كيفية علاج الكبـر واكتسـاب التواضـع س : تكاثرت النصوص الشرعية من الكتاب والسنة في الأمر بالتواضع للحق والخلق والثناء على المتواضعين وذكر ثوابهم العاجل . كما تكاثرت النصوص كالنهي عن الكبر والتكبر والتعاظم وبيان عقوبة المتكبرين . . فبأي شيء يكون علاج الكبر واكتساب التواضع ؟
ج : لا شك أن الواجب على كل مسلم أن يحذر الكبر وأن يتواضع و {من تواضع لله درجة رفعه الله درجة } ومن تكبر فهو على خطر أن يقصمه الله - نسأل الله العافية - قال رجل : يا رسول الله إني أحب أن يكون ثوبي حسنا ونعلي حسنا أفذلك من الكبر؟ فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : {إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس} بطر الحق : أي رد الحق ، إذا خالف هواه رده ، وغمط الناس أي احتقار الناس ، فالناس في عينه دونه ، يحتقرهم . يرى نفسه فوقهم؛ إما لفصاحته وإما لغناه وإما لوظيفته وإما لأسباب أخرى يتخيلها ،
وقد يكون فقيرا ، في الحديث الصحيح يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : {ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم ولهم عذاب أليم شيخ زان وملك كذاب وعائل مستكبر}
عائل : أي فقير ومع فقره يستكبر ويبتلى بالكبر ، فالكبر يدعو إليه المال والغنى ، ومع فقره فهو يستكبر فالكبر سجية له وطبيعة له . أما التواضع : فهو لين الجانب وحسن الخلق وعدم الترفع على الناس ، كما قال صلى الله عليه وسلم : {إن من أحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا } { البر حسن الخلق }
فليتذكر عظمة الله ويتذكر أن الله هو الذي أعطاه المال ، وأعطاه الوظيفة ، وأعطاه الجاه وأعطاه الوجه الحسن ، أو غير ذلك . . يتذكر أن من شكر ذلك التواضع وعدم التكبر . . لا يتكبر لمال أو لوظيفة أو لنسب أو لجمال أو لقوة أو لغير ذلك . . بل يتذكر أن هذه من نعم الله وأن من شكرها أن يتواضع وأن يحقر نفسه وألا يتكبر على إخوانه ويترفع عليهم ، فالتكبر يدعو إلى الظلم والكذب وعدم الإنصاف في القول والعمل ، يرى نفسه فوق أخيه إما لمال وإما لجمال وإما لوظيفة وإما لنسب وإما لأشياء متوهمة ، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : { الكبر بطر الحق وغمط الناس} يعني رد الحق إذا خالف هواه هذا تكبر ، وغمط الناس : احتقار الناس يراهم دونه وأنهم ليسوا جديرين بأن ينصفهم أو يبدأهم بالسلام أو يجيب دعوتهم أو ما أشبه ذلك .
وإذا تذكر ضعفه وأنه من نطفة ضعيفة من ماء مهين وأنه يحتاج إلى حمام لقضاء الحاجة وأنه يأكل من هنا ويخرج من هنا ، وأنه إذا لم يستقم على طاعة الله صار إلى النار عرف ضعفه وأنه مسكين ولا يجوز له أن يتكبر .
مجموع فتاوى ومقالات_الجزء التاسع
الشيخ:ابن باز
ج : لا شك أن الواجب على كل مسلم أن يحذر الكبر وأن يتواضع و {من تواضع لله درجة رفعه الله درجة } ومن تكبر فهو على خطر أن يقصمه الله - نسأل الله العافية - قال رجل : يا رسول الله إني أحب أن يكون ثوبي حسنا ونعلي حسنا أفذلك من الكبر؟ فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : {إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس} بطر الحق : أي رد الحق ، إذا خالف هواه رده ، وغمط الناس أي احتقار الناس ، فالناس في عينه دونه ، يحتقرهم . يرى نفسه فوقهم؛ إما لفصاحته وإما لغناه وإما لوظيفته وإما لأسباب أخرى يتخيلها ،
وقد يكون فقيرا ، في الحديث الصحيح يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : {ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم ولهم عذاب أليم شيخ زان وملك كذاب وعائل مستكبر}
عائل : أي فقير ومع فقره يستكبر ويبتلى بالكبر ، فالكبر يدعو إليه المال والغنى ، ومع فقره فهو يستكبر فالكبر سجية له وطبيعة له . أما التواضع : فهو لين الجانب وحسن الخلق وعدم الترفع على الناس ، كما قال صلى الله عليه وسلم : {إن من أحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا } { البر حسن الخلق }
فليتذكر عظمة الله ويتذكر أن الله هو الذي أعطاه المال ، وأعطاه الوظيفة ، وأعطاه الجاه وأعطاه الوجه الحسن ، أو غير ذلك . . يتذكر أن من شكر ذلك التواضع وعدم التكبر . . لا يتكبر لمال أو لوظيفة أو لنسب أو لجمال أو لقوة أو لغير ذلك . . بل يتذكر أن هذه من نعم الله وأن من شكرها أن يتواضع وأن يحقر نفسه وألا يتكبر على إخوانه ويترفع عليهم ، فالتكبر يدعو إلى الظلم والكذب وعدم الإنصاف في القول والعمل ، يرى نفسه فوق أخيه إما لمال وإما لجمال وإما لوظيفة وإما لنسب وإما لأشياء متوهمة ، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : { الكبر بطر الحق وغمط الناس} يعني رد الحق إذا خالف هواه هذا تكبر ، وغمط الناس : احتقار الناس يراهم دونه وأنهم ليسوا جديرين بأن ينصفهم أو يبدأهم بالسلام أو يجيب دعوتهم أو ما أشبه ذلك .
وإذا تذكر ضعفه وأنه من نطفة ضعيفة من ماء مهين وأنه يحتاج إلى حمام لقضاء الحاجة وأنه يأكل من هنا ويخرج من هنا ، وأنه إذا لم يستقم على طاعة الله صار إلى النار عرف ضعفه وأنه مسكين ولا يجوز له أن يتكبر .
مجموع فتاوى ومقالات_الجزء التاسع
الشيخ:ابن باز