Unconfigured Ad Widget

تقليص

أي بنـي.. مقالات

تقليص
X
  •  
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • الفنار
    عضو مميز
    • Sep 2003
    • 653

    أي بنـي.. مقالات

    يتعثر قلمي بين هذه السطور
    ليرسل إلى من أدرك أبويه أو أحدهما بعض لمسات، وينثر بين يديه بضع مقالات..
    وما أخجل قلمي –تالله- إلا ثقتي أن الكاتب أحوج من القراء لما يكتبه..
    فخذوها من أخيكم بمحبة
    واسألوا المولى لي ولكم إحسانا
    ..... ..... ..... ..... ..... .....

    ( 1 )

    اللهم غفرانك؛؛ كم تقصر نفوسنا عن عبادتك بحق قدرك؟.. عظيمٌ سبحانك، في ملكوتك؛ في جبروتك؛ في سلطانك؛ في آيات إعجازك وبيانك، حتى في رحمتك عظيمٌ عظيم..
    غرست في نفوس مخلوقاتك رحمةً وحنوا، وأودعت سويداء قلوبهم عطفاً ورفقا، ثم ما كانت رحمة كل هذه المخلوقات بأنفسها وبنيها وأهليها؛ وبمن يستدر الرحمة من سواها؛ إلا جزءاً من مائة جزء من رحمتك سبحانك..

    تأمل بني هذه الكليمات أعلاه، لقد كنت أراها كما تراها، وأحسبني أعيها حق الوعي، بيد أني أفقت من غشيتي لأبصر معانيها كأوضح ما تكون؛ لحظة صرت خلف هذا الباب المعدني، أسمع صرخات أمك في كل دفعةٍ من آلام الطلق، فأفرغ شحنات آلامي في مسير أقدامي؛ لتدرج هذا الممر من أقصاه لأقصاه، وربما عن لي أن أريح قدمي، فما هي إلا أنةٌ أسمعها؛ أو خيالات –لا قدر الله- أذكرها؛ إلا ويضيق بي مجلسي وأضيق به..

    وأتساءل؛؛كم درج على هذا الممر قبلي من أقدام؟ وكم جاس أرجاءه من آباء؟ يعبث بأنفسهم ما يعبث بي الآن من أوهام، ويقلقهم ما يقلقني الآن من صرخات أسمعها وآلام..
    رباه ما أوسع علمك، أحطت بهم وبأخبارهم خبرا، فعندك علم من بلوته، وعلم من وهبته، وليت شعري،، إلى أي النجدين يمضي بنا قضاؤك..
    لك الحمد إلهي في الحالتين، ولك الشكر على الأمرين، فإن قلقنا أو جهلنا أو جزعنا فارحم إلهي ضعفنا، وقلة حيلتنا..

    أي بني..
    يكفي بعذاب هذا اليوم من أجلك عذابا..
    وسط حمأة القيظ؛ وشمس صيفنا تعانق كبد أم الكواكب، حملت أمك لأقرب مستشفى؛ والسيارة أتون خباز؛ تشتعل بأشعة الشمس اللاهبة، وحشرجات أمك اللاهثة؛ وأنفاس أبيك القلقة الحائرة..

    ومضينا بدربنا يا بني، وها أنت تراود الحياة عن بابها لتلجه،، ولا أدري من شأنكم ما سيكون إلا أن تدريه أنت.. أوكلت أمركم لله؛ وهو أرحم الراحمين..
    من لنا سواه في لحظات الكرب؛ ومن نرجو إلاه إن وردنا العسير الصعب..
    إلهي.. خجلي من آثامي يهد عزيمتي؛ فلا اسطع أن ارفع كفاً ليدعوك..
    إلهي.. إن لم يكن برحمتك بهذه الأم في لأوائها؛ فبرحمةٍ منك بجنينٍ لم تدنسه دنيانا بأوبائها..
    ..
    ..
    ..
    الله أكبر........

    سجدة شكرٍ لله،،، مخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي..

    أي بني..
    هاهي صرختك الأولى تطن بمسمعي، ويتجاوب صداها في أعماقي، فتزلزل من قلبي خلاياً لم أعهد لها حراكا، وتعزف بأذني نغماً لو تآلفت الخليقة لتعزف أعذب منه ما استطاعت، وتفتت كبدي شظاياً ثم تنثرها لتنطلق فلذتها فتسربل حماطة قلبك..
    صرخةٌ؛ أدركت مذ دوت أن جداراً فاصلاً قد قام بنفسي بين حياتين، ولوناً رائقاً قد حل في قلبين، وأني وأمك سلكنا درباً جديداً من دروب الحياة، وفتحنا باباً موصداً من أبوابها، فسألت الله بعد حمده عوناً وسداد..
    ..
    ..
    وفتح الباب فولجت منه روحي وإن لم تلج القدمان..
    - مبارك،، ابنك يبلغك سلامه، ويخبرك أنه وأمه بصحةٍ جيدة..
    قالها الطبيب مبتسما، فما أدركت نفسي إلا وأنا أضمه لصدري، ومن أردانه تفوح رائحة المطهر لتصل أنفي فأشمها مسكاً وعنبر!! .. أترى لأنها امتزجت برائحتك ولدي؟ ربما..

    أي بني..
    ثلاث ساعاتٍ من زمن الخليقة، هي بقياس والديك دهراً كاملا، قضتها أمك على سريرٍ لا يفصل بينه وبين كلمة الموت أن تضاف إليه إلا مسافة أقصر مما بين هاتين الكلمتين على هذه الصفحة..
    وقضاها أبوك تتجاذبه آهات من تجود بروحها لتخرج للوجود روحك، ويتطاول له الزمان بانتظار صرخة قدومك، فألمٌ راهنٌ يضنيه، وأملٌ حالمٌ يسليه، خوفٌ على أمك؛ وخوفٌ عليك؛ وخوفٌ على نفسه أن يضيع بضياع أحدكما أو يموت بموت كليكما..

    أي بني..
    لو لم نقدم لك من حنانٍ إلا هذا الدهر بحسابنا أو السويعات بحساب غيرنا، لكان كفيلاً بربط ديننا في عنقك بسلاسل من حديد، وتسطير حقنا في سفر حياتك بمدادٍ من همٍ وآلامٍ وتسهيد..

    الآن تكشفت لي حجبٌ من عظمة الإسلام، حينما جعل للوالدين الطاعة – في المعروف- ولو كانا كافرين، وأدركت معنى انتماءنا لدينٍ يعطي كل ذي حقٍ حقه، ويوفي لكل ذي فضلٍ فضله..
    دينٌ أدرك الطير والحيوان والنبات برحمته، بل وسجلها للجماد ممثلاً في منبر الرسول عليه الصلاة والسلام!..
    رحمةٌ؛؛ استظل بأفيائها كل من عاش بأرضٍ يجلجل بها الأذان، وغشيت بغمامها كل ما ضمت بيداءٌ بها للإيمان مكان..

    أي ضلالٍ تتخبط فيه أمم الحضارة المادية، وأي خواءٍ تعلي أمواجه أرواحهم وترخي، بئساً للإنسانية إن كانوا مثالها، وتعساً للحرية إن كانوا أنموذجها..
    قومٌ تموت الأم بحسرة وحدتها وفقرها، وعلى مقربةٍ يتربع قصر نتاج رحمها، وتبعثر أموال قسيم دمها وغذائها وحليب ثديها..
    يشبع كلبه وتتلوى جوعاً أمه؛؛؛ فلا نامت أعين دعاة التغريب والسفهاء..
    التعديل الأخير تم بواسطة الفنار; الساعة 08-03-2005, 07:57 AM.
    " فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض"
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif, webp

ماهو اسم المنتدى؟ (الجواب هو الديرة)

يعمل...