعي ثم رأسمالي ثم لا هذا ولا ذاك ثم هو اليوم ليبرالي يحمل على الشيوعيين و(القومجيه) والرأسماليين والحداثيين والإسلاميين...الخ.
هم وحدهم الذين لا يجيدون تقديم مشروع سياسي وخطة انتخابية أما سواهم فيفعلون حتى لو عجزوا في خمسين عاماً أن ينجزوا نصف مشروع أو عشره فإنما مردّ ذلك إلى ضخامة هذا المشروع وتعقيده حيث تهلهل منذ ساعاته الأولى وأصبح مستعصيا على إعادة التركيب.
هم وحدهم الذين يملكون غايات وصولية وتتملكهم شهوة السلطة ويستغلون الديمقراطية والتعددية لينقلبوا عليها من أجل الوصول إلى حكم استبدادي. أما سواهم فهو منزه عن ذلك وإن كان قد تغنى يوماً ما بأمجاد المستبدين والطغاة من رموز الجمهوسلطنات فلأنهم لم يكونوا إسلاميين!.
هم وحدهم الإسلاميون الذين يدغدغون مشاعر وعواطف الجماهير ولا يحسنون مخاطبة العقول أما الذين يتعاطون النياحة والبكاء في صحف الغرب ويستغلون عاطفة الرأي العام الغربي للتحريض على قلب الأنظمة وقمع الإسلاميين المتحكمين في الشارع العربي والإسلامي فذلك أُسّ العقل وفروعه.
ثم هل تعلمون أن الغرب الذي كان حليف التيارات اليسارية والعلمانية صار يرى أن التفاوض مع الإسلاميين مباشرة أجدى له وأنفع وصار يعترف بوجود إسلاميين معتدلين قادرين على تحقيق الديمقراطية واستطاع الإسلاميون أن يصلوا إلى المؤتمرات والندوات والحوارات التي كانت محرمة عليهم فيما مضى ويعرضون أفكارهم فيها بكل سهولة. فما رأيكم يا معشر اليساريين أن تجعلوا من ذلك تهمة جديدة (الإسلاميون يتحالفون مع الغرب للوصول للسلطة). أعلم جيداً أنكم تودون أن تقولوا نعم لكن تاريخ الطاولات المستديرة بكم أفواهكم فآهٍ ثم آهٍ من الإسلاميين.